يأتي حدث Safer Internet Day 2024 بالتزامن مع مخاوف حول البيانات المتعلقة بالقيود المفروضة على الوصول إلى العديد من التطبيقات الشائعة، وهو ما يدفع المستخدمين إلى التحايل على القواعد الجديدة عن طريق تحميل البدائل. وفي وقتنا الحالي الذي يتم فيه جمع كميات هائلة من البيانات وتحليلها باستمرار، أصبحت أخطار اختراق البيانات، وسرقة الهوية، وانتهاكات الخصوصية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى.

لذلك، وفي يوم 6 فبراير - المعترف به كتذكير بأهمية حماية المعلومات الشخصية في عالمنا الرقمي - يؤكد خبراء كاسبرسكي على حاجة المستخدمين الماسة إلى اتخاذ خطوات استباقية بخصوص أمن بياناتهم.
شهد عام 2023 اشتعال النقاشات في العديد من الدول فيما يتعلق بتقييد بعض التطبيقات الشائعة في البرازيل وأيرلندا واليابان. وفي الولايات المتحدة، أدت المداولات بشأن تقييد الوصول إلى TikTok إلى فرض قيود على التطبيق الصيني على الأجهزة الصادرة عن الحكومة في أكثر من نصف الولايات. لكن العملاء لا يرغبون دائماً في التخلي عن تطبيقاتهم المفضلة عندما يتعلق الأمر بالخدمات الشائعة. وفي مواجهة الحظر، لجأ المستخدمون إلى وسائل بديلة للوصول إلى المحتوى، مثل تثبيت تطبيقات بديلة أو نسخ مُقرصنة.
تعاني التحميلات المُقلدة التي يستخدمها من يحاولون تفادي التقييدات من كونها مطورة بشكل غير جيد عادةً، مع سياسات خصوصية غامضة أو مخالفة لحقوق المستخدمين كلياً. بالإضافة إلى ذلك، تميل العديد من هذه التطبيقات للاختفاء بعد فترة لأسباب مختلفة مثل عدد المستخدمين غير الكافي، مما يعني أن البيانات الحساسة قد ينتهي بها المطاف بين أيدي أطراف ثالثة.
لتجنب هذه السيناريوهات السيئة، يشارك خبراء كاسبرسكي نصائح متعددة:
1. ليست هناك حاجة للتسرع عندما يتعلق الأمر بتثبيت أي شيء على الأجهزة:
لا تؤدي المناقشات المتعلقة بأي قيود على التطبيق إلى حظره بالضرورة. فقد يعني التسرع في العثور على بديل تعرّض معلومات المستخدمين للخطر، حيث أنّ هذه الأنواع من التطبيقات أو النسخ المُقرصنة من الخدمات قد لا تهتم بسلامة البيانات الشخصية للمستخدمين بالشكل الكافي. لذا من المفيد تقييم الإيجابيات والسلبيات قبل تثبيت أي شيء لم يتم التحقق منه على أي جهاز، وبالطبع تبقى متاجر التطبيقات الرسمية دائماً الخيار الأفضل والأكثر أماناً.
2. من الجيد دائماً دراسة حقوق الخصوصية الخاصة بالمستخدم
أفضل مكان للبدء هو معرفة المزيد حول التشريعات المحلية التي تحكم حقوق العملاء ومعالجة البيانات الشخصية في بلد المستخدم. على سبيل المثال، يُطلق على هذه التشريعات في بريطانيا العظمى اسم قانون حماية البيانات، والذي يمكن العثور عليه أيضاً كملخص للتعرف عليه بسرعة. بعد ذلك، من المهم التحقق عند قراءة سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق المراد تحميله من كونها تحترم حقوق المستخدمين وما إذا كان يجمع التطبيق البيانات التي يحق له الحصول عليها فحسب. كما يجب التأكد أيضاً من إمكانية الاتصال بخدمة العملاء ومطالبتهم بحذف المعلومات الشخصية.
3. الإفراط في مشاركة البيانات ليس خياراً آمناً
من الأفضل دائماً تقليل كم البيانات التي يجمعها تطبيق ما عن المستخدم حيث توجد مخاطرة بالكشف غير المقصود عن البيانات الشخصية أو إساءة استخدامها بسبب عدم كفاية تدابير أمن البيانات. علاوة على ذلك، بمجرد مشاركة البيانات الشخصية، غالباً ما يكون من الصعب التحكم في توزيعها واستخدامها، مما قد يؤدي إلى مشكلات خصوصية طويلة المدى. لذا لمنع مثل هذه المشكلات، يجب الحد من وصول التطبيق إلى معرض الصور، وجهات الاتصال، والموقع الجغرافي على التطبيقات التي يمكن أن تعمل بدونها. وينطبق هذا أيضاً على الميكروفون؛ فيضمن الوصول المحدود عدم قيام التطبيقات بجمع البيانات الشخصية أثناء الاستماع إلى ما يقوله المستخدمون.
4. يمكن لحلول الحماية الحديثة إبقاء البيانات الشخصية آمنة عبر الإنترنت
تستطيع حلول الحماية الحديثة منع التطبيقات من الوصول إلى البيانات الشخصية، لتنبيه المستخدمين إذا كانت أرقام هواتفهم والبيانات الأخرى قد تم تسريبها وتحذيرهم إذا تم تحميل ملف خبيث. كما توجد خدمات تساعد على تحسين حماية البيانات الشخصية عبر اتباع تعليمات بسيطة.
تقول آنا لاركينا، خبيرة تحليل محتوى الويب: «يصبح تقييد التطبيقات الشائعة ممارسةً أكثر تواتراً مما كانت عليه. فلا يحصل المستخدمون الذين يبحثون عن بدائل دائماً على تطبيق عالي الجودة مع سياسة خصوصية شفافة. ويمكن لمعرفة حقوق المستخدمين والانتباه لمن وكيف تجمع التطبيقات البيانات أن تساعد في تجنب وقوع المعلومات الشخصية في الأيدي الخاطئة.»

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البیانات الشخصیة

إقرأ أيضاً:

بريق الغلاف لا يعكس دائماً كنز المضمون

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

“كم من بديعِ المظهرِ قبيحِ الجوهر، وكم من بسيطِ الهيئةِ عظيمِ القيمة.” بهذه الحكمة يُمكن أن نختصر تجربتنا الإنسانية مع البشر الذين يُشبهون الكتب في تفاوت أغلفتها ومحتواها. فالإنسان، مثل الكتاب، يحمل أسرارًا عميقةً لا تُقرأ إلا حين تُقلب صفحاته، وقد تكون تلك الصفحات أثمن مما يوحي به الغلاف.

الغلاف خدعة البصر، والمحتوى محك البصيرة

في عصرٍ أصبح فيه الشكل أهم معيار للحكم، بات الكثيرون يُشبهون السطح المذهب الذي يخفي فراغًا داخليًا. تظهر هذه الظاهرة في الدراسات النفسية والاجتماعية التي تناولت تأثير “الهالة” أو ما يُعرف بـHalo Effect، وهو ميل الإنسان لتعميم الانطباع الأول بناءً على المظهر الخارجي أو الصفات الظاهرة. في هذا السياق، أظهرت دراسة أجراها عالم النفس “إدوارد ثورندايك” أن الأفراد يميلون إلى ربط الجاذبية الشكلية بالكفاءة والصدق، حتى وإن كانت هذه الصلة وهمية.

لكن الحقيقة أن المظهر ليس أكثر من خدعة بصرية قد تخفي خلفها إما جوهرًا نقيًا أو خواءً مطبقًا. وكم من مرة وقفنا أمام كتابٍ زينت أغلفته الرفوف، لكنه ما إن فُتح حتى كشف عن فقره، بينما وجدنا العكس في كتابٍ متواضع الهيئة أثار فينا دهشةً لا تُنسى.

القيمة في التجربة لا في القشرة

تجارب الحياة تعلمنا أن الجمال الحقيقي ليس مرئيًا. يمكن استدعاء قول الإمام علي (عليه السلام): المَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ طَيَّاتِ لِسَانِهِ.”

بمعنى أن قيمة الإنسان تظهر في فكره وأفعاله، لا في ملبسه أو مظهره. ولعل هذا يفسر النجاح الباهر لشخصيات تاريخية وعلمية تركت أثرًا خالدًا دون أن تلتفت يومًا إلى قشور المظاهر، مثل ماري كوري التي لم تُعرف بالأزياء أو الجمال، لكنها أدهشت العالم بعلمها وإنسانيتها.

في دراسة أخرى أجرتها جامعة “هارفارد”، وُجد أن الأفراد الذين يُظهرون قيمًا مثل التعاطف، النزاهة، والإبداع يُحققون تواصلًا أعمق مع محيطهم مقارنة بأولئك الذين يركزون على المظهر أو الإنجازات السطحية. هذه القيم هي التي تجعل الإنسان جذابًا في أعين الآخرين، وتؤسس لعلاقات متينة ومستدامة.

الأدب أيضًا يعزز هذا المفهوم. ألم يدهشنا بطل “البؤساء” جان فالجان، الذي كان يُنظر إليه كمجرمٍ في الظاهر، بينما حمل في داخله روحًا نبيلة ملأتها التضحية والرحمة؟ الأدب يُعيد تشكيل نظرتنا إلى البشر، ويعلمنا أن العبرة دائمًا بما يكمن في العمق.

أفكار مبتكرة لتغيير المفهوم السائد

ثقافة المحتوى الداخلي: لماذا لا نُعيد صياغة مفهوم الجمال في مناهجنا التعليمية؟ يمكن تصميم برامج تركز على الأخلاق، الإبداع، والقيم الإنسانية كمعايير حقيقية للجمال، بدلاً من التركيز على الهيئات الخارجية. تجربة اجتماعية مُلهمة: تخيل مبادرةً تسلط الضوء على قصص أشخاص ناجحين وملهمين لا يتطابق مظهرهم مع الصورة النمطية للجاذبية. مشاركة هذه القصص عبر منصات التواصل الاجتماعي قد تُلهم الأجيال الجديدة ليروا الجمال في أبعاده الحقيقية. أدب السيرة الذاتية: شجع كتابة السير الذاتية من منظور داخلي، بحيث يُبرز الأفراد ما صنعوه من خير وما حققوه من عمق إنساني، بعيدًا عن الإنجازات الشكلية.

يُقال إن الزمن يكشف الجوهر ويُهلك الزيف. وهكذا، فإن ما يبقى من الإنسان ليس شكله ولا مظهره، بل أثره في قلوب الآخرين. وكما قال الشاعر:

“وما الحسنُ في وجه الفتى شرفًا له
إذا لم يكن في فعله والخلائقِ”

لنجعل من هذا القول قاعدةً حياتية، ولنُدرك أن الجمال الحقيقي هو ذلك الذي يُضيء العقول، يُطهر القلوب، ويُعمر الأرواح. فالحياة قصيرة، وما يخلد منها هو المحتوى، لا الغلاف.

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • «كاسبرسكي» تكتشف هجومًا يستهدف المنظمات النووية باستخدام برمجة خبيثة متطورة
  • كاسبرسكي تكتشف هجومًا يستهدف المنظمات النووية باستخدام برمجية خبيثة متطورة
  • شواغر ومدعوون للمقابلات الشخصية
  • لافروف يؤكد للرئيس الصربي دعم موسكو لحماية حقوق بلاده
  • كاسبرسكي: 135% زيادة في الاهتمام بسرقات العملات المشفرة عبر الإنترنت المظلم
  • 6 خطوات| مفيدة شيحة تقدم نصائح ذهبية لحياة زوجية سعيدة
  • كاسبرسكي تستكشف سيناريوهات محتملة لانقطاعات قطاع التكنولوجيا في عام 2025
  • بريق الغلاف لا يعكس دائماً كنز المضمون
  • سلسلة عمليات استباقية تنتهي بالقبض على 8 متهمين في بغداد