بوابة الوفد:
2024-10-05@13:55:33 GMT

قواعد الاشتباك

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

إن قواعد الاشتباك مفهوم ومصطلح متداول فى المجال العسكرى ويدرس فى العلوم العسكرية، ويقصد بها القواعد التى يلتزم بها الجيش فى استعمال القوة أثناء أى عملية عسكرية سواء على المستوى الوطنى أو الإقليمى أو العالمى فى نزاعات مسلحة أو مهام لحفظ السلام، ولقواعد الاشتباك أبعاد قانونية وعسكرية واستراتيجية وسياسية، والأمم المتحدة تقول إن المبدأ الأساسى الذى يحكم استخدام القوة هو ألا تستعمل إلا إذا كانت مبررة وضرورية وما عدا ذلك، فإن أى قوة لا تكون فى هذا السياق يعد استعمالها ضد الآخر اعتداء هذا هو مفهوم الأمم المتحدة عن قواعد الاشتباك.


لا شك فى أن فحوى هذا المبدأ هو من مبادئ شريعتنا منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، فعندما يكون هناك حق فهناك قواعد ومحددات ألزمنا بها شرعنا، حيث أوصانا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فى الحروب فقال، لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا تمثلوا بالجثث ولا تسرفوا فى القتل ولا تهدموا معبداً ولا تخربوا بناء عامراً، حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل.
ثم جاء بعد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أبوبكر الصديق حيث كانت وصيته للجنود قوله لا تخونوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تخربوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، إلى آخر الوصية.
هذه هى شريعتنا فى الحرب، فإن كان لنا حق، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، والحق ليس مطلقاً ولكنه محدد بقواعد إنسانية، حددها الشرع منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وهو ما يسمى فى عصرنا الحاضر بقواعد الاشتباك، وهو ما أقرت به الأمم المتحدة.
إن ما نراه اليوم فى غزة قد تعدى كل الحدود فلا قواعد تحكم قوة الاحتلال فقد دمر كل شىء البشر والحجر والشجر وهدم البنايات على أهلها، وقطع عنهم الماء والغذاء والدواء حتى الهواء، فالكل تحت الأنقاض والأمم المتحدة التى وضعت قواعد الاشتباك أصبحت أسيرة لقوى الشر التى ترى أن لها الحق فى أن تفعل ما تشاء بلا رقيب أو حسيب، ومن عجب أن هذه القوى تدعى أنها تمثل الحرية والحضارة وتدعو إلى حقوق الإنسان فأى حق تنادون به، وقد اعتديتم على كل ما خلق الله من بشر وحجر وشجر، ولم تعلموا أن كل شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه، (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً) آية 44 سورة الإسراء. 
هذه هى الحضارة التى يدعى الغرب أنه صنعها، إنها حضارة منحدرة تحت أنقاض الأخلاق التى هدمها الغرب بنفسه وجعلها خرائب، أنها حضارة مرتجفة ومنحدرة إلى سفوح الجاهلية الأولى أنها حضارة لا أخلاقية وتتجاهل كل حقوق الإنسان وفى حروبها تتخطى كل قواعد الاشتباك.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان قواعد الاشتباك الأمم المتحدة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قواعد الاشتباک

إقرأ أيضاً:

«نتنياهو».. المعزول يقاوم الضغوط لإنهاء الصراعات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدى الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، إلى جانب التوترات المتصاعدة مع حزب الله، إلى تسليط الضوء على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الأمم المتحدة، ورغم الجهود الدولية الرامية إلى الحد من العنف، يظل نتنياهو حازما فى حملته العسكرية، مما يسلط الضوء على القيود التى تفرضها المؤسسات الدبلوماسية العالمية مثل الأمم المتحدة على التأثير على تصرفات إسرائيل.
 

صراعات الأمم المتحدة وتحدى إسرائيل
 

لقد أصبحت الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية فى نيويورك بمثابة منصة لقادة العالم للتعبير عن مخاوفهم إزاء تصرفات إسرائيل فى غزة ولبنان. وعلى مدار العام الماضي، كانت الإدانات والقرارات والقضايا القانونية المختلفة تهدف إلى الضغط على إسرائيل لحملها على وقف عملياتها العسكرية. ومع ذلك، فشلت هذه الجهود إلى حد كبير فى التأثير على نتنياهو، الذى يصر على مواصلة الحرب لتفكيك حماس فى أعقاب الهجمات القاتلة التى وقعت فى السابع من أكتوبر، والتى أسفرت عن مقتل ١٢٠٠ شخص واختطاف ٢٥٠ آخرين. إن ريتشارد جاويان من مجموعة الأزمات الدولية يلخص الوضع بقوله: "إذا ارتكبت خطأ الخلط بين الأمم المتحدة والعالم، فإن إسرائيل تبدو معزولة بشكل كبير". إن ملاحظة جاويان تؤكد على مفارقة دور الأمم المتحدة - حيث لا تترجم الإدانات الصريحة إلى أفعال فعالة، مما يترك إسرائيل غير منزعجة إلى حد كبير من اللوم الدولي.
 

المخاوف الإنسانية ومصداقية الأمم المتحدة


لقد أدى الصراع إلى تداعيات إنسانية كبيرة، وخاصة فى غزة، حيث أفادت السلطات الصحية المحلية عن مقتل أكثر من ٤٠ ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. كانت الأمم المتحدة صريحة فى إدانة الأزمة الإنسانية، مع وكالات مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى المقدمة. ومع ذلك، تم التشكيك فى مصداقية الأمم المتحدة كجهة فاعلة محايدة فى أعقاب التقارير التى تفيد بأن بعض موظفى الأونروا ربما كانوا متواطئين فى هجمات السابع من أكتوبر، مما ألقى بظلاله على السلطة الأخلاقية للمنظمة.
وعلى الرغم من هذه الخلافات، تواصل الأمم المتحدة لعب دور حاسم فى تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية، وإحياء التعاطف العالمى مع القضية الفلسطينية. وقد أدت الإجراءات القانونية فى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية إلى تضخيم المخاوف بشأن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية وسياسات الاستيطان فى الضفة الغربية المحتلة.
 

العامل الأمريكي: حجر عثرة أمام الضغط الدبلوماسي
 

إن الدعم الثابت من جانب الولايات المتحدة يشكل عقبة كبيرة أمام الجهود الدبلوماسية ضد إسرائيل. فقد استخدمت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا حق النقض فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية إسرائيل من القرارات الملزمة. على سبيل المثال، عكس قرار وقف إطلاق النار الذى اقترحته الولايات المتحدة فى يونيو موقف إدارة بايدن، والذى قبلته إسرائيل، لكن الجهود الأوسع نطاقًا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار قد أُحبطت. وتزعم ديانا بوتو، المحامية الفلسطينية فى مجال حقوق الإنسان، أن إحجام المجتمع الدولى عن التحرك ضد إسرائيل ينبع من الرغبة فى الحفاظ على علاقات إيجابية مع الولايات المتحدة. وتضيف بوتو: "إنهم يعتقدون أن هذا يجب أن تقوده الولايات المتحدة، ولأنه يجب أن تقوده الولايات المتحدة، فلا يحدث شيء"، مشيرة إلى الحسابات الجيوسياسية التى تتجاوز المخاوف الإنسانية.
 

الحسابات السياسية والطموحات الأوسع
 

يتأثر نهج إدارة بايدن الحذر تجاه إسرائيل بالسياسة الداخلية والمصالح الاستراتيجية الأوسع فى الشرق الأوسط. وكما يلاحظ جريجورى جوس من جامعة تكساس إيه آند إم، "من المحفوف بالمخاطر أن تمارس الحكومة الأمريكية ضغوطًا عامة مباشرة على إسرائيل، وخاصة فى عام الانتخابات". كما تتشكل استراتيجية الإدارة من رغبتها فى تشكيل تحالف إقليمى ضد إيران، يضم إسرائيل والدول العربية المعتدلة، مما يعقد أى تدابير عقابية محتملة ضد إسرائيل.
ويضيف مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية، أن الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة تملى دعمها لإسرائيل، حتى فى خضم القلق المتزايد بشأن سلوك الحرب فى غزة. ويوضح كوبلو، مسلطًا الضوء على الحسابات الجيوسياسية التى تلعب دورًا فى هذا السياق: «إذا كنت الولايات المتحدة، حتى لو كنت منزعجًا بشدة بشأن بعض الأشياء التى تفعلها إسرائيل فى غزة، فلن تفرض حظرًا على الأسلحة عندما تريد أن ترى إسرائيل تتغلب على هذه التحديات».
 

تحدي نتنياهو ومستقبل الصراع


من المتوقع أن يندد نتنياهو، الذى من المقرر أن يلقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالهيئة الدولية لما يراه فشلها فى إدانة هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول التى شنتها حماس، فى حين ينتقد إسرائيل بشكل غير متناسب. ويصور خطاب نتنياهو الأمم المتحدة على أنها متحيزة ومعادية للسامية، وتركز غضبها على إسرائيل بينما تتجاهل الصراعات العالمية الأخرى ذات الآثار الإنسانية الكبيرة، مثل تلك فى أوكرانيا والسودان. ويتفق دانى دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، مع هذا الرأي، حيث توقع أن تركز الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى حد كبير على غزة بدلًا من القضايا العالمية الملحة الأخرى. وكانت استراتيجية الحكومة الإسرائيلية فى صرف الانتقادات من خلال التشكيك فى نزاهة الأمم المتحدة فعّالة فى الحفاظ على مسارها، على الرغم من الإحباط الدولى المتزايد. من المرجح أن تسفر إجراءات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الكثير من الخطابة ولكن القليل من التغيير الجوهري. وكما خلصت ديانا بوتو بتشاؤم: «أعتقد أننا سنرى الكثير من الخطب، والكثير من التظاهر، ولا أعتقد أننا سنرى أى شيء أبعد من ذلك. إن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، إلى جانب التوترات المتزايدة مع حزب الله، يسلط الضوء على حدود الدبلوماسية الدولية فى حل النزاعات الجيوسياسية المتجذرة بعمق».

مقالات مشابهة

  • أكاديمية الشرطة تنظم دورة تدريبية في مجال قواعد نيلسون مانديلا لمعاملة السجناء
  • النائب علاء عابد يكتب: إسرائيل.. كيان سايكوباثي
  • «خبراء وأكاديميون»: الإعلام خط الدفاع الأول لمواجهة التحديات التى تمر بها مصر
  • الكل مكشوف والوضع هش.. حكومة العراق وفصائله تنأى بنفسها عن الاشتباك الإقليمي
  • مقال لبلينكن حول الإستراتيجية الأميركية من أجل عالم جديد
  • القاهرة الإخبارية: قواعد الاشتباك تغيرت بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي
  • الخارجية الأمريكية تنتقد حظر إسرائيل لدخول الأمين العام للأمم المتحدة
  • على حافة الهاوية
  • «نتنياهو».. المعزول يقاوم الضغوط لإنهاء الصراعات
  • الاحتلال يعترف بإصابة قواعد جوية في الهجوم الصاروخي الإيراني