أكد خبراء حقوقيون ومدنيون يمنيون يعيشون تحت حكم جماعة الحوثي، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، أن سكان المناطق الخاضعة لنفوذ ذلك التنظيم المدعوم من إيران، يعانون من أساليب وحشية تمارس بحقهم، مثل أحكام الإعدام التعسفية والجلد العلني.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، فقد زاد، مؤخرا، استهداف نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين، دون أن يستثني ذلك حتى الصيادين الباحثين عن لقمة عيشهم.

وأوضحت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نيكو جعفرينا، أن الحوثيين "يستخدمون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل".

كيف أصبح الحوثيون أبزر حلفاء طهران في مشروع الهيمنة الإيراني؟ تدعم الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر المشروع الإيراني الرامي إلى بسط نفوذ طهران في المنطقة، وتشير تحليلات إلى أن جماعة الحوثي باتت شريكا أساسيا مع طهران لتحقيق هذا الهدف.

وتابعت: "بينما ينشغل الحوثيون في الترويج للعالم بأنهم يدافعون عن الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنهم يقومون بقمع اليمنيين الذين يجرؤون على انتقادهم".

وقالت جعفرينا إن هناك "ارتفاعا في حالات التعذيب والإعدام العلني"، منذ أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.

"كلنا في خطر"

وقدم رشيد معروف، من وحدة الإعلام بالجيش اليمني، تأكيدات مماثلة، إذ أوضح أن هناك "العديد من أحكام الإعدام قد صدرت" من المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وتابع: "الكثيرون يفكرون جديًا في مغادرة اليمن للعيش في الخارج، حيث لم يعد يوجد أمان داخل البلاد. الحوثيون لهم نفوذ كبير.. وكلنا في خطر".

هل تؤثر هجمات الحوثي على الاقتصاد والانتخابات الأميركية؟ قال تقرير لموقع "بوليتيكو" إن  التهديد الذي يطال السفن في البحر الأحمر، جراء هجمات جماعة الحوثي، قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الأميركي، وهو "توقيت غير مناسب للديمقراطيين والرئيس الأميركي جو بايدن".

ولفت إلى قضية الناشطة الحقوقية، فاطمة العرولي، التي حكم عليها الحوثيون قبل أسبوعين بالإعدام بتهمة "التجسس".

وكانت الميليشيات الحوثية قد اعتقلت العرولي، لدى عودتها إلى البلاد قبل نحو عامين، ومن المتوقع أن ينفذ الحكم قريبا.

ومن بين المهددين بالإعدام قريبا، المراهق خالد عتيق صالح العوادي، الذي يبلغ حاليا من العمر 15 عاما فقط، وكان قد جرى اعتقاله قبل سنتين أيضا.

وذكر معروف أن والدة الطفل ناشدت الحوثيين مرارا لإطلاق سراح فلذة كبدها، مؤكدة أنه ابنها الوحيد.

وأضاف أن "المليشيات اغتالت العديد من الناشطين الإعلاميين"، مضيفا: "لقد تعرضت شخصيا للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال، لذا اضطررت للفرار إلى الحدود مع السعودية للعمل في منطقة عسكرية تعتبر أكثر أماناً من الداخل".

وفي سياق متصل، أكد الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، براء شيبان، أن استيلاء الحوثيين على السلطة القضائية في اليمن "ساعد في تسهيل إطلاق الجولة الأخيرة من عمليات الإعدام".

وقال: "محمد الحوثي، أحد كبار قادة الحوثيين، أشرف على تغيير الهيكل القضائي الذي منحه السيطرة على نظام المحاكم، مما يسمح لتلك الجماعة بتسريع الأحكام عندما تحتاج إلى ذلك".

وفي السابق، كان النظام القضائي، يتألف من 3 مستويات، حيث تنتهي أي عقوبة إعدام في يد المحكمة العليا، التي يكون لها القرار النهائي بشأن ذلك.

وقال شيبان: "لقد قام الحوثيون بتسريع هذه العملية برمتها التي كانت تستغرق في السابق ما يصل إلى عامين، بينما أضحى إصدار أوامر الإعدام يتم في غضون أيام".

ولفت إلى أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على حكم "يسمح لهم بمصادرة العقارات والأموال، مما مكنهم من الاستيلاء على ممتلكات وأصول أي شخص لا يحبونه".

وعلى ذات المنوال، أكد الناشط الحقوقي اليمني في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، غالب القديمي، أن صيادين محليين قتلوا على يد الحوثيين لتحديهم حظر الصيد الذي فرضته الجماعة الإرهابية.

وأضاف أن "8 صيادين من مديرية الخوخة اختفوا منذ شهر، ولم يتم العثور على جثثهم حتى اللحظة".

وتابع: "الأسبوع الماضي جرى العثور على جثتي صيادين اثنين ظهرت عليهما آثار إطلاق النار، وحتى هذه اللحظة لم يتم التعرف على هويتهما لأن الجثتين تحللتا بشكل كبير".

ويعتمد معظم سكان المناطق الساحلية على البحر الأحمر في اليمن، على صيد الأسماك من أجل تأمين تكاليف الحياة.

ومن المرجح أن يؤدي حظر الصيد الذي فرضه الحوثيون إلى تفاقم مستويات المجاعة بين هؤلاء السكان. وفي هذا الصدد قال القديمي: "بحجة الحرب في غزة ودعم القضية الفلسطينية، حرم الحوثيون الصيادين الذين يعيلون آلاف الأسر من مصدر رزقهم الوحيد".

 وختم بالقول: "لقد تم منع الصيد بشكل كامل، وجرى تدمير أي قارب صيد يتواجد في البحر".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يهاجمون حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت جماعة الحوثي في ​​اليمن، اليوم، إنها أطلقت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على حاملة طائرات أمريكية وسفنها الحربية ردا على الضربات الأمريكية على اليمن.
وقالت الجماعة إن حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان كانت من بين أهداف الهجوم.
وقال الحوثيون إن أكثر من 47 غارة جوية على محافظات صنعاء وصعدة والبيضاء وحجة وذمار ومأرب والجوف ارتكب فيها العدو الأمريكي عدداً من المجازر أدت إلى استشهاد وجرح العشرات.

وأضافت الحوتي في بيانها اليوم: "رداً على هذا العدوان نفذت القوات المسلحة عملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان وسفنها الحربية في شمال البحر الأحمر بـ 18 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة."

وقال الحوثيون إنهم "لن يترددوا في استهداف كافة السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب ردا على العدوان على بلادنا".

وأضافت الحركة المدعومة من إيران أنها ستواصل "حصارا بحريا" على إسرائيل والسفن المرتبطة بها "حتى يتم إيصال المساعدات والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يتعهدون بـ"تصعيد خطوات المواجهة"
  • الحوثيون يطلقون صاروخًا باليستيًا باتجاه البحر الأحمر
  • غارات أمريكية جديدة على الحوثيين في الحديدة باليمن
  • خبير: البحر الأحمر ساحة عمليات .. وضربات اليمن رسالة لإيران
  • الحوثيون يهاجمون حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر
  • 3 رسائل وجهها ترامب من خلال قصف مواقع للحوثيين باليمن
  • غارات أميركية جديدة باليمن وأنصار الله تستهدف "هاري ترومان" للمرة الثانية
  • هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن
  • الحوثيون: الضربات الأمريكية لن تمنعنا من استهداف السفن الإسرائيلية
  • إعلام أمريكي: الضربات على الحوثيين باليمن استهدفت رادارات ودفاعات جوية