بقلم / أزال عمر الجاوي

لا نشك للحظة أن صنعاء انتصرت عسكرياً في مواجهة التحالف العربي ولقنته دروساً قاسية في المعارك العسكرية ،إلا أنه من ناحية الأهداف السياسية والإستراتيجية فقد حقق التحالف كل أهدافه المتمثلة في السيطرة على معظم الأرض وكل السماء والبحار والجزر وكذلك في تفتيت البلاد وتقسيمها وتدمير البنية التحتية وتجويع الشعب .

 

تركيز صنعاء على الجانب الحربي كان على حساب الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية ،بل على حساب الوحدة الوطنية حتى مع حلفائها ،حتى أصبح وضع صنعاء ذاتها “المنتصرة” عسكرياً يوصف ب “المزري” من قبل قيادتها ذاتها ،ووصف المزري لم يأت بسبب عجز صنعاء الواضح عن تحرير الوطن كاملاً واستعادة وحدته وكرامته وسيادته وانكفائها على ذاتها في المرتفعات الجبلية الشمالية فقط وليس بسبب تمزق الوطن ،بل مادون ذلك بكثير ،أي بسبب سوء الإدارة والفساد والتجاوزات فيما تبقى من أرض تحت سلطتها ،بل أقل من ذلك .

 

وقبل أن تنتهي الحرب وقبل أن تبدأ في أية إصلاحات كانت قد وعدت بها ،قررت صنعاء خوض غمار حرب جديدة ذات طبيعة عالمية مدعومة بتأييد شعبي غير مسبوق ليس تعاطفاً مع فلسطين فحسب ،بل لأن الشعب توقع أيضاً أن ذلك سيؤدي بشكل أو بآخر إلى جبر الخلل في موضوع الحرب السابقة والإنقسام والسيادة والإصلاح ، أي أن الشعب توقع تلازم المسارات من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية لا مجرد تكرار لانتصارات عسكرية محدودة يتبعها هزائم استراتيجية كبرى ومزيد من الفشل والفساد والتسلط .

 

ما العمل ؟

 

امتنعت الحكومة الإسرائيلية عن خوض الحرب البرية في غزة رغم تأييد كل المجتمع الإسرائيلي لها حتى تحقيق وحدة وطنية مع أشد خصومها وفي أشد مراحل الإنقسامات الحادة التي كانت تعيشها مؤجلة كل معاركها مع المعارضة ،والموضوع هنا ليس من أجل إضافة قوة أو مجندين للجيش الإسرائيلي ،بل من أجل تدعيم المجتمع وسد الفراغات لتحقيق أهداف استراتيجية لما بعد المعركة ذاتها .

 

الوحدة الوطنية لاتعني إلغاء الخلافات بشكل دائم ،وانما إعمال فقه الأولويات الذي يؤجل البث في الخلافات إلى مرحلة مابعد جني ثمار المعركة .

 

قررت صنعاء دخول الحرب وفي ذات الوقت قررت تصفية حساباتها مع معارضيها والتنكيل بهم واعتقالهم ووقف أية إصلاحات داخلية وتركت موضوع الوحدة والسيادة والراتب وأدارت ظهرها عن كل شيء تقريباً حتى بدت وكأنها تفر بحرب جديدة من الإستحقاقات الوطنية أمام الجماهير ومن أجل تصفية الحسابات مع معارضيها .

 

قد تنتصر صنعاء في هذه المعركة “العسكرية” بثمن أكبر من المفروض دفعه ،لكنها حتماً ستضيف تراكماً للفشل الإستراتيجي السابق وأعباء سياسية واقتصادية واجتماعية وستكرس وتثبّت نتائج حرب الأعوام السابقة والحالية إذا لم تلتفت للوحدة الوطنية مع المكونات الوطنية وللإصلاحات الشاملة الآن وبصورة عاجلة ومتوازية مع المعركة وقبل أن يتمادى الحدث .

 

وماشاء الله كان

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

بسبب الحرب.. نجوم لبنان يؤجلون ارتباطاتهم الفنية

مشاعر مختلطة ما بين الخوف والألم والحزن تسيطر على الشعب اللبناني والشعوب العربية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها لبنان على يد قوات العدوان الإسرائيلي، ما بين قتلى وجرحى ونازحين يعيش الشعب اللبناني فترة صعبة للغاية بالرغم من كونه شعب محب للحياة إلا أن الحرب بظلالها القاتمة سيطرت على المشهد.

لم ينفصل الفنانين اللبنانين عن المشهد في بلادهم، إذ أعلنوا تأجيل ارتباطاتهم الفنية سواء داخل لبنان أو خارجها بسبب الوضع الراهن، وكانت على رأسهم الفنانة إليسا التي أعلنت تأجيل حفلها في قبرص بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، بالرغم من تعاقدها عليه منذ 5 أشهر.

إليسا: لا مجال لتقديم حفلات والناس يموتون 

وأصدرت إليسا بيانا من خلال مكتبها الإعلامي تعتذر خلاله لحضور حفلتها، قائلة: «أتقدم بالاعتذار من لجميع لمن الظروف في لبنان لا تترك لنا مجالا لتقديم الحفلات والترفيه، فيما التاس يموتون ويتهجرون من مناطقهم».

 

تأجيل حفل مايا دياب الخيري.. وآدم: آملين ان تزول المحنة

وخلال الساعات الماضية، تم تأجيل حفل الفنانة اللبنانية مايا دياب، والذي كان من المقرر إقامته في الـ 5 أكتوبر الجاري، وهو حفل خيري من أجل الأطفال المصابين بالسرطان، حيث كشفت الشركة المنظمة للحفل في بيان لها على حسابها الرسمي على «إنستجرام»: «نظرا للوضع المؤسف الحالي الذي يمر به لبنان تم تأجيل حدث الجمعية الذي ستحييه النجمة مايا دياب حتى وقت لاحق».

وانضم الفنان اللبناني آدم إلى قائمة الفنانين الذين أعلنوا تأجيل حفلاتهم بسبب الظروف الراهنة، حيث كان من المقرر أن يحيي حفلا في قطر يوم 26 سبتمبر الماضي، وقرر تأجيله لـ10 أكتوبر الجاري، وفقًا لما أعلنه عبر حسابه بـ «X»، «نظراً للاوضاع العصيبة والصعبة التي يمرّ بها بلدي الحبيب، سوف يتمّ تأجيل حفل يوم 26 سبتمبر في مركز قطر الوطني إلى 10 أكتوبر، آملين أن تزول المحنة وأن تعود أجواء الفرح إلى قلوب أهلنا وأخوتنا في لبنان قريبا».

كما تمّ تأجيل حفل توزيع جوائز الـ «موريكس دور»، بسبب الأوضاع التي تشهدها لبنان، على أن يتمّ تحديد موعد جديد في وقت لاحق، وفقا لما أعلنته شبكة قنوات LBC اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • بسبب الحرب.. تباطؤ الاستثمارات بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي
  • بسبب الحرب.. نجوم لبنان يؤجلون ارتباطاتهم الفنية
  • ميقاتي: نحرص على تأمين احتياجات اللبنانيين النازحين بسبب الحرب الإسرائيلية
  • قيادي في “أنصار الله” يحذر: الحرب مفتوحة مع “إسرائيل” ورد اليمن سيكون مزلزلاً
  • الأمم المتحدة: 66% من مباني غزة تضررت بسبب الحرب
  • تأجيل حفل مايا دياب في لبنان بسبب الحرب
  • آخر مفاجأة عن اختراق حزب الله.. هكذا تمّ كشف القادة!
  • البرهان و”الملكية الوطنية للحلول” للحرب
  • بفوزه على وولفرهامبتون أمس.. ليفربول يتصدر الدوري الإنجليزي بفارق نقطة عن أقرب منافسيه
  • ليفربول يتصدر الدوري الإنجليزي بفوزه على وولفرهامبتون