لجريدة عمان:
2024-11-26@20:47:19 GMT

يوميات عيش العدوان على غزة «5»

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

أريد أن أتخيّل أشياء كثيرة، من بينها، أن المترجمين اللذين عكفا على ترجمة أليخاندرا بيثارنيك عن الإسبانية وللعربية عندما كتبا «لا أحد يمكنه إنقاذي فأنا غير مرئية حتى بالنسبة لي أنا التي أناديني بصوتك. أين أنا؟/ أنا في حديقة./ هناك حديقة» توقفا وتعانقا دون أن يتحدثا عن شيء».

أريد أن أتخيّل وأحلم بالأحجار التي أرتديها في يدي اليمنى، الأحجار القادمة من شطآن مترامية في هذا العالم، كما لو أنها تميمة ستحرسني، تصدرُ طاقة المحيطات التي لم نكتشفها بعد.

أريد أن أتخيل أنني سأجرؤ مرة على القول بأنني لستُ كاتبة قصة، بل أنا شاعرة، وهذا هو شعري، إن لم تكن كل القصائد التي خبأتها بحرص في ملفات حاسوبي التي بلا أسماء واضحة فهي عيناي، والندبة التي تظلل وجهي، وتحكمُ خطواتي، إذا دقق أحدكم النظر، أو ربما تكون في أنني أمشي وعينيّ على الأرض، دوما بلا إرادة مني. أريد أن أتخيل أن كل مديرينا في العمل طيبون، وإن لم يكونوا كذلك فلا بأس، سنكتفي بأن يكونوا نزهاء، لا يعادوننا لأسباب لا نعرفها، ولا يتصرفون معنا كما لو أننا ممرات لاستعادة الأضواء التي فقدوها في نفق ما، أضواء يفترضون أننا أيضا سنسرقها من موظف سنكون يوما ما بدورنا مديرين عليه. يا الله، على كل هذه الحلقات النارية التي ندور فيها، يا الله على اكتمال الساعة كل يوم، وعودتها في اليوم التالي كما لو أننا لم نتحرك من مكاننا قط!

أريد أن أتخيّل أشياء مستحيلة، كأن يصبح الانتباه، فرضا مثل الصلوات الخمس، فتصير حواسنا يقظة للهواء، ولكن أكثر ما سنحسُ به هم الآخرون، العابرون إلى جانبنا في هذه الحياة، حتى لا تجرحهم أظفارنا، ولا تعيقهم أجسادنا عن السير في الطريق الطويل لهذا العالم. وأن نكون «العابرون» خاصة وديع سعادة الذين قال عنهم صفات عديدة من بينها: «العابرون سريعًا جميلون. لا يتركون ثقلَ ظلّ. ربما غبارًا قليلا، سرعان ما يختفي». أريد أن أتخيل عالما لا يفكر فيه الناس بالربح السريع، ولا يرثون فيه الأراضي المترامية، بينما صبي شقي في مكان ما لا يجدُ كسرة خبز أو ترابا بحجم طبعة قدميه. أريد أن أتخيل أرضا يطحنها الظلم، ويوقفها عن الدوران، ويتجمد فيها كل شيء عدا الرغبة في تحقيق العدالة لكل المقهورين. أود لو أتخيل عالما، عندما يقول فيه أحدنا «البحر» يعرف من استمعوا إليه، بأن البحر الذي يعنيه غير البحر الذي نعرف. وأن اللغة ليست الكلمات، فنحاول جاهدين أن نسأله ولو لمرة واحدة مترددة: قل لنا ما هو البحر بالنسبة إليك. فبحارنا كثيرة. أريد أن أتخيل هذا التعاطف اللانهائي، وهذه الدعة التي ستدحر الأنانية والظلم وإساءة الفهم. آه أريد عالما يحتفل بإساءة الفهم، لاحتمالاته العديدة التي يقول بها أن العالم ليس محدودا، وأننا لم نقف يوما على أي حافة، وأن هنالك المزيد المزيد والمزيد من الإجابات. أريد أن أتخيل بأن ما أكتبه له معنى ما، أو ربما أريد أن أتخيل أنني لن أكترث لذلك بعد الآن، متمسكة بمقطع شعري لبيسوا، لا يكف عن الإضاءة في قلبي: «أريد أن أكون ذلك الذي أتعاطفُ معه». وأريد ألا ينتهي الشتاء في مسقط، لكن ذلك لا يعني، ألا تأتي مواسم القيظ التي ينتظرها الفلاحون، وأولهم أبي، وألا يضيع عليهم حصاد الأصياف التي تعوض غلة العام كله، أريد أن أتخيل عالما لا يسير بمنطق المقايضة ولا أن الأضداد وجدت من أجل صالحنا العام. أريد الأشياء متجاورة بلا حد، متجاورة دون أن يقضي أحدها على الآخر. لكنني عبثا لا أستطيعُ أن أتخيل كل هذا، فأنا لا ألتفتُ لكي أرى ما يحدث في غزة الآن من وحشية وبشاعة، وحقيقة ناصعة لهذا العالم، أنا لا ألتفت؛ لأن ما يحدث يغمرني، يضربني بشكل مباشر، وتخيلوا ماذا؟ إنه يُنشفُ دمي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ننشر أول صور لعملية إنقاذ طاقم سفينة بضائع القصير التي تعرضت للاصطدام بالشعاب المرجانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمكنت الأجهزة المختصة بمحافظة البحر الأحمر مساء أمس الأحد، من إنقاذ عدد من طاقم سفينة القصير التي تعرضت للاصطدام في منطقة الشعاب المرجانية عقب عطل فني في السفينة، وذلك يوم الجمعة السابقة.

وأكد مصدر من أفراد السفينة، إنه جري إنقاذ 11 شخص من طاقم السفينة وجاري نقلهم الي أقرب مستشفى لعمل الإسعافات الأولية، مؤكدا، أن عدد من الناجون يعانون من بعض الإصابات البسيطة نتيجة لجنوح السفينة قرب شواطئ القصير جنوب محافظة البحر الأحمر.

وتعود الواقعة عندما شهدت سواحل مدينة القصير، جنوب البحر الأحمر، كارثة بيئية، وذلك عقب  تعرض سفينة شحن للغرق الجزئي إثر اصطدامها بشعاب مرجانية وتسرب كميات كبيرة من الوقود إلى مياه البحر.

 أدت الرياح الشديدة والأمواج العاتية عقب عطل فني بالسفينة إلي  فقدان السيطرة ما أدى إلي اصطدامها بالشعاب المرجانية، وتسبب في حدوث تصدعات كبيرة في هيكلها.

أدى الاصطدام إلى تسرب كميات كبيرة من الوقود من خزانات السفينة إلى مياه البحر، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الحياة البحرية والنظام البيئي الهش في المنطقة.

تم الدفع بفرق الإنقاذ البحري، في محاولة لإنقاذ طاقم السفينة، والسيطرة على التسرب النفطي ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى، كما تعمل فرق الغوص على تقييم الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية.

يحذر الخبراء من أن التسرب النفطي قد يتسبب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، وتدمير الشعاب المرجانية، كما قد يؤثر التسرب على السياحة البيئية في المنطقة.

فتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في الحادث لتحديد أسباب وقوعه ومحاسبة المسؤولين.

أكد خبراء البيئة أن هذه الكارثة تعد صفعة قوية للجهود المبذولة للحفاظ على البيئة البحرية في البحر الأحمر، داعين إلى ضرورة تشديد الرقابة على السفن والناقلات النفطية، وتطبيق أشد العقوبات على المخالفين.
ناشد نشطاء البيئة المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة بالمساهمة في جهود تنظيف الشواطئ والتخلص من آثار التسرب النفطي، وحماية البحر الأحمر من المزيد من التلوث.

يعتبر هذا الحادث ناقوس خطر يدق لتحذيرنا من أهمية الحفاظ على البيئة البحرية، والتي تعد ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني والسياحي في مصر.

وتعود الواقعة كشفت مصادر مطلعة، أن سفينة الشحن،في "VSG GLORY"  التي جنحت قبالة سواحل مدينة القصير على البحر الأحمر كانت في طريقها من اليمن إلى ميناء سفاجا محملة بشحنة من الردة.
وأكدت المصادر أن الحادث نتج عن عطل مفاجئ في أحد محركات السفينة، مما استدعى تدخل السلطات البحرية التي أرسلت قاطرة لسحب السفينة من منطقة الشعاب المرجانية ونقلها إلى ميناء آمن.
هذا وقد أبلغت الجهات المعنية بوقوع الحادث، وتم إبلاغ جهاز شؤون البيئة ومحميات البحر الأحمر لتقييم الأضرار البيئية التي قد تكون نتجت عن جنوح السفينة، لا سيما على الشعاب المرجانية.

جديل بالذكر، أن سواحل مدينة القصير، قد  شهدت، اليوم الجمعة، شحوط سفينة شحن مصرية بالقرب من مناطق الشعاب المرجانية
كانت الأجهزة المعنية تلقت بلاغًا يفيد بشحوط سفينة تدعى VSG GLORY أمام أحد المنتجعات السياحية بمدينة القصير.
تم إخطار كافة الجهات المعنية، وجهاز شؤون البيئة ومحميات البحر الأحمر، لبيان وجود خسائر طالت الشعاب المرجانية من عدمها.

Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣١٤٥٧_Video Player IMG-20241124-WA0033 Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣١٠٣١_Gallery Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣١٠٠٠_Gallery Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣١٠٢٦_Gallery IMG-20241124-WA0031 Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣٠٩٥٧_Gallery IMG-20241124-WA0032 Screenshot_٢٠٢٤١١٢٤-٢٣١٠٣٦_Gallery

مقالات مشابهة

  • شعر مع إيقاف التنفيذ.. يوميات معتقل (15)
  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • صباغ : سورية تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة وشعوبها، وإدانة جرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني
  • ننشر أول صور لعملية إنقاذ طاقم سفينة بضائع القصير التي تعرضت للاصطدام بالشعاب المرجانية
  • «التعاون الإسلامي»: ضرورة تحرك العالم لإيقاف العدوان الإسرائيلي
  • مصر تحذر من أوضاع "كارثية" بسبب عسكرة البحر الأحمر
  • مصر تحذر من تداعيات "عسكرة" البحر الأحمر
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • صنعاء تدين الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون في البحر العربي
  • فيولا ديفيس.. ممثلة الفقراء التي يكرّمها مهرجان البحر الأحمر