بوابة الوفد:
2024-11-21@18:45:51 GMT

معالى الوزير مُصطفى النحاس!

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

حين تقرأ بعضًا من سيرة الزعيم الجليل مُصطفى النحاس فى الكتاب الرائع الذى سطره «عاشق سيد الناس» الكاتب الكبير عباس حافظ، تتجلى أمامك أنشودة المحبة الحقيقية للزعيم، من خلال حكايات وقصص نعتبر منها لنجلى بها قلوبنا التى تذوب حباً فى سيرة مصطفى النحاس ومسيرته.
يقول عباس حافظ عن مصطفى النحاس.. وكان مسلكه فى وزارة المواصلات مسلك نزاهة رفيعة، إذ كان المعتاد قبل قيام وزارة الشعب الأولى أن يتقاضى كل وزير أربعين جنيهًا بمثابة «بدل سيارة»، فلما جاءت الوزارة السعدية وقف النحاس بين زملائه يقول «إننى أقلكم مالًا، ولكنى متنازل عن مبلغ الأربعين جنيهاً التى تدفع لنا» فلم يكن من الوزراء إلى أن استجابوا له، واحتذوا حذوه، فألغِى المبلغ من الميزانية إلى أن جاءت الوزارة الزيورية فاستعادته «يقصد وزارة أحمد زيوار باشا».


كان هذا هو أول عهده بالمناصب الوزارية.. ويدلل عباس حافظ على قوة شخصيته رغم حداثة عهده بالوزارة قائلًا.. «ورغم ذلك لم يكن مصطفى يصانع أو يجامل أو يخشى سطوة أحد من الإنجليز، أو يسكت عن إساءة من ناحيتهم، أو خطأ يقترفه كبير فيهم، بل كان الوَزير الحَريص على كرامته، الحفيظ لهيبة منصبه وسلطته، فقد قرأ وهو وزير المواصلات يومئذ فى تلغرافات الأهرام الخاصة ذات صبح مقالاً أو خلاصة من مقال أو تصريحاً منسوباً للمستر فرسكويل المدير العام للسكك الحديد المصرية فى ذلك الحين مع أحد مراسلى الصحف البريطانية، وهو أن السكك الحديدية المصرية قد اختلت اختلالاً شديداً منذ تربعت الوزارة النيابية، فلم يكد الوزير يصل إلى مكتبه حتى استدعى إليه المستر فرسكويل، فلما حضر قال له إنى أقترح عليك يا مستر فرسكويل أن تختار أحد أمرين: إما أن تكتب إلى قبل الساعة الواحدة كتاباً تكذب فيه تصريحك المنشور فى التيمس، أو أن أحيلك فى الحال إلى مجلس تأديب وانصرف المستر فرسكويل حائراً لا يدرى ماذا هو صانع إزاء هذا الوزير الجديد الذى لا يضع إنجليزيته موضع الاستثناء، ويعامله كمرؤوس من عرض المرؤوسين سواء بسواء. ولكن لم يلبث أن خطر له خاطر، فعمد إلى تنفيذه، وذلك هو أن يزور صديقا إنجليزياً مثله يشتغل بالمحاماة، راجياً إليه أن يقصد النحاس باشا فيتوسط له عنده، فلما كاشف صديقه هذا بما جرى، ذهب الصديق إلى النحاس باشا، فدخل عليه وبسط الأمر له، فقال له مصطفى باشا إنى أعجب لك كيف وأنت محامٍ تجىء لتناقشنى فى مسألة موظف تحت إدارتى، فإن كانت لديك نصيحة للمستر فرسكويل، فأنصح له بأن يكتب لى الكتاب الذى طلبته منه.. وقبل الساعة الواحدة بعد الظهر كان عند مصطفى باشا الكتاب الذى أراده…
هكذا كان النحاس، فلم يكن نزيهاً فحسب، ولكنه كان مكتفياً راضياً، وكان أيضاً وطنياً صبوراً، وخطيباً ذكياً، وحراً لا يخشى إلا الحق.. وله حكاية دالة سردها عباس حافظ خلال خوضه الانتخابات فى سمنود يقول.. «وظهر من حرية رأيه يومئذٍ ما كان حديث الناس فى المجامع، وموضع تقدير حسن عند الناخبين يخطبهم فقد وقف فى أهل دائرته سمنود خلال الحركة الانتخابية، وكان منافسه فيها يومئذٍ على المنزلاوى بك، فقال: من منكم يرى فى انتخاب على بك المنزلاوى مصلحة لوطنه ولا يُقدِم على انتخابه مجاملةً لشخصى، أو مراعاةً لأى اعتبار آخر، فإنه يكون مجرمًا فى حق بلاده!
هذا هو النحاس.. كان زعيمًا ذكياً ولكنه كان صادقاً ومخترقاً لعقول الجماهير وقلوبها معاً، ولذلك كان زعيماً لا يُضاهى، وكان نموذجاً يجب تدريسه فى مناهج السياسة باعتباره رمزاً نادراً للوطنية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور مصطفى النحاس وزارة المواصلات السكك الحديدية المصرية عباس حافظ

إقرأ أيضاً:

بالتعاون مع وزارة الآثار.. الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 بدأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، في ترميم واجهة قصرها التاريخي بحرم الجامعة في ميدان التحرير.

 يُعد هذا المبنى الأيقوني أقدم مبنى في الحرم الجامعي ويمتد تاريخه إلى أكثر من 150 عامًا. وقد علّق الدكتور خالد طرابيه، المهندس المعماري للجامعة والأستاذ المشارك للتصميم المستدام على هذا المشروع قائلاً: "شهد القصر تطور الجامعة ونموها على مر الزمن، فضلًا عن أحداث محورية منذ تأسيسها في عام 1919.وبمرور الوقت، تدهورت العديد من أجزاء الواجهة الرئيسية وفقدت مظهرها الأصلي وألوان طلاءها. يهدف المشروع إلى ترميم واجهة القصر والنوافذ والطلاء وإصلاح أي مناطق متضررة بالتعاون مع استشاريين ومقاولين متخصصين وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية."
كان هذا المبنى التاريخي القديم - الذي بُني في الأصل كقصر لخيري باشا في الفترة من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر – قد تم استخدامه مقراً لوزارة المعارف أثناء جهود التحديث في فترة حكم الخديوي إسماعيل، وتم إدراجه في السجل القومي للمباني التراثية في مصر منذ عام 2007. وتتميز واجهاته المعقدة وديكوراته الداخلية الفخمة بدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية التي اشتهرت بها مساكن النخبة في القرن التاسع عشر.
يشير طرابية أن مشروع الترميم يشمل إصلاح الواجهات الخارجية المطلة على الشوارع يليها بقية الواجهات. "على مدار العقود، تعرضت الواجهة لتدهور مثل وجود فراغات وفجوات على السطح تتطلب حشواً مناسباً، واختفاء الألوان والمواد الأصلية للمبنى، مثل الزخارف الإطارية المصنوعة من الفسيفساء التي دفنت تحت طبقات من الطلاء، بالإضافة إلى الزخارف المكسورة التي يتم ترميمها باحترافية."
كما يجري حاليًا تحليل أنماط الطلاء والحجر المستخدم في الواجهة باستخدام صور فوتوغرافية تاريخية لإعادة القصر إلى حالته الأصلية، مصحوبًا بعملية توثيق إلكترونية شاملة هي الأولى من نوعها للمبنى.
وقد صرّحت الدكتورة دليلة الكرداني، المهندس الاستشاري للمشروع والأستاذ بجامعة القاهرة والأستاذ غير المتفرغ بقسم العمارة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "يُعرف قصر خيري باشا ليس فقط بقيمته المعمارية ولكن أيضًا بأهميته التاريخية والرمزية"، وأضافت: "لعب القصر دورًا محوريًا في تاريخ التعليم في مصر، ويعتبر رمزًا لدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية في القرن التاسع عشر".
وأكّدت الكرداني على الصلات التاريخية للقصر بقطاع التعليم، مشيرة إلى أنه كان مقرًا لوزارة المعارف، ومصنعًا للسجائر، ثم مكانًا لاستضافة الدروس في أول جامعة بمصر، والتي أصبحت الآن جامعة القاهرة.

وأضافت: "وهكذا، ارتبط قصر خيري باشا دائمًا بالمراحل الأولى من حركة التعليم العالي في مصر. ومع انضمامه لاحقًا إلى الجامعة الأمريكية، حافظ القصر على إرثه التاريخي كمركز للتعليم والتبادل الفكري، استمراراً لتقاليد الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي".
لمزيد من المعلومات عن قصر خيري باشا التاريخي، يرجى زيارة صفحة قصر الجامعة التاريخي.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار الذهب في التجارة الآسيوية مع تزايد التوترات بين روسيا وأوكرانيا
  • تحرك برلماني بشأن بُعد المسافات بين محل إقامة المرضى والمستشفيات
  • 1823م – 1898م إستباحات وتشريدات الشريط النيلي من دنقلا للخرطوم .. هي ثلاث تشريدات وإستباحات
  • حافظ على نعمة ربنا.. رئيس المحكمة يوجه رسالة قوية لـ إمام عاشور
  • منتدى «ملهم الأول للتطوع» بالفيوم تحت شعار «إبداع» لتعزيز العمل المجتمعي
  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير
  • بالتعاون مع وزارة الآثار.. الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير
  • شريف حافظ لـ الفجر الفني: "رأسين في الفاس" دراما النصف الثاني من رمضان.. وأولى تجاربي في السينما بـ روايتي "إهداء إبليس" (حوار)
  • مريم أوزرلي تعود إلى الشاشة بعد 11 عامًا بدور العشيقة
  • انهيارات جبلية بالكونغو الديمقراطية تكشف عن أطنان من النحاس