حكم الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الاستعاذة: هي اللجوء والاعتصام بالله عزَّ وجلَّ، يقال: عاذ فلان بربه يعوذ عوذًا؛ إذا لجأ إليه واعتصم به، وعاذ وتعوَّذ واستعاذ بمعنى واحد.
وأضافت دار الإفتاء، في إجابتها على سؤال: ما حكم الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة؟ أن مقصود الاستعاذة قبل قراءة القرآن: هي نفي وساوس الشيطان عند القراءة.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة سُنَّة من سنن الصلاة مطلقًا، سواء كانت صلاة فريضة أم نافلة، على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ من الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب؛ مستدلين على ذلك بعموم قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98].
ولما رُوِي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين افتتح الصلاة قال: «اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، والْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثم قال: أَعُوذُ بالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".
وما ورد عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنه قام يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَيْطَانِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ» رواه عبد الرزاق في "المصنف" واللفظ له، وأحمد في "المسند".
مذهب المالكية في المسألةبينما ذهب المالكية إلى كراهة التعوذ قبل القراءة في الصلاة المكتوبة، وإلى جوازها في النافلة على قولين، وعلى تفصيلٍ في محلها: قبل الفاتحة أو بعد الفراغ منها، وإلى أن تركها أولى إلا أن يُراعي المصلي الخلاف فيها.
قال الإمام الدرير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 337، ط. دار المعارف، ومعه "حاشية العلامة الصاوي"): [(وكره تعوذ وبسملة) قبل الفاتحة والسورة (بفرض) أصلي، وجازا بنفل ولو منذورًا، وتركهما أولى ما لم يراع الخلاف] اهـ.
قال العلامة الصاوي مُحشيًّا عليه: [قوله: (تعوذ وبسملة قبل الفاتحة) إلخ: ظاهره وأسرَّ أو جهر، وهو ظاهر "المدونة" أيضًا.. وقوله: (ما لم يراع الخلاف): أي من غير ملاحظة كونها فرضًا أو نفلًا؛ لأنَّه إن قصد الفرضية كان آتيًا بمكروه كما علمت، ولو قصد النفلية لم تصح عند الشافعي فلا يقال له حينئذٍ مراع للخلاف] اهـ.
وقال الإمام الرهوني في "حاشيته على شرح الزرقاني" (1/ 424، ط. المطبعة الأميرية): [ولا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ في قيام رمضان.. وفي محله قبل الفاتحة أو بعد الفراغ منها قولان: ظاهر "المدونة" التقديم وجواز الجهر، وفي "العتبية" كراهة الجهر؛ لأنها ليست من الفاتحة بإجماع.. وفي "الذخيرة" عن "الطراز" اختلف قول مالك في التعوذ قبل الفاتحة في النافلة، فأجازه في "الكتاب" وكرهه في "العتبية"] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء دار الإفتاء قبل الفاتحة الله ع
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صيام الخميس بنية النافلة وقضاء يوم من رمضان؟ .. الإفتاء تجيب
أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، أنه لا مانع من الجمع بين نية صيام يومي الإثنين والخميس كصيام نافلة، مع نية قضاء ما فات من أيام رمضان، بشرط ألا يكون الصيام متعلقًا بفرضين مختلفين، مثل الجمع بين قضاء أيام رمضان وكفارة يمين.
وفي مقطع بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على فيسبوك، أوضح شلبي أن الجمع بين نية صيام النوافل وصيام القضاء أمر جائز شرعًا، ويؤدي إلى حصول المسلم على ثوابين: ثواب قضاء الفرض وثواب صيام التطوع.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن المرأة التي تصوم قضاءً لأيام أفطرتها في رمضان، إذا صامت هذه الأيام في يومي الاثنين أو الخميس، فإنها تُثاب على نية القضاء وكذلك على استغلال هذه الأيام المباركة في العبادة، مثلما كان يفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
صيام الأيام البيض من شهر جمادى الآخرة وأفضل أعمالهاموعد صيام الأيام البيض .. الأزهر يكشف عنه ويحدد فضلهالصيام يتعبني كثيرا فهل يجوز دفع كفارة أو التصدق لقضاء الفوائت.. الإفتاء تردهل الفطر في صيام التطوع عليه كفارة.. دار الإفتاء تحسم الجدلوفيما يتعلق بصيام النافلة، أشار الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إلى أن صيام النافلة يمكن إنشاؤه حتى دخول وقت الظهر، طالما لم يتناول الشخص أي مفطرات، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "إني إذًا صائم"، عندما لم يجد طعامًا عند السيدة عائشة رضي الله عنها.
أما بخصوص تأخير قضاء ما فات من رمضان إلى ما بعد الشهر المقبل، أوضحت دار الإفتاء أنه يجوز لمن لم يتمكن من القضاء قبل حلول رمضان الجديد أن يؤدي ما عليه بعد انتهائه، مؤكدة أنه لا إثم على المسلم في هذه الحالة، خاصة إذا كانت لديه ظروف قاهرة تمنعه من الصيام، مثل الامتحانات أو غيرها من الأسباب المعتبرة.
شددت دار الإفتاء على أهمية النية في الصيام، سواء في الفريضة أو النافلة، مؤكدة أن المسلم يحصل على الأجر وفقًا لنيته واستعداده للعبادة.