موقع النيلين:
2025-03-10@05:55:24 GMT

راشد عبد الرحيم: موت الضان

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT


يهيم قائد التمرد حميدتي بين العواصم تتقاذفه و تتلاعب به و همه الاول و الأخير أن يؤكد و يثبت انه حي .

و يهيم اخوه القائد الثاني فزعا ملتاعا و هو يتلفت محتارا بين قواته المشتتة علي تخوم دارفور .
قواتهم تلاقي موت الضان في الخرطوم و عدد من المواقع .
تصرعهم سنابك قواتنا المسلحة بالمئات و هم بلا قيادة و بلا هدف .

غابت عنهم القيادة العسكرية و القيادات القبلية و دفعتهم للموت من اجل دعاوي العنصرية و اوهام جلب الديمقراطية . تموت قواتهم و المرتزقة المجلوبة للسودان منهم طمعا في الغنائم و المال و الذهب و المسروقات من المنازل و المنهوبات من المواطنين .
يموتون بلا غبينة و لا دافع غير الأوهام و دولة ٥٦ .

يموت شبابهم في الخرطوم و مآتمهم في نيالا و الضعين و فيافي دارفور و تشاد و النيجر .
لا عاقل من القادة و النظار و الحكماء يحفظ دماءهم المهدرة .

لا يجدون ناصحا يعلمهم ان الحرب قد إنتهت و ان لا سبيل لهم من النجاة إلا بالهروب من المحرقة .

القوات المسلحة و المقاتلون من المستنفرين و العمليات الخاصة و هيئة العمليات يرسمون صورة السودان الجديد بلد آمن لا يحمل السلاح فيه إلا جنوده و لا سلطة تنال فيه بالقوة .
من يحفظ من تبقي من بقايا التمرد من الهلاك و الموت المحدق ؟ من و ليس فيهم من رجل رشيد .

راشد عبد الرحيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور

عندما يحتفي الناس بالدكتور الترابي و بذكائه و فقهه ، نذكر أن كثيراً من هذه الصفات و الفتاوي الخاصة به قُتلت بحثاً و نقاشاً. و ربما لأن طلابه مشغولون بإسترداد ملكهم الضائع يلوح لي أنّ كثيراً من أفكاره قد اندثرت أو وُضعت في ركنٍ بعيد و لِما فيها من الغرابة
و الشذوذ.

كان الترابي رجلاً مؤثراً و صاحب قدرة قاهرة على إشغال الناس. الأذكياء من طلابه لم يستسيغوا شذوذه الفقي و أكثر هؤلاء كانوا من الذين خرجوا عليه و تحالفوا مع الرئيس البشير في صراع السلطة و النفوذ في الرابع من رمضان. و عامة طلابه كانوا ممّن تهيأوا لأن يفدوه بحياتهم ، لكنهم عجزوا عن فهم

كثير من الأفكار التي دعا لها الترابي و بالتالي عاد الجميع إلى منهج الشيخ حسن البنا السهل الواضح الذي يحفظ رابطة الأخوة و أموال الدعم من الممولين العرب و العجم. أفكار الترابي أخذت من وقته و جهده الكثير. و لم يُبدِ كثير من طلابه استعداداً لمواصلة الصراعات حول الأفكار خاصة مع خصم قويّ مثل السلفيين و هم أهل جلَد في ذلك. يوماً قال الترابي متبرماً في سياق رد على سؤال في ندوة له بسبب إنكاره لحديث الذبابة : ما هذه الذبابة التي تطاردني حول العالم ، إذا ذهبت إلى أوربا أو أي بلد في العالم فلا يسألوني إلا عنها ؟
في ذكرى رحيل الترابي لا بد من تذكر دوره في الحرب و السلام. في إحدى صفحات صراعه مع البشير و محاولته لإظهار القدرة على إحداث أكبر قدر من الدمار و الضرر لهز عرش الذين اختطفوا منه الكرسي ؛ أوقد الترابي حرب دارفور بعد فترة قليلة من طرده من السلطة. و ربما تلبست الرجل روح النمروذ حينها عندما صرخ : ( أنا أحيي و أميت ) ، فأوعز إلى ثلة من طلابه الإسلاميين بإصدار الكتاب الأسود تهيئة للإقليم لحرب هامش كبيرة.

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور و ليس عن عبقريته الفطرية. فالرجل كان عبقرياً عندما استلف أفكار خصومه في الحركة الشعبية و أشعل الحريق الكبير الذي امتد لاحقاً ليشتعل في كل الأرض السودانية. الكتاب الأسود كُتب بواسطة طلابه حيث ثم توثيق دور د.خليل إبراهيم في كتابة و نشر الكتاب ثم تهيئة الوضع للحرب بما فيه التحشيد القبلي و البحث عن التمويل. طبعا غاب عن عبقرية الترابي أن الحريق الدارفوري لا يمكن التحكم فيه و أن “جرعة التحريض” الكائنة في الكتاب أوقدت مشاعر الطلب في مكونات قبلية أخرى فانفجرت حركات التمرد يمنة و يسرى و راح مئات الآلاف ضحايا تلك المغامرة المحسوبة بإهمال لتكون تحديّاً إسلامياً مُتحكماً فيه لحكم البشير.

اليوم قد رحل البشير و ما زالت دارفور تنزف . و لقد أشعلت العبقرية الشيطانية التي كتبت ذلك الكتاب نيراناً ظلّت عصية على الإطفاء خلال العقود.
و لقد “شرعن” الكتاب إلحاق الدارفوريين بشعوب الهامش السوداني و أعطاهم
دافعاً لحمل السلاح ضد الدولة أقوى من كل كلمات و محاضرات د.جون قرنق. لقد تفوق الترابي على جون قرنق في ميدانه و بزّه في استخدام وسائله.

الاحتفاء الجدير بالإهتمام بإرث الترابي يقتضي من طلاب الرجل ذكر دوره في تحويل دارفور من أرض وادعة إلى كرة من اللهب. فلقد ظهرت أصابع كثير من طلابه في مفاصل حرب دارفور مثل د.خليل . و ما زالت هناك شهادات لم يسمعها الشعب كشهادة رئيس حزب المؤتمر الشعبي الرجل الدارفوري و الإسلامي المقرب للترابي : د.علي الحاج و غيره من المريدين. فمزاج الحرب و الثأر في السودان لا يجعلنا نطلب في ذكرى رحيل الترابي إلا عن دوره في إشعال حريق ضخم كدليل على الذكاء و القدرة على الإنتقام.
عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد تصاعد العنف في شرق الكونغو الديمقراطية
  • شفشفة الجنجويدية: نظرة تأملية ١-٢
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • والي الخرطوم يبشر باقتراب ساعة النصر وإكمال تطهير ولاية الخرطوم من المليشيا المتمردة
  • عربية النواب تطالب بحل سلمي شامل يحفظ وحدة سوريا
  • تمبور يطيح بعدد من وزراء حكومته
  • ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور
  • والي الخرطوم: تحرير كامل العاصمة بات وشيكا
  • عبد الرحيم بالغزوز الزرعوني يدعم حملة «وقف الأب» بـ 10 ملايين درهم
  • السودان ومشهد اللا يقين