بوابة الوفد:
2025-02-23@07:33:32 GMT

يسبرز والذات الحقيقية

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

فى عالم الفلسفة تجد الكتابات كلها تتسم بالجمود والصعوبة فى الفهم، وعليه تجد القارئ نفسه فى حالة من الممانعة لمواصلة القراءة والإقبال، وعليه تحدث الفجوة والجفاء بل والكراهية للفلسفة ولمن يمتهنها بشكل عام.. تلك هى الحالة العامة.. لكن هناك من استطاع أن يمتلك الأدوات بشكل جيد وتمكن من تطويع المقولات الفلسفية وجعلها ميسورة الفهم.

. فعلى سبيل المثال أنت تجد نشوة تداعبك وأنت تقرأ كتب الدكتور زكريا إبراهيم.. مشكلة الإنسان، مشكلة الحب، مشكلة الفلسفة، مشكلة الأخلاق... الخ نفس الأمر تجده عند قراءة ما يكتبه الدكتور إمام عبدالفتاح إمام.. أو ما يكتبه الدكتور عبدالغفار مكاوى.. هذه الأسماء.. وهى على سبيل المثال لا الحصر تمتلك القدرة على فهم الفلسفة بشكل جيد إلى جانب القدرة على الكتابة بشكل شيق.. وعلى نفس الدرب والطريقة.. نجد الدكتورة صفاء جعفر أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، فهى تكتب عن كارل يسبرز الفيلسوف الألمانى (1883- 1969) ممثل الفلسفة الوجودية الألمانية. والفلسفة الألمانية بشكل عام تتسم بالصعوبة وتحتاج لمجهود ذهنى كبير لفهمها.. فى المقابل هى رائعة وجيدة وجميلة وشيقة لمن يمتلك الأدوات لمن يتناولها بعد أن يكون قد عايشها وتواشج معها بقوة.. حدث هذا مع الدكتور عبدالغفار مكاوى.. بنفس الطريقة وجدنا الدكتورة صفاء جعفر تعرض لنا ياسبرز بشكل ممتع وتتناول القضايا بشكل جذاب وأنيق.. فهى تجعلك تتوقف لتعرف وتنتبه إلى (ماهية الشامل) والشامل فى الوجود التجريبى، والشامل فى الوعى بوجه عام، والشامل فى الروح.. مثل تلك العناوين تجعلك تنجذب لكى تقرأ وتعرف وتتواشج مع الفكرة المطروحة.. أيضاً ما تعرضه لنا فى الفصل الثالث: المفارقة فى المواقف الحدية (الموت والألم)، (الصراع والشعور بالإثم).. مثل تلك الموضوعات تثير داخل المتلقى الرغبة فى المعرفة والفهم والإدراك. 
وتعرض لنا الدكتورة صفاء لـ(ضرورة التواصل) عند يسبرز: «التواصل بين عقل وعقل آخر، وبين وجود ووجود آخر، ذلك كله وسيلة للوصول إلى معان وقيم لا شخصية.. حينئذ يصبح الدفاع والهجوم وسائل يقترب من خلالها البشر بعضهم من البعض الآخر.. أن يقين الوجود الحقيقى يكمن فقط فى «التواصل» بين أناس يعيشون فى تواصل حر.. فى التواصل وحده تتم كل الحقائق الأخرى... فأكون ذاتى، لأننى لست مجرد موجود حى، وإنما أحقق الحياة..». 
ويبقى أن نقول ما قد قاله الدكتور ادهم مسعود مدير (مركز ليفانت للدراسات والنشر) فى المقدمة كتبها للكتاب:... والهدف من محاولة الكاتبة هو الدعوة إلى ما ينقذنا من عصر تسود فيه الآلية والسرعة والسطحية والنفعية.. وتشير إلى أن المرء موجود ومحقق لذاته فى النقائض، فلا حياة من دونها، بل تنطوى المفارقات على سعى الذات الحثيث للتغير بفاعلية حرة ومسئولة فى سياق تاريخية الوجود، الذى تستدعى ضرورة النظر إلى تحولات المفارقات والنقائض المستمرة، ومنها الحرية والضرورة، التواصل مع العزلة، وربما الموت والحياة.. مع كتاب د. صفاء نجد المتعة فى القراءة، وهى تجعلك تحب الفلسفة.. وكما هو معروف أن الفلسفة هى حب الحكمة، لذلك فهى تحقق تلك المحبة عبر الكتابة.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال – أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون جامعة الإسكندرية كلية الآداب جامعة الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

ماكدونالد واثق من أن المضمار الرملي لن يكون مشكلة لـ “رومانتيك واريور”

الرياض – محمد الجليحي

يبدو أن جيمس ماكدونالد واثق بهدوء من قدرة الجواد الايرلندي “رومانتيك واريور” على ترجمة مستواه المتميز على الأرضية العشبية إلى الأرضية الرملية، مشيرًا إلى أنه سيكون “حصانًا من الصعب هزيمته” إذا نجح في ذلك خلال مشاركته المرتقبة في كأس السعودية البالغة 20 مليون دولار أمريكي في الرياض يوم السبت 22 فبراير.

الخيّال مكدونالد المقيم في سيدني حقق تسعة انتصارات من الفئة الأولى على صهوة هذا الجواد الفائز ثلاث مرات بكأس هونج كونج، إلّا أنه سيواجه اختبارًا جديدًا في الرياض عندما يخوض منافسة جديدة من نوعها على أرضية رملية.
وقال ماكدونالد عن هذا التحدي الجديد: “إنه أمر مثير للاهتمام، وربما أعرف عنه أكثر مما يعرفه الجميع، حيث إنه لم يخض تجربة على هذا النوع من الأرضية.”

“الشيء الوحيد الذي نعتمد عليه هو أنه أظهر أداءً قويًا في تجاربه في هونج كونج على الرمل. أعلم أن هناك اختلافًا كبيرًا بين نوعيات الأرضية، لكنه تألق عليها، وهذا يعطينا مؤشرًا على أنه قد يتكيف بشكل جيد.
“إذا كان هناك حصان واحد في العالم يمكنه نقل مستواه من العشب إلى الرمل، فهو “رومانتيك واريور”، فهو يتمتع بقلب قوي، وإرادة مذهلة للفوز، وأسلوب رائع في السباق.

“أنا واثق بهدوء من قدرته على التعامل مع المسار الرملي، ولديّ ثقة داخلية أنه إذا تمكن من ذلك، سيكون أحد أصعب الخيول التي يمكن هزيمتها.”

ظلّ “رومانتيك واريور” متواجدا في دبي منذ ديسمبر الماضي، واستعدادًا لهذه المشاركة الكبيرة المقبلة، وصل الجواد الذي يدربه داني شوم إلى السعودية صباح الاثنين، بعد فوزه الرائع في سباق جبل حتا.

وأضاف ماكدونالد: “لقد حافظ الجواد على نفس الوزن خلال السفر وتناول طعامه المعتاد ولم يترك منه سوى رطلاً واحداً. وتحركاته طبيعية، وجميع التقارير عنه إيجابية، فعادةً ما يترك القليل من طعامه في أول يوم، ولكن المدرب داني يقول إنه تناول وجبته كاملة، ما يدل على أنه تأقلم جيدًا.”

حقق “رومانتيك واريور” انتصارات من الفئة الأولى ليس فقط في موطنه هونج كونج، بل أيضاً في اليابان وأستراليا ودبي، وكشف ماكدونالد أن الجواد المملوك لبيتر لاو غالبًا قد يكون أكثر حماساً أثناء فترات السفر.

وأضاف ماكدونالد: “إنه جواد يتدفق حماساً لكنه يتمتع بمزاج رائع. أحيانًا قد يصبح متحمسًا أكثر من اللازم، كما رأينا في دبي. ربما كان الجميع قلقاً بعض الشيء قبل السباق، لأنه كان شديد التوتر ويتحرك بحيوية زائدة.
“كان في حالة انتعاش تام وكانت البيئة جديدة بالنسبة له، وهو نفس السلوك الذي أظهره في اليابان، لكنه في هونج كونج يكون مثل الحمل الوديع.
“يمكنك أن ترى منه شخصيتين مختلفتين، لكنه في النهاية لطيف وسهل التعامل معه. وعندما يحين وقت التمرين والسباق، يتحول إلى وحش كاسر وبعزيمة صلبة وإرادة مذهلة للفوز.”

تحدث المدرب داني شوم هذا الأسبوع عن العلاقة بين “رومانتيك واريور” وخيّاله جيمس ماكدونالد، حيث علق الأخير قائلاً: “بصراحة، يمكن لأي خيّال أن يمتطي صهوة هذا الجواد ويحقق معه الفوز، لأنه جواد رائع.”

“في كل مرة أمتطيه، أشعر أنه لا يُهزم – إنه يمنحك هذا الشعور الرائع، وهو أمر لا يقدر بثمن عند خوض مثل هذه السباقات الكبيرة.”
“إنه جواد العمر، وقد أخذني مع داني وبيتر في رحلة رائعة إلى بلدان مختلفة، نحن محظوظون حقًا بوجوده.”

وأطلق ماكدونالد تحذيرًا واضحًا لمنافسيه الـ 13 في كأس السعودية، قبل عودته في وقت لاحق للمنافسة في سباق دبي تيرف بمضمار ميدان.
وقال: “أشعر أنه يتحسن أكثر وأكثر في هذه الفترة، لذلك لا يوجد سبب يمنعه من أن يكون الحصان الأقرب للفوز في السعودية، والأوفر حظاً أيضاً في دبي بعد شهر من الآن.”

واختتم مكدونالد قائلاً: “إنه لا يزال في منحنى تصاعدي، وفي قمة قوته حاليًا.”

مقالات مشابهة

  • لدينا أفضل حدود في التاريخ.. «ترامب»: مشكلة الهجرة غير الشرعية «انتهت»
  • شخصيات قدمها أكرم حسني في أعماله قبل مسلسل الكابتن.. منها مهنته الحقيقية
  • السفير غملوش: إعادة الاعمار والبقاء في الارض هما المقاومة الحقيقية
  • الدكتورة سميرة محسن تكشف قصة إلتحاقها بمعهد الفنون المسرحية
  • هل ستتمكن إدارة ترامب من حل مشكلة الديون الأميركية؟
  • ربيع: الحفاظ على اللغة العربية مشكلة الحكومة والمجتمع معا
  • ياسمين عز: السعادة الحقيقية تكمن في الاستقلالية وتحقيق الذات
  • مـا هـي الحضـارة الحقيقيـة؟
  • ماكدونالد واثق من أن المضمار الرملي لن يكون مشكلة لـ “رومانتيك واريور”
  • سلطان يعتمد تعيين الدكتورة بولين تايلور مديرة لأكاديمية الشارقة للتعليم