الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ.
أكدت دار الإفتاء، أن احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
وأِشارت إلى أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا" (ص: 52-53، ط. دار الحديث): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في "شرح مسلم"، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
ولفتت إلى أنه مع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ قال العلَّامة الزُّرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب "المواهب" (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب): [وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد، صاحب "العمدة" و"الكمال" وغير ذلك] اهـ.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 دار الإفتاء المصرية ذكرى الإسراء والمعراج شهر رجب طوفان الأقصى المزيد الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
رسالة ماجستير بدراسات بنات القاهرة توصي بموسوعة تجمع أقوال المفسرين
حصلت الباحثة سندس حمدي الفقي ، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، شعبة أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر عن رسالتها التي حملت عنوان : "الأقوال التفسيرية من كتاب شرح السنة للإمام البغوي المتوفَى: 516 هـ" من بداية سورة الفاتحة إلى قوله تعالى "إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ" جمعًا ودراسة.
تكونت لجنة المناقشة والحكم من: الدكتورة مريم عبد الحميد محمد إبراهيم، الأستاذ بقسم التفسير وعلوم القرآن المساعد بالكلية مشرفا أصليا، والدكتورة رضا محمد مخلوف حسن، المدرس بقسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية، مشرفا مشاركا، وعضوي المناقشة الدكتور حسين عبد الحميد أحمد البر أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة مناقشا خارجيا، والدكتورة نجاة محمد حسن البحيري أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، مناقشا داخليا.
جمعت الباحثة الأقوال التفسيرية التي ذكرها الإمام البغوي ، في كتابه "شرح السنة"، ودراستها ومقارنتها بالأقوال الواردة عن أهل التفسير، مع اختيار القول الراجح في المسألة والتدليل على ذلك ، مشيرة إلى أنها قامت بهذه الدراسة للتعريف بالإمام الجليل أبي محمد البغوي، وكتابه العظيم "شرح السنة" ، مشيرة إلى أنها من خلال معايشتها لهذا البحث قد توصلت إلى عدة نتائج، منها : أن الإمام البغوي لم يكن مقلدا في ترجيحاته، بل كان مجتهدا يعتمد على الدليل والنظر، والتزامه ، بما أجمع عليه جمهور أئمة التفسير، كما تبين لها من خلال معايشتها لأقواله التفسيرية في كتاب "شرح السنة" أنها مماثلة لأقواله في تفسيره "معالم التنزيل"، وبعضها يكون مختصرًا، وقد يضيف أحيانًا مصدر الكلمة ومعناها اللغوي.
كما توصلت الباحثة في دراستها إلى أن أقوال الإمام البغوي مماثلة لأقوال الإمام الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" وأحيانًا يذكرها مختصرة، كما ذكر الإمام في كتابه "شرح السنة" أقواله التفسيرية على سبيل الإجمال لا التفصيل، كما في كتابه "معالم التنزيل"، وكان يختار الأقوال والمعاني المناسبة للأبواب والأحاديث التي عقدها في كتابه، فصدر الكتب والأبواب بآيات قرآنية مناسبة للموضوع، كما تبين للباحثة أن أكثر اختلاف المفسرين في الأقوال التفسيرية التي تناولتها بالبحث والدراسة كان اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد؛ ولذا أمكنني الجمع بين أقوالهم، كما توصلت الباحثة في دراستها إلى أن الإمام البغوي انفرد بأقوال جديدة في "شرح السنة" لم يذكرها الإمام في تفسيره "معالم التنزيل".
وأضافت أنه بالبحث في ترجمة الإمام البغوي ، حول مؤلفاته وجدت أنَّ القليل منها مطبوع، وبعض مؤلفاته منها نسخ مخطوطة، أما الغالب من مؤلفاته فهي مفقودة، نصّ عليها بعض من ترجم للإمام، مضيفة: وعلى كل حال فإن كتاب شرح السنة كان ولا يزال قبلة الدارسين، ومقصد كل باحث في كنوز التفسير والحديث والعقيدة والفقه وشتى الفنون، ومرجع طلاب العلم يبحثون فيه عن ضالتهم، وينهلون من رحيقه. رحم الله الإمام البغوي، وأسكنه فسيح جناته.
وفي ختام الدراسة، اقترحت الباحثة ، ضرورة التوسع في خدمة كتاب شرح السنة في شتى العلوم، ومن ذلك: دراسة أقواله الحديثية، والعقدية، واللغوية، والفقهية، وغيرها، فقد حوى جميع العلوم والفنون الشرعية واللغوية، كما اقترحت على طلاب العلم والباحثين بعمل موسوعة تفسيرية تجمع فيها أقوال المفسرين السابقين، وتحاول التوفيق بالجمع بين أقوالهم التي ظاهرها الخلاف، وبيان سبب اختلافهم، وتنقح كتب التفسير من الأقوال الشاذة والروايات الإسرائيلية؛ ليكون مرجعًا لطلاب العلم على مر العصور فيه صحيح أقوال السلف ومَنْ بعدَهم مِنَ المفسرين.