محامو الأردن يلاحقون قادة الاحتلال الإسرائيلي في الجنائية الدولية
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
عمّان- في خطوةٍ لافتة، أعلنت نقابة المحامين الأردنيين عن تقديمها بلاغا للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب نقابات ومنظمات حقوقية عربية، بالتنسيق مع اتحاد المحامين العرب، وبالتعاون مع المحامي الفرنسي جيل ديفر، بحق قادة وأفراد من دولة الاحتلال الإسرائيلي لارتكابهم جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال نقيب المحامين الأردنيين يحيى أبو عبود إن فريقا قانونيا توجه إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، محملاً بالوثائق والأدلة، لتقديم شكوى بتهمة ارتكاب "أفعال تشكل جريمة إبادة جماعية مرتكبة في دولة فلسطين".
ولفت أبو عبود في حديثه للجزيرة نت إلى أن البلاغ يعتبر الأول من نوعه الذي تم إيداعه أمام المحكمة، وهو بمنزلة إعلان رسمي عن بدء الملاحقة القضائية والقانونية لقادة الاحتلال الإسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري.
وقفة لنقابة المحامين الأردنيين رفضا للعدوان على غزة (الجزيرة + أسوشيتد برس) دعوى جنوب أفريقياوأوضح أبو عبود أن نقابة المحامين الأردنيين عكفت خلال الفترة السابقة من العدوان على قطاع غزة، على جمع التوثيقات والأدلة المطلوبة عن جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديمها بصورةٍ متكاملة إلى المحكمة الجنائية الدولية للمباشرة بإجراء التحقيقات.
وأشار النقيب إلى أن المحامين استندوا في دعواهم ضد الكيان الإسرائيلي إلى الدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا، مبينا أن الخطوة تأتي تنفيذا لقرارات مجلس نقابة المحامين الأردنيين السابقة، وقرارات المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب المنعقد في عمّان، والقرارات المنبثقة عن إعلان الجزائر (التحالف الدولي لدعم الملف القانوني للشعب الفلسطيني).
وأضاف أبو عبود أن البلاغ سيخضع للدراسة من قبل الادعاء العام، وسيكون هناك لقاء مع المدعي العام، وهيئة المحكمة خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة لمتابعة الشكوى، التي ضمت أسماء كل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وآخرين من قادة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف نقيب المحامين الأردنيين أنه وفي ضوء تلك البلاغات المقدمة للمحكمة، فإن ذلك يستوجب على مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية التحقق من وجود جريمة إبادة جماعية، وبالتالي لا يمكن للمدعي العام تجاوز البلاغات المقدمة من قبل المؤسسات الحقوقية، نظرا لكونها مؤسسات قانونية تمثّل وتنوب عن عشرات آلاف المحامين.
يذكر أن الفريق الدولي يضم نقابات المحامين الأردنيين والفلسطينيين والجزائريين والتونسيين والموريتانيين، والنقابة الوطنية للقضاة الجزائريين.
إزاحة كريم خان
من جانبه، رأى الخبير في القانون الدولي الدكتور أنيس قاسم أن الدعوى التي رفعتها نقابة المحامين بحق قادة العدو الإسرائيلي جيدة، إلا أنه من المهم العمل الآن على تشكيل تحالف دولي لكل نقابات المحامين في العالم العربي مع مندوبي الدول في اجتماعات الهيئة العامة للدول الأطراف في اتفاقية روما لإزاحة المدعي العام الحالي في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، لأسباب تتعلق بعدم موضوعيته، وموقفه المنحاز للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف قاسم للجزيرة نت أن المدعي العام الدولي كريم خان فقد مصداقيته وحياديته، إذ إن الأقوال والتصريحات التي خرجت من القادة الإسرائيليين تكفي لإدانتهم حسب قانون محكمة العدل الدولية، لا سيما أنه يتوفر بها القصد الجرمي، إلا أن خان لم يتخذ الخطوات المطلوبة بعد.
وتأسست المحكمة الجنائية الدولية بصفة قانونية في الأول من يوليو/تموز عام 2002 بموجب ميثاق روما الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل/نيسان من السنة نفسها، وتعمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان عبر التحقيق في جرائم الإبادة وجرائم الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 28 ألف مدني فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نقابة المحامین الأردنیین المحکمة الجنائیة الدولیة الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة أبو عبود
إقرأ أيضاً:
تقرير: قادة الجيش الإسرائيلي يطالبون باتفاق في غزة
طالب كبار قادة الجيش الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء حرب غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، بعد أن قالوا إن الجيش "أصيب بالإجهاد" في المعارك المستمرة منذ 15 شهرا، وفق مصادر إعلامية إسرائيلية.
وفي تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، اعتبر القادة الإسرائيليون أن الجيش "طاقته استنفذت" في العمليات البرية في قطاع غزة، مطالبين بما وصفوه بـ"قرارات صعبة" في إشارة إلى إنهاء القتال والتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
ويعقد مسؤولون من حماس وإسرائيل محادثات بوساطة مصر وقطر، في جهود مكثفة منذ أشهر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، لكنها لم تفلح حتى الآن في الوصول لهدفها.
وقال القادة الإسرائيليون في التقرير الذي لم يكشف هويتهم، إن استمرار حرب غزة "سيفرض أثمانا باهظة ويؤدي إلى سقوط مقاتلين إضافيين" من الجانب الإسرائيلي.
والثلاثاء تمسكت حركة حماس بمطلبها بأن تنهي إسرائيل هجومها على قطاع غزة بالكامل، بموجب أي اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، وقالت إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان متسرعا في القول إن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" ما لم يطلق سراحهم بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير.
ودعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، إلى بذل جهد للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرته لمنصبه، وينظر كثيرون في المنطقة حاليا إلى تنصيب ترامب باعتباره موعدا نهائيا غير رسمي لذلك.
لكن مع اقتراب الموعد، يتبادل الجانبان الاتهامات بالتمسك بشروط عرقلت جميع المحاولات السابقة، التي جرت على مدى أكثر من عام، للتوصل إلى اتفاق.
وتقول حماس إنها ستفرج عن الرهائن المتبقين لديها إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحبت كل قواتها من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.