دعم رئيس الدولة لقيم التسامح والسلام تشكل حاضر ومستقبل المجتمع

نلتزم بالعمل لبناء مستقبل يسوده السلام والتسامح والاحترام والتضامن

تخيلوا معي عالماً يدافع عن الحقوق ويشجع الابتكار واكتساب المعرفة

عالمنا اليوم تتهدد فيه سلامة الإنسان وكرامته وتتعثر فيه جهودنا للتنمية

نحتاج إلى عالم يسوده الحوار ويخلو من التطرف والكراهية ويلفه السلام

شهدت القمة دعوة «تحالف التسامح العالمي» إلى القضاء على التعصب

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن الأخوة الإنسانية يمكنها أن تمنح هذا العالم كل ما يتمناه كي يصبح عالماً توحده فضائل العدالة والمساواة والتسامح والأخوة والازدهار ويسوده الحوار الحر والمفتوح بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات.

. عالماً خالياً من التطرف والعنف والحرب والكراهية يلفه السلام والتقدم والسلامة ويرسم مستقبلاً أفضل لنا جميعاً مشدداً على أن هذا ما يجب أن يلتزم به الجميع.
جاء ذلك خلال افتتاح «القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية» بدورتها الثالثة، والتي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، على مدى يومين بمجلس الطاقة بالعاصمة أبوظبي، بحضور جميع المنظمين لمبادرة التحالف العالمي للتسامح من المنظمات العالمية والتحالفات الحكومية والقيادات الدينية والمؤسسات التعليمية وشبكات تكنولوجية وعلمية وكيانات ثقافية والتي تجتمع للاحتفال بما تم تحقيقه بالفعل في مجال التسامح والتفاهم بين الأديان والتعايش السلمي.
وشهدت القمة دعوة «تحالف التسامح العالمي» إلى القضاء على التعصب من خلال التعاون بين الجميع لتحقيق هذا الهدف وليتحقق شعار القمة «متحدون من أجل إنسانيتنا المشتركة».
تحدث في الجلسة الرئيسية للمؤتمر فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي الرئيس المشارك للجنة العليا للأخوة الإنسانية، ونيافة الكاردينال ميغيل أيوسو جيكسوت رئيس مجلس الأمن البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي، وإيرينا بوكوفا المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو عضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والدكتورة وداد بوشماوي الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2015.
وطرحت وزارة التسامح والتعايش خلال القمة نسخة محدثة من برنامج فرسان التسامح، بحضور سفراء الدول الشقيقة والصديقة، وعفراء الصابري المدير العام للوزارة والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في مستهل كلمته: «يسعدني كثيراً أن أرحب بكم جميعاً في القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، ويشرفنا أن نحتفل في هذا الشهر بالذكرى الخامسة لوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية وباليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ونعلن التزامنا بالعمل المشترك لبناء مستقبل يسوده السلام والتسامح والاحترام والتضامن وتقدير القيم النبيلة التي تربطنا معا». مشيراً إلى أن وزارة التسامح والتعايش يحدوها الأمل في أن تنجح هذه القمة في وضع تصور واضح، وبناء مستقبل مشرق لعالمنا.
وأضاف: «أناشدكم اليوم ونحن نعمل على صياغة ذلك المستقبل، أن تتخيلوا معي عالماً لا يضطر فيه المحتاج إلى طلب المساعدة لكونه بالفعل عضواً في مجتمع يحترم ويعتني بالجميع، تخيلوا معي عالماً يعمل فيه كل فرد، وكل منظمة، وكل حكومة، على ضمان توفير حياة آمنة وكريمة ذات معنى للجميع بغض النظر عن العرق أو الجنس أو مكان الميلاد أو المعتقدات، وتخيلوا معي أيضاً عالماً يتمتع فيه كل فرد برعاية صحية متطورة وتعليم متميز، عالماً تتضافر فيه الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي وغيره من التحديات البيئية، عالماً يركز جهوده على إنهاء الحروب والنزاعات السياسية والعسكرية، وتخيلوا معي عالماً يدافع عن حقوق الإنسان ويشجع الابتكار واكتساب المعرفة.. تخيلوا معي عالماً يحافظ على التراث والتقاليد المحلية ويشجع الأفراد على الاعتزاز بهوياتهم الوطنية».
وقال: «إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي نحتفل بها اليوم، تضع معالم واضحة لهذا العالم.. حيث أكد كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تلك الوثيقة أن مفاهيم التسامح والتعاطف والحوار كفيلة بتحقيق هذا العالم المنشود للجميع.. وحمدوا الله فيها على تفرد كل واحد فينا وعلى ما نمتلكه من قيم عالمية مشتركة تساعدنا على تجاوز اختلافنا، وتمنحنا القدرة على تحقيق ما نبتغيه من مستقبل أفضل، حيث كانت زيارة قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، وتوقيعهما على وثيقة الأخوة الإنسانية، لحظة تاريخية سلطت الأضواء على هذه الوثيقة ودورها في تحقيق التطور الإنساني حول العالم».
وأكد أن مجتمع الإمارات المتنوع ممتن لصدور هذه الوثيقة المهمة حول الأخوة الإنسانية بمبادرة ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يدعو دوماً إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام والازدهار والالتزام بها ويعتبر «حب الإنسانية» أهم عناصر تشكيل حاضر ومستقبل المجتمع.
ووجه كلمته إلى أعضاء القمة قائلاً: «منذ اجتماعنا العام الماضي، دخل العالم مرحلة غير مسبوقة من التوترات والمواجهات، وشهد صراعات وتحولات لم يتوقعها ولم يرغب فيها أحد، تتمثل فيها حقائق سياسية واقتصادية جديدة، تتهدد فيها سلامة الإنسان وكرامته، وتتراجع فيها جودة التعليم، وتتعثر فيها جهود التنمية البشرية، وتتدهور فيها معدلات المشاركة الاقتصادية والرفاه، وينتشر فيها الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وفي خضم هذه الأحداث لا تزال الإمارات والعالم أجمع، متمسكين بالحفاظ على البيئة وحمايتها وتلبية الاحتياجات الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم».
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن انعقاد القمة اليوم يعبر عن قناعة الجميع بأنه في مواجهة هذه التطورات، سنثابر في السعي إلى رسم عالم من الأمل والسلام والازدهار والتعايش.. ولكي يترسخ هذا العالم، يجب أن يراعى الجميع ويحترم الجميع الروابط التي توحدنا كأعضاء في مجتمع عالمي، ويجب أن يبذل كل فرد ومؤسسة أقصى ما في وسعه للقضاء على الفقر وفتح الفرص الاقتصادية للجميع، ويجب أن يسلط الضوء على النماذج الناجحة من جميع أنحاء العالم لتأكيد ما يمثله السلام والتعايش في المجتمعات المتعددة من قوة إيجابية خلاقة للتقدم والاستقرار، ويجب أن يتم التعامل مع التنوع في المجتمعات الإنسانية على أنه قيمة مضافة، مع اليقين بأن العمل المشترك والإيمان بخيرية الآخر قادران على إحداث التغيير.
وفيما يتعلق بأهمية العمل الجماعي دعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الجميع للتفكير والعمل كأسرة بشرية واحدة، لصياغة مستقبل يمكنه مواجهة كافة التحديات العالمية، ويُحترم فيه الجميع، وتقدر جهودهم.. ويُلتزم فيه بمبادئ الأخوة الإنسانية، لكي تتحقق جودة الحياة للجميع، معبراً عن ثقته في نجاح هذه القمة بتحقيق الرفاه والازدهار للجميع لثقته الكاملة في التزام كافة أعضائها بمبادئ التسامح والأخوة الإنسانية وسعيهم المخلص إلى تحقيقها على أرض الواقع.
من جانبه أكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي يحتفي العالم هذا العام بالذكرى الخامسة لتوقيعها انطلقت من أبوظبي لتصبح منارة للأمل والتسامح حول العالم الذي بات يواجه العديد من التحديات والحروب والصراعات، لافتاً إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية ثمرة جهود مباركة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، راعي الأخوة الإنسانية.
وأشاد بجهود وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات بقيادة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في دعم القيم الإنسانية الراقية محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن انعقاد القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية بالتعاون بين وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، يأتي في إطار العمل على تحويل القيم الإنسانية السامية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية إلى واقع معاش وخطة عمل يشارك فيها العمل على تنفيذها كل محبي الخير والسلام حول العالم.
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات وثیقة الأخوة الإنسانیة وزارة التسامح والتعایش والأخوة الإنسانیة للأخوة الإنسانیة حکماء المسلمین هذا العالم

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: العالم يترقب القمة العربية.. ومصر تقود خطة لإعادة إعمار غزة «فيديو»

أكد الإعلامي أحمد موسى أن العالم كله يترقب القمة العربية المرتقبة غدًا الثلاثاء، والتي ستعقد في تمام الساعة الثامنة مساءً، مشيرًا إلى أن الاجتماع لا يقتصر فقط على الدول العربية، بل يشهد اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث وصل اليوم الأمين العام للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يصل غالبية قادة الدول غدًا للمشاركة.

وقال الإعلامي أحمد موسى خلال تقديم برنامجه «على مسئوليتي» عبر قناة «صدى البلد» أن مصر تعمل منذ فترة طويلة على خطة متكاملة لإعادة إعمار وإدارة قطاع غزة، مشددًا على ضرورة مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني أولا، في ظل التحديات الراهنة.

وأشار إلى أن القمة العربية تمثل «آخر ورقة» يمكن تقديمها في هذا الملف، مؤكدًا أن الخطة المصرية تحظى بتوافق عالمي، وتسعى إلى تفادي أي رفض أمريكي، مع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للفلسطينيين.

وحذر «موسى» من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستعد لشن حروب جديدة خلال الأيام العشرة المقبلة، بهدف تهجير الشعب الفلسطيني قسريًا، لافتا إلى أن الكنيست الإسرائيلي شهد اليوم نقاشًا حادًا حول «التهجير الطوعي» للفلسطينيين، وسط حالة من التوتر السياسي في إسرائيل.

اقرأ أيضاًتسارع الوفود.. القادة العرب يتوافدون على القاهرة لحضور «القمة العربية الطارئة»

تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة

مصطفى بكري: مخرجات القمة العربية المقبلة في القاهرة ستكون حاسمة

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: العالم يترقب القمة العربية.. ومصر تقود خطة لإعادة إعمار غزة
  • وصول عشرين عالماً من ضيوف رئيس الدولة
  • أحمد موسى: العالم يترقب القمة العربية.. ومصر تقود خطة لإعادة إعمار غزة «فيديو»
  • أحمد موسى: العالم يترقب ما سوف يحدث في القمة العربية الطارئة بشأن غزة
  • وزير إندونيسي يثمن جهود “حكماء المسلمين” في نشر قيم التسامح والتعايش
  • وزير إندونيسي يثمن جهود «حكماء المسلمين» في نشر قيم التسامح والتعايش
  • بهجلي يجري اتصالا مع القيادي الكردي صلاح الدين دميرطاش!
  • «حكماء المسلمين».. دبلوماسية دينية تنشر الوسطية والتعايش
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك