"سهرة عيد الربيع".. ركن أصيل في التقاليد الحديثة للصينيين
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تشو شيوان **
تصادف هذه الأيام احتفالات الصينيين بقدوم العام الجديد أو ما يُسمى عيد الربيع الصيني أو رأس السنة الصينية، ويصادف أيضًا أن يكون هذا العام هو عام التنين حسب التقويم الصيني الذي يحمل فيه كل عام اسم حيوان مُعين ويرمز كل حيوان لرمزيات ودلالات كثيرة.
وهذا العام هو عام التنين كما ذكرت سابقًا، ويرمز التنين إلى القوة والازدهار والحكمة، ويعتبر عام التنين عامًا مهمًا في الثقافة الصينية؛ حيث إن التنين رمز للثقافة الصينية والحيوان الأسطوري المرتبط بعمق بالتاريخ الصيني، وأن يأتي عام التنين فهذا يعني الكثير بالنسبة للصينيين، حتى إن مواليد هذا العام لديهم رمزية بأن حظوظهم عالية ومرتفعة في حياتهم.
وأودُ من خلال هذا الطرح أن نتعمق قليلًا في الثقافة الصينية وكيف يحتفل الصينيون بعيد الربيع وهو العيد الأهم والأكبر في الصين، وفي هذه الأيام لو كانت زائرًا للصين فستجد الشوارع والميادين والمحالات والأسواق وحتى البيوت قد تزينت واكتست بألوان الفرح والاحتفال بقدوم العيد وبالسنة الجديدة، ومن عادات الصينيين في هذا العيد الاجتماع واللقاء بالعائلة والأصدقاء، ولهذا يسمي البعض هذا العيد بعيد لم الشمل، لم شمل العائلة والتجمع معهم في مكان واحد، والاحتفال سويًا باستقبال العام الجديد.
في مثل هذه الأيام من كل عام، يتشارك معنا الكثير من الأصدقاء من جميع أنحاء العالم أجواء البهجة والسرور والفرح والاحتفال، وما لفت انتباهي هذا العام هو حفاوة الاحتفال التي شاهدتها في عيون الكثير من أبناء الجنسيات المختلفة، فقد نظمت مجموعة الصين للإعلام فعالية سهرة عيد الربيع الصيني في دبي قبل بضعة أيام، بمناسبة عيد "شياونيان" الصيني وهو العيد الذي يعد بداية الاحتفال بعيد الربيع؛ حيث شارك في الفعالية أكثر من 1000 شخص من الجالية الصينية في دبي، ومواطنون إماراتيون، ومواطنون من العديد من الجنسيات العالمية، وقد شاهدت كيف يتفاعلون بفرح مع الأغاني والرقصات التقليدية الصينية وحبهم للثقافة الصينية، ووجدتُ أنه عاماً بعد عام يصبح عيد الربيع الصيني أو رأس السنة الصينية أكثر انتشارًا في العالم، والكثير من الأشخاص ينتظرون هذا العيد للتعرف والتقرب من الثقافة الصينية وتقاليدها الكثيرة، وأيضًا عندما عرضت مجموعة الصين للإعلام مقتنيات وتحف ورمزيات صينية في أحد الأسواق الكبرى في الإمارات، وجدت إقبالًا كبيرًا على هذه الرمزيات وسؤال الناس عن معاني ودلالات هذه الرمزيات ومدى حب الناس للتعرف على الصين والصينيين وتاريخهم الكبير عن قرب.
خلال السنوات الماضية، أصبحت مشاهدة سهرة عيد الربيع التي تنتجها مجموعة الصين للإعلام من التقاليد المهمة للصينيين في ليلة رأس السنة الصينية، وسهرة عيد الربيع الصيني عبارة برنامج تلفزيوني ضخم يُعد من أهم البرامج التلفزيونية في الصين. وتُمثل هذه السهرة فرصة للعائلة والأصدقاء للالتقاء والاحتفال بقدوم العام الجديد، كما تُعد فرصة للترويج للثقافة الصينية وتعريف العالم بها، وقد حققت السهرة الرقم القياسي في أعداد المشاهدين كأكبر برنامج تلفزيوني مشاهدة عالميًا، ومعترف بذلك من قبل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، وأجدُ أن هذه السهرة كانت بوابة لنشر الثقافة الصينية عالميًا؛ حيث هناك أكثر من 1000 وسيلة إعلامية عالمية ستنقل الحفل ليصل للجماهير العالمية.
إنَّ الصين والصينيين يحتفلون هذه الأيام بعيد الربيع الصيني وهي فرصة لكل شخص ليتعرف على الثقافة الصينية وطريقة الاحتفال بالعيد، وهناك تقارب كبير بين التقاليد الصينية والتقاليد العربية في استقبال الأعياد من حيث تجمع الناس والعائلة والأصدقاء وتزيين الشوارع والميادين، وأيضًا تنظيف البيوت استعدادًا لاستقبال الزوار، وحرص المغتربين على العودة إلى ديارهم ولبيوت أهلهم؛ ليجتمعوا بهم في العيد.
كل هذه التقاليد المتشابهة تجعلنا نتقارب أكثر ونتعرف على بعضنا البعض بشكل أوسع وأعمق. وفي نهاية المقال أود أن أهنئ الأصدقاء العرب الذين يشاركوننا هذا الاحتفال.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
توكل كرمان في مؤتمر ميونخ: دول الغرب تحالفت مع الثورات المضادة وباركت الإنقلابات والمؤمرات ضد دول الربيع بهدف تدمير المنطقة.
انتقدت الناشطة الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، السياسة الغربية تجاه الشرق الأوسط التي قالت انها "تجاوزت بكثير معيار الكيل بمكيالين، بل ذهبت إلى تبني وجهة النظر والموقف الآخر المعادي بالكامل لتطلعات وأحلام شعوب المنطقة وقضاياها المصيرية.
وأضافت توكل كرمان، خلال مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للدفاع والأمن " أنظروا أيضا الى سياسات الغرب إزاء سوريا، حينما لم يحركوا ساكنا لنجدة الشعب السوري؟ وهنا في سوريا تتجلى أيضًا سياسة الغرب ومعاييره المزدوجة، حيث أعلنوا أنهم ضد بشار الأسد، وفرضوا العقوبات عليه. والآن ها هو الشعب السوري ينال حريته، لكننا لم نلمس موقفا حقيقياً من الحكومات الغربية لدعم الشعب السوري. لذا نحتاج حقًا إلى أن تستيقظ الحكومات الغربية، وأعتقد أن هذا في صالحهم هم أنفسهم لأنه بسبب سياساتهم وصل الى السلطة شخص مثل ترامب.
وأضافت "أن هذا النهج في السياسة الغربية تجلّى بوضوح في موقفها من الربيع العربي، حيث تحالفت مع دول الثورات المضادة، وباركت وساندت انقلاباتها ومؤامراتها الهادفة إلى تدمير المنطقة.
واعتبرت كرمان ان استخدام "المعايير المزدوجة" في وصف سياسة الغرب تجاه الشرق الأوسط هو تعبير لطيف قياسا؛ معتبرة أن أنسب عبارة لوصف ذلك هو النفاق، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه من المؤسف أن ذلك ليس بسبب إدارة ترمب فقط؛ بل هي سياسة متبعة من سائر الحكومات الغربية عموما، وعلى رأسها الإدارة الأميركية.
وتابعت كرمان: بالطبع، أنا ألوم ترامب لنزعته العدوانية عموما، لكن الأمر أبعد من ذلك ولا يفرق هنا ان كان الرئيس من هذا الحزب او ذاك، موضحة أنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال تخلي تلك الحكومات عن قيمها المزعومة.
قيم ومبادئ الغرب
وأردفت كرمان قائلة: وقد سمعت احدى عضوات الكونغرس تقول بان "بان قيمنا هي سلاحنا القوي"، وأنا أتفق معها تمامًا في ذلك، فأنا على الدوام أردد ذلك في جميع خطاباتي حيث أذكر الحكومات الغربية بواجبها في الحفاظ على القيم والمبادئ التي تنادي بها، وذلك لأنه بفقدانها تفقد قوتها، وتضعف أكثر وأكثر ما يوقعها في ممارسة المعايير المزدوجة.
واستطردت كرمان: إنها تزعم بأنها تدعم الحرية والديمقراطية، وهي في الواقع تدعم الطغاة في المنطقة وفي غيرها من مناطق العالم اعتقادا منهما بأن ذلك يصب في خدمة مصالحها، ولكن الواقع هو العكس تماما. إن الطغاة يشكلون، أولا وقبل كل شيء، خطرا على مصالحهم وعلى الأمن الدولي. ويمكننا أن نشرح ذلك إذا كان لدينا الوقت.
الغرب وفلسطين
وفيما يتعلق بواقع سياسات الحكومات الغربية حيال الاحتلال في فلسطين، قالت توكل كرمان إنه حتى اليوم، وللأسف، أن أغلب الحكومات الغربية ليس لديها موقف واضح بشأن ما يحدث في غزة، والشيء الوحيد الذي يبدو أنهم يفعلونه في الشرق الأوسط هو حماية إسرائيل - وليس حماية الإنسانية، وليس حماية السلام، وليس حماية الأمن.
وأضافت كرمان: إنهم يفتقرون إلى رؤية واضحة لكيفية الحفاظ على السلام العالمي. إنهم يعتقدون أنهم من خلال حماية إسرائيل سيحققون السلام. والعكس هو الصحيح بدليل ما حدث في السابع من أكتوبر، فما حدث في السابع من أكتوبر ليس إلا نتيجة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة ضد الفلسطينيين.
وتابعت كرمان: حتى وإن كنا ضد ما حدث في السابع من أكتوبر، لكن علينا في الوقت نفسه أن نسأل أنفسنا لماذا حدث ذلك؟ لقد قتل أكثر من أربعين الف فلسطينيا من بينهم حوالي 23 ألف امرأة وفتاة، ولا أحد لديه موقف واضح ضد ما يحدث في غزة.
على الغرب أن يستيقظ
واستطردت كرمان: ومثال آخر هو ما حدث في أفغانستان، وما حدث في العراق. لقد قالوا إننا جئنا من أجل الديمقراطية. جئنا من أجل الحرية بينما جاءوا هم لإسقاطهما. ثم لاحقاً انسحبوا من أفغانستان وسلموها لطالبان، واحتلوا العراق وجعلوه يغرق في الفوضى، وبالتالي نحن نعاني من السياسات الغربية. وأعتقد أنه آن الأوان للحكومات الغربية لكي تستيقظ. وأعتقد أنها بدأت تستيقظ بعد غزو بوتين لأوكرانيا. قالوا، يا إلهي. ماذا فعلنا؟
خطر حقيقي
وأعربت توكل كرمان عن اعتقادها بأن العالم يواجه خطرًا حقيقيًا، وكما ذكر كلا المتحدثان فأن الديمقراطية ذاتها تتداعى في كل مكان، وخاصة في الدول الديمقراطية الكبرى.
وتساءلت كرمان: وإزاء ذلك ماذا علينا أن نفعل؟"، مضيفة: علينا أن لا نفقد الأمل ونحن نرى المؤسسات الدولية تتعرض للتقويض. إن ما يحدث في أميركا فيه تشجيع للمستبدين ومن على شاكلتهم ممن لا يؤمنون بهذه المؤسسات ليكونوا أقوى وأكثر توحدا. لذلك، لا ينبغي لنا أن نستسلم ولا ان نرضخ. حينما اشرت سابقا الى أن الحكومات الغربية لابد أن تستيقظ، كنت أعني أن الديمقراطيين بحاجة إلى التوحد.
مبادئ الشرق الاوسط
في سياق آخر، قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الشرق الأوسط لديه مبادئ وقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون، وبسبب هذه المبادئ والقيم، ثار الناس ضد الطغاة، ولا يزالون يثورون حتى الآن في وجه القمع وفي وجه الثورات المضادة.
واعتبرت توكل كرمان أن ما يحدث في الشرق الأوسط ليس لأننا فقدنا الإيمان بالمبادئ التي ناضلنا من أجلها أو في دعواتنا إلى المساءلة ضد المستبدين في بلداننا ومن يساندهم هنا وهناك مثل إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. نحن لم نستسلم، وسنواصل نضالنا.
وشددت كرمان على أن ما هو بالغ الأهمية الآن هو الحاجة إلى الوحدة، مؤكدة أنه من المهم جدًا أن نحمي هذه المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية التي تتعرض لهجوم كبير من جانب أقوى دولة في العالم.
وقالت كرمان: وفي نفس الوقت، هناك حاجة لإجراء إصلاحات في المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن الذي بسبب اداءه يعد أحد الأسباب التي تجعل الناس حول العالم لا يثقون في المؤسسات الدولية.
وتابعت كرمان: في الشرق الأوسط، ناضلنا من أجل الديمقراطية والعدالة والمحاسبة ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضًا على المستوى الدولي لأنه بدون المحاسبة، سيشعر المستبدون في بلداننا بأنهم أحرارا