فرنسا بطلة أوروبا في تمويل المناخ من بنك الاستثمار الأوروبي
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
منذ عام 2023، حصلت فرنسا على المركز الأول بين الدول التي تحصل على تمويل من بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) المخصص لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
لا تزال القروض المقدمة من بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) تحظى بشعبية خاصة في فرنسا. ومع استثمار ما يقرب من 12 مليار يورو في الشركات والسلطات المحلية في عام 2023، بزيادة قدرها 16% مقارنة بعام 2022، التي كانت فيه تحتل المرتبة الثانية بين دول الاتحاد الأوروبي الأكثر استفادة من قروض بنك الاستثمار الأوروبي.
لكن فرنسا تفوز بالجائزة الأوروبية للمستفيدين من تمويل المناخ، بمبلغ 6.9 مليار يورو أو 64% من إجمالي القروض التي يمنحها بنك الاستثمار الأوروبي. كما تمنح الاستثمارات من الذراع المالي للاتحاد الأوروبي مكانة مرموقة للابتكار، الذي يمثل 36% من حجم القروض المخصصة في فرنسا في عام 2023.
كان المناخ والابتكار، قطاعان "ليسا متعارضين" ولكنهما يتداخلان، كما أكد أمبرواز. فايول، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، في باريس خلال عرض النتائج السنوية للبنك في فرنسا.
[السيادة الأوروبية]
يقول أمبرواز فايول: "إن الشيء المشترك بين مشاريع بنك الاستثمار الأوروبي، أنها تساهم في تحسين الحياة اليومية للأوروبيين وتعزيز الاستقلال الأوروبي". وفي فرنسا، ركز بنك الاستثمار الأوروبي على الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية لتحقيق السيادة الأوروبية، من أجل تحقيق الأهداف التي حددها الاتحاد الأوروبي لنفسه.
لذا هدف التشريع الأخير إلى تحرير الاتحاد الأوروبي من اعتماده، بشكل خاص، على الأسواق الآسيوية، في هذا المجال الحيوي. طوال عام 2023، منح بنك الاستثمار الأوروبي قرضًا بقيمة 750 مليون يورو لشركة( Global Foundries) بهدف تمويل بناء مصنع لرقائق جيجا في كرولز في إيزير. وهو ما يكفي للمساهمة في هدف زيادة الطاقة الإنتاجية للاتحاد الأوروبي إلى 20% من السوق العالمية بحلول عام 2030.
ثمة قطاع رئيسي آخر لأوروبا استثمر فيه بنك الاستثمار الأوروبي في عام 2023 في فرنسا: البطاريات. وفي دواي في شمال البلاد، قام بنك الاستثمار الأوروبي بتمويل مصنع ضخم من شركة ( AESC-Envision). ليتوجب أن تنتج البطاريات الفرنسية التي ستعمل على تشغيل 200 ألف سيارة من إنتاج شركة رينو اعتبارا من عام 2025. وهنا مرة أخرى، يعمل بنك الاستثمار الأوروبي على تحقيق الطموحات الفرنسية والأوروبية معا. تعتبر البطاريات ضرورية كجزء من التحول البيئي، حيث قرر الاتحاد الأوروبي، باقتراح فرنسا، حظر بيع السيارات الحرارية الجديدة اعتبارًا من عام 2035.
ويشمل التحول البيئي أيضًا قطاع الطاقة، حيث ميز بنك الاستثمار الأوروبي نفسه أيضًا في فرنسا في عام 2023. كما هو الحال مع قرض بقيمة 250 مليون يورو مخصص لشركة( Soregies)، وهي مجموعة من شركات الطاقة المحلية مقرها في نيو آكيتاين الفرنسية، لتطوير الطاقات المتجددة وتحديثها ومعها شبكات التوزيع. وهذا ما يدعم المساهمة في تحقيق الأهداف المناخية الأوروبية المتمثلة في الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وأيضًا في خطة (REPowerEU)، وهي خطة الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
[ ما هي الصفقة الخضراء الأوروبية؟]
حدد بنك الاستثمار الأوروبي لنفسه هدفا، في عام 2020، بتخصيص 50% من استثماراته، في فرنسا وأماكن أخرى، لمكافحة تغير المناخ وتخفيف آثاره بحلول عام 2025. وقد تم تجاوز هذا الهدف إلى حد كبير على المستوى الأوروبي في مستهل العام 2024. وتبلغ هذه الحصة 60%، وحتى 64% في فرنسا.
[ دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال صندوق الاستثمار الأوروبي (EIF)]
من بين ما يقرب من 12 مليار يورو استثمرها بنك الاستثمار الأوروبي في عام 2023 في فرنسا، يأتي حوالي 1.4 مليار يورو من صندوق الاستثمار الأوروبي، وهو شركة تابعة للبنك مخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن بين القطاعات الرئيسية التي يدعمها الاتحاد الدولي للفروسية "التكنولوجيا العميقة" (الشركات الناشئة التي تطور تقنيات تعتبر مبتكرة للغاية)، و"المناخ والابتكار" و"الزراعة"، حسبما أشار المدير الفرنسي للاتحاد الدولي للفروسية، جاك دارسي، خلال عرض المؤتمر. النتائج السنوية لمجموعة بنك الاستثمار الأوروبي في باريس هذا الأسبوع.
[أوروبا الحقيقية في خدمة الأوروبيين]
تظهر استثمارات بنك الاستثمار الأوروبي الأخرى بوضوح أكبر في الحياة اليومية للمواطنين. وهو ما يسميه أمبرواز فايول "أوروبا الحقيقية في خدمة الأوروبيين".
وفي عام 2023، أقرض بنك الاستثمار الأوروبي بشكل خاص مليار يورو كجزء من مشروع العاجل باريس الكبرى ( Grand Paris Express ) لتمويل الخط 15 من مترو باريس. ومن المقرر أن يتم تنفيذه في نهاية عام 2025، وسيخدم 22 بلدية على مساحة 33 كيلومترًا وسيؤثر على مليون مستخدم في منطقة إيل دو فرانس. كما استفادت قطاعات أساسية أخرى من الدعم المقدم من بنك الاستثمار الأوروبي. مثل الإسكان، بقروض بقيمة 500 مليون يورو لمجموعة (Caisse des Dépôts) البنكية لبناء مساكن اجتماعية. أو حتى التعليم، كما هو الحال مع تمويل 170 مليون يورو لبناء الكليات في هوت سافوي والتجديد الحراري للمؤسسات التعليمية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فرنسا المناخ الاستثمار الأوروبي من بنک الاستثمار الأوروبی الاتحاد الأوروبی الأوروبی فی ملیون یورو ملیار یورو بحلول عام فی عام 2023 فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
"البيئة": نسعى الى نشر فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وفد جمعية أرباب رجال الأعمال الفرنسية "ميديف الدولية" MEDEF والذى يضم عددا من كبرى الشركات الفرنسية التي تسعى لتوسيع استثماراتها في مصر، لمناقشة فرص التعاون في تعزيز الاستثمارات الداعمة للتحول الأخضر في مصر من خلال مشروعات بيئية ومناخية متنوعة، برئاسة السيد ووتر فان ويرش نائب الرئيس التنفيذى لشركة "ايرباص" AIRBUS ورئيس البعثة الفرنسية لرجال الأعمال، وذلك في إطار الزيارة الرسمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة.
وثمنت وزيرة البيئة التعاون الممتد مع الجانب الفرنسي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، وعلاقة التعاون المميزة في مجال البيئة، وايضاً ملف المناخ حيث قادت مصر المجموعة الأفريقية في اتفاق باريس عام 2015، وفي ملف التنوع البيولوجي والذي لعبت مصر دورا محوريا خلال استضافتها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14، والذي ساهم في رسم خارطة الطريق للإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وتسليط الضوء على الرابطة بين التنوع البيولوجي والقطاعات المختلفة وخاصة قطاع المال والأعمال.
واستعرضت وزيرة البيئة، في بيان لها اليوم، رحلة تغيير النظرة تجاه البيئة التي خاضتها مصر خلال السنوات الماضية وتؤسس بها لمسار التحول الأخضر، وذلك من خلال تغيير الحوار حول البيئة وربطها بالمسارات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، ففي عام 2019 اصدر مجلس الوزراء اعتماد معايير الاستدامة البيئية في الخطة الاستثمارية للدولة بهدف طموح للوصول إلى نسبة 100% مشروعات خضراء في الموازنة العامة بحلول عام 2030، من خلال عملية طوعية تدريجية.
واضافت ان تزايد أهمية قضية تغير المناخ دفع الحكومة المصرية لتعديل وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية ليصبح تحت رئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وبعضوية مختلف الوزارات، وكان من اهم ثماره اعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، وتحديث خطة المساهمات الوطنية ٢٠٣٠ اكثر من مرة، حيث سيتضمن التحديث الأخير ادراج الحلول القائمة على الطبيعة والحفاظ على الشعاب المرجانية، انطلاقا من المبادرة التي اطلقها فخامة الرئيس عام ٢٠١٨ بالدعوة للتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث ( المناخ، التنوع البيولوجي، التصحر) كمدخل متكامل لتحقيق الاستدامة.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد ان مصر باعتبارها دولة لا تتعدى انبعاثاتها 1٪، يعد التكيف اولوية لها خاصة مع تحديات الأمن الغذائي وندرة المياه، تم اعداد استراتيجية وطنية لاستثمار المناخ تركز على قطاعات المياه والزراعة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع القطاع المصرفي على التدخل لتقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص، كما يتم العمل حاليا على وثيقتين هامتين هما الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق، خاصة مع استضافة مصر في نهاية العام لمؤتمر اتفاقية برشلونة لمكافحة التلوث في البحر المتوسط، والذي سيكون احد محاوره التركيز على آليات اشراك القطاع الخاص لحماية البيئة البحرية وتعزيز الاقتصاد الأزرق.
ولفتت الوزيرة إلى ان جزء من الدخل القومي يعتمد على قطاع السياحة، مما تطلب إطلاق عدد من المبادرات التي تحقق صون الموارد الطبيعية في السواحل لحماية البيئة البحرية ومنها مبادرة الحفاظ على الشعاب المرجانية بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يعزز السياحة المستدامة، ويتم العمل على تأسيس صندوق الطبيعة بالتعاون مع احد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر رأس المال للقطاع الخاص للاستثمار في تنفيذ أنشطة السياحة البيئية، واتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتنفيذ أنشطة في المحميات الطبيعية، حيث عملت وزارة البيئة على خلق سوق متكامل لمنتج السياحة البيئية وتشجيع الاستثمار في الطبيعة.
وفي قطاع ادارة المخلفات، اشارت وزيرة البيئة إلى ان مصر حققت إنجاز كبير بإصدار اول قانون لتنظيم ادارة المخلفات الذي يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإشراك القطاع الخاص، كما يقوم جهاز تنظيم ادارة المخلفات التابع للوزارة بوضع الاجراءات المنظمة واعداد عقود التشغيل واستنباط التكنولوجيات المناسبة، واتاحة فرص الاستثمار ونماذج الأعمال، وتم الانتهاء من البنية التحتية لإدارة المخلفات لاتاحة فرص ادارتها للقطاع الخاص، وقصة النجاح الملهمة لاقناع شركات الإسمنت بالاعتماد على الوقود البديل ضمن خليط الطاقة بها لتقليل الاعتماد على الفحم، مما شجع عدد من مصانع الإسمنت على إنشاء آليات انتاج الوقود البديل.
انتاج وقود الطائراتوتحدثت عن فرص التعاون في الاستثمار في انتاج وقود الطائرات المستدام SAF، حيث أعدت وزارات البيئة والبترول والطيران المدني دراسة متكاملة لإنتاج هذا النوع من الوقود من زيوت الطعام المستعملة.
ولفتت إلى تغيير النظرة للعلاقة بين الصناعة والبيئة خلال السنوات الماضية، حيث قدم برنامج التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة الدعم للعديد منّ المنشآت الصناعية لتوفيق أوضاعها البيئية، لتوفر من خلال المرحلة الجديدة من البرنامج تحت عنوان الصناعة الخضراء المستدامة GSI قروض ميسرة للقطاع الخاص ليس فقط للمنشآت الملوثة ولكن أيضاً المنشآت التي تسعى لاتخاذ خطوات اكبر نحو الاستدامة، بما يدفع مسار التحول الأخضر في مصر.
واستعرضت د. ياسمين فؤاد ايضا عدد من فرص التعاون المشتركة، ومنها انتاج مواد خام من مخلفات البناء والهدم، في الاستراتيجية الوطنية لمخلفات البناء والهدم، والتي تم تنفيذ اول مشروع رائد لها بالتعاون مع القطاع الخاص في القاهرة الجديدة، وتنفيذ اكبر مدينة لادارة المخلفات بالتعاون مع البنك الدولي في العاشر من رمضان، لادارة مخلفات شرق القاهرة والقليوبية وذلك لمخلفات البلدية والطبية والصناعية والبناء والهدم، والذي تولت الحكومة مع البنك مهمة إنشاء البنية التحتية له، ويتم إتاحة تشغيله من خلال القطاع الخاص.
كما اشارت وزيرة البيئة الى فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة والتي تسعى مصر للتوسع فيها، وايضا مبادرة المنسوجات المستدامة وهى مبادرة waste to good taste التي تم اطلاقها في مؤتمر المناخ COP27، لإعادة تصميم واستخدام الملابس والأقمشة المستعملة، وايضا في مجال الاستشارات البيئية ودراسات تقييم الأثر البيئي الإستراتيجى خاصة في منطقة جنوب ساحل البحر الأحمر والساحل الشمالى ، وفي مجال الحياد الكربوني في صناعة السيارات مصر لديها خطة طموحة للتصنيع المحلي للسيارات العادية والكهربائية، واستخدام الوقود منخفض الانبعاثات، وايضاً تشجيع النقل الجماعي الكهربي من خلال العديد من المشروعات القومية، حيث حقق قطاع النقل معدلات اعلى من المستهدف لخفض الانبعاثات في خطة المساهمات الوطنية.
واشارت ايضا الى البرنامج الطموح للبنك المركزي لتشجيع القطاع المصرفي على تبني مشروعات وسياسات المناخ، وتحقيق التحول الأخضر، وتمويل مشروعات المناخ في التخفيف والتكيف، واصبحت البنوك الوطنية مطالبة بتأسيس وحدات الاستدامة، وذلك ليتوافق النظام التمويلي للبنوك مع توجهات الدولة نحو التحول الأخضر، بالإضافة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الحيوي لتوفير مواد خام للصناعة من المواد الحيوية، وايضاً تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام والعمل على تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج.
أسواق جديدة في مصرمن جانبه، اكد رئيس وفد الشركات الفرنسية على الاهتمام بفتح أسواق جديدة في مصر من خلال الاستثمار في مشروعات تدعم التحول الأخضر في مصر، مشيدا بالفرصة الجيدة التي أتاحتها القيادة السياسية المصرية لتبادل الرؤى وتعزيز التعاون المشترك، والتعاون لتحقيق الاستدامة من خلال العديد من المجالات كالهيدروجين الاخضر والحياد الكربوني وتوازن النظام البيئي.
كما ثمن الوفد الفرنسي الجهود المبذولة من الجانب المصري لتهيئة المناخ الداعم للاستثمارات الخضراء، وتمهيد الطريق نحو التحول الأخضر، والتطلع لإقامة شراكات فرنسية مصرية في مجال استثمارات البيئة والمناخ.
وتم الاتفاق على عقد عدد من اللقاءات الافتراضية مع الشركات الفرنسية لصياغة فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين في عدد من المشروعات البيئية.
جدير بالذكر أن وفد الشركات الفرنسية ضم شركات عاملة في مجالات البناء الصديق للبيئة واستخدام مواد بناء منخفضة الكربون، والاستشارات والدراسات البيئية، والمطارات الصديقة للبيئة، وصناعات التدوير، والطاقة الخضراء.