عواصم "رويترز": إستشهد ما لا يقل عن 14 فلسطينيا في غارات إسرائيلية جوية على مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة اليوم في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر لمواصلة مسعي لإبرام اتفاق هدنة في قطاع غزة يوقف الحرب الدائرة منذ أربعة أشهر.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة لإجراء محادثات بعد توقف الاثنين في السعودية خلال أحدث جولاته في الشرق الأوسط.

ويأمل الفلسطينيون أن تحقق جولته هدنة قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية الأطراف الجنوبية لقطاع غزة التي لجأ إليها أكثر من مليون من سكان غزة.

وهذه هي الجولة الخامسة لبلينكن في المنطقة منذ أن أدى هجوم مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول إلى اندلاع الحرب، وهي أيضا زيارته الأولى منذ أن توسطت واشنطن في عرض ساهمت فيه إسرائيل لأول وقف ممتد لإطلاق النار خلال الصراع. وتقول حماس إنها ما زالت تبحث المقترح.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ناقشا الخطوات الإقليمية للتوصل إلى نهاية دائمة للحرب ومعالجة الكارثة الإنسانية في غزة والحد من التداعيات الإقليمية للأزمة.

وغادر بلينكن الرياض بعد شروق الشمس مباشرة ليخوض يوما شاقا من المحادثات. ووصل إلى مصر حيث بدأ محادثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن يغادر لاحقا إلى قطر ثم إسرائيل.

وتسعى واشنطن للتوصل إلى اتفاق لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين من بين الذين اختطفتهم حماس في هجومها في السابع من أكتوبر تشرين الأول باعتباره أمرا محوريا لإحراز تقدم بشأن تحديات أوسع مثل حكم قطاع غزة بعد الحرب.

وينتظر عرض وقف إطلاق النار، الذي قدمه وسطاء قطريون ومصريون لحماس الأسبوع الماضي، ردا من الحركة التي تقول إنها تريد مزيدا من الضمانات بأنه سيوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة رغم تعهدات إسرائيلية بمواصلة القتال حتى القضاء على حماس.

وتستهدف واشنطن أيضا منع تفاقم التصعيد في أماكن أخرى بالشرق الأوسط، بعد أيام من الغارات الجوية الأمريكية على مسلحين وكلاء لإيران، وهي داعم رئيسي لحركة حماس، وهجمات أخرى على حركة الشحن في البحر الأحمر نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران.

وقالت وزارة الصحة في غزة، في تحديث لبياناتها اليوم إنه تأكد مقتل 27585 فلسطينيا على الأقل في الهجوم الإسرائيلي، كما يُخشى أن آلاف القتلى الآخرين مدفونون تحت مساحات شاسعة من الأنقاض في أنحاء القطاع المكتظ بالسكان. وقالت الوزارة إن نحو 107 أشخاص قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وتقول إسرائيل إن 226 من جنودها قتلوا خلال هجومها الذي شنته بعد أن اقتحم مسلحون من قطاع غزة الذي تحكمه حماس السياج الحدودي وقتلوا 1200 شخص واقتادوا 253 رهينة إلى القطاع في هجوم على تجمعات سكانية إسرائيلية قريبة.

التركيز على خان يونس

وواصلت القوات الإسرائيلية اليوم ضغطها على خان يونس التي تركز عملياتها العسكرية عليها منذ أسابيع. وقال سكان ومسعفون فلسطينيون لرويترز إن أصوات قصف جوي ومدفعي دوت في أنحاء المدينة المدمرة خلال الليل وقتل 14 شخصا على الأقل جراء غارات جوية منذ ساعات ما قبل الفجر.

وأضافوا أن دبابات وطائرات إسرائيلية واصلت قصف وحصار المناطق المحيطة بمستشفيي ناصر والأمل، وهما المستشفيان الرئيسيان في خان يونس. ويقول الجيش الإسرائيلي إن مسلحي حماس يستخدمون مباني المستشفيات للاحتماء، وهي مزاعم تنفيها الحركة التي تدير قطاع غزة.

كما تعرضت مدينة رفح لعدة غارات جوية إسرائيلية وقصف بالدبابات خلال الليل، وأفاد مسعفون بوقوع عدة إصابات على الأقل بين النازحين. ورفح هي آخر ملاذ للفلسطينيين في جنوب القطاع للهرب من تقدم القوات الإسرائيلية باتجاه الحدود مع مصر.

وفي المخيمات المؤقتة في رفح، تدفقت مياه الصرف الصحي غير المعالجة باتجاه ملجأ للنازحين في أحدث مؤشر على انهيار منظومة الصرف الصحي في غزة مما يثير خطر تفشي الأمراض.

وهزت الرياح ملابس معلقة خارج خيام مصنوعة من البلاستيك الرقيق، بينما كانت حنان أبو جبل تطهو لعائلتها في قدر على نار صغيرة فوق الرمال.

وقالت حنان "احنا شردنا من الموت، في عز القصف شردنا، رموا في قلب المدرسة شظية وقتلت العالم... بأعجوبة احنا لما طلعنا، يعني جوزي حتى الآن في ايديه شظايا".

وتابعت قائلة "وين يعني بدنا نروح إذا كان شردنا من غزة ... على خان يونس لقيونا، وشردنا هان على رفح برضه بدهم يلحقونا، وين نروح؟".

وأفاد سكان بوقوع مزيد من الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف بالدبابات في مدينة غزة بشمال القطاع الساحلي الضيق. وتجدد القتال في المدينة بعد شهرين من إعلان إسرائيل سيطرتها على المنطقة.

وفي أجزاء من المناطق الحضرية في شمال غزة، غامر نازحون بالعودة للتحقق من مصير منازلهم بعد انسحاب بعض الدبابات الإسرائيلية. وقالوا لرويترز إنهم صدموا عندما وجدوا القليل من المباني لا تزال قائمة في ظل تدمير صفوف من المربعات السكنية متعددة الطوابق وتجريف الطرق بفعل الجرافات والقنابل الإسرائيلية.

وخلال جولته بالشرق الأوسط، يهدف بلينكن إلى كسب الدعم للخطط الأمريكية لما قد يتبع هدنة في غزة والتي تشمل إعادة الإعمار وإدارة المنطقة الصغيرة، وفي نهاية المطاف إقامة دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي تستبعده إسرائيل حاليا، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.

وينص اقتراح وقف إطلاق النار، كما وصفته مصادر قريبة من المحادثات، على هدنة لمدة 40 يوما على الأقل يفرج خلالها المسلحون عن المدنيين من بين الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ثم يأتي في مرحلتين لاحقتين تسليم الجنود والجثث، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

واستمرت الهدنة الوحيدة بالصراع والتي سرت في نوفمبر تشرين الثاني لمدة أسبوع واحد.

إجلاء 8000 شخص

أُجلي ثمانية آلاف شخص تقريبًا من مستشفى الأمل المحاصر بالقتال في جنوب قطاع غزة، فيما لا يزال نحو 300 شخص عالقين بينهم مسنّون، حسبما قال الصليب الأحمر الثلاثاء.

وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونغا خلال مؤتمر صحافي في جنيف "إن الوضع الإنساني في قطاع غزة أكثر من كارثي".

وأضاف "ترك 8000 نازح كانوا قد لجأوا إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني التابع لنا في خان يونس أي مستشفى الأمل، المستشفى يوم أمس" الاثنين.

وتابع "هناك أيضًا حاليًا نحو مئة مسنّ وأصحاب إعاقات لم يتمكنوا من مغادرة المستشفى و80 مريضًا و100 موظف ومتطوع. ما زالوا في الداخل".

وتحوّلت مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة والتي يتواجد فيها بحسب إسرائيل مسؤولين في حركة حماس، إلى حقل خراب واسع.

وقال توماسو ديلا لونغا إن مستشفى الأمل محاصر منذ أكثر من أسبوعَين بمعارك محتدمة "وتعرّض للقصف عدة مرات"، بما في ذلك يوم الجمعة الماضي حين أدّى القتال إلى مقتل مسؤول قسم الشباب والمتطوعين في الهلال الأحمر الفلسطيني.

ويُعدّ مستشفى الأمل أحد أهم المستشفيات في المدينة إلى جانب مستشفى ناصر المحاصر أيضًا بسبب القتال.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التي تديرها حماس أشرف القدرة "يشدّد الاحتلال الإسرائيلي حصاره على مجمع ناصر الطبي ويستهدف محيطه بشكل مركز".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يضع حياة 300 كادر طبي و450 جريحا وعشرة آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر .. هناك نقص حاد في أدوية التخدير والعناية المركزة ومستلزمات وخيوط العمليات الجراحية".

ولفت إلى أن "المولدات الكهربائية في مجمع ناصر الطبي ستتوقف خلال أربعة أيام نتيجة نقص الوقود".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستشفى الأمل على خان یونس على الأقل قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عودة شلل الأطفال إلى غزة يهدد الأطفال بعد 25 عاما من الغياب

يعاني الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، من مأساة إنسانية عميقة، فإلى جانب ما شاهدوه من ويلات الحرب، أصبحوا مهددين بمرض شلل الأطفال، وهو ما تحدثت عنه قناة «القاهرة الإخبارية» في تقرير لها بعنوان «مرض شلل الأطفال.. أحدث التهديدات التي تواجه الصغار في غزة».

ضحايا الحروب والأمراض المزمنة

وذكر التقرير أن مئات الأطفال استشهدوا، وأصيب الآلاف بجروح خطيرة، بعضها تسبب في إعاقات مستدامة، موضحا أن العديد منهم فقدوا منازلهم وأسرهم، ليجدوا أنفسهم في بداية حياتهم مُثقلين بمسؤوليات تفوق قدرتهم، مشيرا إلى تعرض أطفال غزة لشتى أنواع الأمراض، ومنها أمراض مزمنة، في ظل الظروف الصحية المتدهورة.

عودة شلل الأطفال بعد 25 عاما من غيابه

وأكد تقرير القناة، أن قطاع غزة كان خاليا من مرض شلل الأطفال لمدة 25 عاما، إلا أن عودة الفيروس الآن يشكل تهديدا خطيرا للأطفال، خاصة الآلاف غير المحصنين، ويعمل أطباء غزة بجهد لتوفير الحد الأدنى من الحماية للأطفال من هذا الفيروس الخطير.

وأطلقت السلطات الصحية حملة تطعيم تستهدف ما لا يقل عن 640 ألف طفل، وأوضح التقرير أن معظم الأطفال المستهدفين تلقوا التطعيم، في محاولة لإنقاذ حياتهم وضمان مستقبل أفضل لهم، بعدما ضاع الماضي بين فقدان الأهل والبيوت.

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تفرق مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
  • "البث الإسرائيلية": حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين في المرحلة الأولى
  • روبوتات مفخخة: سلاح إسرائيل الجديد لتدمير مستشفيات غزة
  • إسرائيل تنفجر غضبا من شركة عالمية تطبع صور السنوار على القمصان
  • إصابة بعض المرضى.. الاحتلال يكثف هجماته على مستشفيات شمال غزة
  • غزة.. إسرائيل تجبر المرضى على إخلاء مستشفى بشمال غزة
  • إسرائيل تقر بمسؤوليتها عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية
  • عودة شلل الأطفال إلى غزة بعد 25 عامًا من الغياب
  • عودة شلل الأطفال إلى غزة يهدد الأطفال بعد 25 عاما من الغياب
  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرتين خلال مسيرات تطالب بصفقة تبادل