قرار ضم مبانى الوزارات القديمة فى قلب القاهرة إلى الصندوق السيادى المصرى بعد نقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة، يضمن إدارتها بشكل جيد، واستغلال بعضها كمتاحف ومزارات سياحية وفنادق بالشراكة مع القطاع الخاص، خاصة أن معظمها مبانٍ أثرية وتاريخية.
القيمة المادية لهذه المبانى التى تتجاوز مئات المليارات، بالإضافة إلى قيمتها التاريخية تتطلب الاستفادة منها كما هى دون هدمها باعتبارها ذاكرة الأمة وتعكس حضارة الوطن، فى تخصيص العائد من المشروعات التنموية التى تدار من خلالها لعلاج عجز الموازنة والإنفاق على مشروعات تنموية تخدم المواطنين وتحويل بعضها إلى متاحف ومزارات سياحية أو فنادق بالتعاون مع القطاع الخاص.
لا شك أن هذه المبانى التى يطلق عليها «منطقة المربع الذهبى» إذا أحسن استغلالها فستقضى على نسبة من البطالة وتحل مشكلة زحام وسط البلد، فالبعض منها بعد ترميمه وتصليحه يصلح أن يتحول إلى مشاريع استثمارية، مثل المستشفيات والمدارس الفندقية، هذه المشروعات ستحل الكثير من المشكلات مثل توظيف عدد من الشباب وتوزيع التكدس فى باقى الأماكن الحكومية فى أكثر من مكان مما يساعد فى حل مشكلة الازدحام المرورى.
قبل التعامل مع هذه المبانى لا بد من وجود دراسة متكاملة عن طبيعتها، ويجب عدم التعامل معها كلها بنفس الرؤية لأن كل مبنى له طابع مميز، وبالتالى سيكون التعامل مع كل منها مختلفًا وفقًا للقيمة التراثية له، وتطبيق الرقمنة واللامركزية إذا تم تحويل بعض المبانى إلى خدمات جماهيرية أو طرحها للاستثمار الأجنبى وبمشاركة القطاع الخاص لزيادة العائد الاقتصادى للدولة والاستفادة من تفعيل منح الرخصة الذهبية للمستثمرين ورقمنة أصول الدولة، وهذا حق للحكومة المصرية فى تعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة.
لقد كان قرار نقل مقار الوزارات والهيئات الحكومية من قلب القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة من أهم القرارات الجريئة والمهمة التى تم اتخاذها فى السنوات الأخيرة، وتأتى خطوة الحكومة المصرية للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة لتخفيف الضغط وتفريغ وسط القاهرة والحد من التكدس والكثافات المرورية فى منطقة وسط البلد والمحافظة على الرونق الحضارى للقاهرة واستغلالها بالشكل الأمثل الذى يليق بها، وتحقيق الضغط على المبانى التاريخية فيها، بالإضافة إلى انتقال الموظفين لأماكن ومقرات ذكية مجهزة بشكل مثالى بما يتناسب مع التطور والتقدم التكنولوجى ومواكبة التحول الرقمى العالمى.
هذه النقلة الحضارية جعلت التفكير حاليًا يتجه نحو مصير المنشآت والمبانى الحكومية التى يستمر إخلاؤها وكيفية الاستفادة منها ماديًا وثقافيًا واقتصاديًا، بعد إفساح المجال للقطاع الخاص للإبداع والابتكار لاستغلال هذه المبانى التى تتميز بوجودها فى مناطق حيوية أكثر من رائعة، وتكون الاستفادة من القطاع الخاص بعدة صور وأشكال، منها المشاركة مع الدولة أو الإدارة والتشغيل أو نظام حق الانتفاع لفترة معينة بعد الاتفاق على نوعية وكيفية الاستغلال وطريقة التشغيل. الاستفادة من القطاع الخاص فى هذا المجال ستساعد على نقل خبرات دولية ناجحة ونقل خبرات فنية وتقنية عالية، هذا الاتجاه نحو الاستفادة من هذه الأصول يحقق الاستغلال الأمثل لها والحفاظ عليها والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى إدارة أملاك الدولة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إدارة أملاك الدولة حكاية وطن العاصمة الإدارية الجديدة القطاع الخاص الاستفادة من
إقرأ أيضاً:
استثمارات بين مصر و الإمارات لتعزيز التعاون في الطاقة المتجددة
أوضح المهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مراسم توقيع اتفاقيتين، لتنفيذ مشروعين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية (بنظام BOO)، بطاقة إجمالية 1.2 جيجاوات، وكذا إضافة أنظمة لتخزين الطاقة بواسطة تكنولوجيا البطاريات بقدرة إجمالية 720 ميجاوات، جاء لدعم مبادرة مصر لتعزيز الاعتماد على حلول الطاقة المتجدد.
وتشمل اتفاقيتين لشراء الطاقة يتضمنان إنشاء محطات طاقة شمسية بقدرة 1.2 جيجاوات، ونُظم بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 720 ميجاوات ساعة، وهو ما يمثل إنجازًا بارزًا يدعم جهود الدولة المصرية لتطوير قطاع الطاقة النظيفة.
ومن المقرر أن يتم بدء تشغيل المرحلة الأولى وربطها على الشبكة الموحدة خلال شهر يوليو المقبل 2025، على أن يتم استكمال باقي المشروع خلال نفس العام، وذلك في إطار الخطة العاجلة لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بزيادة قدرات الطاقات الجديدة والمتجددة وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية، بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص ودعم الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية، تماشيا مع رؤية الدولة الداعمة والمساندة لدور القطاع الخاص في خطة التنمية المستدامة، التي تعد الطاقة النظيفة أحد أهم دعائمها.
وأن هناك تنسيقا دائما وتعاونا بين جميع الجهات المعنية لدعم خطة قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، واستراتيجية العمل للتحول نحو الطاقة النظيفة، موضحا الإسراع في الخطوات التنفيذية للمشروعات الجاري تنفيذها لزيادة القدرات المضافة من الطاقات المتجددة على الشبكة القومية للكهرباء.
مؤكدا أن القطاع الخاص شريك رئيسيّ في مشروعات الطاقة المتجددة، كما أن الوزارة تعمل على فتح المجال أمامه وتقديم ما يلزم من دعم لزيادة مشاركة الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية في مشروعات الطاقة النظيفة.
كما أن هناك نماذج ناجحة في هذا المجال من بينها التعاون مع تحالف "مصدر - إنفينيتي - حسن علام"، الذي يعكس الشراكات الاستراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص، مضيفا أن هناك خطة عاجلة لتحسين جودة واستقرار التغذية الكهربائية والاعتماد على الطاقات المتجددة وخفض انبعاثات الكربون، وتنويع مصادر الطاقة وخفض استهلاك الوقود التقليدي، وذلك في إطار رؤية التنمية المستدامة للجمهورية الجديدة.
موضحًا أن إدخال أنظمة تخزين الطاقة بواسطة البطاريات والتوسع فيها كنظام مستخدم في معظم شبكات الكهرباء ـ التي تعتمد على الطاقات المتجددة حول العالم ـ يستهدف تعظيم الاستفادة من الطاقة المولدة واستخدامها لتحقيق الاستقرار للشبكة الموحدة خاصة في أوقات الذروة.