شفافية :الدقم.. نحو تاريخ جديد
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
[email protected]
تكتب الدقم اليوم تاريخا جديدا بالافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت؛ في حدثٍ استثنائي لمدينة أُنشِئت لتكون مدينة استثنائية قادرة على احتضان مشروعات عملاقة في قطاعات صناعية وتجارية وسياحية متنوعة.
منذ صدور المرسوم السلطاني رقم 85/ 2006 بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع تطوير مدينة الدقم الصادر في 25 يوليو من عام 2006 والدقم تزداد ألَقا وحضورا لتصبح في قلب الأحداث المحلية، ومع إعلانِ تأسيس المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في عام2011 ازداد الاهتمام بهذه المدينة التي أنجزت ميناء كبيرا بأرصفة تجارية وصناعية عميقة، ومطارا مهيأ للرحلات الدولية، وميناء للصيد البحري ومجموعة أخرى من المشروعات السياحية والتجارية والصناعية، وهو ما يجعل الدقم حاضرة في التاريخ العماني الحديث بقوة لتستوعب المزيد من المشروعات من مختلف دول العالم.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الدقم تحتل هذه المكانة، فالموقع الجغرافي للمنطقة على بحر العرب المطلّ مباشرة على المحيط الهندي وبالقرب من ممرات الملاحة العالمية يعطيها ميزة تنافسية مهمة، كما أن إنشاء بنية أساسية لوجستية متكاملة تدعم القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية، والحوافز والمزايا والتسهيلات المقدمة للمستثمرين؛ جميع هذه العناصر تُسهم في تشجيع الشركات المحلية والعالمية على الاستثمار فيها، ولهذا لا نستغرب الارتفاع المتواصل لقيمة الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تتجاوز 4.2 مليار ريال عماني وهو رقم يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به المنطقة التي تشهد تطويرا مستمرا لآليات جذب الاستثمارات، واعتماد العديد من التطبيقات الإلكترونية التي تسهّل على المستثمرين إنجاز معاملاتهم، بالإضافة إلى مواكبة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الأولويات الوطنية مثل خطة التحول الإلكتروني في القطاع الحكومي، واستراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية وهو ما يجعل المنطقة تحظى باهتمام العديد من المستثمرين الاستراتيجيين.
وخلال السنوات الماضية تم إنجاز مجموعة متنوعة من المشروعات الصناعية والتجارية والسياحية التي حوّلت الدقم إلى مدينة متعددة الاستثمارات، وتأتي هذه الإنجازات منسجمة مع عدد من الأولويات التي تركز عليها رؤية عُمان 2040 مثل أولوية التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، وأولوية سوق العمل والتشغيل، وأولوية القطاع الخاص والتعاون الدولي ونحوها من الأولويات والأهداف التي تركز عليها الرؤية، ونتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدا من الإنجازات مع تشغيل مجموعة أخرى من المشروعات التي يتم إنشاؤها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
ومع افتتاح مصفاة الدقم اليوم تستهل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مرحلة جديدة في تاريخها هي مرحلة الصناعات البتروكيماوية، فالمصفاة التي يبلغ إنتاجها 230 ألف برميل يوميا لديها الإمكانيات لتزويد قطاع الصناعات البتروكيماوية بما يحتاجه من منتجات لإقامة هذه الصناعات، وبدلا من الاتجاه نحو التصدير من المهم تخصيص جزء من الإنتاج للصناعات التي يتم إنشاؤها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وهو ما سيُسهم في تعزيز القيمة المضافة للمشتقات النفطية ويتيح مزيدا من فرص العمل أمام الشباب العماني بالإضافة إلى المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية بمحافظة الوسطى.
وأخيرا سيبقى يوم السابع من فبراير من عام 2024 محفورا في ذاكرة الدقم باعتباره تاريخا لمرحلة جديدة من النجاحات، إذ إن افتتاح مصفاة الدقم اليوم يعني مزيدا من النمو لمجموعة متعددة من الأنشطة الاقتصادية في ولاية الدقم وولايات محافظة الوسطى الأخرى، كما أن هذا التاريخ يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به الدقم في تاريخ النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ورسالة تقدير لكل المخلصين من أبناء عُمان الذين عملوا -منذ صدور المرسوم السلطاني رقم 85/ 2006 بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع تطوير مدينة الدقم- بجدّ لترى خطط تطوير المدينة النورَ وأن تشهد الدقم مزيدا من المشروعات التي تنعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم من المشروعات مزیدا من
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: قمة الدول الثماني النامية تعكس تجدد خطتنا الاقتصادية
قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية، إنّ حرص المشاركين بقمة الدول الثماني النامية على ترفيع التمثيل يعكس أهمية المنظمة في تعزيز التعاون، لافتًا إلى أن استضافة مصر هذه الدورة لها أهمية كبيرة ودلالة مهمة.
أضاف حسن سلامة في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»: «من هذه الدلالات، إقامة القمة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما يؤكد أن لمصر خطة تنموية مستدامة وواضحة، والدول المشاركة حرصت على أن يكون التمثيل على أرفع مستوى، وهو ما يعكس أهمية المنظمة في تعزيز التعاون المشترك بين الدول وتحفيز البيئة الاستثمارية الجاذبة وزيادة حجم التجارة البينية».
الصراع السياسي في العالموتابع بأنّ الرئيس السيسي أكد أن انعقاد القمة يأتي في وقت بالغ الأهمية تشهد فيه المنطقة صراعات وتوترات بصورة كبيرة للغاية، وسببها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته في جنوب لبنان وسوريا وغيرها.
الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدةوذكر أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن تحقيق مشروعات تنموية مشتركة وعوائد لشعوب الدول إلا إذا كانت المنطقة تتسم بالأمن والأمان، ومن ثم فقد جرى التأكيد على ضرورة إنهاء بؤر التوتر في المنطقة.