أكد نقاد أدبيون بمعرض القاهرة للكتاب ، أن الروائي المغربي محمد شكري، بأعماله التي طافت بنا في مسار حياته المضطربة وجسدت لنا قسوة طفولته، استطاع أن يستعيد لنا السرد العربي القديم. 

جاء ذلك خلال ندوة "محمد شكري - المغرب"، ضمن المحور الرئيسي لندوات مشروعات السرد العربي، التي تعقد بقاعة الصالون الثقافي، اليوم /الثلاثاء/ ضمن فعاليات الدورة ال 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، بإدارة الشاعر أحمد حسن.

 

وقال الناقد الأدبي الدكتور صبري حافظ أستاذ اللغة العربية المعاصرة والأدب المقارن في جامعة لندن، إن محمد شكري اقتحم مجموعة من المناطق المسكوت عنها بعفوية وبطريقة صادمة، وكتب عن مدينة طنجة المغربية الشهيرة متعددة الثقافات واللغات، التي عاش فيها وعاصر ظروفها وأوضاعها، ولذلك فتحولاته الحياتية في رواياته هي جزء من تحولات المغرب نفسه.

وأضاف حافظ أن رواية محمد شكري المهمة "الخبز الحافي" استغرقت في كتابتها عدة أسابيع عام 1942، ولكن كتابة "الشطار" استغرقت عشر سنوات 1962، لافتا إلى أنه لم يتعلم القراءة والكتابة حتى بلغ سن الرشد ولكن أخذته الحياة لأن يجيد اللغة الإسبانية والإنجليزية، وهو لم يتعمد الكتابة بل كان يكتب بكل أريحية، وهذا هو سر عفوية النص لديه . 

وبدوره، يرى الناقد الأدبي الدكتور سمير مندي، أن نص الخبز الحافي هو السيرة الذاتية الحقيقية لمحمد شكري إذ أن أدب السيرة في التراث العربي اقتصر علي تدوين سير العظماء إلا أن محمد شكري انتقل به إلى تدوين سير الشطار وقطاع الطرق. 

وقارب بين أدب السيرة الذاتية عند محمد شكري وطه حسين مشيرا إلى أنهما استطاعا الكتابة عن ذواتهم بما يشعل العاطفة والمشاعر وبما يلهم الآخرين. 

من جانبه، قال الناقد الأدبي الدكتور محمد مشبال أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بجامعة عبدالملك السعدي، إن محمد شكري ليس كاتبا مثقفا ولا ينتمي إلى مؤسسة تعليمية وأن الاهتمام بكتاباته ينبغي أن توضع في سياق النصوص التي كتبت في نفس الفترة الزمنية. ولفت إلى أن شكري عاش حياته كمؤلف "صعلوك" وقدم نفسه كذلك لذلك بدت حياته مختلفة عن حياة الأدباء المغاربة. 

وأكد أن صورة شكري كمؤلف لها دور في لفت الانتباه إلى أعماله وذلك إضافة إلى تركيزه على اختيار حبكات قصصه من الواقع الذي لمسه في مدينة طنجة ذات الطابع العالمي. 

ويختتم معرض القاهرة الدولي فعاليات دورته ال٥٥ اليوم الثلاثاء، والتي شارك فيها 70 دولة من مختلف دول العالم ، و 1200 دار نشر عربية وأجنبية . 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد شکری

إقرأ أيضاً:

كتاب جديد يستكشف حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر

يحاول كتاب "حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر"، الصّادر عن دار ميم للنشر بالجزائر، لمؤلّفه د. نورالدين جويني، أن يتناول تجربة المفكّر الفلسطيني إدوارد سعيد، ومدى الحضور الذي حظي به في الأوساط الفكرية والأدبيّة العربيّة، خاصّة وقد عُرف إدوارد سعيد بأنّه صاحب تجربة ثقافيّة فتحت مجالا جديدًا طوّره بعده كل من: البنغاليّة غياتري سبيفاك، والهندي هومي ك. بابا، وهو حقل "الدراسات ما بعد الكولونيالية"، ومعروفٌ أنّ هذا المجال تتمحور أفكارُه بالدرجة الأولى حول كيفية إعادة كتابة التاريخ بصيغة جديدة، وذلك من أجل كشف الحدود المصطنعة للكولونيالية.

ويقول المؤلّف في تقديم هذا الكتاب: "مع أنّ الاستقبال الذي حظي به إدوارد سعيد (1935/ 2003)، في الثقافة العربية من ناحية التعريف بفكره وترجمة أعماله، خصوصا كتاب "الاستشراق" كان واسعا، وشمل مختلف وسائط الاستقبال، إلا أنّ هذا الاستقبال كان باهتا جدا، مقارنة بالاستقبال الذي حظي به عند المثقفين الهنود وغيرهم؛ فقد تمّت قراءة أعمال إدوارد سعيد في الثقافة العربية من منطلق إمّا إيديولوجي، كقراءات المنتمين للتوجُّه اليساري، أو من منطلق تعاطفي، نظرا لاهتمامه بالقضية الفلسطينية، أو من منظور يُصنّف إدوارد سعيد باعتباره عربيًّا يعيش في الغرب ويدافع عن الإسلام".

ويصفُ مؤلّف الكتاب هذه الردود بأنّها ردودٌ سلبيّة، وصلت إلى حدّ إثارة حفيظة إدوارد سعيد نفسه، وجعلته يتأسّف لحال هذا الاستقبال.

وعن الجديد الذي يُقدّمُه هذا الكتاب، يضيف د. نورالدين جويني بالقول: "لذا تأتي هذه المحاولة من أجل التركيز على دراسة إدوارد سعيد من منظور ميديولوجي يسعى أوّلا إلى وضع هذا المثقف في شرطه المعرفي، وثانيا يحاول نزع تلك الهالة القدسية التي ارتبطت بهذه الشخصية المعرفية في ثقافتنا، ولهذا سنتكلّم هنا بلغة الميديولوجي الفرنسي ريجيس دوبريه،Régis Debray (1940)؛ أي أنّنا سنركز على الوسيط الذي جعل من إدوارد سعيد في الثقافة العربية يحظى بهذا الحضور".

يُشار إلى أنّ د. نورالدين جويني (مؤلّف الكتاب) باحثٌ جزائريّ، حاصلٌ على شهادة دكتوراه في الأدب العربي، ويشتغل أستاذًا بجامعة الجزائر، وقد سبق له نشر العديد من الدراسات النقدية عبر الكثير من المجلات الفكرية والأدبيّة.

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق أربعة إصدارات جديدة عن”واقع اللغة العربية في العالم”
  • من جناح بمعرض الكتاب لـ نبتة.. كيف ساهمت الدولة في تعزيز مهارات أطفال مصر؟
  • الحكومة الجديدة .. السيرة الذاتية للدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان
  • ننشر السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة الجديد
  • السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة
  • السيرة الذاتية للدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الجديدة
  • يحبس الأنفاس.. نقاد يشيدون بفيلم الرعب «A Quiet Place 3»
  • كتاب جديد يستكشف حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر
  • تعاون بين الشبكة العربية للابداع والابتكار ومجموعة طلال أبوغزاله العالمية
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُنظِّم (شهر اللغة العربية في جمهورية الهند)