أكدت وكالة ترويج الاستثمار في قطر، أن إطلاق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 - 2030 ، الذي تم مؤخرا، يتيح فرصا مذهلة لإعادة تعريف المشهد الاقتصادي في الدولة، ويضعها في مكانة تؤهلها لمواجهة التحديات وكذلك الفرص بالقرن الحادي والعشرين، لا سيما في ظل التحولات الاقتصادية وما يشهده العالم من تقدم تكنولوجي.


جاء ذلك في منشور للوكالة اليوم على موقعها الإلكتروني، سلط فيه السيد حمد راشد النعيمي، مدير الإستراتيجية بوكالة ترويج الاستثمار في قطر، الضوء على أهداف الاستراتيجية الطموحة التي تتمثل في النمو الاقتصادي المستدام والاستدامة البيئية، وأبرز التزام الدولة بالتعامل مع المشهد العالمي المضطرب. كما أكد على أهداف الاستثمار الأجنبي المباشر، والدور المحوري لوكالة ترويج الاستثمار في تشكيل المشهد الاقتصادي في قطر، والتركيز على التنويع الاقتصادي والاستدامة والمسار نحو مستقبل مزدهر.
وقال السيد حمد راشد النعيمي "تقف دولة قطر عند منعطف مهم، وتتخذ خطوات استباقية من شأنها تسريع التحول إلى اقتصاد متنوع وقائم على المعرفة. وأطلقت استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر 2024 - 2030 التي تركز على دفع هذا التحول الاستراتيجي ليكون بمثابة خارطة طريق توجه البلاد نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030".
وأشار إلى أن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ترتكز على سبع نتائج وطنية استراتيجية، بدءا من النمو الاقتصادي المستدام، وصولا إلى الاستدامة البيئية، لتبرز التزام دولة قطر بمواصلة مسيرتها التنموية على الرغم من المشهد العالمي المضطرب، مبينا أنه من خلال إعطاء الأولوية لتنويع القطاعات الاقتصادية الرئيسية وتعزيز بيئة جاذبة للأعمال، تظل البلاد ملتزمة بجذب الاستثمار الأجنبي، ورعاية المواهب الماهرة، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأعمال.
وفي شأن الأهداف ومجالات التركيز الاستراتيجي، قال إن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة وضعت أهدافا طموحة، تسعى من خلالها إلى تسريع وتيرة النمو الاقتصادي إلى معدل 4% سنويا حتى عام 2030، مدفوعا بالزيادة في إنتاج الغاز وجهود التنويع الاقتصادي. وتركز الاستراتيجية على الابتكار والبحث، مستهدفة حجم إنفاق على البحوث والتطوير بمعدل 1.5% من إجمالي الناتج المحلي، في ظل مساهمة كبيرة من قطاع الأعمال. وبالإضافة إلى ذلك، يتمثل الهدف الرئيسي للاستراتيجية في تحسين إنتاجية العمل بمعدل سنوي منشود يبلغ 2%، بما يتماشى مع الرؤية الشاملة بشأن التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتوفير فرص عمل لذوي المهارات العالية.
وبين أن الأهداف الطموحة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 100 مليار دولار أمريكي تجسد تركيز الدولة الاستراتيجي على تنويع اقتصادها، وتعزيز حضورها الاقتصادي عالميا، وتحفيز النمو المستدام. وتأتي "قطاعات النمو" في صدارة أولويات هذه الاستراتيجية في ضوء التنمية الاقتصادية المستدامة، مع التركيز على التصنيع والخدمات اللوجستية والسياحة، حيث تلعب هذه القطاعات دورا مهما في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في القطاعات غير النفطية بالدولة، ولكل منها مجموعة من الأهداف المحددة بوضوح.
وأضاف أن قطاع التصنيع يركز على توسيع المواد الكيميائية والمعادن منخفضة الكربون، بما يتماشى مع توجهات الاستدامة العالمية، بهدف الوصول إلى تصنيف متميز ضمن أفضل 40 دولة على مؤشر الأداء الصناعي التنافسي. ويعمل قطاع الخدمات اللوجستية على تعزيز مكانة قطر كمركز عالمي لسلاسل التوريد من خلال توسيع أنشطة النقل الجوي، وتحسين العمليات بالموانئ، مستفيدا من التقدم التكنولوجي وتطوير العمليات، ومدعوما بموقع الدولة الجغرافي وبنيتها التحتية.
وتستهدف هذه الجهود معدل نمو سنوي مركب في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.6%، ومعدل نمو سنوي مركب في إنتاجية العمل يبلغ 2.4%، والوصول إلى حجم عمليات إعادة التصدير بما يعادل 25 مليار ريال.
وقال "أما قطاع السياحة فيركز على تطوير سياحة الأعمال، مع الاستفادة أيضا من الخصائص الفريدة للبلاد التي تمكنها من أن تصبح وجهة سياحية مفضلة للعائلات، حيث تستهدف قطر جذب 6 ملايين زائر بحلول عام 2030، وزيادة إجمالي الإنفاق داخل الدولة إلى 34 مليار ريال، والوصول إلى 19 مليون ليلة فندقية، وبالتالي تحويل البلاد إلى وجهة رائدة للسفر والزيارة".

ونوه السيد حمد راشد النعيمي، مدير الإستراتيجية بوكالة ترويج الاستثمار في قطر، إلى أن هذه القطاعات الرئيسية تدعم "مجموعات التمكين" التي تشمل قطاعات التعليم والخدمات المالية، لتجعل دولة قطر مركزا للتميز الأكاديمي والابتكار في تكنولوجيا المال. وتلعب هذه القطاعات دورا حاسما في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة متقدم تكنولوجيا، متوقعا أن تشهد القطاعات الناشئة، مثل التكنولوجيا الخضراء والصناعات المبتكرة، إمكانات نمو هائلة.
وحول دور وكالة ترويج الاستثمار في دعم استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، قال إن الوكالة تأسست عام 2019، لتضطلع بمهمة تعزيز مكانة دولة قطر كوجهة مثالية للاستثمار، مع تشجيع الاستثمارات التي تعزز التنمية والتنويع الاقتصادي. ويدمج النهج الاستراتيجي الذي تتبعه الوكالة بشأن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التركيز على قطاعات محددة، مع الالتزام بالتنمية الاقتصادية الشاملة، كما توفر هذه الخطة منظومة مترابطة، حيث تمكن القطاعات المختلفة من دعم وتعزيز بعضها البعض، مما يدفع نحو اقتصاد متوازن ومستدام ومرن.
وتعمل وكالة ترويج الاستثمار كذلك على تعزيز بيئة الأعمال في البلاد، وتسهيل إجراءات الاستثمار، وتوفير خدمات متنوعة للمستثمرين، وتهيئة بيئة مواتية للأعمال تسهم في تعزيز النمو والابتكار. "ومن شأن هذه الجهود أن تقوم بدور محوري في تحقيق غاية الوصول إلى تصنيف متميز بين العشرة الأوائل من حيث بيئات الأعمال، وتلبية أهداف الاستثمار الأجنبي المباشر، وتسهيل الاندماج السلس للاستثمارات الأجنبية في النسيج الاقتصادي لدولة قطر".
ولفت إلى أن وكالة ترويج الاستثمار تركز بشكل خاص على الاستثمارات الخضراء والمستدامة، بما يعكس التزام دولة قطر نحو الاستدامة البيئية، وهدفها المتمثل في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 25% بحلول عام 2030، حيث تمكنت دولة قطر من توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الخضراء والزرقاء، وبرزت كنقطة اتصال للمشاريع المتوافقة مع الحوكمة البيئية والاجتماعية، وتعتزم الدولة طرح أكثر من 75 مليار دولار في شكل فرص للاستثمار المستدام بحلول عام 2030.
وأوضح أن هذه الرؤية الاستراتيجية تتوافق مع التحول العالمي نحو الاستدامة وتستقطب جيلا جديدا من المستثمرين الذين يعطون الأولوية لممارسات الأعمال المستدامة وصديقة البيئة. كما تساهم وكالة ترويج الاستثمار بشكل فعال في هذا التوجه المستدام من خلال جذب المستثمرين المهتمين بالاستدامة، وتزويدهم بالحلول الاستثمارية، وإمكانية الوصول إلى الحوافز الحكومية، وتسهيل الاتصال بالجهات المعنية ذات العلاقة، بما يضمن توجيه استثماراتهم نحو الفرص المستدامة التي تتماشى مع المبادرات الخضراء، وتدعم كذلك الربحية على المدى الطويل.
وأكد أن استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تتميز بمجالات تركيز واضحة وتنطوي على أهداف طموحة للاستثمار الأجنبي المباشر، تجسد المبادرات والعمل الدؤوب لتعزيز بيئة استثمار حيوية. ويعتبر هذا الالتزام محوريا، ليس فقط لتحقيق هذه الأهداف، ولكن أيضا لتشكيل مستقبل قطر الاقتصادي. وباعتبارها مشاركا فاعلا في رحلة التحول هذه، فإن وكالة ترويج الاستثمار حريصة على المساهمة في مساعي البلاد نحو اقتصاد مستدام ومتنوع.

المصدر: العرب القطرية

إقرأ أيضاً:

الحبس والغرامة عقوبة ترويج الشائعات.. بعد تداول منشور خطف الأطفال

تداول عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعى، منشورا مرفقا بعدة صور لسيدة مسنة، يفيد بضبط الأهالى لها في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، لتورطها فى خطف الأطفال.

عقب رصد أجهزة الأمن للمنشور، تم فحصه، وتبين عدم صحته، وأن السيدة المتحفظ عليها مريضة نفسيا، ولم تحاول خطف أي طفل، كما أن الواقعة حصلت منذ فترة طويلة.

كما تم تداول شائعة أخرى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبارة عن تعليق مدعوم بمقطع فيديو، لتحذير المواطنين، بزعم قيام الأهالى بالإمساك بإحدى السيدات لحيازتها حقن مخدرة لإصابة الفتيات ووجود مركبة (توك توك) فى إنتظارها لتمكينها من الفرار، وذلك حال تواجدها بدائرة قسم شرطة المقطم بالقاهرة.

بالفحص تبين عدم صحة ما تم تداوله فى هذا الشأن وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 3 أكتوبر الماضى تبلغ لقسم شرطة المقطم بمديرية أمن القاهرة من ( إحدى السيدات – مقيمة بدائرة القسم ) بتضررها من (السيدة الظاهرة بمقطع الفيديو " مضطربة نفسيًا " ) لتشككها فى قيامها بشكها بإستخدام (دبوس صغير) دون إحداث إصابتها ، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم فى حينه وبالعرض على النيابة قررت  إخلاء سبيلها.

عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، تداولوا المنشور، دون التأكد من صحته، مما آثار الفزع، وحدد قانون العقوبات عقوبة نشر الشائعات بالحبس والغرامة، حيث نصت المادة 188 من قانون العقوبات على أنه"يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقاً مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذباً إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة".

كما نصت لمادة رقم 80 (د) على "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصرى أذاع عمداً فى الخارج أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطاً من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة فى زمن حرب".

هناك أيضا المادة 102 مكرر والتى تنص على "يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهاً ولا تجاوز مائتى جنيه كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة". وتكون العقوبة السجن وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه إذا وقعت الجريمة فى زمن الحرب.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • السعودية تدهش العالم وتعيد تعريف سياحة المغامرات عبر مشروع THE RIG
  • السيسي يتابع دور النقل الجوي في دعم برامج التنمية الوطنية وتعزيز الاستثمارات
  • التنمية الاجتماعية تنظم حلقة حول التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • «التنمية المحلية»: استمرار المرحلة الثالثة من الموجة 24 لمواجهة التعديات
  • أوبن إيه آي تتيح روبوتها الذكي للدردشة عبر تطبيق واتساب
  • أمن الناظور يعتقل رأس عصابة تنشط في ترويج المخدرات
  • جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وجامعة النهضة يطلقان النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي
  • إجمالي عدد القوى الوطنية العاملة في القطاع الصناعي يقترب من 40 ألفا
  • جوجل تتيح أداة Gemini Deep Research عالميًا
  • الحبس والغرامة عقوبة ترويج الشائعات.. بعد تداول منشور خطف الأطفال