كاتبة مغربية: معرض القاهرة للكتاب حدث مهم لكل عربي ومصر هي أم الحضارات
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قالت الكاتبة المغربية هند الحافظي "إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد شيئا عظيما وهو حدث مهم للمصريين ولكل عربي قارئ وكاتب، فهذا المعرض يحث على الإبداع والتدفق، وبالنسبة لي فمصر هي أم الحضارات وتاريخها غني عن التعريف، أنا شخصيا أحب مصر بلدي الثاني".
وأضافت الكاتبة المغربية ـ في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط ـ "أن من أهم سمات الرائد يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل هذا العام، والتي جعلته يحتل مراتب الصدارة في أدب الطفل، أنه كان يركز على تربية الطفل من خلال قصص يرويها بطريقة ممتعة وسلسة".
وتابعت" لم يكن لدي أي لقاء بالكاتب بشكل مباشر، لكني تعرفت عليه من خلال كتاباته و من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ورسالتي للمهتمين بأدب الطفل أن يركزوا على ترسيخ الأخلاق، والمبادئ، ونشر القيم من خلال كتاباتهم".
ونوهت الكاتبة هند الحافظي بأهمية اللغات لاكتشاف ثقافات أخرى والانفتاح على عوالم ومجالات من نوع آخر.
وحول وجود خلط بين قصص الخيال العلمي وقصص الإثارة للأطفال التي تأخذ من العلم شكله الخارجي دون جوهره مثل قصص سوبرمان وغيرها الكثير، قالت " لا أرى أن قصص سوبرمان و قصص الخيال العلمي تأخذ من العلم شكله الخارجي فقط، بل لها مضمون أيضا، (الخير مقابل الشر والقوة أمام الخوف مثلا) وهناك العديد من الرسائل المخفية وراء السطور وعالم الأكشن، لذا وجب على الوالدين الاهتمام بما يتلقاه الأبناء من الخارج سواء قصص مقروءة أو أفلام أو حتى رسوم متحركة.
وبشأن دور المسرح، قالت إن المسرح شيئ جميل جدا، يساعد الممارس لهذا النوع من الأنشطة على التفاعل مع الآخرين بحكمة و ذكاء، المسرح بالنسبة لي هو أحد الركائز المهمة للتعبير عن للنفس وتعديل السلوكيات وتقوية الثقة بالنفس.
وأضافت" أحببت جدا طريقة تفكير الدكتور الشاروني في موضوع أدب الطفل، وأنا أيضا كاتبة لدي نفس الرؤية، وهي توعية الطفل منذ صغره على أمور الحياة وذلك عن طريق قصص، وأرى أن القصة هي أقصر الطرق وأجملها لتربية الطفل وتوعيته، فالقصة تظل عالقة في ذهن الطفل وتشكل سلوكياته أيضا، لذا نحن ككتاب، يجب أن نتأكد جدا مما نمرره للطفل من خلال هذه القصص".
وأكدت ضرورة تشجيع الطفل على تحرير قصص أيضا بلغته البسيطة أو عن طريق رسوم، لأن هذا يساعده على تحرير مشاعره بشكل دائم و التعود على التعبير عنها بشكل صادق من خلال الكتابة أو الرسم.
وأشارت إلى أن تنويع الموضوعات للطفل من خلال القصص مهم جدا ويساعده على تكوين آرائه و شخصيته وتوسيع مداركه واحتمالاته في الحياة.
وأشارت إلى أن لديها مجموعة قصص للأطفال بعنوان "هندا" هدفها تربوي إذ تسعى لتفتيح مدارك الأطفال.
ونوهت إلى أن اللغة العربية من أهم اللغات الثرية بثقافات وعلوم ومجالات متنوعة، وأن حث الطفل على تعلمها شيئ ضروري للغاية.
وأضافت" أرى أن الجيل الصاعد يعشق كل ما هو إلكتروني، وإضافة الكتاب الإلكتروني سيدفع أغلبية الأطفال إلى القراءة، لكن أرى أنه يجب أن توضع الأولوية للكتاب الورقي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
لطالما كان معرض القاهرة الدولى للكتاب منصة ثقافية عالمية تجمع بين عقول المفكرين وأقلام الأدباء ليصبح جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الحضارات، ويؤكد ريادة مصر الثقافية والتاريخية.. فخلال حضورى لفعاليات المعرض فى دورته الـ56، لمست عن قرب قيمة الأعمال الفكرية التى زينت أروقته، والتى حملت فى طياتها رسائل عميقة حول قضايا الوطن والمجتمع والفكر الاستراتيجى.
إصدارات قيمة: فكر مستنير وقضايا وطنية
كان من أبرز المحطات التى شهدتها خلال زيارتى للمعرض حضور حفل توقيع كتب الدكتور شحاته غريب، حيث قدم فى كتابه «ثوابت مصرية» رؤية وطنية شاملة حول القيم الراسخة التى تشكل وجدان الدولة المصرية، كما سلط الضوء فى كتابه «دقات على أبواب الوطن» على القضايا الوطنية التى تمس المجتمع المصرى، بأسلوب تحليلى يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات الراهنة. هذه الكتب لم تكن مجرد نصوص، بل جاءت كصرخة وعى تعزز الانتماء الوطنى، وتحفز القارئ على التفكير النقدى.
كما أتيحت لى الفرصة للمشاركة فى مناقشة كتاب «فى عمق التفاصيل بين الرجل والمرأة» للدكتورة أمل منصور، والذى قدم قراءة دقيقة للعلاقات الإنسانية من منظور علمى واجتماعى، حيث عكست المناقشة مدى تعقيد العلاقات بين الجنسين، وأهمية الوعى النفسى والاجتماعى فى بناء روابط صحية ومتوازنة داخل الأسرة والمجتمع.
أما فى ندوة مناقشة كتاب «الفكر الإستراتيجى عند اليهود» للواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، فقد كان الطرح أكثر عمقًا وتحليلًا، حيث ناقش الكاتب الاستراتيجيات التى يتبناها الفكر اليهودى فى التخطيط السياسى والعسكرى، مما منح الحضور رؤية واضحة عن آليات صنع القرار والتخطيط بعيد المدى فى السياسات العالمية. كانت الندوة ثرية بالأفكار، وعكست مدى أهمية فهم الاستراتيجيات العالمية للتعامل معها بوعى وحنكة سياسية.
وبالتأكيد لا يمثل معرض القاهرة الدولى للكتاب مجرد حدث ثقافى سنوى، بل هو انعكاس حقيقى لدور مصر كمركز للثقافة والفكر فى العالم العربى، وملتقى يجمع الأدباء والمفكرين من مختلف الدول،فمن خلال هذا المعرض يتم تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب العربية، وتتاح الفرصة لتبادل الرؤى حول القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية، فالمشاركة الواسعة من جميع الدول تؤكد أن الثقافة تظل الجسر الأهم الذى يربط الشعوب ويوحدها.
وفى الختام أؤكد إن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 ليس مجرد سوق للكتب، بل هو منصة للفكر والحوار، وحلقة وصل بين ماضينا الثقافى ومستقبلنا الواعد، فهو يعكس التزام مصر الراسخ بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم السلام العالمى،وان وما شهدته من كتب قيمة وندوات فكرية خلال زيارتى يؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مجتمعات أكثر وعيًا وتقدمًا.