تشابكت الخيوط في السياسة الخارجية للدول . تعقدت التفاصيل وصارت كلوحة ضخمة للغاية غير واضحة الملامح . صارت الدول توظف كل مجال لخدمة المجالات الأخرى . يصب كل ذلك في مجال العلاقات الدولية حيث تهدف كل دولة من نشاطها وعلاقاتها مع الآخرين تحقيق أهدافها الداخلية . من العلاقات التي صارت واقعية في العلاقات الدولية توظيف التكنولوجيا، خاصة العسكرية، لتنمية العلاقات ودعمها .
الدولتان هما روسيا وإيران التي ساهمت طائرات ” درونز ” في تعميق علاقتهما ليس العسكرية فحسب بل والعلاقات الجيوسياسية والاستراتيجية وزيادة التبادل التجاري بينهما. تنتمي درونز إلى الأنظمة المستقلة في الحرب حيث تطير وتعمل بدون عنصر بشري بداخلها وإنما يتم التحكم فيها من بعد. أحدث ظهور درونز ثورة في الشئون العسكرية فهي تحقق ميزة حاسمة في ميدان المعركة وقد أدمجت في العمليات العسكرية وصارت سلاحًا أساسيًا.
غيرت درونز من طريقة تنفيذ مهام الاستطلاع والهجوم، وهي تستخدم الاتصالات اللاسلكية وأنظمة جي بي إس فأحدثت ثورة في الطريقة التي يتم بها تنسيق القوات العسكرية، ومن أهم مزاياها قلة تكاليف تصنيعها والمرونة والفاعلية التي تؤدي بها مهامها .بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا استطاعت أوكرانيا تعطيل الزخم الروسي في الأشهر الأولى للحرب من خلال استخدامها درونز التي تنتجها والتي حصلت عليها من الدول الغربية.
أبقت أوكرانيا القوات الروسية في وضع دافعي وقامت أيضا بشن هجمات على القوات البحرية الروسية في البحر الأسود وفي عمق الأراضي الروسية . رغم أن روسيا تنتج درونز لكنها لم تكن بالكميات التي تساعدها على تحقيق التوازن مع درونز أوكرانيا كما أن طائراتها لم تكن بالتطور الذي يساعدها على تحقيق الأهداف.
لجأت روسيا إلى كل من الصين وتركيا وإيران لكن لم يوافق على التعاون معها ومدها بدرونز إلا إيران التي أمدتها بطائرتها المتطورة ” شاهد ” والتي أنتجت منها عدة أجيال. بعد توريد شاهد لروسيا شنت قواتها هجمات متتالية بأسراب كثيفة من شاهد واستطاعت بخليطها من شاهد ومن طائراتها المنتجة محليا تدمير قوات أوكرانيا واستعادة زمام الموقف. ساعد التعاون في مسألة درونز في توسيع وتعميق التعاون العسكري بينهما خاصة في مواجهة العقوبات المفروضة على كليهما، فأمدت روسيا إيران بطائرات سوخوي 35 المقاتلة الحديثة وببطاريات الصواريخ إس 400 الأحدث في الترسانة الروسية.
تتعاون روسيا وإيران في استنساخ الأسلحة الغربية التي تستولى عليها روسيا في الجبهة الأوكرانية كما تلتزم روسيا بالاستمرار في استكمال المفاعل النووي الإيراني. وقد قام سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي بزيارة إيران وأكد على عمق العلاقات بين البلدين. أدى التعاون في مجال تكنولوجي لدعم العلاقات الدولية بين دولتين قويتين لمنهما لا ترضيان عن وضعهما ومكانتهما في الساحة الدولية وتعملان معًا على تحقيق أهدافهما لترسيخ مكانتهما المناسبة كما تريانها.
رفعت رشاد – الوطن نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
روسيا تُعلن سيطرتها على بلدتين جديدتين في أوكرانيا
أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، في إطار عملياتها العسكرية المُستمرة.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وأشارت مصادر روسية إلى بيان وزارة الدفاع الروسية التي قال إن الجيش الروسي تمكن من السيطرة على "فريميفكا" و"بتروبافليفكا" في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وذكر بيان الوزارة الروسية أن القوات الروسية تتقدم على محاور عدة في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقالت الوزارة أيضا إن القوات الروسية هاجمت منشآت عسكرية أوكرانية بأسلحة عالية الدقة ردا على هجوم أوكراني باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأميركية.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق عن سيطرة قواتها على بلدة سلافيانكا في دونيتسك، مشيرة إلى أنها واحدة من عدة بلدات تمكنت من السيطرة عليها، وهي شيفتشينكو، وبيشانوي، وأوكراينكا، وكلها في مقاطعة دونيتسك
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 بعد تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا بسبب قضايا تاريخية وجيوسياسية. تعد أبرز أسباب الصراع رفض أوكرانيا التقارب مع روسيا وميولها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وهو ما تعتبره روسيا تهديدًا لأمنها القومي.
علاوة على ذلك، لعبت النزاعات حول شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، ودعم روسيا للحركات الانفصالية في مناطق دونيتسك ولوهانسك دورًا كبيرًا في تصعيد الأزمة. سعت روسيا إلى تحقيق أهداف استراتيجية، منها منع توسع الناتو شرقًا وضمان ولاء أوكرانيا كمجال نفوذ روسي تقليدي.
مع بداية الغزو، شهدت أوكرانيا هجومًا روسيًا واسع النطاق استهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية، مما أدى إلى نزوح ملايين الأوكرانيين وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وعلى الرغم من تفوق روسيا العسكري، واجهت مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب. قامت دول الناتو والولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة ودعم مالي ضخم، ما ساهم في استمرار الصراع وتصعيده.
امتدت آثار الحرب عالميًا، حيث تسببت في اضطرابات اقتصادية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وأثارت مخاوف من تصعيد نووي. كما أعادت تشكيل الخريطة الجيوسياسية، إذ سعت الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، وفرضت عقوبات غير مسبوقة على موسكو، مما زاد من عزلة روسيا على الساحة الدولية.