وظيفة سرية.. وثائق تكشف علاقة محمد بن زايد ووزيرالدفاع الأميركي الأسبق
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كشفت وثائق رسمية حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن وزير الدفاع الأميركي السابق، جيمس ماتيس، عمل من قبل مستشارا لرئيس الإمارات محمد بن زايد، ولم يفصح عن هذا الأمر عند تولي وزارة الدفاع في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، كما أن الوكالات الحكومية أرادت إبقاء هذا الأمر سرا.
وماتيس، وفق سيرته الذاتية على موقع البنتاغون، قاد كتيبة مشاة في العراق عام 1991، ولواء في أفغانستان بعد هجوم 11 سبتمبر الإرهابي عام 2001، وفرقة مشاة للبحرية في العراق عام 2003، وقاد جميع قوات مشاة البحرية الأميركية في الشرق الأوسط في وقت لاحق، قبل أن يعينه ترامب وزيرا للدفاع في 2017.
وتقول الصحيفة الأميركية إن ولي عهد أبوظبي (في ذلك الوقت) محمد بن زايد، طلب في 2015 من الجنرال الأميركي المتقاعد أن يعمل مستشارا عسكريا له في ما يتعلق بحرب اليمن، في أعقاب الحملة التي شاركت فيها الإمارات على الحوثيين في اليمن، وواجهت صعوبات بالغة في تحقيق أهدافها واتهامات متعلقة بسقوط ضحايا مدنيين.
وتماشيا مع القوانين الفيدرالية بهذا الشأن، تقدم ماتيس في يونيو 2015 بطلب الحصول على إذن من مشاة البحرية، ووزارة الخارجية لتقديم المشورة لمحمد بن زايد والإمارات بشأن "الجوانب العملياتية والتكتيكية والإعلامية والأخلاقية" للحرب في اليمن، وفقا لوثائق حصلت عليها واشنطن بوست، بعد أن رفعت دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات للحصول عليها من الوكالات الحكومية.
وفي طلبه للحصول على عمل في حكومة أجنبية، قال ماتيس إنه سيقدم المشورة لمحمد بن زايد، الحكم الفعلي للإمارات في ذلك الوقت "فيما يتعلق بالحرب في اليمن، لكنه لم يوضح مقدار الوقت الذي سيخصصه للوظيفة، وقال : "ستشمل واجباتي مراجعة الوضع العسكري لدولة الإمارات، مع التركيز في البداية على حملة اليمن، بغرض تقديم المشورة العسكرية".
وقالت الصحيفة إن الطلب لم يكن عاديا بالنظر إلى المكانة البارزة لماتيس، كما أن الأمور زادت تعقيدا عندما أعلنت الإدارة الأميركية دعم الحملة العسكرية في اليمن من خلال المعلومات الاستخباراتية وتزويد (طائرات التحالف) بالوقود، مع الإقرار في الوقت ذاته بالمخاوف المتعلقة بسقوط مدنيين.
ومع ذلك، وافق المسؤولون الأميركيون بسرعة على طلب ماتيس، لكنهم عملوا بقوة على إخفاء وظيفته الجديدة، وفق الصحيفة.
وأجبرت الدعوى التي رفعتها الصحيفة، وفق التقرير، الوكالات المعنية على الكشف عن سجلات العسكريين المتقاعدين الذين عملوا لصالح حكومات أجنبية، لكن استغرق الأمر عامين ونصف لنشر السجلات المتعلقة بماتيس.
وكشفت الصحيفة أنه بعد 18 شهرا من تقدمه بالطلب، تلقى ماتيس عرضا من ترامب بتولي وزارة الدفاع، وفي ذلك الوقت وبموجب القواعد الفيدرالية، كان على ماتيس الكشف عن سيرته الذاتية، لكنها لم تتضمن وظيفته الاستشارية لصالح الإمارات.
ورغم إبلاغه لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بالأمر بشكل سري، إلا أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ قالوا إنهم لم يتم إبلاغهم بذلك. كما أنه لم يذكر ذلك في مذكراته لعام 2019.
وكشفت الوثائق أن الإمارات ستدفع لماتيس أجرا عن تقديم المشورة بشأن الحرب في اليمن، فضلا عن منحه مكافأة قدرها 100 ألف دولار لإلقاء خطاب واحد بعد ترك إدارة ترامب، لكن متحدثا باسم الجنرال المتقاعد قال إنه كان يعمل مجانا.
ورفض ماتيس طلبات متعددة من الصحيفة لإجراء مقابلة أو للإجابة على أسئلة مكتوبة.
ولم يرد يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، على رسالة بالبريد الإلكتروني من الصحيفة للتعليق على تعيين ماتيس مستشارا عسكريا.
وقالت الصحيفة إن ماتيس كتب في استبيان التوظيف الذي قدمه إلى مشاة البحرية، في 4 يونيو 2015، أنه سيتقاضى أجرا، وأنه لايزال بحاجة للتفاوض بشأن تفاصيل راتبه مع المسؤولين الإماراتيين.
لكن روبرت تيرير، الرئيس المشارك لمجموعة كوهين، وهي شركة استشارية في واشنطن يعمل فيها ماتيس مستشارا كبيرا، قال للصحيفة إن الإمارات لم تدفع لماتيس مقابلا ماديا.
واعتبر أنه أشار إلى الحصول على أجر من أجل الحصول على "مراجعة أكثر صرامة لطلبه"، لكنه لم يطلب ولم يتلق أي مقابل مادي".
ومع ذلك، تشير وثائق حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن طلب ماتيس خضع لمراجعة أكثر صرامة من المعتاد.
وتشير إلى أنه على غير المعتاد تمت الموافقة على طلبه في جميع المستويات، سواء في الجيش أو وزارة الخارجية، رغم أنه عادة ما تستغرق طلبات توظيف العسكريين المتقاعدين في الحكومات الأجنبية عدة أشهر، وأحيانا سنوات.
وقالت واشنطن بوست إن عددا قليلا للغاية من المسؤولين الفيدراليين المعنيين بملفت التوظيف بالحكومات الأجنبية كانوا يعلمون بعمل ماتيس الاستشاري لصالح الإمارات، فضلا عن دائرة ضيقة من كبار الجنرالات المتقاعدين.
وقال عضوان في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ التي راجعت طلب تعيينه ويزر للدفاع إنهما لم يعلما بتعيينه مستشارا للإمارات.
وتورد الصحيفة أنه لطالما كانت علاقات ماتيس متينة للغاية بالإمارات منذ وقت طويل.
وفي 18 فبراير 2017، بعد شهر واحد من تصويت مجلس الشيوخ على تعيينه وزيرا، سافر ماتيس إلى أبوظبي في إطار رحلة رسمية إلى الشرق الأوسط. واستقبله هناك محمد ن زايد بحفاوة.
ومن بين الجنرالات المتقاعدين القلائل الذين علموا بتعيين ماتيس، الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية، جون آلين، القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان، الذي خدم مع ماتيس.
وتكشف وثائق قضائية أنه في يونيو 2017 تلقى آلين عرضا قطريا للعمل مستشارا للأمن القومي.
وفي ذلك الوقت تواصل آلين، الذي كان يترأس معهد بروكينغز، بمستشار كبير لماتيس في البنتاغون، بواسطة البريد الإلكتروني، للحصول على نصائح بشأن كيفية التعاقد وإدارة العلاقة.
ورفض متحدث باسم آلين التعليق على هذه المسألة للصحيفة.
وجاء فحوى هذه الرسالة البريدية في إطار محاكمة فيدرالية لريتشارد جي أولسون جونيور، سفير الولايات المتحدة السابق في الإمارات، الذي أقر بالذنب في تهمتين تتعلقان بعمله الاستشاري بعد تقاعده، منها تهمة الضغط بشكل غير قانوني على مسؤولين أميركيين نيابة عن حكومة قطر.
وتلفت "واشنطن بوست" إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) حقق في اتصالات آلين مع مسؤولين قطريين في إطار التحقيق ذاته، لكن وزارة العدل أغلقت القضية دون توجيه اتهامات إليه، بعد أن أكد أنه لم يعمل مع قطر.
وهذه القضية واحدة من عدة تحقيقات جنائية فتحتها وزارة العدل، في السنوات الماضية، مع شخصيات أميركية بارزة تتعلق بالوقوع تحت ضغط حكومات أجنبية.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد 3 أشهر من استقالته من منصبه وزيرا للدفاع في ديسمبر 2018، تقدم ماتيس مرة أخرى بطلب للحصول على موافقة لإلقاء خطاب أمام مؤتمر بشأن العلاقات الأميركية الإماراتية، في أبوظبي، استضافه محمد بن زايد.
وفي طلبه، أشار ماتيس إلى أن الإمارات ستدفع له "أتعابا" وستغطي نفقات سفره، وقال: "نعم، المكافأة المعتمدة لجميع مقدمي سلسلة المحاضرات هذه هي 100 ألف دولار بالإضافة إلى سداد تكاليف السفر والإقامة"، وفقا للوثائق التي حصلت عليها واشنطن بوست.
وقال تيرير، المتحدث باسم ماتيس، إنه لم يحصل على أجر عن الخطاب في النهاية، مشيرا مرة أخرى إلى أنه "أدرج فقط مبلغ الأتعاب الذي يتم تقديمه عادة للمشاركين" حتى يخضع طلبه لمراجعة "صارمة".
عُقد المؤتمر في مايو 2019 في قصر البطين، في أبوظبي. وفي كلمته، قال ماتيس إنه رفض "99 في المئة" من دعوات بإلقاء خطابات، لكنه استثنى الإمارات ومحمد بن زايد بسبب العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مشاة البحریة محمد بن زاید فی ذلک الوقت واشنطن بوست حصلت علیها فی الیمن إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
“بوتين يلعب على مخاوفنا”.. وثائق مسربة في ألمانيا تكشف سيناريوهات الاستعداد لـ”مواجهة التهديدات”
ألمانيا – كشفت وثائق سرية أن ألمانيا وضعت خططا لنشر 800 ألف جندي من “الناتو” في أوكرانيا، في خطة تحمل اسم “عملية ألمانيا”، تتألف من 1000 صفحة وتهدف للاستعداد لسيناريو الحرب العالمية الثالثة.
وأشارت التقارير، أمس الأربعاء، إلى أن الوثائق السرية تحتوي على تفاصيل دقيقة حول المباني والبنية التحتية التي يجب حمايتها لاستخدامها من قبل الجيش الألماني، إضافة إلى كيفية استعداد الشركات والمدنيين لمواجهة التهديدات المتزايدة، وفقا لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ” الألمانية.
كما تضمنت الوثائق خططا لدفع 200 ألف مركبة عسكرية عبر الأراضي الألمانية، إذا تطلب الأمر تدخل حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا، بينما تم إبقاء التفاصيل الأخرى سرية. وبالإضافة إلى ذلك، نصحت ألمانيا مواطنيها بالتحضير لأسوأ السيناريوهات عبر تعزيز الاكتفاء الذاتي، مثل تركيب مولدات ديزل أو حتى توربينات رياح.
والقلق ليس محصورا في ألمانيا. فقد أصدرت كل من السويد والنرويج مؤخرا منشورات توجيهية للمواطنين، توضح كيفية الاستعداد إذا تصاعد الصراع في أوكرانيا ليطال أراضيهم.
وتأتي هذه المخاوف مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء عن تغيير العقيدة النووية، مشيرا إلى أن موسكو قد تستخدم الأسلحة النووية ردا على هجمات بصواريخ غربية غير نووية. وقد دخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيعه 19 نوفمبر 2024.
وعلى الرغم من انتقادات طالت ألمانيا بسبب ما وصف بالتردد في دعم أوكرانيا منذ عام 2022، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الثلاثاء أن بلادها لن تخضع للتهديدات الروسية، قائلة: “بوتين يلعب على مخاوفنا. ولم يبدأ هذا قبل 1000 يوم [عند بدء العملية الروسية في أوكرانيا]، بل منذ عام 2014 [عندما ضمت روسيا القرم]”.
وأضافت: “ارتكبت ألمانيا، خاصة سياسيا، خطأ كبيرا حينها بالسماح لنفسها بأن تخضع لمخاوفها، وعدم الاستماع لشركائها، خاصة في أوروبا الشرقية”.
ويأتي استعداد أوروبا بعد أن حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرارا من أن الولايات المتحدة قد تكون على أعتاب حرب عالمية ثالثة، مع مشاركة 3 من أبرز أعداء أمريكا، وهي روسيا وكوريا الشمالية وإيران، في صراعات ضد حلفائها.
وعلى الرغم من أن ترامب لم يعلن خطة رسمية للتعامل مع الحرب الأوكرانية، إلا أنه أظهر إشارات على دعمه لوصول أوكرانيا إلى حل عادل للصراع.
وعلى سبيل المثال، ورد أن ترامب لن يعارض السماح لأوكرانيا بمواصلة الضربات داخل روسيا حال عودته إلى منصبه. وهذه الاستراتيجية جزء رئيسي من خطة النصر التي يعرضها زعيم نظام كييف فلاديمير زيلنسكي على قادة العالم، بما في ذلك ترامب.
وواصل زيلينسكي هذا الأسبوع إشاداته بترامب، قائلا في مقابلة مع “فوكس نيوز” إن انتخاب الجمهوري سيجلب نهاية أسرع للحرب لأن “ترامب أقوى من بوتين”، على حد تعبيره.
ومع ذلك، حذر زعيم نظام كييف من أن وقف الكونغرس الأمريكي للمساعدات العسكرية لبلاده يعني أن “أوكرانيا ستخسر”.
المصدر: The Post