مصفاة الدقم.. أنموذج للتعاون بين الأشقاء
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
يتفضل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم وأخوه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت- حفظهما الله ورعاهما- يوم الأربعاء بافتتاح مصفاة الدقم، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تُعد من أكبر المشاريع الاستثمارية المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع المصافي والبتروكيماويات.
يأتي هذا المشروع تتويجًا لأواصر العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وتجسّد مدى عمق العلاقات العُمانية الكويتية وخاصة الاقتصادية وفي مختلف المجالات الأخرى؛ حيث يأتي إنشاء مصفاة الدقم كأحد المشاريع الاستراتيجة والتي أنشئت بتعاون وشراكة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة في واحدة من أهم نماذج المشاريع الناجحة في المنطقة فهي نموذج واقعي وحي يحتذى به ضمن منظومة التعاون المشترك بين دول المجلس الخليجي.
إن التشريف السامي المبارك لجلالة السلطان وأخيه أمير الكويت لولاية الدقم ومنطقتها الاقتصادية يعد دافعًا كبيرًا للمستثمرين من داخل وخارج السلطنة نحو الاهتمام بالمنطقة الاقتصادية في الدقم وما تقدمه من تسهيلات وخيرات ولموقعها الجغرافي المتميز وجلب المزيد من المشاريع والاستثمارات الكبيرة. وما حققته المنطقة الاقتصادية من تطور ونمو مُتسارع في مختلف مجالات المشاريع الاقتصادية، يُعد مفخرة للتنمية المستدامة في سلطنة عُمان، ورافدًا للاقتصاد الوطني، وملهمًا للشركات العالمية والعربية والخليجية والمحلية نحو الاستثمار في تلك المنطقة الاقتصادية وبناء مشاريع عملاقة وريادية كمصفاة الدقم وغيرها من المشاريع في المنطقة.
وافتتاح مصفاة الدقم التي تُعد من أكبر مشاريع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة وسلطنة عُمان عمومًا، سيفتح- بإذن الله- آفاقًا جديدة أرحب أمام المستثمرين للاستثمار في سلطنة عُمان، وخصوصًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي أصبحت اليوم موقعًا استثماريًا عالميًا يمتلك بنية أساسية متكاملة للاستثمار وبيئة جاذبة ومقومات خاصة، إضافة لدورها الريادي كمركز ومُمكِّن صناعي تُقام حوله فرص استثمارية واعدة تخدم صناعات الشق السفلي والبتروكيماويات واللوجستيات؛ الأمر الذي يعكس قيمة إضافية أخرى للمنطقة.
اليوم.. الجميع يتطلع وبكل حماس نحو مثل هذه المشاريع العملاقة، لأن تكون انطلاقة نحو مستقبل واعد يُغيِّر من خريطة الدقم لتصبح من أهم مراكز ومواقع الصناعات والاستثمار الصناعي واللوجستي طويلة الأمد في العالم، بفضل الاستقرار السياسي للسلطنة والموقع الجغرافي وللحوافز والتسهيلات المقدمة وسهولة التنفيذ وتسويق المنتجات.
إن العلاقات العُمانية الكويتية، علاقات تاريخية متجذرة ومُمتدة منذ عقود من الزمان، وساهم كل طرف في تعميقها لمصلحة الشعبين الشقيقين، وكللتها الكثير من الاتفاقيات والمشاريع والجهود المبذولة بين البلدين الشقيقين لضمان خير الشعبين وخير دول الخليج.
المباحثات التي عقدت بين قائدي البلدين الشقيقين ستفتح مجالات عدة جديدة تسهم في تطور ونماء البلدين، وتُوحِّد أسس النهج السليم الذي يسعى له قادة الدولتين نحو مختلف الأصعدة والمجالات التي تهم دولتيهما وخير واستقرار المنطقة.
لقاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بأخيه صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت- حفظهما الله- يكشف بجلاء ذلك الانسجام الكبير بين قيادة البلدين في مختلف القضايا العربية والدولية، وأن مشروعهما هو النماء والسلام والأمان للمنطقة والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع وفق منهاج سوي سارت عليه سياسة البلدين الشقيقين، جسدتها تلك المواقف المُشرِّفة التي اتخذتها القيادتان وترجمتها في عدد من القضايا الإقليمية والعربية والدولية.
اليوم، ولله الحمد، نشهد افتتاح مشروع حيوي استراتيجي مُهم يُعد أنموذجًا للتعاون بين الأشقاء وهو مصفاة الدقم، التي ندعو الله أن تكون باكورة للمشاريع العملاقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وأن تكلل كل الجهود والمشاريع القادمة بالنجاح وأن تكون عَلمًا للمستقبل السعيد نحو غدٍ أجمل لعُمان والكويت وشعبيهما.
حفظ الله سلطنة عُمان ودولة الكويت وقائدي وشعبي البلدين الشقيقين، وإلى مزيد من التقدم والرقي في صفحات التاريخ المشرق.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: 80% من مساعدات غزة مصرية.. والشعب مستعد يقطع من قوته لأجل القطاع
أوضح الدكتور أحمد سعيد، خبير التشريعات الاقتصادية وأستاذ القانون التجاري الدولي، أن مساحة قطاع غزة صغيرة وتضم حوالي 2 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد سكان مصر نحو 110 ملايين.
وأكد أن تقديم المساعدة لمليوني فلسطيني في غزة لا يمثل تحديًا كبيرًا لمصر، خاصة في ظل بناء 26 مدينة جديدة وامتلاكها للموارد والشركات اللازمة لإعادة إعمار القطاع.
عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة: حان الوقت للتوصل لاتفاق يعيد ذوينا جميعا 100 شاحنة مساعدات إنسانية تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزةوأشار "سعيد" خلال حديثه في برنامج "في النور" على قناة "ctv"، إلى أن مصر هي المسؤولة عن 80% من المساعدات التي تصل إلى غزة، بينما لم تتبرع الدول العربية سوى بـ20% فقط. وأكد أن مصر لعبت دورًا حيويًا في منع حدوث مجاعة في القطاع، وهو واجب عليها.
كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لن يشارك في إعادة إعمار غزة، حيث انسحب من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأونروا، ما يعكس توجهه لتقليل النفقات الأمريكية.
ولفت إلى أن غزة لا تحتاج إلى عمالة لإعادة الإعمار، إذ تتوفر فيها عمالة بناء ومهندسون، لكنها بحاجة إلى معدات ومواد، مشيرًا إلى أن تصدير هذه المعدات من مصر قد يؤدي إلى زيادة التضخم في قطاع العقارات.
وأضاف أن إعادة إعمار غزة لا تحمل أي فوائد اقتصادية لمصر، بل قد تشكل ضغطًا اقتصاديًا عليها، ومع ذلك، فإن مصر تقوم بذلك لمساعدة الأشقاء في غزة.
كما أشار إلى وجود حرب اقتصادية عالمية تستهدف مصر، من خلال استهداف السفن في قناة السويس، مما أدى إلى خسائر تقدر بـ7 مليارات دولار، موضحا أن هناك توجهًا غربيًا لإنشاء خط ملاحي جديد ينافس قناة السويس، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري.
وأكد أن دولة الاحتلال، بدعم أمريكي، تسعى لتفريغ غزة من سكانها بطرق متعددة، بينما تسعى مصر لإعادة إعمار القطاع لمساعدة الأشقاء، وليس لتحقيق مكاسب. وذكر أن من يروج لفكرة أن إعادة الإعمار ستعود بالنفع على مصر يجب أن يحدد الجهة التي ستتحمل تكاليف ذلك.
وشدد على أن مصر لم تتردد في إعادة إعمار غزة رغم الأعباء الاقتصادية، مؤكدًا أن الشعب المصري مستعد للتضحية من أجل مساعدة الأشقاء، مشيراإلى أن مصر تعاني من آثار اقتصادية نتيجة دعمها للدول العربية، بالإضافة إلى خسائر قناة السويس.
واختتم بالقول إن الأحداث الأخيرة في غزة تكشف عن عيوب في مجال حقوق الإنسان على المستوى العالمي، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي لا يدلي بتصريحات اقتصادية عشوائية، بل يسعى لتحقيق هدف تهجير الشعب الفلسطيني.
وأكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ولا يسعى للهجرة، وأن مصر رفضت خطط تهجير سكان غزة مقابل مزايا معينة.
كما أضاف أن دولة الاحتلال تعمل كأداة للولايات المتحدة لإحداث الفتنة في المنطقة العربية وتحقيق مكاسب لها. وأكد أن الدول العربية لم تعلن حتى الآن عن تمويل إعادة إعمار غزة، ولم تقدم مساعدات كبيرة رغم الحرب، مشددًا على أن دعم مصر كان حاسمًا في منع حدوث مجاعة حقيقية في القطاع.
وأوضح أن مصر، رغم مشكلاتها الاقتصادية، تواصل دعم الأشقاء في غزة، وتسعى لإعادة إعمار القطاع من أجل تحسين حياة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى مشاركة مصر في عدة حروب دفاعًا عن القضية الفلسطينية.