الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، شهد قصر الثقافة في الشارقة ندوة أدبية بعنوان «ندوة الرواد»، سلّطت الضوء على مسيرة الشاعرين الإماراتيين: صالح بن عزيز المنصوري، وناعمة بن ثالث، وتحدث فيها: الشاعر والإعلامي جمال الشقصي، والأكاديمي والباحث العلمي في التراث الشعري الإماراتي د.

منصور الشامسي، فيما أدارها الإعلامي عيضة بن مسعود.
 حضر الندوة، بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وجمع كبير من الشعراء والأدباء والمشاركين في المهرجان. واستعرضت الندوة، ضمن إطار تناولاتها المتعددة، من حيث التعريف بالشاعرين، والمضي في أعماق تجربتهما الأدبية، أهم المراحل الإبداعية التي شكّلت مسيرتهما الزاخرة بنتاج شعري كبير.


ترانيم إماراتيةواُستهلت الندوة بورقة بحثية قدّمها د. الشامسي حملت عنوان «ترانيم إماراتية» عن الشاعر صالح بن عزيز المنصوري، مشيراً إلى أنه ولد عام 1939، في إمارة أبوظبي بمنطقة الظفرة في بينونة، بالمنطقة الغربية، ونشأَ وتربّى وعاش حياة البادية بين أهله وأفراد قبيلته. وكتب الشعر، وهو في سنِّ الشباب.
 وقال الشامسي إن هناك مداخل جمالية لفهم شعر المنصوري، وهي عاطفته أو قلبه ووجدانُه الذي رسمَ له خريطة قصيدة غزلية شفّافة عذبة معبّرة ومحرّكة لخيال القارئ، وروحه وعقْله اللّذين رسما له خريطة لحبّ قيادة دولةِ الإمارات الحكيمة الرّشيدة، ورؤاها الجماليةِ التي يمكنُ لنا كذلك أن نسمّيها القصيدةَ الوطنيّة.
واعتبر الشامسي أن كلا المسارينِ المتشابكَيْن: العاطفيِّ والوطنيِّ، يلتئم قلب الشاعر ووجدانه وروحه وعقلُه، مشيراً إلى أن أشعار المنصوري تتسم بالحكمة في أحيان كثيرة.

أخبار ذات صلة عاجل.. «النشامى» إلى النهائي مع كل الأماني سيف بن زايد يطلق ميثاق التكامل الوطني في مكافحة المخدرات


مفردات إبداعية

من جهته، تحدث جمال الشقصي عن تجربة الشاعرة ناعمة بن ثالث، مشيراً في البداية إلى أن بن ثالث ولدت في دبي، وعرفت بلقب «بنت جميرا»، مضيفاً أنها نشأت في بيئة الشعر النبطي الأصيل، فخالها الشاعر سالم جمعة الرّوم، وجدتها لأمها الشاعر نجلاء بنت حاتم، وعم والدها الشاعر سيف بن ثالث وغيرهم الكثير من المبدعين في العائلة.وقال الشقصي إننا بصدد تقديم شاعرة أثرت المعنى العميق على مزاحمة الصفوف المتلهفة لنيل ومضة الشهرة، موضحاً أن بن ثالث اعتنت عناية دقيقة بمكانتها المترسخة في عمق الوجدان والمخيال، عوضاً عن الاتجاه نحو «عتمة ضوء التلميع»، فكان للشاعرة ما أرادت، وجاء اليوم الذي تقف فيه شامخة على خشبة قصر الثقافة في الشارقة، حيث تم تكريمها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
ولفت الشقصي أن بن ثالث ولدت لتكتسب ما يليق بتكوينها وشخصيتها، حيث أدلت بدلوها في حدود عاداتها وأعرافها وقيمها المناسبة من أساسيات الدين والأخلاق الاجتماعية الرفيعة.
وأبرز الشقصي أن الشاعر موجود مؤرخاً، وموجود قاصاً، وموجود رساماً، أما الشاعرة ناعمة بن ثالث، فقد جمعت في شعرها تلك المفردات الإبداعية، لتصوغ عقداً فريداً من الشعر النبطي.
يشار إلى أن الندوة شهدت قراءات متنوعة من قصائد «المنصوري»، و«بن ثالث» قدّمها الشقصي والشامسي، فيما اختتمت بمداخلات قيّمة أثرت موضوع الندوة عن الشاعرين، وسط حضور متميز.

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني

زنقة 20 | الرباط

أصدر المكلف بمهمة بالديوان الملكي بنعلي المنصوري، مؤخرا، مذكراته التي عنونها بـ “خطواتي على درب الزمن”.

بنعلي المنصوري هو مكلف بمهمة بالديوان الملكي برتبة وزير ، وهو شقيق ميمون المنصوري القائد السابق للحرس الملكي ، ومصطفى المنصوري سفير المملكة الحالي بالسعودية.

المنصوري بنعلي، شغل عددا من المناصب الحكومية خلال عهد الحسن الثاني منها وزير السياحة في حكومة أحمد عصمان، ووزيرا للشؤون الإدارية والوظيفة العمومية، ثم وزيرا للنقل، قبل إلحاقه بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وهي المهمة التي ما زال يتقلدها حتى الآن.

بنعلي المنصوري، يكشف في مذكراته التي ينشرها موقع Rue20 على فترات، قصة حصول الكوميديين الحسين بنياز “باز” أحمد السنوسي “بزيز”، على رخصة نقل من الملك الراحل الحسن الثاني.

و يقول المنصوري في مذكراته : ” ذات مرة، أتيحت لهذين الممثلين تقديم بعض عروضهم الساخرة أمام الملك الحسن الثاني. ولما كان الجو مناسبا وطابع الانشراح يسود هذا الحفل، تقدم الفكاهيان “بزیز» و «باز» بطلب إلى جلالة الملك، للحصول على رخصة نقل بين المدن بواسطة الحافلة. أعطيت التعليمات الملكية للوزير المعني لتمكين المعنيين . من تلك الرخصة. غير أن هذا الطلب لم يتحقق على أرض الواقع، وطال انتظار «بزیز» و «باز»، دون أن يحصلا على المطلوب. حاولا الاتصال بالوزارة، وفي كل مرة يكون الجواب بالانتظار. كما حاولا الحصول على موعد مع الوزير ولم يفلحا في الأمر. وبعد حوالي سنة من الانتظار، أخبر الفكاهيان مولاي عبد الله المكلف، وطلبا منه رفع الأمر إلى جلالة الملك بعدم توصلهما بالرخصة التي وعدوا بها.”

و يضيف المنصوري : “في أول شهر بعد تعييني وزيراً للنقل، ستكون أول مكالمة هاتفية من ملك البلاد، تتعلق برخصة النقل الخاصة بالفكاهين بزيز و «باز» ! حدثني جلالة الملك في هذا الموضوع، وأخبرني بأنه تحدث مع الوزير السابق بخصوص هذه الرخصة. ووعدتُ جلالة الملك باتخاذ اللازم في أقرب وقت، وطلبت منه أن يرسل لي المعنيان بالأمر بعد يومين. قمت بالتحريات اللازمة، فوجدت أن ملف رخصة بزيز و باز محمد داخل دواليب الوزارة! تابعت الأمر بالسرعة التي تسمح بتمكين المعنيين من رخصتهما في الوقت الذي حددته الجلالته ! كانت لجنة النقل لتسليم الرخص تتكون من ممثلي عدة وزارات، ولا تجتمع إلا بعد التوصل بعدد معين من الملفات ! أي أن الأمر قد يطول مرة أخرى، وهذا الملف عرف تأخراً، ووراءه تعليمات ملكية! لذلك طلبت من الكاتب العام لوزارة النقل، الذي كان يترأس لجنة النقل لتسليم الرخص، نيابة عنّي، أن يوقع رخصة النقل المسجلة في اسم بزيز» و «باز»، في انتظار تقديم الملف للجنة النقل للموافقة عليه خلال اجتماعها المقبل”.

و يشير المنصوري إلى أن ” رخصة النقل أصبحت جاهزة في أربعة وعشرين ساعة (24 ساعة)، وهي رخصة الحافلة نقل عمومي بين مدينتي طنجة ومراكش. فاتصلت بالسيد مولاي عبد الله المكلف وهو من العائلة الملكية ومن المقربين من الملك الحسن الثاني، وكان هو المُشرف على دعوة الفنانين إلى القصر الملكي في بعض الفنانين لحل مشاكلهم الخاصة. وهو من يلجأ إليه . وطلبت منه أن يبعث لي الفكاهيين إلى الوزارة، في يوم الغد، على الساعة الحادية عشرة صباحاً. وخلال استقبالي لهما، سألتهما بطريقة ودية عن سبب زيارتهما، وهل لديهما مشكل ما له علاقة بهذه الوزارة ؟ كنتُ أُلقي هذه الأسئلة، متظاهراً بعدم علمي بملف رخصتهما ! فأخبراني بأنه لأول مرة، يحظيان باستقبال من طرف وزير، في مدة لم تتجاوز أربعاً وعشرين ساعة، وأن هذا الاستقبال، طال انتظاره مدة قاربت سنة وازداد اندهاشهما حينما فاجأتهما بتسليمهما الرخصة المنتظرة.”

و يضيف المنصوري في مذكراته : “لم يُصدِّقا ما حصل ! وفي غمرة حديثنا، انهالت علي أسئلتهما: متى سنعود لأخذ الرخصة الأصلية ؟! اعتقاداً منهما أن ما تسلماء ليس سوى نسخة أولى أو ما يشبه وصلاً ! وأضاف أحدهما: هل سيطول الانتظار مرة أخرى قبل الحصول على الأصل ؟ وبطريقتهما الفكاهية الساخرة أخبراني بأنهما لم يتوقعا الحصول على رخصتهما بهذه السرعة، وأن المدة قد تطول، مع تسويف يُدخل ملفهما في متاهة جديدة، كما حصل في السابق ! فجاء جوابي ،واضحاً بأن ما بين أيديهما الآن، هي رخصة أصلية، يمكن استغلالها حالاً، فور خروجهما من مكتبي”.

و يقول المنصوري ، أنه على أساس هذا الحدث، ” ألف الفكاهيان «بزيز» و «باز» مونولوجاً اسكيتش بعنوان المكتب (13) يحكي عن واقعة في الإدارة المغربية، يوم ذهب أحد المواطنين إلى مكتب في إحدى الإدارات وصادف أن الموظف المسؤول كان حديث التعيين، فمكن المواطن من الحصول على الوثيقة المطلوبة بسرعة. لكن ذلك المواطن لم يصدق، وساوره الشك في صدقية الوثيقة، بل أبدى استعداده للرجوع بعد أيام حتى يتسنى للإدارة تهييء المطلوب، فهو لم يتعود هذا السلوك من الإدارة المغربية، وبطابع ساخر وفكاهي في نفس الوقت، قام المواطن بتقديم النصائح للموظف، وأخبره كيف يتعامل مع طلبات المواطنين بالتماطل والتسويف (وسير واجي)، وكل ذلك في مواقف تكشف عن مفارقات، وطيها نقد للإدارة المغربية، وسيرها البيروقراطي البطيء”.

مقالات مشابهة

  • أصوات شعرية عربية على منصة «الشارقة للشعر النبطي»
  • محافظ الدقهلية يضيء الشعلة إيذانًا بانطلاق احتفالات العيد القومي 775 للمحافظة
  • مارسليو: “مسيرتي مع كرة القدم تنتهي هنا”
  • لغز فطر الأشباح.. نبات نادر يضيء على الأشجار الميتة
  • هدية من “أم الإمارات” إلى الشعب الفلسطيني .. وصول سفينة المساعدات الإماراتية السادسة لميناء العريش وصلت اليوم سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”
  • #هذه_أبوظبي بعدسة.. كثبان الوثبة الأحفورية عبدالله بن خالد الشامسي
  • مذكرات المنصوري تكشف تفاصيل طلب بزيز و باز “كريمة” من الحسن الثاني
  • ضمن الشارقة للشعر النبطي.. شعراء يستحضرون صور الماضي
  • «الشارقة للشعر النبطي» يتناول تجربتي الغفلي والكتبي
  • سلطان القاسمي يفتتح "الشارقة للشعر النبطي"