لجريدة عمان:
2025-01-31@07:58:45 GMT

نوافذ :عالم متعدد الأقطاب

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

ashuily.com

فكرة أن العالم مستقبلا سيصبح متعدد الأقطاب هي فكرة غير قابلة للحدوث أو كما وصفها مرة أحد السياسيين بأنها فكرة خرافية غير قابلة للتطبيق ولا يمكن تصورها إلا في عقل من لا يعي حركة التاريخ الذي طالما كان دوما يرزح تحت وطأة القطب الواحد أو في بعض الاستثناءات التاريخية تحت سيادة الثنائية القطبية.

القطبية التي أعني بها هنا هيمنة قطب واحد ودولة واحدة على المشهد الدولي فتكون هي المسيطرة اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وتقنيًا على مقدرات العالم بأكمله، ويكون التحكم بكثير من الأمور تحت سيطرة تلك الدولة، وذلك القطب وما عدا ذلك القطب يبقى الهامش البسيط المتاح لباقي الدول أن تلعب فيه شريطة ألا يتعارض مع مصالح القطب الأوحد. في كثير من الأحيان قد يدخل على خط القطبية هذا قطب آخر أو بعض الأقطاب فتنازع القطب الأوحد الصدارة والسيادة لكن في نهاية المطاف يحسم أمر القطبية لصالح أحدهما ليعود العالم إلى سياسة القطب الواحد، كما هي سنة من سنن الكون.

من سجلات التاريخ وأضابيره تبرز إمبراطوريات قديمة بائدة كاليونانية والرومانية والصينية والإسلامية والعثمانية ولاحقا الامبراطوريات الأوروبية في بريطانيا وإسبانيا وروسيا كانت بمثابة القطب الواحد المهيمن على العالم ومقدراته فكانت تمتلك القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية التي ساعدتها على بسط هيمنتها على كثير من دول العالم القديم، وحديثا برزت الامبراطورية الأمريكية بعد أن قامت بالتعريف عن نفسها بأنها شرطي العالم وأنها القوة الأعظم في تاريخ الإمبراطوريات خصوصًا بعد أن استفردت بزعامة العالم عقب هزيمتها للقطب الروسي الذي كان في فترة من التاريخ يعتبر ندا للسطوة الأمريكية.

الشمال والجنوب الشرق والغرب فلسفة تقوم عليها القطبية المتعددة التي يفترض بها أن تسود العالم برمته وكثيرا ما تبرز هذه النداءات في المحافل الدولية التي تجمع العالم تحت قبتها كالأمم المتحدة مثلا التي نادى أمينها العام أنطونيو جوتيريش مرة بأن «تعدد الأقطاب يعد الطريقة المثلى لإصلاح مبدأ التعددية وتجديد توازن العالم»، غير أن مثل هذه النداءات الأممية وغيرها لا تلقى إلا أذنا صماء عند صانعي السياسة القطبية ممن لا يحلو لمسامعهم هذا الكلام خصوصًا عندما يصدر من منظمة أممية. وحتى وإن صدرت نداءات مماثلة من دول وحكومات ومنظمات تحاول مناطحة العملاق القطبي فإنها سرعان ما يتم وأدها وكبح جماحها.

في عصرنا الحديث وقبل ما يزيد عن الثلاثة عقود حاولت بعض الأقطاب منافسة القطب الواحد لكنها فشلت في مسعاها وحتى اليوم تحاول بعض الدول مثل: روسيا والصين والهند منازعة القطب الواحد على السيادة بإنشاء بعض التجمعات الإقليمية والدولية مثل منتدى «بريكس» الذي يضم في عضويته البرازيل ورسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، حتى «الإعلان المشترك بشأن عالم متعدد الأقطاب وإقامة نظام دولي جديد» والموقع بين روسيا والصين لم يفلح كثيرًا في وضع الصين أو روسيا أو البرازيل أو الهند كند بارز مقارع للقطب الأمريكي المهيمن على الساحة الحديثة، ربما بسبب ما يمتاز به القطب الأمريكي من سطوة وهيمنة على المقدرات العسكرية والتقنية والإعلامية لم تستطع أي دولة منفردة أو مجتمعة من تحقيق اختراق له حتى اللحظة.

أعود إلى فكرة أن القطبية لا تزال هي السائدة في عالم اليوم، ويمكنني هنا إسقاط الإعلام ووسائله الحديثة كمثال على الهيمنة الغربية على هذا القطاع فكما أنني لا أزال أتذكر بعض المقررات الدراسية منذ ما يربو على العقدين من الزمان تحذر من هيمنة القطب الواحد إعلاميا، وتبحث في إيجاد بعض السبل والمخارج لتضييق الفجوة المعلوماتية بين الشرق والغرب وتقليل تدفق الأخبار والمعلومات من الغرب إلى الشرق، إلا أن هذه الفجوة يبدو أنها تزداد اتساعًا يومًا بعد يوم خصوصًا مع هيمنة الغرب وتحديدًا الأمريكي على وسائل الإعلام والاتصال الحديثة.

لا بد من نهاية للقطبية الواحدة، ولكنها ستكون نهاية لقطب بحلول قطب آخر مكانه، لذا فإنه من الصعوبة بمكان أن يحكم العالم ربانان؛ لأن السفينة كما يقول المثل لا يقودها ربانان كذلك هو العالم سيغرق إن تحكم به قطبان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القطب الواحد

إقرأ أيضاً:

مطعم تيمو رحلة جديدة إلى عالم نكهات البحر المتوسط

في خطوة فريدة ومستوحاة من التنوع الثقافي لدبي، يعلن مطعم تيمو، الواقع في فندق الجداف روتانا سويت، عن انتقاله من تقديم أطباق المطبخ الإيطالي إلى النكهات المميزة لمنطقة البحر المتوسط. ومع قائمة طعام معاد تصميمها بعناية وأجواء دافئة وجذابة، يقدم مطعم تيمو تجربة طعام استثنائية ومفعمة بالأصالة، تجلب نكهات منطقة البحر المتوسط إلى قلب دبي.

 

تبدأ رحلة التذوق مع مجموعة من المقبلات تجمع بين البساطة والنكهات الجريئة التي تتميز بها منطقة البحر الأبيض المتوسط. يمكن للزوار الاستمتاع بالبوراتا الكريمية، أو تذوق الأخطبوط المشوي بنكهته المدخنة الخفيفة، أو الروبيان المقرمش ذهبي اللون. ويستمر الإبداع مع أنواع البيتزا الشهية، التي تضم الكلاسيكيات مثل بيتزا المارغريتا، بالإضافة إلى الأصناف التي تتميز بالإضافات الغنية مثل بيتزا بيبروني اللحم البقري الحار، وأخرى متنوعة من المأكولات البحرية.

 

وسيجد عشاق الباستا أنفسهم في عالم من الاختيارات الواسعة، بدءاً من الأطباق الكلاسيكية المحضرة يدوياً مع الصلصات الشهيرة مثل الكاربونارا والأرابياتا، إلى الخيارات الأكثر فخامة مثل لينغويني اللوبستر وسباغيتي حبر الحبار. ولمن يفضلون الإبداعات اليدوية، توفر أطباق الرافيويلي، الأنيولوتي، والجنوتشي توازناً مثالياً بين البساطة والأناقة.

 

وتحتفل قائمة الأطباق الرئيسية بتنوع نكهات البر والبحر. حيث تقدم مجموعة The Fisher Monger أطباقاً غنية محضرة بعناية مثل فيليه التونة الوردية، وسمك السيباس، والسلمون بالشرمولة، في حين تعرض مجموعة Timo’s Spice Trade نكهات عالمية في أطباق مميزة مثل دجاج فريكة مع اللافندر، طاجن الدجاج، ولحم ضأن ويلنغتون. أما عن تشكيلة المشويات، فتقدم قطع لحم أنغوس الممتازة مع صلصات غنية وأطباق جانبية لذيذة، مما يضمن للضيوف تجربة طعام لا تنسى تلهم حواسهم.

 

وتستمر تجربة الطعام في مطعم تيمو مع الحلويات التي تأسر الحواس، حيث يمزج المطعم بين كلاسيكيات منطقة البحر المتوسط مع لمسات محلية. يمكن للضيوف الاستمتاع بكنافة الجبن الشهية والتيراميسو الغني، أو تذوق كريمة كاتالانا بقوامها الرقيق، حيث تم تصميم كل طبق ليكون نهاية مثالية لوجبتكم.

 


مقالات مشابهة

  • لهذا السبب... سلمي أبو ضيف تتصدر تريند جوجل
  • إعلامي أمريكي بالرياض: المملكة ليست التي كنا نقرأ عنها بالأخبار إنها مختلفة تمامًا .. فيديو
  • العُلا تخطف الأضواء في عالم الدراجات مع انطلاق طواف العُلا 2025
  • كيف تحافظ على بطارية السيارة من تكون الأملاح؟
  • مطعم تيمو رحلة جديدة إلى عالم نكهات البحر المتوسط
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي
  • الدانمارك تعزز وجودها العسكري بمحيط غرينلاند لمواجهة ترامب
  • لمواجهة الأطماع الأمريكية في غرينلاند.. الدنمارك تعزز إنفاقها العسكري
  • الدانمارك تعزز قدراتها الدفاعية في غرينلاند