هل تعمل فرنسا على فشل اللجنة العسكرية؟
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة ليبيا عن هل تعمل فرنسا على فشل اللجنة العسكرية؟، رغم عدم تحقيقها لأي تقدم ملموس في مهمتها الأساسية، وهي إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وتجاوزها لمهامها الأساسية بالتدخل في توجيه الصراع .،بحسب ما نشر عين ليبيا، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات هل تعمل فرنسا على فشل اللجنة العسكرية؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
رغم عدم تحقيقها لأي تقدم ملموس في مهمتها الأساسية، وهي إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وتجاوزها لمهامها الأساسية بالتدخل في توجيه الصراع السياسي، إلا أن اللجنة العسكرية ضبطت المسار العسكري، وحافظت على وقف إطلاق النار، وفتح الطريق الساحلي شرقا وغربا، وهي تواصل اجتماعاتها برعاية الأمم المتحدة، منذ توقيع وثيقة وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، مع مهام متعددة مناطة بها، كتشكيل قوة أمنية مشتركة لتنفيذ عدة مهام أمنية، وإعادة تأهيل المجموعات المسلحة، ودمجها في القوات الرسمية.
ثمة عوائق عديدة تحول دون إحراز تقدم واضح، في كل الملفات التي تعمل عليها اللجنة، أبرزها المواقع القيادية للجيش والأركان العسكرية، والأجهزة الأمنية، ودور خليفة حفتر، الذي يصر على فرض نفسه قائدا عاما، رغم عدم انطباق شروط المنصب عليه، فضلا عن الرفض الواسع في غرب البلاد لتوليه أي مناصب قيادية سياسية أو عسكرية، بسبب جرائمه في حق الشعب الليبي.
دخلت فرنسا على خط اللجنة العسكرية، بإشرافها على اجتماع سابق عقد بتونس، ودعوة اللجنة خلال اليومين الماضيين، إلى باريس مع رئيسي الأركان الحداد والناضوري، وحسب البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية، فإن الاجتماع تمحور حول “توحيد المؤسسات العسكرية، وإرساء الاستقرار في البلاد، مع الحرص على احترام السيادة الليبية احتراما كاملا…. وترمي إلى تكوين وحدات مشتركة، بغية إرساء الأمن على الحدود الليبية، والتصدي للإرهاب، والتدخلات الأجنبية المزعزعة للاستقرار”.
تبدو لغة البيان والأهداف النبيلة المعلنة عبر سطوره، وكأنها صادرة من دولة أو مؤسسة غير متورطة في الصراع بشكل مباشر، ولم تلعب دورا في زعزعة الاستقرار، بدعمها لأحد أطراف الصراع، وموقفها في عدم صور بيان قوي، يدين عدوان حفتر على طرابلس، في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي.
فرنسا من أولى الدول التي ساهمت في زعزعة استقرار ليبيا، بإرسالها فرق مخابرات وضباط عسكريون، لمساندة مشروع حفتر في السيطرة على البلاد، ما دفع دول أخرى إلى التدخل لحماية مصالحها ضد محاولات الحكومة الفرنسية، تعظيم نفوذها ومصالحها في ليبيا، على حساب مصالح الدول الأخرى، فهل تحسب أن الليبيين نسوا سقوط مروحية عسكرية جنوب بنغازي في يوليو 2016، ومقتل ضباط فرنسيين كانوا على متنها، وفرار فريق مخابرات فرنسي من مدينة غريان، عبر الحدود التونسية، كان يقدم الدعم الاستخباراتي لقوات حفتر، أثناء هجومها على طرابلس عام 2019، تاركين وراءهم صواريخ جافلين الأمريكية، ما اضطر السلطات الفرنسية إلى الاعتراف بملكيتها للصواريخ، وفي الفضيحتين كان المبرر هو الحرب على الإرهاب.
الدور المزدوج الذي لعبته فرنسا لم يخف على المتابعين والمراقبين، ففي حين كانت تتحرك على الأرض في الصراع، دعما لطرف بالسلاح والخبراء الأمنيين والعسكريين، كانت تصادق على بيانات الاتحاد الأوروبي، ومجلس الأمن الداعية إلى إنهاء الأزمة عبر التفاوض، والتوصل إلى تسوية سياسية بالطرق السلمية، وجمعت الأطراف الليبية أكثر من مرة، بزعم البحث عن تسوية سياسية، متجاوزة بعثة الأمم المتحدة، التي يفترض أنها جهة محايدة ستراعي مصالح كل الأطراف المحلية الإقليمية والدولية، لضمان حلول مقبولة من الجميع، ما دفع بعض الدول إلى السير على نفس الطريق، وعقد مؤتمرات حول الأزمة الليبية، للحد من محاولات فرنسا الهيمنة على الملف الليبي، ونتيجة لتعدد الطباخين لم تنضج أي طبخة لتكون طبقا رئيسيا على مائدة الحل.
الدخول الفرنسي الأخير على اللجنة العسكرية، من المحتمل أن يكرر نفس السيناريو السابق
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
عنقاء الحداثة
د. عصام عبدالفتاح
ثمة كتب ثورية حينما يقرؤها الإنسان فإنه لابد أن يخرج منها بحصيلة فكرية عميقة تزوّده بإضاءات لامعة فى تفكيك الإشكاليات الحضارية التى تعانى منها المجتمعات المتخلفة، أى التى لم تطرق بعد باب الحداثة رغم أنها تغترف من ثمارها بل ـ وهنا تبدو المفارقة ـ تتباهى بكونها جمعت بين الأصالة والحداثة!.
إن مؤلفات عالم النفس الاجتماعى مصطفى حجازى هى من هذا الطراز الفريد الذى يغير من فكر قارئه ويمتعه بتحليلاته للمجتمع العربى وإشكالياته الكأداء. فمثلا كتابه الشهير «التخلف الاجتماعى: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور» يعد من أهم الدراسات التحليلية فى علم النفس الاجتماعى «سيكولوجية الإنسان العربى المهدور». ففيه يتناول حجازى، بمنهجيته الاستقرائية الدقيقة، ظاهرة «العنف العربى» التى لم تتمكن المجتمعات العربية حتى يومنا هذا من الخلاص منها. لماذا؟ يجيبك حجازى بكلمة السر التى تتنوع مترادفاتها فى القاموس الدينى والسياسى والاجتماعى، بدءا من الطائفية والعصبية، مرورا بالتحزبية، وانتهاء بالأصولية والدوجمائية، فمثلا دولة كالسودان، منذ أبريل ٢٠٢٣، يعانى شعبها من حرب ضارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أدت إلى تفاقم الأزمات الطاحنة فى بلاده وأطاحت بكل استقرار سياسى فيها وأدخلتها فى دوامة لا نهاية لها من النوازل الاقتصادية والإنسانية. إن السودان يشكو حاليا من أزمة نزوح لا نظير له. فثلث سكانه نازحون مشردون فى العراء بلا غذاء ولا ماء ولا مأوى ولا رعاية طبية. امتدت عواقب هذا الصراع المروع بين المتحاربين إلى ما وراء حدود السودان. وحسب تقارير الأمم المتحدة سيرتفع عدد ضحايا الصراع العبثى إلى أكثر من مليون شخص فى عام ٢٠٢٥.
أطراف الصراع هم سودانيون!، إن تحليل حجازى لظاهرة العنف فى المجتمعات العربية ينطبق برمته على الحالة السودانية عندما يقول: «يعود العنف السياسى الاجتماعى فى المجتمعات العربية إلى تفشى العصبيات وترسخها جذريا فيه. فالأنظمة العربية الاستبدادية لم تبنِ مجتمعا مدنيا، إنما راهنت القيادات على العصبيات، والعصبيات فى طبيعتها تحتوى على مكوِّن العنف، وهذا العنف يتفجر من العصبيات التى تنمو فى أزمنة الصراع ولا تستطيع العيش من دون عدو. كما ليس بإمكان الأنظمة العرقية الاستمرار خارج نطاق الصراع وصناعة العدو المتخيل أو الفعلى، لكى تتمكن من الحفاظ على ثباتها الداخلى بقوة الجمهور». ولئن تركز تحليل حجازى على لبنان بوصفه عينة خصبة للطائفية وجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربى فقد أراد به الكشف عن الداء العضال الذى لم يبرأ منه هذا المجتمع منذ قرون خلت فأعجزه تماما عن بلوغ الحداثة، إن هذا الداء هو نفسه «جرثومة التخلف» التى تحدث عنها د. مراد وهبة فى كتابه الشهير تحت هذا العنوان.
وفى مؤلفه الأخير «النقلات الحضارية الكبرى. أين نحن منها؟» يرى حجازى أن قوى التخلف أو حسب تعبيره «قوى العطالة فى مجتمعاتنا العربية» لا تتمثل فقط فى العصبيات وحدها وإنما هى تتجسد فى تحالف ثلاثى: العصبيات والفقه السلفى والاستبداد الظاهر منه والخفى. هذا التحالف يستخدم سلاحا خطيرا فى الإجهاز على أى محاولة تسعى إلى إيقاظ العقل العربى من سباته، آلية هذا السلاح هى: التأثيم والتحريم والتجريم. تكمن فاعليته فى أنه يشل طاقات الإنسان العقلية تماما ويدخله فى حالة من الانقياد والتبعية والجبرية وفقدان السيطرة على الذات والمصير!.
إن الحداثة التى يحلم بها المجتمع العربى أشبه بطائر العنقاء الذى لا وجود له فى الواقع، لأن متطلباتها لم تتوافر فيه بعد. وتتجلى ازدواجية المجتمع العربى، كما يقول حجازى، فى أنه يستورد كل منتجات الحداثة المادية والفكرية من الأمم المبدعة، لكنه لا يملك مشروعا إنتاجيا وطنيا خليقا بأن يحدث فيه نقلة نوعية تتحرر فيها طاقات العقل المبدع وينضج فيها وعيه السياسى. فتحت غطاء الدستور فى لبنان مثلا وحكم المؤسسات المقتبس من الغرب تتسم العملية السياسية فيه بالمحاصصة واقتسام النفوذ والغنائم على حساب البلد وكأننا بصدد شركة تجارية بين أطراف مؤسسين يسعى كل منهم إلى زيادة حصته من النفوذ والغنيمة وتحولت النيابة فيه إلى نوع من الوجاهة أكثر مما هى عملية تمثيل بالتفويض من قبل الشعب، فتحول الانتخاب فيه إلى نوع من المبايعة!.
نقلا عن المصري اليوم