التعليم العالي: تعاون مشترك مع بريطانيا في مجال التوظيف والتطوير المهني
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن التعليم العالي تعاون مشترك مع بريطانيا في مجال التوظيف والتطوير المهني، التقى د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع مكتب وزارة الخارجية للتنمية للمملكة المتحدة والكومنولث، ومثّلها سفارة المملكة المتحدة .،بحسب ما نشر بوابة الفجر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات التعليم العالي: تعاون مشترك مع بريطانيا في مجال التوظيف والتطوير المهني ، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
التقى د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع مكتب وزارة الخارجية للتنمية للمملكة المتحدة والكومنولث، ومثّلها سفارة المملكة المتحدة بمصر، حيث تم مناقشة جدول زيارات الوفد المصري، بالإضافة للوقوف على أحدث ما وصلت إليه الجامعات ومراكز التطوير المهني وآليات عملها ضمن مشروع " برنامج التعليم العالي للإرشاد المهني من اجل التوظيف"، كما تم ﺗوﻗﯾﻊ ﺑروﺗوﻛول ﺗﻌﺎون ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﺻرﯾﺔ، وﻣﻛﺗب وزارة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ﺳﻔﺎرة اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺟﻣﮭورﯾﺔ مصر اﻟﻌرﺑﯾﺔ، وﻣﻛﺗب ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ (ILO) ﺑﺎﻟﻘﺎھرة، ومؤسسة HE Advance المسئولة عن التدريب والتأهيل في مؤسسات التعليم العالي البريطاني.
في ذات السياق قام وفد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برئاسة د. أيمن عاشور، بالمشاركة في مجموعة من الجلسات الحوارية المشتركة مع عدد من الأطراف والمؤسسات المعنية بتطوير التعليم العالي في المملكة المتحدة؛ بهدف بحث سبل تعزيز التعاون المشترك، وتفعيل الشراكات الدولية مع تلك الأطراف، وصياغة آليات عمل مشتركة، وتناولت الجلسات تجربة مراكز التطوير المهني في مؤسسات التعليم العالي البريطاني وآليات ربط الخريجين بسوق العمل.
أكد الوزير خلال الجلسات عن أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تم إطلاقها في مارس الماضي، مؤكدًا تعظيم دور مؤسسات الوزارة المتنوعة في تحقيق الدور الفاعل لدعم التنمية في مختلف المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، العمرانية والبيئية، من خلال تحديد أهداف التنمية المستدامة ومفاهيم الجيل الرابع من الجامعات والأنشطة الاقتصادية بمصر، يمكن تطوير المبادئ السبعة التي نصل من خلالها إلى الجيل الرابع من الجامعات وبالتالي نحقق رؤية مصر 2030.
أشار الوزير إلى أهمية محور التكامل بين مؤسسات التعليم من خلال الحلقات الإقليمية، والتكامل مع الأقاليم بتلبية احتياجاتها، ومع سوق العمل ومؤسسات الدولة الحكومية الشريكة في الاستراتيجية، مشيرًا إلى دور مراكز التطوير المهني بالجامعات، ودورها في تأهيل الخريجين، وإكسابهم المهارات اللازمة لمتطلبات سوق العمل، مؤكدًا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسعى إلى أن يكون هناك مركز جامعي للتطوير المهني بكل جامعة، حيث إن دور الوزارة لم يعُد مُقتصرًا على التعليم الأكاديمي فقط، بل تسعى الوزارة والجامعات لدعم الطلاب والخريجين لتحسين مهاراتهم الشخصية لمواكبة مُتطلبات سوق العمل، وهو ما يؤكد على أهمية مشروع المراكز الجامعية للتطوير المهني.
في ذات السياق أكد د. أيمن عاشور إلى أهمية إنشاء التحالفات الإقليمية بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، والشركاء الصناعيين والزراعيين والإنتاجيين؛ بهدف تهيئة الخريجين والشباب لسوق العمل، ودعم المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر؛ بغرض تفعيل دور الاقتصاد الصغير في تحقيق معدلات النمو، من أجل تحقيق طفرة تنموية بالإقليم الجغرافي.
ومن جانبها، قدمت مؤسسة HE Advance جلسة تعريفية عن التصور العام لنظام التعليم العالي في بريطانيا وربطة بسوق العمل والسياسات التي تم اتباعها خلال العشر سنوات السابقة لتطوير الأداء بمؤسسات التعليم العالي البريطانية، كما أكدت المؤسسة على أهمية التعاون مع مصر في مجال التعليم العالي، مثمنة دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية فيما يتعلق بتطوير منظومة التعليم العالي في مصر وربطة بسوق العمل.
شهدت الجلسات الحوارية حضور رؤﺳﺎء اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺳﺑﻌﺔ ﺑﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ وهم: ( د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، د.عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، د. السيد عبدالعظيم الشرقاوي رئيس جامعة السويس، د. مصطفى عبدالخالق رئيس جامعة سوهاج، د.شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، د. أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، د. عصام الدين فرحات رئيس جامعة المنيا)، وكذلك حضور د. مصطفى رفعت الامين العام للمجلس الأعلى للجامعات، د. أيمن فريد ﻣﺳﺎﻋد وزﯾر اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﺗﺧطﯾط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻟﺗدرﯾب واﻟﺗﺄھﯾل ﻟﺳوق اﻟﻌﻣل، والمستشار/ أحمد عزت نائب سفير مصر بالمملكة المتحدة، ود. رشا كمال الملحق الثقافي المصري ومدير البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة، والسيد / ﻋﺑدﷲ ﺣﺳﯾن ﺣﻣودة ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳﯾن، اﺳﺗﺷﺎري اﻟوزارة ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟوﺣدة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻣراﻛز اﻟﺗوظﯾف.
الجدير بالذكر أن برنامج الزيارة الحالي للمملكة المتحدة يتضمن برنامجين متتالين وهما: (ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﻣﺳﺋوﻟﯾن ذوي اﻟﻣﺳﺗوى اﻟرﻓﯾﻊ ﻟﻌدد ﺳﺑﻊ رؤﺳﺎء ﺟﺎﻣﻌﺎت، وﯾﺗﺿﻣن زﯾﺎرات ﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن ﺣﻛوﻣﯾﯾن وﻣﻣﺛﻠﯾن ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ باﻟﻣﻣﻠﻛﺔ المتحدة، والبرنامج الآخر لمسئولي مراكز التوظيف المهني في ال
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس التعلیم العالی والبحث العلمی مؤسسات التعلیم العالی أیمن عاشور رئیس جامعة
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.