اللاذقية-سانا

في الذكرى السنوية الأولى لوقوع الزلزال الذي ضرب شمال سورية تتواصل جهود الجهات الحكومية بالتعاون مع المجتمع المحلي في محافظة اللاذقية لإعادة الحياة والإعمار إلى 65 موقعاً تضرر في المحافظة بنسب متفاوتة توزعت بين الدمار الكامل والتضرر الجزئي في الأبنية والمنشآت، ناهيك عن الأضرار النفسية والجسدية للمواطنين القاطنين في تلك المناطق.

لن ينسى السوريون تاريخ” السادس من شباط” 2023 وخاصة الأهالي في مناطق التضرر المباشر في حلب وإدلب واللاذقية وحماة، لحظات مرعبة تبعتها أيام وأسابيع من المعاناة تركت خلفها أكثر من 800 وفاة بين المدنيين في اللاذقية وتضررت أكثر من 193 ألف عائلة، ورغم الكارثة وما تركته من مآسٍ، فإنها كشفت عن الدر الثمين في نفوس السوريين وتمثل في روح التضامن والتآلف بين أبناء المحافظة خاصة وسورية بشكل عام.

سجل السوريون خلال الكارثة الزلزالية قصصاً مفعمة بالشجاعة والإصرار لاستمرارية الحياة بالتوازي مع الجهود الحثيثة للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية لإعادة الإعمار وتقديم الدعم المادي والنفسي للتخفيف من معاناة المتضررين.

وفي هذا الصدد، بينت اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة اللاذقية في تقرير لها أن نسب الإنجاز في المشاريع السكنية المخصصة للمتضررين من الزلزال في مدينة اللاذقية بلغت نحو 78 بالمئة في موقع “الغراف 1″، و100 بالمئة في “الغراف 2″، و65 بالمئة في دمسرخو، وفي مدينة جبلة بلغت 100 بالمئة في النقعة، و94 بالمئة في الفيض، و60 بالمئة في موقع الفوار.

وأوضح التقرير الصادر بتاريخ الثامن والعشرين من الشهر الماضي استمرار خطة العمل في بناء ثمانية أبراج سكنية بالتنسيق بين وزارة الأشغال العامة والإسكان ومحافظة اللاذقية، حيث بلغت نسبة الإنجاز 93 بالمئة في أوتستراد الثورة، وبلغت في كل من الرمل الجنوبي و”الغراف 2″ نحو 27 بالمئة، فيما بلغت نحو 56 بالمئة في مدينة جبلة.

وعلى صعيد التوزيعات الإغاثية، بلغ عدد السلل الغذائية الموزعة في المحافظة نحو ما يزيد على 353 ألف سلة، بينما بلغ إجمالي القيمة النقدية المقدمة من الجهات المانحة 67 ملياراً و155 مليون ليرة سورية، وبلغ عدد المستفيدين منها نحو 22 ألف أسرة متضررة.

ولفت التقرير إلى أن عدد الأسر المتضررة بلغ نحو 193 ألف أسرة، ضمت حوالي 890 ألف فرد متضرر، بمن فيهم أعداد المتضررين ممن غادروا منازلهم خشية سقوطها بناء على تقارير لجان الكشوف الفنية.

وأشار التقرير إلى أن عدد الأبنية التي تم الكشف عليها بلغ 107638 مبنى، منها 59371 بناء سليماً، و27483 بحاجة إلى الترميم، و19013 بحاجة إلى التدعيم، و1771 يستلزم الهدم، فيما بلغ عدد الأبنية المهدمة 105 أبنية و15 بناء بحاجة إلى الهدم.

وعلى صعيد الكشف على كامل مدارس المحافظة وتصنيفها وفق درجة التضرر، لفت التقرير إلى أنه تم الكشف على 850 مدرسة، منها 223 مدرسة آمنة ومحيطها آمن، و14 مدرسة آمنة ومحيطها غير آمن، و378 مدرسة آمنة وبحاجة إلى صيانة بسيطة بوجود الطلاب و149 مدرسة غير آمنة وبحاجة إلى التدعيم و86 مدرسة غير آمنة وبحاجة إلى لجنة السلامة العليا، بينما تم تأهيل 71 مدرسة من قبل مديرية التربية والمنظمات الدولية والأممية والجمعيات الأهلية.

وبمناسبة هذه الذكرى المؤلمة نفذ عناصر الدفاع المدني باللاذقية اليوم بياناً عملياً وتدريبات على مواجهة الكوارث الطبيعية، والوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الزلزال.

وفي تصريح لـ سانا، أكد العميد جلال داوود مدير الدفاع المدني باللاذقية أن رجال الدفاع المدني كانوا وسيبقون عند حسن ظن الشعب السوري بهم على أهبة الاستعداد لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية ومواصلة التدريب والعمل بما يخدم الوطن والمواطن، متوجها بأحر التعازي لضحايا الزلزال.

ديمة حشمة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: بالمئة فی

إقرأ أيضاً:

أزمة السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل سياسي في الأفق

مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023.
الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “في وضع صعب” فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.
والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.
وأوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.
وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: لبنان يحتاج 5 مليارات دولار لإعادة الإعمار
  • مفاجأة كبيرة في الاستطلاع الأخير حول الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة
  • «مستقبل وطن»: نعمل على تكثيف التواصل مع المواطنين وتقديم الدعم لكل الفئات
  • غزة ما بعد الحرب.. سنوات من العمل ومليارات الدولارات لإنقاذ القطاع
  • خاص| هل تخطط التموين لتقليص فاتورة الدعم في 2025؟ مسئول حكومي يجيب
  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • اجتماع تنسيقي بين الجهات لبدء إنشاء 50 مدرسة جديدة في بنغازي
  • أزمة السودان.. جهود دولية إنسانية دون حل سياسي في الأفق
  • ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
  • الزراعة: نستهدف رفع القدرة التشغيلية للجمعيات الزراعية وتقديم الدعم لها