بوابة الوفد:
2024-10-05@17:49:54 GMT

اختياراتنا منورة حياتنا (٢)

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف أن الإضاءة الغازية تؤدى إلى التلاعب بالعقول، وزعزعة ثقة الفرد فى نفسه، وفى مجتمعه، وإقناعه بأنه ضعيف، عبر التشكيك فى علاقاته بالآخرين، وهو ما يمثل إحدى ركائز الفساد خاصة الإدارى منه، الذى يعد من أكبر التحديات، لذا تمثل مكافحة الفساد الإدارى أحد التحديات الرئيسية التى تواجهها المؤسسات الحكومية فى مصر.

ومن المهم تبنى إجراءات لمكافحة الفساد الإدارى والحد من تأثيره، لذا فإن الواجب يحتم علينا تشخيص العوامل التى قد تؤدى إلى حدوث الفساد الإدارى ومنها ضعف الرقابة والمراقبة، أيضاً الرشوة والاحتيال، والأهم قلة وانعدام الكفاءة، عبر واقع تتجلى أعماله فى اختيارات تبعدنا كل البعد عن وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب. واقع الاختيار فيه لا يحقق التنوير بل يثبت الاضاءة الغازية، وأن تدنى دور أجهزة الدولة وغياب المعيارية قد تساعد على تفشى الفساد، حيث إن ما يجرى من فساد إدارى قد يتبعه بالضرورة الفساد المالى، وعليه فإن وضع الحلول الصحيحة لمعالجة الفساد باستخدام التقنية الحديثة والرقابة الإلكترونية، تعد نظاماً محصناً من الفساد الإدارى، الذى قد تواجهه جذور الفساد وهو ما حدث بعد إصرار القيادة السياسية على تبنى استراتيجية مصر الرقمية فى أعقاب عملية الإصلاح الاقتصادى الثانية عام 2016، وأكدت الحاجة إليها أثناء الغلق الجزئى والكلى لدول العالم أثناء جائحة كورونا، ونقترح أن يخصص أسبوعاً فى السنة يسمى أسبوع محاربة ومكافحة الفساد يشارك فيه المعنيون فى إعداد برامج يسهم بها أساتذة الجامعة والقانونيين ورجال الدين والإعلام، ويتم اختيارهم بدقة، بعد أن تبين أن كثيراً ممن أسند إليهم مهام مكافحة الفساد استغلوا هذه المكانة لتحقيق مكاسب شخصية والتأثير سلباً على تحقيق التنمية المصرية المنشودة، وبعد اختيارهم بجدارة وليس بكفاءة يتم توضيح مفاهيم النزاهة، ورصد مكافحة الفساد فى المؤسسات الحكومية فى الدولة، أيضاً تعزيز دور الجهاز المركزى للمحاسبات وإعطاؤه الصلاحية والاستقلال الكامل. ما نؤكد عليه أن الشفافية والمساءلة هما عنصران أساسيان لمكافحة الفساد الإدارى. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون هناك آليات قوية للمساءلة والرقابة، فإنه من الصعب على الأفراد استغلال المواقع التى يشغلونها فى المؤسسة. ففى ظل غياب الشفافية والمساءلة مع تغييب لدور السلطة التشريعية فى الرقابة ومساءلة الوزارات، أن تلجأ هذه الفئة إلى تعيين الموظفين فى المواقع الإدارية العليا على أساس الواسطة والمحسوبية وهو أخطر أنواع الفساد، الأمر الذى قد يؤدى لضعف فاعلية الأداء المؤسسى وتدنى مستوى الأداء الاقتصادى وانخفاض مستوى الدخل خاصة فى المستويات الدنيا، الأمر الذى دفع الكثير منهم لاستغلال مواقعهم الوظيفية لتحقيق رغباتهم فى جنى الثروة، وما شعار المستريح إلا بوق لهؤلاء الفاسدين، هناك جهود مبذولة لمكافحة الفساد الإدارى، فى إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وأن نتائج مظاهر الفساد الإدارى جاءت فيها الرشاوى والهدايا والإكراميات فى المرتبة الأولى، وفى المرتبة الثانية ظاهرة مجاملة الأقارب والاعتماد على المعارف لتسهيل الإجراءات الحكومية. وأخيراً، فإن الجهود الحكومية فى مكافحة الفساد عبر إطلاق الرئيس السيسى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد «2019-2022» تؤكد أهمية تكييف الجهود لضبط وقائع الفساد داخل مؤسسات الدولة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، وأهمية تنفيذ مشروع البنية المعلوماتية للدولة، الذى يتم تحت إشراف هيئة الرقابة الإدارية، وبالتعاون مع الوزارات المعنية، وهو ما سنتناوله فى المقال المقبل إن شاء الله.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق لمکافحة الفساد

إقرأ أيضاً:

الإمارات تجدد التزامها بالجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب

نيويورك (الاتحاد)
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة، التزامها بالجهود الإقليمية والدولية لمنع ومكافحة الإرهاب، ودعت المجتمع الدولي إلى معالجة التطرف كخطوة حاسمة لمكافحة الإرهاب عبر تعزيز قيمة التسامح وتنفيذ التدابير الوقائية لبناء مجتمعات متماسكة وتسريع الجهود لتعريف الإرهاب واعتماد اتفاقية دولية شاملة لمكافحته بشكل فعال.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: عدد الضحايا المدنيين في لبنان غير مقبول ولي عهد أبوظبي يبدأ غداً زيارة رسمية إلى مملكة النرويج

وقالت الإمارات في بيان ألقاه عبدالله سعيد العجيلي، من البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع اللجنة السادسة للجمعية العامة بشأن التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي: «تؤكد دولة الإمارات أنه يجب علينا جميعاً تعزيز جهودنا في مكافحة الإرهاب، حيث يمثل اليأس والحرمان أرضية خصبة لاستقطاب الأفراد إلى صفوف الجماعات الإرهابية، وأن الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي والسياسي تُعد من الأسباب العميقة التي تؤدي إلى انتشار التطرف، الأمر الذي يتطلب منا فهم هذه العوامل ومعالجتها بشكل جذري. وفي ظل التهديدات المتزايدة، هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز تدابير مكافحة الإرهاب وضمان عالم أكثر أمناً واستقراراً للجميع. لذا، يجب أن تعالج استراتيجيات مكافحة الإرهاب الوطنية والدولية هذه الأسباب الجذرية من خلال تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع كافة فئات المجتمع على المشاركة، وخاصةً الشباب، كما يجب تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات لبناء مجتمعات سلمية قادرة على الصمود». 
ودعا البيان، المجتمع الدولي للوقاية من التطرف كخطوة أولية لمكافحة الإرهاب من خلال تعزيز قيم التسامح واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة لبناء مجتمعات سليمة ومتماسكة قادرة على مواجهة جميع التحديات. 
وأكد البيان، أن الإمارات تشجع على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2686 بشأن «التسامح والسلام والأمن»، والذي شاركت الإمارات في صياغته مع المملكة المتحدة. 
وقال البيان: «هذا القرار يُعزز نهج الأمم المتحدة في منع الصراعات من خلال مكافحة خطاب الكراهية والتطرف وأشكال التعصب الأخرى ذات الصلة، ويُشجع على التسامح والتعايش السلمي، من خلال اتباع نهج شامل يضم الأمم المتحدة والمجتمع بأكمله».
وأضاف: «تؤمن الإمارات بأن على المجتمع الدولي برمته اتخاذ إجراءات استباقية على المستويات الوطنية لمواجهة التطرف والإرهاب، وخاصة في ظل التطور التكنولوجي واستغلال التكنولوجيا لأغراض إرهابية. وفي هذا الصدد، أعدت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، برئاسة دولة الإمارات، في عام 2023 (مبادئ أبوظبي التوجيهية) بشأن التهديدات التي تشكلها أنظمة الطائرات بدون طيار المستخدمة لأغراض إرهابية، والتي تم اعتمادها بموجب إعلان دلهي المتعلق بمكافحة استخدام التقنيات الجديدة والناشئة للأغراض الإرهابية. ومن شأن هذه المبادئ أن تساعد الدول الأعضاء على منع ومكافحة استخدام الطائرات بدون طيار للأغراض الإرهابية بشكل فعال. وتتطلع دولة الإمارات إلى مواصلة التعاون مع الدول الأعضاء لتعزيز وتنفيذ ودعم مبادئ أبوظبي التوجيهية».
وأشارت إلى بروز أهمية التعامل مع التكنولوجيا الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، مشيرةً إلى أن الاستخدام غير المنضبط لهذه التقنيات من قِبل الجماعات الإرهابية يشكل خطراً كبيراً، حيث يمكن أن تُستخدم لتطوير أسلحة متقدمة، أو لتعزيز الدعاية والتجنيد عبر الإنترنت.
وبناءً على ما تقدم، أكدت الإمارات همية تعزيز الأطر القانونية الوطنية والدولية لمواكبة التطورات السريعة في طبيعة التهديدات الإرهابية، بما في ذلك توفير التمويل اللازم لضمان التنفيذ الفعال لهذه الأحكام القانونية، مشددةً على ضرورة تسريع وتيرة إيجاد توافق دولي لتعريف الإرهاب، وتسريع جهود صياغة واعتماد اتفاقية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي، مع التأكيد على أن دولة الإمارات مستعدة للعمل مع جميع الدول لتحقيق ذلك.

مقالات مشابهة

  • مكافحة الفساد تتسلم إقرار نائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل
  • مكافحة الفساد تتسلم الإقرار الأول لنائب وزير الشؤون الاجتماعية
  • مكافحة الفساد تتسلّم إقرار نائب وزير الصحة والبيئة
  • هيئة مكافحة الفساد تتسلم الإقرار الأول لنائب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل
  • اللواء محمد إبراهيم: نصر أكتوبر أثبت أن الإحتلال الإسرائيلي مصيره الزوال مهما طال أمده
  • الإمارات تجدد التزامها بالجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب
  • الرعيض: أطالب بتجميد دفع الجمارك والضرائب لعامين أو ثلاث
  • مكافحة الهجرة غير الشرعية في ندوة بـ «القومي لحقوق الإنسان»
  • نائب:استجواب وزيرة الهجرة بشأن ملفات الفساد
  • الحكم على وزير سابق بالسجن عاما بتهم الفساد وعرقلة العدالة