في اليوم العالمي لختان الإناث.. كيف أسهمت الدراما والسينما في الوعي بالظاهرة؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يحل اليوم الموافق 6 فبراير اليوم العالمي "لختان الإناث" وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الهامة والخطيرة والشائكة في مجتمعنا حيث ما زالت حتى الآن تمثل حلقات عرض مستمر لا تنتهي من الجدل حول المعتقدات والموروثات الشعبية اتجاه الختان وبما أن الدراما والسينما المصرية يمثلان جرس إنذار للعديد من القضايا المجتمعية التي تقوم بتسليط الضوء عليها من خلال أعمالهم وترصد “البوابة نيوز ” في هذا التقرير عدد من الأعمال التي فتشت في بعض القضايا والظواهر المسكوت عليها وأيضًا آراء النقاد عن مواجهة الفن للظاهرة وكيف التصدي لها ومعالجتها عبر الشاشة الصغيرة.
-في البداية نرصد بعض الأعمال التي واجهت ظاهرة ختان الإناث:
"حضرة العمدة "
تدور أحداث المسلسل حول إحدى القرى في الريف ويفتش في بعض القضايا والظواهر المسكوت عنها ومنها "قضية ختان الإناث" والمعتقدات والموروثات المعتقدة عن الظاهرة وتواجه هذا الفكر في العمل وتتصدى له بطلة المسلسل "روبي " أستاذة علم نفس بالجامعة الأمريكية، تتولى منصب عمدة قريتها الريفية ويشارك في بطولتة روبي، أحمد رزق، محمود عبد المغني، بسمة وغيرهم تأليف إبراهيم عيسي إخراج عادل أديب
"ورق التوت "
وناقش المسلسل عدد من القضايا الاجتماعية الهامة التي تخص المرأة المصرية، إذ يتناول ومنها قضايا أهمها ختان الإناث، التحرش الجنسي، تحديد النسل، العنف الأسري، وغيرها من القضايا المجتمعية بطولة شريف سلامة أسماء جلال، خالد أنور، ثراء جبيل، اية سليم، محمد كيلانى، سلوى عثمان، جمال عبد الناصر، نور النبوى، عمرو صالح، سلوى محمد على، صفاء جلال، سمر علام، تميم عبده، معتز هشام، سما إبراهيم، مصطفى منصور، يارا جبران، تامر مجدى، محمد ناصر، رضوى جودة، يوسف الاسدى، تقى حسام، وتأليف عبادة نجيب وإخراج حسام على.
"بنت إسمها ذات "
ويدور المسلسل في إطار إجتماعي ويتطرق لعدد من القضايا المجتمعية وتقوم ببطولتة النجمة نيللي كريم والتي تجسد دور فتاة تدعي ذات، يطرح العديد من الحكايات الإنسانية والأحداث السياسية في الفترة بين الثورتين، وأيضًا يقوم بتسليط الضوء علي ظاهرة ختان الإناث وكيفية تعامل الأسرة معها في الحقبة الزمنية التي عاشت بها مصر وقتذاك بطولة نيللي كريم، انتصار، باسم سمرة، ناهد فريد شوقي ونخبة من النجوم إخراج كاملة أبو ذكري.
"أسرار البنات "
يدور الفيلم حول المشاكل التي يتعرض لها الشباب وجسدت بطلة العمل مايا شيحة دور فتاة وقعت في علاقة مع شاب مما تسببت في حملها بعد ذلك واستطاعت أن تخفيه عن أسرتها وأصدقائها تسعة أشهر، ولكن تدهور صحتها وولادتها بشكل غير طبيعي أدى لاكتشاف السر، وعند ولادتها قام الدكتور بختان الفتاة دون أن يبلغ أهلها ظنا منه أنها فعلت الخطيئة بسبب عدم ختانها منذ ولادتها، وأعتقادًا منه أن الختان هو طريقة مضمونة للحفاظ على شرف البنت.
الفيلم من بطولة دلال عبدالعزيز، عزت أبوعوف، سوسن بدر، شريف رمزي، مايا شيحة، أشرف مصيلحي، تأليف عزة شلبي، وإخراج مجدي محمد على وغيرهم من الأعمال التي كان جرس إنذار لتصدي الظاهرة، وحول دور السينما والدراما في تناول الظاهرة ومساهمتها في التوعية بختان الإناث أم كانت مقصرة؟
من جانبه علقت الناقدة الكبيرة ماجدة موريس قائلة في تصريحات خاصة لـ البوابة نيوز: أري أن أغلب المسلسلات الصعيدية قدمت مشكلة ختان الإناث بشكل جيد وأهمهم مسلسل " امرأة من الصعيد الجواني " للعظيمة الراحلة الفنانة معالي زايد حيث جسدت معالي فيه دور امرأة قوية قامت بتربية بناتها بعد ما تركها زوجها وتحاول طوال أحداث العمل أن تحميهم من معتقدات الصعيد والموروثات الشعبية المتوارثة عبر السنين
وتابعت: أن ختان الإناث تعد من أهم القضايا الهامة والخطيرة ومنتشرة بكثرة في الصعيد والريف وتم تقديمها من خلال أعمال مختلفة وبالتحديد في الأعمال الصعيدية التي تتوافر بها كافة العناصر لتقديم الظاهرة
لافته أن مسلسل حضرة العمدة للنجمة روبي التي قدمته في رمضان الماضي قام بتسليط الضوء علي الظاهرة ومواجهتها بشكل جيد ومحاربة الفكر نحو المعتقدات الخاطئة عن الختان
وأشارت هذا لا يعني أن نكتفي بذلك فمن الضروري تقديم الكثير من الأعمال الهامة التي تتناول القضايا المجتمعية خلال الفترة القادمة لتذكير المجتمع بعدم تكرار الظاهرة كي لا ينسي أحد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوابة نيوز القضایا المجتمعیة ختان الإناث من القضایا
إقرأ أيضاً:
محمد بشاري يكتب: بناء الوعي الوطني.. الركائز والتحديات وآفاق المستقبل
يُعتبر الوعي الوطني العمود الفقري لأي مجتمع يسعى للحفاظ على هويته وتعزيز استقراره، إذ يمثل الإدراك العميق للفرد بانتمائه لوطنه واستيعابه لمسؤولياته وحقوقه في إطار هذه الهوية. في ظل التغيرات العالمية المتسارعة والتحديات المتزايدة التي تواجه الدول، بات تعزيز الوعي الوطني ضرورة ملحة لضمان تماسك المجتمعات وقدرتها على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية والسياسية. الوعي الوطني ليس مجرد شعور عاطفي أو انتماء رمزي، بل هو منظومة معرفية وسلوكية تشمل إدراك التاريخ، والتفاعل مع الحاضر، والمساهمة في صياغة المستقبل.
يتشكل الوعي الوطني من خلال عدة أبعاد مترابطة، أهمها البعد التاريخي الذي يرسخ فهم تطور الأمة ومساراتها، والبعد الثقافي الذي يعزز القيم الوطنية واللغة والتراث، والبعد السياسي الذي يؤطر مفهوم المواطنة والمسؤوليات، إضافة إلى البعدين الاقتصادي والاجتماعي اللذين يعكسان دور الأفراد في بناء الدولة وتنميتها. هذه الأبعاد مجتمعة تشكل أساسًا قويًا لولاء الفرد لوطنه، وتجعله جزءًا فاعلًا في مجتمعه وليس مجرد متلقٍ سلبي للواقع.
تُعد المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والاجتماعية أدوات رئيسية في ترسيخ الوعي الوطني وتعزيزه. فالتعليم، على سبيل المثال، يلعب دورًا جوهريًا في تنشئة الأجيال على قيم الانتماء والمسؤولية، ليس فقط من خلال المناهج الدراسية التي تتناول التاريخ والثقافة الوطنية، بل أيضًا عبر الأنشطة اللامنهجية التي تربط الطلاب ببيئتهم ومجتمعهم. الإعلام بدوره، سواء كان تقليديًا أو رقميًا، يُمثل ساحة مؤثرة في تشكيل آراء الناس ومواقفهم تجاه قضاياهم الوطنية، فإما أن يكون عنصرًا بنّاءً يعزز الوحدة والانتماء، أو يصبح أداة تضليل وتفكيك حين يُستغل لنشر الشائعات وبث الفُرقة. المؤسسات الدينية كذلك تؤدي دورًا محوريًا في دعم الهوية الوطنية، حيث يساهم الخطاب الديني الوسطي في تعزيز روح التسامح والتعايش، بينما يُشكّل التوظيف السياسي للدين خطرًا يهدد استقرار المجتمعات. أما الأسرة والمجتمع المدني، فلهما دور تكميلي في نقل القيم الوطنية وتعزيز الانتماء عبر التربية والتوجيه والمشاركة في المبادرات المجتمعية.
لكن رغم أهمية هذه الركائز، يواجه بناء الوعي الوطني تحديات كبيرة، أبرزها تأثير العولمة وما تفرضه من أنماط ثقافية قد تؤدي إلى تآكل الهويات الوطنية، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الأفراد عرضة لأفكار واتجاهات متنوعة، بعضها قد يتعارض مع الهوية والقيم الوطنية. إضافة إلى ذلك، يُمثّل التطرف الفكري خطرًا حقيقيًا على المجتمعات، سواء كان تطرفًا دينيًا يسعى إلى تهميش مفهوم الدولة لصالح أيديولوجيات دينية متشددة، أو تطرفًا علمانيًا يستهين بالقيم الدينية والموروث الثقافي للأمة. كلا النموذجين يُضعفان التماسك الاجتماعي، ويُعززان حالة الاستقطاب داخل المجتمع.
ضعف المحتوى الإعلامي الوطني يمثل تحديًا آخر، حيث إن كثيرًا من الدول تعاني من غياب خطاب إعلامي وطني قوي يعزز الوعي الوطني، ما يجعل الشباب أكثر انجذابًا إلى وسائل إعلام أجنبية أو محلية ذات توجهات خاصة، تُقدّم صورة مشوهة عن قضاياهم الوطنية. كما أن الأنظمة التعليمية في بعض الدول العربية لا تزال تعاني من نقص في المحتوى الذي يعزز القيم الوطنية بشكل متوازن، إما بسبب تقديم تاريخ مشوه، أو ضعف المناهج التي تركز على الهوية الوطنية.
لمواجهة هذه التحديات، من الضروري تبني استراتيجيات شاملة تهدف إلى إعادة بناء الوعي الوطني على أسس متينة. يتطلب ذلك تحديث المناهج التعليمية بحيث تركز على تعزيز الفهم العميق للتاريخ الوطني، وتنمية روح المواطنة الإيجابية، وليس مجرد حفظ الحقائق التاريخية. كما يجب تطوير المحتوى الإعلامي ليكون أكثر جذبًا وتأثيرًا، مع تعزيز دور الإعلام الوطني في نشر الوعي، ومكافحة التضليل الإعلامي الذي يهدف إلى تشويه الحقائق وإثارة الفتن.
دعم المبادرات الشبابية يُعد أحد الحلول الفعالة لتعزيز الشعور بالانتماء، حيث إن إشراك الشباب في العمل التطوعي والمشاريع الوطنية يُشعرهم بأنهم جزء من عملية بناء الدولة، وليس مجرد متفرجين على الأحداث. كذلك، لا بد من مواجهة الفكر المتطرف من خلال نشر خطاب ديني معتدل يربط الدين بالقيم الوطنية، ويدعم مفهوم الدولة بعيدًا عن التفسيرات الضيقة التي تروج لها بعض الجماعات ذات الأجندات السياسية.
الثقافة والفنون تلعبان دورًا مهمًا في هذا السياق، إذ يمكن استثمار الإنتاج السينمائي والمسرحي والأدبي في تعزيز الهوية الوطنية، وتسليط الضوء على الإنجازات التاريخية والنماذج الوطنية التي تلهم الأجيال الجديدة. كذلك، تشجيع المهرجانات الثقافية والفنية التي تحتفي بالتراث الوطني يُسهم في ربط الأفراد بتاريخهم وهويتهم.
بناء الوعي الوطني ليس مجرد خطاب يُلقى في المناسبات الرسمية، بل هو عملية مستمرة تتطلب تكاتف الجهود بين مختلف المؤسسات والمجتمع بأسره. الدولة مسؤولة عن توفير البيئة التي تتيح للأفراد الشعور بالانتماء والكرامة والعدالة، بينما يقع على عاتق المواطنين واجب المشاركة الإيجابية في تنمية وطنهم، والحفاظ على وحدته واستقراره. الوطنية ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي التزام يومي يُترجم في سلوك الأفراد وحرصهم على خدمة مجتمعهم، واحترامهم لقيمهم الوطنية، واستعدادهم للدفاع عن وطنهم في مواجهة كل التحديات.