لماذا تنزع بعض الأمهات إلى تملّك أبنائهن؟ ما العلامات وطرق العلاج؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يُعدّ حب الأم لأطفالها أمرا طبَعيا وفطريا، إلا أن تحوّل هذا الحب إلى ما يشبه "التملك" يؤثر سلبا في شخصية الطفل وحياته المستقبلية.
تميل بعض الأمهات إلى الإفراط في تدليل أبنائهن والتدخل في قراراتهم -بنية حسنة في معظم الحالات-، ما يتسبب بعجز الأبناء عن الاعتماد على أنفسهم وتكوين كياناتهم المستقلة، ما يؤدي إلى تتفاقم المشكلات والأزمات مع تقدمهم في السن.
ويعدّ حب التملّك بصورته المَرَضية وغير المتوازنة عبارة عن عاطفة مندفعة غير ناضجة تحكمها الغيرة أحيانا، والأنانية والتمركز حول الذات في أحيان أخرى، إذ يعتقد الشخص المحب للتملك جازما أن العطاء حق خاص له فقط، والتضحية لا بد أن تكون من أجله فقط.
على الأم إدراك اختلاف حاجات الطفل في كل مرحلة عمرية وتجنّب الوصول إلى مرحلة "التملّك" (غيتي) عندما يتحول حب الأم لطفلها إلى تملكتقول أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري ريتا سماحة للجزيرة نت، إن علاقة الأم بابنها تتغير باختلاف مراحله العمرية؛ من طفل، إلى مراهق، حتى يصبح شابا، "وعلى الأم إدراك أن كل مرحلة مختلفة وذات سمات متغيرة مع إختلاف المراحل العمرية، فالطفل يحتاج من الأم الحب والحنان والإحساس بالأمان وهذا طبيعي، إلى أن يصل إلى سن المدرسة".
"وهنا تبدأ حياته الاجتماعية في التغير حيث يبدأ بتكوين صداقات، وتصبح لديه نشاطات أخرى، فيبدأ الخروج من حضن الأم -حيث الثقة والأمان- إلى الأصدقاء أو المدرسة أو رياضة يستمتع بها أو هواية يمارسها، فلا تصبح الأم هي المصدر الوحيد للحب والحنان بالنسبة له، لكنها الحب الأول الذى يلجأ إليها وقت الشدة، ليأخذ رأيها فى مشكلة أو تساعده في الدراسة، ويبدأ الاعتماد على الأم يقل مع الوقت".
وتضيف الأخصائية النفسية، "أما في رحلة المراهقة، فيبعد الابن تماما عن الأسرة ويفضل الاعتماد على نفسه أكثر، ويريد أن تصبح لديه شخصيته وخصوصيته، لذلك هنا لا يعود قريبا من أمه كالسابق، بل بالعكس قد يصبح معارضا لرأيها، ويبدأ بمحاولة إثبات نفسه وأنه مختلف. وهذا هو الأمر الطبيعي".
لكن ريتا توضح أن حب الأم التملكي لابنها؛ "كالحب الشديد، والحماية المبالغ بها، والتدليل، والتدخل بشكل مباشر في قراراته وحياته -حتى الزوجية-، فهذا أمر ضار جدا".
ريتا سماحة: الحب الشديد والحماية المبالغ بها والتدليل والتدخل بشكل مباشر في قرارات الطفل أمر ضار جدا (الجزيرة) ما علامات حب التملك لدى الأم؟تتعدد الأسباب التي تؤدي لتعلق الأم بأبنها بهذا الشكل المرضي، فقد تكون مدللة في الصغر، وتربت على أن تمتلك كل شيء، أو تكون محرومة من الحنان والحب وهي صغيرة، ولم يعطها الزوج -أيضا- الحب والعاطفة، فتلجأ لتعويض هذا النقص بأبنائها.
فيما يلي، نستعرض أهم علامات حب التملك لدى الام:
الغيرة الشديدة من الأولاد: المقصود هنا الغيرة السلبية، التي تتسبب في أذى الأبناء عندما يكبرون ويتزوجون؛ مثل: غيرة الأم من زوجة ابنها، ومحاولة التفريق بينهما. تجاهل رغبات الأبناء: الأم الأنانية والمتسلطة التي لا تهتم أبدا برغبة أبنائها أو ما يحتاجونه، تعطي لنفسها الحق في اللجوء إلى أسلوب التهديد، أو الضرب، أو تنفيذ الأمر دون التفكير في رغباتهم.التحكم في الأبناء ماديا ومعنويا: حب التملك يتمثل في السيطرة على الأبناء عاطفيا وجسديا ومعنويا، وحتى ماديا مع الانفعال والغضب لأتفه الأسباب.
خبراء التربية ينصحون الأمهات بتجنب التعامل العنيف مع الأطفال والابتعاد عن القسوة (غيتي) كيف تتخلص الأم من حبها للتملك؟وحسب أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري ريتا سماحة، هناك طرق عدة للتخلص من حب التملك، "ويجب إقناع الأم بالعلاج الذي سيحسن حياتها للأفضل، ويزيد من حبها لأبنائها ومن حبهم لها":
وقف التعامل العنيف مع الأطفال: بل ويجب منحهم الشعور بالثقة والتقدم والراحة والأمان، واللجوء إلى أسلوب النقاش، وعدم إصدار الأوامر، والابتعاد عن القسوة الزائدة التي لها نتائج سلبية على الابناء الذكور والفتيات، ففي هذه الحالة الأم لا تعدّ مصدر حنان والأمان، وهنا يغيب الإحتواء الكامل للأم تجاه أولادها بالمعنى الصحيح. توعية الأم بأن الطفل ليس أداة لتحقيق رغباتها: على العكس، يجب عليها توجيهه نحو ما يحب بدلا من قمعه؛ مثل: حبه لرياضة معينة، وتوعيتها بالابتعاد عن الأنانية والرغبة في السيطرة على ما حولها. تذكير الأم بعدم قدرتها على تغيير القدر: على الأم أن تعرف أن نزعتها للتملك لن تمنع قدرا أو قضاء من الله، لذا يجب أن تبقى في حالة مطمئنة، وأن لا تتمسك بمن تحب بأنانية. تذكير الأم أن الحب شعور جميل: ولكنه ليس التملك، وهو ليس إلغاء شخصية الآخر.اللجوء إلى المختصين للمساعدة: في حال لم تنجح المحاولات السابقة، يظل طلب مساعدة المختصين هو الحل.
من الضروري فهم مشكلة الأم وسبب شدة خوفها على أبنائها لمحاولة علاج حالة التملك (غيتي) نصائح للتعامل مع الأم التي تحب التملكوفقا لموقع "أور فيري داي لايف"، تقول الكاتبة نيكول سشمول إن الأم المهووسة بحب التملك والسيطرة على الأبناء، تسوّغ لنفسها بأنها تحميهم وتساعدهم وتؤدي واجبها تجاهم، وتلزمهم بالخضوع لأوامرها، لكنها في الحقيقة تربي أطفالا غير واثقين من أنفسهم ومن قدراتهم، أصحاب شخصية ضعيفة، وغير قادرين على الانخراط في المجتمع بسهولة.
ولكن كيف يمكن التعامل مع الأم التي لديها حب التملك والسيطرة، هذه بعض نصائح الكاتبة نيكول سشمول:
معرفة سبب هذا التسلط وحب التملك: من الضروري فهم مشكلة الأم وسبب شدة خوفها على أبنائها، فربما عانت من تجارب سيئة في مراحل من حياتها، أو تربّت على أسلوب السيطرة، أو تعاني من مشكلات نفسية، أو اضطرابات معينة أو قلق.
من المهم أن تكون صبورا وذكيا مع الأم المتملكة وتواجه حبها للسيطرة بهدوء وصبر (غيتي)علاقة قائمة على الاحترام: عندما يكبر الأبناء، تتوتر العلاقة بينهم وبين أمهم، لذلك من الضروري المحافظة على الاحترام، واعتماد الحوار الهادئ، وفعل ذلك بلطف وأدب. إظهار حبك واحترامك لها: اشرح لأمك أنك تستطيع الاعتماد على نفسك باتخاذ قراراتك، وكن واثقا من خطواتك، خذ استشارتها وخذ برأيها، وأخبرها أنك لم تستغن عنها؛ حتى تكون سعيدة بنجاحاتك. أقنعها بأنك اتخذت القرار ولن تغييره: أقنعها بأن عليها أن تتفهم رغباتك وصراحتك. مع عدم إهمال نصيحتها، شرط عدم تحول هذه النصيحة إلى أدوات قمع وهيمنة دون أي سبب مقنع. ضرورة اللجوء إلى مختصين للعلاج النفسي: فهذه العلاقة "حب التملك" يمكن أن تتطور إلى الأسوأ، والنتائج ستكون سلبية. عدم نسيان أن الأم ستبقى أمك رغم كل شيء: يجب أن تكون صبورا وذكيا معها، وواجه هذه السيطرة والتسلط بالصبر، فهي ستظل أمك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاعتماد على على الأم
إقرأ أيضاً:
ولادة أنثى فرس نهر قزم مهدد بالانقراض في حديقة حيوان باسكتلدا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتع أنثى فرس النهر الصغيرة هذه باسم اسكتلندي بحت، وهو "هاجيس"، ولكنها بعيدة جدًا عن موطنها الطبيعي.
وتُعد الغابات والمستنقعات في غرب إفريقيا، وخاصة في ليبيريا، الموطن الأصلي لأفراس النهر القزمة، ولكن يُعتقد أنّ هناك 2،500 حيوان متبقٍ منها في البرية اليوم، وفقًا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (ICUN).
لذا، قوبلت ولادة إحدى هذه المخلوقات المهددة بالانقراض في حديقة حيوان إدنبرة الشهر الماضي بالكثير من التشويق.
وُلِدت أنثى فرس النهر في حديقة حيوانات باسكتلندا.Credit: RZSSوكتبت حديقة الحيوان على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) إلى جانب مقطع فيديو نشرته للقاطنة الجديدة الظريفة: "أُغلقت منطقة "بيت فرس النهر مؤقتًا حتى يتمكن حراسنا الخبراء من مراقبة الأم والطفل عن كثب في هذا الوقت الحساس".
وولدت الأنثى لوالديها "أوتو" و"غلوريا" في 30 أكتوبر/تشرين الأول.
وأفاد قائد فريق ذوات الحوافر في حديقة حيوان إدنبرة، جوني آبلارد، في بيان إعلامي نُشر عبر الإنترنت: "هاجيس بخير حقًا حتى الآن، ومن المدهش رؤية أنّ شخصيتها بدأت في التألق بالفعل".
وأضاف: يُعد أول 30 يومًا حاسمًا لنموها، لذلك سيتم إغلاق بيت أفراس النهر القزمة في الوقت الحالي للسماح لنا بمراقبة الأم وصغيرتها عن كثب في هذا الوقت الحساس".
وتأتي هذه الأخبار في ظل نمو شهرة أنثى فرس النهر "مو دينغ" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعيش في حديقة حيوان "Khao Kheow" المفتوحة في تايلاند في وقتٍ سابق من هذا العام.