فتاوى وأحكام.. ماذا يعني أن سيدنا محمد صخرة العالمين والكونين؟ حكم الدعاء بأسماء الله الحسنى بعد ختم القرآن.. حكم من نسي الركوع ثم تذكره وهو ساجد؟ ما الليالي التي يستحب إحياؤها بالعبادة وفعل الخيرات؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
فتاوى وأحكامماذا يعني أن سيدنا محمد صخرة العالمين والكونين؟ علي جمعة يوضححكم الدعاء بأسماء الله الحسنى بعد ختم القرآن.. دار الإفتاء تردما الليالي التي يستحب إحياؤها بالعبادة وفعل الخيرات؟ اعرفهاحكم من نسي الركوع ثم تذكره وهو ساجد.. أزهري يجيب
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في هذا التقرير.
فى البداية، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا محمد ﷺ صخرة الكونين، وعماد وسند العالمين في الدنيا والآخرة، فما معني صخرة العالمين، والكونين؟ يعني: كل الناس تستند إليه، فتجده خير مستند، وخير معتمد. كالصخرة، فهو صخرة الكونين ﷺ، والعالمين الدنيا والآخرة، عالم الشهادة، وعالم الغيب، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.
فهو ﷺ له أحوال عند ربه، جمع فيها كل ما اختصّ به الأنبياء، فأجرى الله على يديه كل ما أجرى على يد الأنبياء من معجزات، حتى عدّوا معجزاته ﷺ ففاقت الألف، لكنه مع ذلك تفرد ﷺ بمعجزاتٍ لا تُعجز العادة فقط، بل حتى تُعجز قوانين الكون، ومن ذلك الإسراء والمعراج، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
قال الإمام الألوسي: «هو السميع البصير يعني به: محمدًا ﷺ ». وقال بعض المفسرين : راجعة إلى الله، و {هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}، هو الله عز وجل ، أو يجوز إنها ترجع إلى سيدنا النبي -ﷺ-؛ حيث إنه أراه في هذا اليوم، وأسمعه في هذا اليوم، ما لم يكن قد خطر على قلب بشر.
ففي ليلة السابع والعشرين من رجب الأصم، الأصبّ، الفرد، المحرم، هل أُتِيَ النبي ﷺ عند الكعبة وكان نائمًا عندها، أم كان في فراش السيدة خديجة عليها السلام؟ قد وقد؛ لأنه عندما عاد وجد فراشه دافئًا كما تركه، معجزة تُعجز الأكوان. لماذا ؟ لأنه ذهب إلى السماء السابعة ورجع، في أربع دقائق ! لا سرعة الضوء تنفع، ولا سرعة الصوت تنفع.
إذن، هذا خلقٌ بـ (كُنْ) كُنْ في السماء الأولى فكان، كُنْ في السماء الثانية فكان، كُنْ في السماء الثالثة فكان وهكذا ، فعلى هيئة الانتقال ظاهرًا، والتكوين حقيقةً. فما معنى هذا ؟هذه معجزة حتى للكون نفسه، يعني: الكون نفسه لا يستطيع عمل ذلك.
إذن، ارتقى إلى سدرة المنتهى، ورأى ما رأى {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.فسيدنا ﷺ اختُصّ بهذه المعجزة؛ ولذلك فهي معجزةٌ لم يرها أحد، وإنما رأوا آثارها، فأخبرهم على البعير، وعلى القافلة، وعلى أبواب بيت المقدس.
لكنه لم يكن معه أحد من البشر؛ لأن المختصّ هو سيدنا ﷺ وليس البشر؛ البشر إنما يؤمنون بها تحت إيمانهم بقدرة الله، {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ولكن هناك من ينازع في كون الإسراء قد حدث بالروح، أم بالمنام، ..بكذا. {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} روحًا وجسدًا، العبد هنا يُطْلق على الروح والجسد.
ما هذا؟ هذا أمر الله، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} هذه هي القضية، فإذا قلنا سرعة الضوء، لا يمكن وهذه معجزة أيضًا تُعجز الضوء، فتُعجز الصوت، لأن الصوت أقل، فتُعجز الكون ، من عرشه إلى فرشه.
من العرش إلى الفرش، لا تدخل لأحد بهذه المعجزة، هذه {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}. فمن صاحب هذه المعجزة؟ الله تعالى فقط، تسليم مطلق بقدرة الله.
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول “ما حكم الدعاء بأسماء الله الحسنى عقب ختم القرآن الكريم في جماعة؟”.
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن السؤال، إن الدعاء بأسماء الله الحسنى داخل في مشروعية الدعاء عند ختم القرآن الكريم، وهو سُنّة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فعل ذلك الصحابة والتابعون.
ونص الفقهاء على مشروعيته؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]، وقوله سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]، والأمر المطلق بالدعاء يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيصه أو تقييده بحال دون حال إلا بدليل، وإلا كان ابتداعًا بتضييق ما وسعه الله سبحانه وتعالى.
وأشارت إلى أن الدعاء بأسماء الله الحسنى بعد ختم القرآن هو من الأمور المستحبة المشروعة التي عليها عمل المسلمين، والطعن على ذلك بالبدعة؛ طعن على علماء الأمة بالجهل والضلالة.
وتابعت: “وعلى المسلم أن يتقي الله تعالى فيما يقول، وأن يحذر من القول على الله تعالى بغير علم، وأن يكون عالمًا بما يأمر به وينهى عنه، وأن يكون مدركًا لمآلات الأحكام قبل أن يفتي”.
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: “ما الليالي التي نصَّ العلماء على استحباب إحيائها بالعبادة وفعل الخيرات؟”.
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن السؤال، إن المراد في الشريعة الإسلامية بإحياء الليلة هو قيامها وطاعة الله فيها؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56، ط. دار الكتاب الإسلامي): [والمراد بإحياء الليل: قيامه] اهـ.
وقد نصَّ كثير من العلماء على أنَّ هناك بعض الليالي على مدار العام يُندب للمسلم قيامها؛ لما لها من فضل عند الله تعالى؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56-57): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وذكرها في "الترغيب والترهيب" مفصلة.. وظاهره الاستيعاب، ويجوز أن يراد غالبه. ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد؛ قال في "الحاوي القدسي": ولا يصلى تطوع بجماعة غير التراويح، وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة؛ كليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيد، وعرفة، والجمعة، وغيرها، تصلى فرادى] اهـ.
وقال العلامة القليوبي الشافعي في "حاشيته على شرح الجلال المحلي على منهاج الطالبين للإمام النووي" (1/ 310، ط. مصطفى الحلبي): [(تتمة): يُندَب إحياء ليلتي العيدين بذكر أو صلاة، وأولاها صلاة التسبيح. ويكفي معظمها، وأقله صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح كذلك. ومثلهما: ليلة نصف شعبان، وأول ليلة من رجب، وليلة الجمعة؛ لأنها مَحالُّ إجابة الدعاء] اهـ.
وقد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": [أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله] اهـ. نقله عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (3/ 427، ط. الميمنية).
وفي "الإقناع" للحجاوي وشرحه "كشاف القناع" للبهوتي من كتب الحنابلة (1/ 437، ط. دار الكتب العلمية): [ولا يقومه كله -أي: الليل-، إلا ليلة عيد؛ لحديث: «من أحيا ليلة الفطر، أو ليلة الأضحى؛ لم يمت قلبه إذا ماتت القلوب» رواه الدارقطني في "علله"، وفي معناها: ليلة النصف من شعبان، كما ذكره ابن رجب في "اللطائف"] اهـ.
وبناءً على ذلك: فالليالي التي نص العلماء على استحباب إحيائها هي: ليلة القدر، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى، وليالي العشر من ذي الحجة، وليالي العشر الأواخر من رمضان، وليلة النصف من شعبان، وليلة عرفة، وليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب.
قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن المصلي إذا نسى الركوع ثم نزل للسجود، وتذكر نسيان الركوع؛ فعليه القيام مباشرة، للإتيان بالركوع ويكمل صلاته، ويسجد للسهو في نهاية الصلاة.
وأضاف أبو اليزيد سلامة، في فيديو لـ"صدى البلد"، ردا على سؤال: “ماذا يفعل من نسي الركوع أو السجود في الصلاة؟”، أن المصلي لو تذكر نسيان الركوع بعد التسليم والانتهاء من الصلاة، وما زال في المسجد؛ فعليه في هذه الحالة اعتبار الركعة التي نسي الركوع فيها، باطلة، كأنه لم يصليها، وبعد ذلك يأتي بركعة بدلا من الركعة الباطلة ثم يسجد للسهو في نهاية الصلاة.
وأشار إلى أن المصلي إذا تذكر النسيان بعد الانتهاء من الصلاة، وبعد الانتقال من المسجد أو انتقاض الوضوء، أو انتقل لمكان آخر، معنى ذلك أن الصلاة كلها باطلة وعليه إعادتها كاملة.
وتابع: “السهو أمر موجود في الصلاة، وحدث للنبي، فهو ورد أنه في أحد الصلوات الرباعية صلى ركعتين، وبعد الانتهاء من الصلاة، سأله أحد الصحابة: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال له النبي: كل ذلك لم يكن، فقال له الصحابي، بل بعض ذلك كان، فأخبروه الصحابة أنه صلى ركعتين فقط، ثم أتى النبي بركعتين باقيتين ثم سجد للسهو”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لیلة النصف من شعبان اللیالی التی دار الإفتاء الله تعالى ختم القرآن
إقرأ أيضاً:
هل الحج يُسقط الصلوات الفائتة؟.. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
أوضحت دار الإفتاء المصرية موقفها من سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين، وهو: هل أداء مناسك الحج يكفي عن قضاء الصلوات الفائتة؟ إذ يعتقد البعض أن الحج بمجرد إتمامه يُسقط عن المسلم ما فاته من صلوات، وهو ما حرصت دار الإفتاء على توضيحه لتيسير الفهم الصحيح لأحكام الدين.
وفي هذا السياق، أجاب الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، موضحًا من خلاله المقصود من هذا الحديث النبوي الشريف.
وأضاف «عبدالسميع» في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية على قناتها الرسمية بموقع «يوتيوب»، أن قول النبي يعني أن الحاج بدأ حياة جديدة، وهذا يلزمه به المحافظة على صلواته وأن يؤديها تامة.
وأكد أمين الفتوى أن الصلوات لا تمحى بأداء الحج، ولكن يجب على الحاج أن يقضي ويتم ما عليه من صلوات؛ حتى يكتب الله له الفوز والنجاة.
فضل الدعاء بين الأذان والإقامةأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء ويُرجى فيها القبول، ما بين الأذان والإقامة، مستندة إلى ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ»؛ وهو حديث حسنه الإمام الترمذي في "سننه".
وفي ردها على سؤال حول فضل الدعاء بين الأذان والإقامة، نقلت دار الإفتاء ما ذكره الإمام العمراني في كتابه "البيان"، حيث قال: "يُستحب الدعاء بين الأذان والإقامة لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة، فادعوا»". وبيّن أن هذا الموضع من مواطن إجابة الدعاء سواء في المسجد أو خارجه.
كما ورد أن الدعاء بعد أذان الظهر يُعد من الأوقات المستجابة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب عليه ويوصي به، نظرًا لما فيه من أجر عظيم. فالدعاء بعد الظهر من العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وتفتح له أبواب الرحمة والمغفرة، وتُذهب الهموم، وتُقضى به الحاجات، وتستغفر له الملائكة ما دام في مصلاه، مما يجعله من أعظم الأوقات التي يُغتنم فيها الدعاء.