إن قواعد الاشتباك مفهوم ومصطلح متداول فى المجال العسكرى ويدرس فى العلوم العسكرية، ويقصد بها القواعد التى يلتزم بها الجيش فى استعمال القوة أثناء أى عملية عسكرية سواء على المستوى الوطنى أو الإقليمى أو العالمى فى نزاعات مسلحة أو مهام لحفظ السلام، ولقواعد الاشتباك أبعاد قانونية وعسكرية واستراتيجية وسياسية، والأمم المتحدة تقول إن المبدأ الأساسى الذى يحكم استخدام القوة هو ألا تستعمل إلا إذا كانت مبررة وضرورية وما عدا ذلك، فإن أى قوة لا تكون فى هذا السياق يعد استعمالها ضد الآخر اعتداء هذا هو مفهوم الأمم المتحدة عن قواعد الاشتباك.
لا شك فى أن فحوى هذا المبدأ هو من مبادئ شريعتنا منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، فعندما يكون هناك حق فهناك قواعد ومحددات ألزمنا بها شرعنا، حيث أوصانا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فى الحروب فقال، لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا تمثلوا بالجثث ولا تسرفوا فى القتل ولا تهدموا معبداً ولا تخربوا بناء عامراً، حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل.
ثم جاء بعد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أبوبكر الصديق حيث كانت وصيته للجنود قوله لا تخونوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تخربوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، إلى آخر الوصية.
هذه هى شريعتنا فى الحرب، فإن كان لنا حق، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، والحق ليس مطلقاً ولكنه محدد بقواعد إنسانية، حددها الشرع منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وهو ما يسمى فى عصرنا الحاضر بقواعد الاشتباك، وهو ما أقرت به الأمم المتحدة.
إن ما نراه اليوم فى غزة قد تعدى كل الحدود فلا قواعد تحكم قوة الاحتلال فقد دمر كل شىء البشر والحجر والشجر وهدم البنايات على أهلها، وقطع عنهم الماء والغذاء والدواء حتى الهواء، فالكل تحت الأنقاض والأمم المتحدة التى وضعت قواعد الاشتباك أصبحت أسيرة لقوى الشر التى ترى أن لها الحق فى أن تفعل ما تشاء بلا رقيب أو حسيب، ومن عجب أن هذه القوى تدعى أنها تمثل الحرية والحضارة وتدعو إلى حقوق الإنسان فأى حق تنادون به، وقد اعتديتم على كل ما خلق الله من بشر وحجر وشجر، ولم تعلموا أن كل شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه، (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً) آية 44 سورة الإسراء.
هذه هى الحضارة التى يدعى الغرب أنه صنعها، إنها حضارة منحدرة تحت أنقاض الأخلاق التى هدمها الغرب بنفسه وجعلها خرائب، أنها حضارة مرتجفة ومنحدرة إلى سفوح الجاهلية الأولى أنها حضارة لا أخلاقية وتتجاهل كل حقوق الإنسان وفى حروبها تتخطى كل قواعد الاشتباك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حقوق الإنسان قواعد الاشتباك الأمم المتحدة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قواعد الاشتباک
إقرأ أيضاً:
حزب الله يستهدف 3 قواعد وصفد و14 تجمعا لجنود إسرائيليين
وأضاف أنه استهدف كذلك، 14 تجمعا لجنود اسرائيليين وأجبر مسيرة على مغادرة الأجواء اللبنانية ؛ ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، اليوم، إلى 21 حتى الساعة 19:10 ت.غ.
جاء ذلك في سلسلة بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام. **
استهداف 3 قواعد وصفد شمال فلسطين
وقال حزب الله إنه “استهدف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا 3 مرات؛ مرتان منها بالصواريخ، ومرة بسرب من المسيرات الانقضاضية”، لافتا إلى أن هذه القاعدة “تعد المقر الاداري لقيادة لواء غولاني”، وهو من وحدات النخبة بجيش العدو الإسرائيلي.
وأضاف الحزب أنه “استهدف بصلية صاروخية كذلك قاعدة لوجستية للفرقة 146 بالجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا”.
ولفت إلى أنه “شن هجوم بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة غرب مستوطنة أييليت هشاحر”، موضحا أن هذه القاعدة تُعد “مقرا قياديا مستحدثا للفرقة 91” بجيش العدو الإسرائيلي.
** استهداف تجمعات لجنود
وفي شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة كذلك، أعلن الحزب “استهداف 7 تجمعات لجنود بصليات صاروخية في مستوطنات أفيفيم، وكفار فراديم، وشتولا، وثكنة يفتاح، ومواقع المرج وجل الدير ورامية العسكرية”.
وفي جنوب لبنان، أفاد الحزب باستهداف 7 تجمعات لجنود العدو بصواريخ وقذائف مدفعية، وذلك جنوبي بلدة الخيام (5 تجمعات) وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع.
وأضاف أنه “تصدى بالأسلحة الرشاشة لمحاولة تقدّم قوة إسرائيلية عند الأطراف الغربيّة لبلدة طير حرفا، وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح”.
ولفت إلى أنه استهدف ملّالة (عربة مدرعة) إسرائيلية كانت ترافق القوّة المتقدّمة بالأسلحة المناسبة؛ ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بمن فيها”.
ويأتي تصاعد استهداف “حزب الله” لتجمعات الجنود الإسرائيليين الغازية لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش العدو الإسرائيلي، في 12 نوفمبر/تشرين الأول الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان، والتي تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلا من البلدات الحدودية التي كان يحاول التوغل بها.
وردا على ذلك، توعد “حزب الله” في اليوم ذاته الجيش الإسرائيلي بـ”مزيد من الخسائر والإخفاقات”، مشددا على أنه مستعد لـ”معركة طويلة”.
** تصدي لمسيرة
في جنوب كذلك، أعلن “حزب الله” التصدي لطائرة مسيرة إسرائيليّة من نوع هرمز 450 في أجواء بلدة جبشيت بصاروخ أرض – جو، وإجبارها على مغادرة الأجواء اللبنانية”.