سرطان الملك تشارلز يصدم سوناك ويشغل بريطانيا
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن صدمته لدى معرفته بتشخيص إصابة الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، بالسرطان، وذلك بعد الإعلان عن تغيب الملك عن الحياة العامة لفترة غير محددة.
وقال سوناك لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم الثلاثاء، إنه شعر بالصدمة والحزن بسبب هذا النبأ، وأضاف "قلوبنا جميعا معه ومع عائلته.
وقال سوناك "الجميع يتمنى له أن يتلقى العلاج الذي يحتاجه ويتعافى تماما"، مضيفا أنه يتواصل بانتظام مع الملك و"سيستمر ذلك بالطبع كالمعتاد وسنتعامل مع كل شيء".
وأعلن قصر باكنغهام، مساء أمس، أن الملك تشارلز (79 عاما) الذي اعتلى العرش منذ 18 شهرا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية سيرجئ مهامه العامة من أجل الخضوع لبرنامج علاجي بعد تشخيص إصابته بأحد أنواع السرطان.
وأوضح أنه "خلال العملية الجراحية الأخيرة التي خضع لها الملك تشارلز في المستشفى بسبب تضخم حميد في البروستاتا، تم اكتشاف مشكلة أخرى"، و"أظهرت فحوصات لاحقة وجود شكل من أشكال السرطان".
ولم يتم تحديد "نوع السرطان" الذي يعاني منه تشارلز الذي بدأ العلاج أمس في لندن، ثمّ قضى الليلة في المنزل، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
وأكد قصر باكنغهام أن الأطباء نصحوا الملك بتعليق أنشطته العامة، لكنه سيواصل "الاهتمام بشؤون الدولة والمهام الإدارية كالمعتاد".
وقال الملك إنه "متفائل جدا" بشأن العلاج، وإنه لا يعتزم وقف أنشطته بالكامل على رأس المملكة المتحدة وأيضا 14 دولة أخرى.
وإزاء تلك الحالة بات الأمر متروكا للملكة كاميلا (76 عاما) ووريث العرش الأمير وليام (41 عاما) اللذين سيستأنفان أنشطتهما الأربعاء، لتمثيل الملكية أمام الجمهور. ومن المتوقع أن يضطلع الأمير وليام بتنفيذ بعض مهام الملك.
وأعلن الأمير هاري، الابن الأصغر لتشارلز الذي يعيش في كاليفورنيا، أنه سيعود إلى المملكة المتحدة لرؤية والده على الرغم من التوتر الشديد بينه وبين عائلته.
وأفادت الصحف البريطانية بأنه سيحضر بمفرده، من دون زوجته ميغان وطفليهما آرتشي وليليبت. وكان شارك بمفرده أيضا في حفل تتويج والده.
وهيمن هذا التشخيص المفاجئ لمرض الملك على الصحف البريطانية اليوم، وتصدرت صورته صفحاتها الأولى وكان أحد العناوين الرئيسية في صحيفة ذا صن "صدمة الأمة مع بدء العلاج". وعنونت "أنا مصاب بالسرطان"، بينما عنونت "ذا ميرور" "صدمة سرطان الملك"، وكتبت "تلغراف" "الملك مصاب بالسرطان".
وجاء في تعليق لصحيفة تلغراف "بعد الاضطرابات التي سببتها وفاة الملكة الراحلة والجدل الذي أحاط بدوقي ساسكس ويورك (هاري وآندرو)، كانت هناك آمال في فترة هدوء وثبات بعد التتويج".
وأضافت الصحيفة "لكن لا يمكن التنبؤ بالأمراض أو تجنبها، ولا حتى من رجل يعتني بنفسه جيدا. نحن وبقية الأمة نتمنى لجلالة الملك الشفاء العاجل".
وبعد الإعلان عن التشخيص، تدفقت تمنيات قادة العالم من أجل شفاء الملك، وبينها من الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الاسترالي أنتوني ألبانيزي الذي تتبع بلاده للتاج الملكي البريطاني، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بالإضافة إلى كل الطبقة السياسية البريطانية، بما فيها الانفصاليون الأسكتلنديون والجمهوريون في أيرلندا الشمالية.
المشكلة الأحدثوالتشخيص أحدث مشكلة تواجه الملك تشارلز منذ تتويجه. فقد نشر ابنه هاري في أوائل العام الماضي مذكراته بعنوان (سبير) "الاحتياطي" والتي تضمنت اتهامات لأفراد بالعائلة المالكة بينهم والده وشقيقه، بينما اضطر الملك أيضا للتعامل مع الاتهامات الموجهة لشقيقه الأمير آندرو والتي تتعلق بمرتكب الجرائم الجنسية الراحل جيفري إبستين.
يذكر أن الإعلان عن إصابة الملك بمشكلة في البروستاتا كان مغايرا تماما للسرية التي أحاطت بصحة الملكة إليزابيث الثانية في السنوات التي سبقت وفاتها في 8 سبتمبر/أيلول عام 2022 عن 96 عاما. وقد تولت العرش البريطاني على مدى 70 عاما، وهو رقم قياسي في الملكية البريطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الملک تشارلز
إقرأ أيضاً:
إرث الاستعمار في المتاحف البريطانية.. رفات الأفارقة تثير الجدل
اعتبر عدد من المشرعين البريطانيين والمنظمات غير الحكومية والباحثين أن "الفراغ التشريعي" الذي يسمح للمتاحف ومؤسسات أخرى بحفظ وعرض رفات أفارقة أُخذ خلال الحقبة الاستعمارية، ودعوا الحكومة إلى معالجة هذا الموضوع المهم.
وكانت رفات لأفارقة، على مدى قرون مثل جثث محنطة وجماجم وأجزاء أخرى من الجسم، تجلب إلى بريطانيا وغيرها من القوى الاستعمارية السابقة، غالباً "كغنائم" أو كسلع تُباع ويجري عرضها في المتاحف.
وتزداد الدعوات عالمياً لإعادة هذا الرفات، وكذلك الأعمال الفنية المنهوبة، إلى مجتمعاتها أو بلدانها الأصلية.
ورغم بذل بعض الجهود لمواجهة هذه القضية التي طال أمدها، ما زال رفات أفارقة محفوظاً في مؤسسات مختلفة بجميع أنحاء البلاد، مثل المتاحف والجامعات.
وقالت كوني بيل، من مشروع "تحرير الأرشيف من الاستعمار"، في فعالية نظمتها أمس الأربعاء مجموعة برلمانية متعددة الأحزاب معنية بالتعويضات، برئاسة النائبة عن حزب العمال بيل ريبيرو-آدي "لا يمكننا السماح بانتزاع إنسانية أسلافنا".
وسبق أن عرضت ريبيرو-آدي القضية على البرلمان، قائلة إن دور المزادات تدرج رفاتا يعود إلى الحقبة الاستعمارية للبيع، على منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتراجعت دار مزادات في تيتسوورث أوكسفوردشاير، عن بيع رفات بشرية، منها جماجم تعود لشعب إيكوي في غرب أفريقيا وذلك بعد انتقادات وجهها سكان محليون ونشطاء.
وذكرت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر بأنه من المروع سماع رواية ريبيرو-آدي، ووافقت على مواصلة مناقشة القضية. وقالت ريبيرو-آدي أمس إنه سيعقد اجتماع مع وزير الثقافة قريبا.
وسوف تقدم مجموعة متعددة الأحزاب إلى الحكومة 14 توصية سياسية، منها تجريم جميع عمليات بيع الرفات "على أساس أنها ليست سلعا تجارية بل بشر".