يمانيون- بقلم- زيد الغرسي|
تعرض أنصار الله لحملات تشويه كبيرة وممنهجة منذ انطلاقة مشروعهم القرآني عام 2001م وحتى الآن من قبل السلطة الظالمة وإعلامها في تلك المرحلة، ثم الكثير من وسائل الإعلام العربية المطبعة مع كيان العدو الصهيوني خلال العدوان على اليمن ومعها وسائل الإعلام العالمية التي تعتمد على رواية دول تحالف العدوان.
ومع الموقف المشرف للشعب اليمني الذي يتقدمه أنصار الله في التضامن والمساندة لغزة بالقول والفعل في معركة طوفان الأقصى؛ اتضحت الصورة، وانكشف زيف كل تلك الحملات والدعايات والشائعات التي قيلت بحقهم وحاول الإعلام العربي المطبِّع رسمها عنهم سابقاً.
ومع الموقف القوي في مساندة غزة برزت بعض التساؤلات:
من هم أنصار الله، وما هو مشروعهم، وما هي رؤيتهم، وما هو سِر قوتهم وصمودهم؟
وغير ذلك من الأسئلة التي سنحاول ان نجيب عليها في سلسلة من المقالات لتوضيح الصورة بشكل صحيح ودقيق بعيداً عن كل تلك الدعايات والشائعات التي طالتهم خلال الفترات الماضية ولازال إعلام المطبعين يكررها حالياً لصرف الأنظار عن خيانتهم لغزة وتطبيعهم مع كيان العدو الصهيوني.
لكن؛ قبل ان نبدأ في ذلك سنتحدث في لمحة مختصرة عن بداية المشروع القرآني والظروف التي انطلق فيها هذا المشروع بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه-حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم.
أحداث 11 سبتمبر
مثلت أحداث 11 سبتمبر 2001م في أمريكا بداية مرحلة جديدة من الاستهداف الأمريكي للامة الإسلامية، والسعي إلى السيطرة المباشرة على الشعوب ومقدراتها، وعمدت أمريكا إلى احتلال العراق وأفغانستان، وكان عنوان تلك المرحلة هو “الإرهاب” وحينها صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش وقال: “من لم يكن معنا فهو ضدنا”.
وكان الجو السائد في أوساط الأمة إما الصمت والسكوت المطبق من قِبل الكثير من المكونات، أو خيانة بعض الزعماء العرب وانخراطهم في المشروع الأمريكي تحت عنوان: “مكافحة الإرهاب” .
حينها انطلق السيد حسين بدرالدين الحوثي-سلام الله عليه-بالمشروع القرآني في مواجهة الهجمة الأمريكية الإسرائيلية داعيا الأمة الى العودة للقران الكريم وتصحيح وضعيتها للخروج من الوضع السيء التي تعيشه وبدأ بنشر الوعي القرآني والثقافة القرانية من خلال إلقاء المحاضرات والدروس تحت عنوان: “من هدي القرآن الكريم” في منطقة مران شمال صعده، وكانت أول محاضرة له بتاريخ 13 ديسمبر 2001م تحت عنوان: “يوم القدس العالمي”.
إطلاق شعار البراءة وهتاف الحرية
وفي 17 يناير 2002م الموافق 4 ذي القعدة أي بعد حوالي أربعة أشهر من حادثة البرجين وفي محاضرة “الصرخة في وجه المستكبرين” التي ألقاها في مدرسة الإمام الهادي-عَلَيهِ السَّلَامُ- (في مرَّان – مديرية حيدان – محافظة صعدة- اليمن) اطلق الشهيد القائد شعار البراءة المتمثل في ”
الله اكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام ”
كعنوان للمشروع القرآني، وقد ارتكز تحرك الشهيد القائد بمشروعه القرآني على عدة خطوات عملية منها: الشعار، والمقاطعة للبضائع الأمريكية الإسرائيلية، ونشر الوعي القرآني لتذكير الأمة بمسؤولياتها، وتبصيرها، وتوعيتها، ورسم مشروعٍ نهضويٍ قرآني متكامل للتحرك على أساسه ( وسنتحدث عنها في مقالات لاحقة ) .
وفي اليوم الذي يليه- وهو آخر جمعة من شهر شوال آنذاك- تم التعميم لهذا الشعار ليبدأ الهتاف به في المساجد يوم الجمعة، فبدأ الهتاف به بدءً من مران، ونشور في همدان، ثم في الجمعة، وآل الصيفي، ثم اتسعت دائرة الهتاف به في مناطق أخرى في يوم الجمعة، والاجتماعات والمناسبات وصولاً إلى مدينة صعدة، ثم إلى الجامع الكبير بالعاصمة صنعاء وبعض المساجد فيها، وحينها كانت أمريكا هي من تحكم اليمن بشكل كامل عبر السلطة العميلة في اليمن ، فأوعزت لتلك السلطة مواجهة هذا المشروع والعمل على إسكات الشعار واتخذت إجراءات كثيرة تجاه ما عرف في حينها بـ”المكبرين”، ومن تلك الإجراءات التضييق على كل من يرفع الشعار بالسجن حتى امتلأت سجون صنعاء وصعدة بالمكبرين، وكان يتم تعذيبهم بشتى أصناف التعذيب، وفصل المكبرين من وظائفهم الرسمية، وشن حملات إعلامية ودعائية لتشويه هذا التحرك، ثم نزل السفير الأمريكي حينها في عام 2004م الى صعدة لشراء مختلف أنواع الأسلحة هناك، بعد ذلك تلقى علي عبدالله صالح دعوة لحضور قمة مجموعة الثمان في جورجيا بأمريكا التي عقدت بتاريخ 9 يونيو 2004م مع أن اليمن ليس عضواً في هذه المجموعة، ولكن كان بهدف التحضير لشن حرب عسكرية على الشهيد القائد ( لم يكن أحد يعلم بذلك ) حيث تمت التحضيرات للحرب في واشنطن بين الرئيسين الأمريكي واليمني، وقد التقى علي عبدالله صالح خلال زيارته بالرئيس الأمريكي جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، وكولن باول وزير الخارجية، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع، والمسئولين في الـ سي آي إيه، و الـ إف بي آي.
الحرب الأولى على الشهيد القائد
وفعلاً بعد عودته في 13 يونيو 2004م بخمسة أيام؛ أعلنت السلطة اليمنية حينها في 18 يونيو/حزيران 2004م شنَّ الحرب على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، ولأن السلطة كانت في موقف محرج من اظهار السبب الحقيقي لشن الحرب ( وهو محاولة وأد المشروع القرآني واسكات صوت الشعار في مواجهة أمريكا ) لان الشعب اليمني سيرفض ذلك ، فقد عمدت الى اختلاق ذرائع ومبررات لتبرير عدوانها وحربها العسكرية، وكان من أبرز تلك الذرائع التي روجت لها : التمرد على نظام الجمهورية اليمنية، ومحاولة إعادة حكم الإمامة، ثم قالوا بأنه رفع أعلام جهات خارجية “ويقصدون حزب الله”، وقالوا بأنه كان يأخذ الزكاة، ثم قالوا أنه ادعى النبوة، وأنه المهدي المنتظر، وسبَّ الصحابة، وعشرات الذرائع التي روجت لها وكانت بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية للحرب وشرعتنها فقط، مع الإشارة الى أن كل تلك الشائعات كانت تنشرها السلطة الظالمة في ظل حصار إعلامي مطبق على الشهيد القائد ومن كان معه وهي كلها كاذبة وغير صحيحة .
استمرت الحرب ثلاثة أشهر بمشاركة 28 لواءً عسكريا، إضافة الى أكثر من 14 ألف مقاتل من القبائل الى جانب الجيش اليمني، ارتُكِبت فيها أبشع الجرائم بحق الشهيد القائد ومن كان معه حيث اتبعت السلطة الظالمة سياسة الأرض المحروقة بالقصف الجوي، والبحري، والصاروخي، وقتل الأطفال، والنساء، وتدمير البيوت على ساكنيها، واحراق المزارع، ومحاصرة المجاهدين في مران، ومنع دخول أي شيء حتى وصل الحال بالمواطنين والمجاهدين الى أكل أشجار الأرض ، أما في مدينة صعده ( عاصمة المحافظة ) فكانوا يأخذوا كل من يرفع الشعار ويجعلون الدبابات والجنازير تمر من فوق أجسادهم في شوارع صعده او يربطونهم خلف الاطقم العسكرية، ويسحبوهم ويجولون بهم في الشوارع ، وهناك الكثير من المآسي التي حدثت ولا يسع المجال لذكرها حاليا، وكان كل ذلك بهدف إرهاب بقية الناس لكي لا يلتحقوا بهذا المشروع العظيم وكانت السلطة ترتكب كل ذلك وسط تعتيم إعلامي رهيب، ولم تكن هناك إلا رواية السلطة فقط .
وبعد ثلاثة أشهر من حرب السلطة الظالمة استُشهِد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه-في 26 رجب 1425هـ الموافق 10 سبتمبر أيلول 2004م.
وحين بلغ الخبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قال: “بلغوا السفير الأمريكي قد قتلنا حسين الحوثي” وفي نفس اليوم وصلت للرئيس اليمني تهنئة من قائد القوات المركزية الامريكية جون أبو زيد يهنئه ويبارك له بالقضاء على الشهيد القائد، حيث جاء فيها: ” أهنئكم وأهنئ قواتكم على انتصاركم على المتمرد الحوثي، إن القيادة المركزية الأمريكية تتطلع إلى استمرار التعاون المشترك بيننا؛ لأنكم تساعدون على إحلال الاستقرار في المنطقة مع أسمى آيات التقدير والاعتبار”.
وظل جثمانه مخفياً حتى تم تسليمه في 5 يونيو/حزيران 2013م ليتم تشييعه في محافظة صعده في أكبر تشييع تشهده اليمن ثم مواراة جثمانه الطاهر في مران شمال صعده ، والذي تعرض لاكثر من خمسة وعشرين غارة جوية من قبل العدوان الامريكي السعودي على اليمن …
يتبع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على الشهید القائد السید حسین أنصار الله الله علیه
إقرأ أيضاً:
قيادي في أنصار الله يحذّر الشباب المصري من مؤامرات “الشرق الأوسط الجديد”
يمانيون../
حذّر عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، الشباب المصري من الانجرار وراء العناوين الزائفة التي تروج لها القوى الصهيونية تحت مسمى “الشرق الأوسط الجديد”، مؤكداً أنها تهدف إلى تمكين الكيان الصهيوني وتوسعه على حساب مقدرات مصر العروبة واستقرارها.
وقال الأسد في تغريدة على منصة “إكس” إن هذه المخططات تستهدف إغراق مصر بالفوضى، مشيراً إلى ما حدث في سوريا من مؤامرات مشابهة، أدت إلى تدمير مقدرات الدولة واستنزاف مواردها.
وخاطب القيادي في أنصار الله الشباب المصري قائلاً: “احذروا من الانخداع بعناوين الشرق الأوسط الجديد التي تغلفها المؤامرات الصهيونية بعبارات زائفة، بهدف تمكين الكيان وتوسعه في مصر العروبة واستهداف مقدراته”.
ودعا الأسد الشباب المصري إلى الحفاظ على بلدهم وشعبهم، قائلاً: “حافظوا على بلدكم وشعبكم وأمتكم”.
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الحديث عن مشاريع تستهدف المنطقة تحت مسميات براقة، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات هذه المؤامرات على الدول العربية، وفي مقدمتها مصر.