‏راشد بن حميد الراشدي **

 

يتفضل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم وأخوه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت- حفظهما الله ورعاهما- يوم الأربعاء بافتتاح مصفاة الدقم، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تُعد من أكبر المشاريع الاستثمارية المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع المصافي والبتروكيماويات.

يأتي هذا المشروع تتويجًا لأواصر العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتجسّد مدى عمق العلاقات العُمانية الكويتية وخاصة الاقتصادية وفي مختلف المجالات الأخرى؛ حيث يأتي إنشاء مصفاة الدقم كأحد المشاريع الاستراتيجة والتي أنشئت بتعاون وشراكة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة في واحدة من أهم نماذج المشاريع الناجحة في المنطقة فهي نموذج واقعي وحي يحتذى به ضمن منظومة التعاون المشترك بين دول المجلس الخليجي.

إن التشريف السامي المبارك لجلالة السلطان وأخيه أمير الكويت لولاية الدقم ومنطقتها الاقتصادية يعد دافعًا كبيرًا للمستثمرين من داخل وخارج السلطنة نحو الاهتمام بالمنطقة الاقتصادية في الدقم وما تقدمه من تسهيلات وخيرات ولموقعها الجغرافي المتميز وجلب المزيد من المشاريع والاستثمارات الكبيرة. وما حققته المنطقة الاقتصادية من تطور ونمو مُتسارع في مختلف مجالات المشاريع الاقتصادية، يُعد مفخرة للتنمية المستدامة في سلطنة عُمان، ورافدًا للاقتصاد الوطني، وملهمًا للشركات العالمية والعربية والخليجية والمحلية نحو الاستثمار في تلك المنطقة الاقتصادية وبناء مشاريع عملاقة وريادية كمصفاة الدقم وغيرها من المشاريع في المنطقة.

وافتتاح مصفاة الدقم التي تُعد من أكبر مشاريع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة وسلطنة عُمان عمومًا، سيفتح- بإذن الله- آفاقًا جديدة أرحب أمام المستثمرين للاستثمار في سلطنة عُمان، وخصوصًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي أصبحت اليوم موقعًا استثماريًا عالميًا يمتلك بنية أساسية متكاملة للاستثمار وبيئة جاذبة ومقومات خاصة، إضافة لدورها الريادي كمركز ومُمكِّن صناعي تُقام حوله فرص استثمارية واعدة تخدم صناعات الشق السفلي والبتروكيماويات واللوجستيات؛ الأمر الذي يعكس قيمة إضافية أخرى للمنطقة.

اليوم.. الجميع يتطلع وبكل حماس نحو مثل هذه المشاريع العملاقة، لأن تكون انطلاقة نحو مستقبل واعد يُغيِّر من خريطة الدقم لتصبح من أهم مراكز ومواقع الصناعات والاستثمار الصناعي واللوجستي طويلة الأمد في العالم، بفضل الاستقرار السياسي للسلطنة والموقع الجغرافي وللحوافز والتسهيلات المقدمة وسهولة التنفيذ وتسويق المنتجات.

إن العلاقات العُمانية الكويتية، علاقات تاريخية متجذرة ومُمتدة منذ عقود من الزمان، وساهم كل طرف في تعميقها لمصلحة الشعبين الشقيقين، وكللتها الكثير من الاتفاقيات والمشاريع والجهود المبذولة بين البلدين الشقيقين لضمان خير الشعبين وخير دول الخليج.

المباحثات التي عقدت بين قائدي البلدين الشقيقين ستفتح مجالات عدة جديدة تسهم في تطور ونماء البلدين، وتُوحِّد أسس النهج السليم الذي يسعى له قادة الدولتين نحو مختلف الأصعدة والمجالات التي تهم دولتيهما وخير واستقرار المنطقة.

لقاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بأخيه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت- حفظهما الله- يكشف بجلاء ذلك الانسجام الكبير بين قيادة البلدين في مختلف القضايا العربية والدولية، وأن مشروعهما هو النماء والسلام والأمان للمنطقة والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع وفق منهاج سوي سارت عليه سياسة البلدين الشقيقين، جسدتها تلك المواقف المُشرِّفة التي اتخذتها القيادتان وترجمتها في عدد من القضايا الإقليمية والعربية والدولية.

اليوم، ولله الحمد، نشهد افتتاح مشروع حيوي استراتيجي مُهم ‏يُعد أنموذجًا للتعاون بين الأشقاء وهو مصفاة الدقم، التي ندعو الله أن تكون باكورة للمشاريع العملاقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وأن تكلل كل الجهود والمشاريع القادمة بالنجاح وأن تكون عَلمًا للمستقبل السعيد نحو غدٍ أجمل لعُمان والكويت وشعبيهما.

حفظ الله سلطنة عُمان ودولة الكويت وقائدي وشعبي البلدين الشقيقين، وإلى مزيد من التقدم والرقي في صفحات التاريخ المشرق.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجموعة من القرارات الهامة لمجلس الوزراء السعودي| تفاصيل

 
وافق مجلس الوزراء السعودي  على مشروع إعلان نوايا مشترك بين وزارة الطاقة في المملكة وكل من الوزارة الاتحادية للشئون الاقتصادية وحماية المناخ ووزارة الخارجية الاتحادية في جمهورية ألمانيا الاتحادية في شأن تخصيص محور مناخي في إطار الحوار السعودي الألماني.

جاء ذلك خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

كما تمت الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية (الأمن المدني وتسيير الأزمات) بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية وكذلك الموافقة على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة دولة الكويت، للتعاون في مجال حماية البيئة وتأهيلها والمحافظة عليها.

فيما فوض المجلس  وزير الاستثمار - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الهندوراسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية هندوراس، للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، والتوقيع عليه.

ووافق المجلس على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الملكية الفكرية بين الهيئة السعودية للملكية الفكرية في المملكة العربية السعودية ووزارة التجارة والصناعة في دولة قطر.

وتمت كذلك الموافقة على اتفاقية تعاون بين رئاسة أمن الدولة في المملكة العربية السعودية ووكالة الاستخبارات في جمهورية كوسوفا، في مجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.

وشملت الموافقات السعودية عددا من الإجراءات بشأن منح هيئة تطوير بوابة الدرعية صلاحية ضبط المخالفات البلدية - ذات الصلة باختصاصاتها المقررة نظاماً - وذلك في حدود النطاق التطويري لمشروع بوابة الدرعية، وإيقاع الجزاءات المنصوص عليها في لائحة الجزاءات عن المخالفات البلدية.

وشكل المجلس  لجنة ـ دائمة - باسم (اللجنة الوطنية للمراسلات الحكومية) برئاسة هيئة الحكومة الرقمية، وعضوية عدد من الجهات الحكومية.
 

مقالات مشابهة

  • مجموعة من القرارات الهامة لمجلس الوزراء السعودي| تفاصيل
  • ناقش نتائج زيارته لمحافظات المنطقة.. نائب أمير مكة: ضرورة متابعة المشاريع ولقاء الأهالي تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة
  • إعلان المركزي العراقي نجاح سياسته النقدية.. مديات الأهداف الرئيسة.. البطالة والفقر أنموذجًا - عاجل
  • د. لبيب قمحاوي .. التحديات التي تجابه المنطقة العربية في الحقبة القادمة
  • فحص أنابيب نقل الخام ضمن استعدادات إنشاء مصفاة الجنوب في ليبيا
  • وصول 3 قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة ضمن الفارس الشهم 3
  • بالفيديو | وصول 3 قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة ضمن «الفارس الشهم 3»
  • وصول 3 قوافل مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة
  • الأمير سعود بن مشعل يطلع على أبرز المشاريع المنجزة والجاري تنفيذها والمستقبلية بالمنطقة
  • الدقم تقوي مكانتها كوجهة مفضلة للمستثمرين في الصناعات المتنوعة