منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عما زعم أنها "ممرات إنسانية آمنة" لمغادرة المدنيين المناطق التي تجري فيها معارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بدعوى حرصه على المدنيين.

لكن هذه الممرات الآمنة لم تقنع حتى الأطفال، حيث نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقطعا مصورا عبر حسابه على إنستغرام يُظهر حوارا بين أحد أفراد طواقمه في غزة وطفلة فلسطينية، معلقا عليه بالقول "الأطفال يخشون عبور ما يقوله الجيش (الإسرائيلي) إنه ممر آمن".

وأظهر الفيديو الطفلة وهي ترتجف من الخوف، بينما يحاول مسعف الهلال الأحمر تهدئتها وإقناعها بأن عبور الممر هو من أجل سلامتها، بعد أن حاصر جيش الاحتلال مستشفى الأمل في خان يونس، وطلب من الناس مغادرته.

View this post on Instagram

A post shared by PalestineRCS (@palestineredcrescent)

وترك فيديو الطفلة حالة من الصدمة بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي؛ بسبب الوضع النفسي الذي أضحى عليه أطفال غزة بسبب ممارسات وانتهاكات جيش الاحتلال، وقالوا إن هذه الطفلة فقدت أي أحساس بالأمان؛ لأنها رأت في السابق كيف استهدف جنود الاحتلال المدنيين خلال مرورهم، مما يدعي زورا أنها "ممرات آمنة".

الله لا يسامح كل واحد شارك في اننا نشوف نظرات الخوف والرعب في وشوش الاطفال، مفيش كلام يوصف والله ،اطفال تحملوا فرق طاقتهم وفقدوا كل احساس بالامان عارفين ان الصهاينه ملهمش كلمه ولا عهد وضربوا الممرات الامنه قبل كده عادي ،ربنا يآمن روعاتهم ويستر عوراتهم https://t.co/WLCw7jns6i

— Ahmed Sharaf (@ahmedshraf20) February 6, 2024

واستشهد المغردون بكثير من مقاطع الفيديو أظهرت قنص عناصر الاحتلال للنازحين من مناطق القطاع المختلفة، مثل مقطع قنص شقيقين رغم رفع أحدهما الراية البيضاء.

كما أعادوا تداول فيديو يظهر لحظة إعدام المدني رمزي أبو سحلول، بالرغم من رفعه الراية البيضاء أمام عدسة الكاميرا في منطقة المواصي، التي قالت عنها إسرائيل إنها آمنة، فضلا عن مقاطع أخرى تظهر جثامين شهداء ملقاه على جنبات طرقات ادعى الاحتلال أنها "ممرات آمنة".

استشهاد المدني رمزي ابو سحلول
مع أنه رفع الراية البيضاء للمساعدة لإحضار بقية عائلته ،????#ابو_عبيدة #اليمن_قول_وفعل pic.twitter.com/9sRxq0P8Jf

— أ.سالم السلالي (@SalemRo2) February 5, 2024

هكذا غدر الاحتلال الإسرائيلي بنازحين أثناء توجههم من شمال قطاع غزة نحو جنوبه عبر طريق صلاح الدين، هذا المرر الذي يزعم الصهاينة بأنه آمن.

لا عهد لهم ولا ذمة pic.twitter.com/pLg3nKvLFr

— رضوان الأخرس (@rdooan) November 22, 2023

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إجلاء حوالي 8 آلاف نازح من مستشفى الأمل ومقر الجمعية في خان يونس، بينما بقي 40 نازحا فقط من كبار السن بالإضافة إلى حوالي 80 مريضا وجريحا و100 من الطواقم الطبية والإدارية.

ونشر فيديو يظهر مغادرة مئات النازحين من مستشفى الأمل ومقر الجمعية، بعد حصارهم لأكثر من أسبوعين من آليات جيش الاحتلال، وسط أجواء من الخوف والقلق والرعب عاشوها؛ بسبب القصف وإطلاق النار على محيط المستشفى.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت اثنين من متطوعيه خلال مرورهما أمس في "الممر الإنساني" للنازحين في مستشفى الأمل بخان يونس.

View this post on Instagram

A post shared by PalestineRCS (@palestineredcrescent)

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن الاحتلال يواصل الكذب بشأن وجود ممرات آمنة للنازحين والكوادر الطبية، وأن هذه الممرات التي يتحدث عنها هي عبارة عن "ممرات موت".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الهلال الأحمر جیش الاحتلال مستشفى الأمل

إقرأ أيضاً:

أبطال غزة.. طبيبة أسترالية تستذكر لحظات قضتها مع مسعفين أعدمهم الاحتلال

استعرضت الطيبة الأسترالية، آمي نيلسون، المختصة بطب الطواري، والمتطوعة في منظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر، وذهبت إلى غزة، جانبا من معايشتها لعدد من المسعفين الذين أعدمهم جيش الاحتلال، في واحدة من أسوأ جرائمه بحق القطاع الطبي في غزة.

وقالت في مقال بصحيفة الغارديان، ترجمته "عربي21": "أكتب لأشهد على الروعة العظيمة لهؤلاء الرجال وعلى لطفهم ورقتهم وطيبتهم".

وأضافت: "عندما وردت الأخبار الأولية عن إعدام ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واختفاء مسعف آخر في عيد الفطر، حدقت طويلا في صور الرجال الذين قتلهم الجيش ومنذ ذلك الحين، ازداد تعلقي بهم يوما بعد يوم. فقد عرفت بعضا من هؤلاء الرجال".

وقالت إنها نظرت إلى الصورعن أيامها التي قضتها في غزة العام الماضي "باحثة عن هؤلاء الرجال في ذاكرتي ورأيتهم مع المرضى، راكعين بجانب النقالات التي كانت بمثابة أسرة وهم يضمدون الجروح ويتحدثون ويطمئنون. ورأيتهم يحملون المرضى في سيارات الإسعاف وينطلقون في غبار الصيف، ثم رأيتهم يضحكون ويلعبون كرة القدم في ملعب التنس".



وتابعت: "قتلوا ودفنوا إلى جانب ستة من مسعفي وحدة الدفاع المدني في غزة وموظف من الأمم المتحدة، وفي نيسان/أبريل 2024، كنت جزءا من فريق طبي طارئ يقدم الرعاية الطبية في غزة، وبناء على طلب منظمة الصحة العالمية، عمل فريقنا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نقطة استقرار للصدمات. يا له من شرف".

وأضافت: "في ملعب تنس بخانيونس عملنا من خيمتين، واحدة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأخرى لنا، متعاونين باستمرار وبحرية تامة. عاينا المرضى وعالجنا من استطعنا علاجه، وحققنا استقرار حالتهم وأحلنا من لم نستطع علاجهم إلى أماكن أخرى. وكان المسعفون ينقلون المرضى مباشرة من أماكن الإصابات في الخطوط الأمامية، وعندما تستقر حالتهم، يعيدونهم إلى سيارات الإسعاف وينقلونهم إلى حيث يأملون أن يتلقوا الرعاية التي يحتاجونها".

وشددت بالقول: "لقد تحمل أطباء الهلال الأحمر الفلسطيني الذين عملت معهم في خان يونس مخاطر أكبر بكثير من أي مخاطرة واجهتها خلال عقد من العمل في مناطق النزاع، لتقديم رعاية طبية منقذة لحياة مواطنيهم".

وكانت نيلسون قد كتبت في العام الماضي بعد عودتها من غزة مقالا في "الغارديان" قالت فيه إن "إسرائيل تشكل خطرا ملموسا وغير مسبوق على العاملين في المجالين الإنساني والطبي في غزة".

وتشير آخر التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتل ما لا يقل عن 409 من العاملين في المجال الإنساني في غزة، وأن العدد في ازدياد مستمر. وكانت عاملة الإغاثة الأسترالية زومي فرانكوم واحدة منهم. وقد مرت ذكرى وفاتها قبل أيام قليلة، وبصمت مفرط.

وقالت نيلسون: "العمل الإنساني الطبي، بالنسبة لي، هو المساهمة في توفير الرعاية الصحية للأشخاص في المناطق الأكثر احتياجا وكذلك الشهادة على معاناتهم، بأي طريقة تتطلبها اللحظة. وأكتب في هذه اللحظة لأشهد، ولكن ليس على معاناة الطاقم الطبي للهلال الأحمر الفلسطيني، لأنك تستطيع أن تقرأ عن ذلك بنفسك. في الواقع، إذا لم تر عنف إسرائيل الصارخ ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين في غزة والضفة الغربية، فأنت أعمى".

وأشارت إلى أنها تكتب "لأشهد على الطبيعة المذهلة لهؤلاء الرجال، على حبهم ولطفهم ورقتهم وطيبتهم. نتوقف عن رؤية إنسانية الناس بسرعة كبيرة في الحروب بأي وصف، وخاصة في المذابح الجماعية أو حتى الإبادة الجماعية، فالمحو يتطلب مثل هذا النسيان".

وأضافت:" شاهدت رجال الهلال الأحمر الفلسطيني يعملون بجد وفعالية. جلست معهم بين المرضى، أستمع إلى حديث عاطفي وأُعجب بمعنوياتهم العالية. وفي لحظات أكثر خصوصية وصراحة، كانوا يشرحون: ما الخيار المتاح لهم؟ كانوا بحاجة إلى التحلي بالتفاؤل الكافي للوقوف على أقدامهم كل يوم لمواصلة العمل. كانوا مرهقين وخائفين، لكنهم استمروا".



تابعت: "تناولنا الطعام معا وسط منطقة صراعٍ، ومع التقشف الناتج عن الحصار الإسرائيلي الممنهج للإمدادات في غزة، كان زملاؤنا في الهلال الأحمر الفلسطيني يطعموننا يوميا من مطابخهم. يبدو أن العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني كانوا يعطون من خيرهم الذي لا ينضب".
وتنهي بالقول إن صديقا سابقا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر  كتب على إنستغرام: "لقد فقد الحزن معناه وجميعنا عاجزون عن التعبير". وكتب لي آخر: "إنه لتحد كبير أن نكرم حياتهم كما ينبغي". و "بينما أُكافح للكتابة وأُقتلع الكلمات كالأسنان دون تخدير، أشعر بكلمات أصدقائي بروحي وعضلاتي. لا أستطيع مواجهة هذا التحدي ولا شيء يمكنني قوله يمكن أن يكرم رجال جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بما يكفي. بدلا من ذلك، أكتب بحزن للتاريخ".

مقالات مشابهة

  • أبطال غزة.. طبيبة أسترالية تستذكر لحظات قضتها مع مسعفين أعدمهم الاحتلال
  • كأنك تبحث عن إبرة في كومة قش.. شهادة مسعف حول مجزرة فرق الإسعاف برفح
  • حزب الأمة يطالب بفتح ممرات آمنة لإغاثة مواطني الفاشر ويندد بانتهاكات الدعم السريع والجيش بحق المواطنين
  • المغرب: اغتصاب طفلة داخل مستشفى حكومي
  • الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج تحقيقه بشأن قتل المسعفين برفح
  • دعوات جديدة للتحقيق في قتل الاحتلال مسعفين برفح
  • «القاهرة الإخبارية»: أكثر من 40 شهيدًا جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • أول تعليق من الهلال الأحمر بغزة على فيديو استهداف الاحتلال للإسعاف في رفح
  • وزارة الصحة بغزة تطالب بإدخال اللقاحات وتأمين ممرات آمنة للأطفال
  • إضراب شامل في الضفة رفضاً لحرب الإبادة على غزة