كيف صعد النبي في ليلة الإسراء والمعراج بـ«الرفرف» بعد البراق؟.. الأزهر يوضح
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
تمتلئ رحلة الإسراء والمعراج بكثير من الآيات والمعجزات التي أنعم الله بها على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها «البراق» الذي كان وسيلة انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم الصعود به في رحلة المعراج، لكن هذا البراق توقف عند حد لا يتعداه، ثم تدلى إلى الرسول بعد ذلك الرفرف، وهو ما يتناوله التقرير التالي وفق كتاب عن هذه المعجزة، قدّمه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف وألفه الشيخ محمد بخيت المطعني مفتي الجمهورية الأسبق، والذي أكد أنّ رحلة الإسراء والمعراج معجزة حدثت للرسول بجسده وروحه.
وتناول موضوع البراق والرفرف في رحلة الإسراء والمعراج كتاب الشيخ الراحل محمد بخيت المطيعي، مفتي الديار المصرية الأسبق، وقدّمه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف بعنوان «الكلمات الطيبات في المأثور عن الإسراء والمعراج من الروايات وفيما وقع ليلتئذ من الآيات الباهرات»، فعن البراق وهو دابة دون البغل وفوق الحمار أبيض، حسب ما ورد الحديث، استشهد المفتي الأسبق بما ذكره الثعالبي في تفسيره في وصف البراق أنّه كان إذ اتى على واد طالت يداه وقصرت رجلاه، وإذا أتى على عقبة طالت رجلاه وقصرت يداه، وكانت المسافة في غاية الطول، ففي حقائق الحقائق كانت المسافة من مكة إلى المقام الذي أوحى الله تعالى فيه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ما أوحى قدر ثلاث مئة ألف سنة، وقيل: خمسين ألفا، وقيل: غير ذلك.
وتابع: وكيف يمكن أن يكون أدنى اشتباه في ذلك فضلا عن الاستحالة، وقد كان معه صلى الله عليه وسلم جبريل وهو الذي كان هبوطه على الأنبياء، عليهم السلام، وصعوده في أسرع من رجعة الطرف، فهو لعمري أسرع من حركة ضياء الشمس على ما قرروه في الحكمة الجديدة، وإنّما يستغرب ويستبعد لو كان صلى الله عليه وسلم ماشيا على قدميه، أما إذا كان محمولا على البراق وهو من الملائكة ومعه جبريل وهو منهم وقد علمت مقدار مدة هبوطة إلى الأنبياء ورجوعه إلى السماء، والملائكة أنوار إلهية أقوى من ضياء الشمس، فهم أسرع سيرا منه كما لا يخفى.
ما هو الرفرف ودوره في رحلة المعراجوتابع مفتي الجمهورية الأسبق حديثه عن البراق ودور الرفرف بعد انتهاء دور البراق: «وإذا عرج الرسول صلى الله عليه وسلم ركب البراق فعرج به البراق بذاته، وواصل: ثم إنه لما وصل إلى الذي لا يتعداه البراق وليس في قوته أن يتعداه، تدلى إلى الرسول الرفرف، فنزل عن البراق، واستوى على الرفرف، وصعد به الرفرف، وفارقه جبريل، فسأله الصحبة فقال إنه لا يطيق ذلك وقال له: ( وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ) الصافات: 164».
وتابع الشيخ المطيعي: «لو أراد الحق صعوده فوق هذا المقام لكان محمولا مثل ما حمل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما وصل المعراج الرفرفي بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى مقامه الذي لا يتعداه الرفرف زج به في النور زجة عمره النور من جميع نواحيه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج البراق ليلة الإسراء والمعراج مفتي الجمهورية الرسول صلى الله علیه وسلم رحلة الإسراء والمعراج فی رحلة
إقرأ أيضاً:
حكم جمع نية صيام الإثنين والخميس مع الست من شوال.. الإفتاء توضح
يفضل كثيرون صيام الست من شوال متفرقة يومي الخميس والإثنين من كل أسبوع؛ فهل يجوز شرعًا الجمع بين نية صيام الست البيض والإثنين والخميس كنافلة والست من شوال؟ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرّى صوم يومي الإثنين والخميس كما كان صلى الله عليه وسلم يرّغب في صيامهما، وقال فيهما: "إنهما يومان تُعرض فيها الأعمال؛ فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" رواه الترمذي.
وردًا على السؤال السابق، قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع من صيام الإثنين والخميس بنيتن أو أكثر من نية.
وأضاف "شلبي"، في تصريحات سابقة له، "يجوز صيام يومي الإثنين والخميس بنيتين بشرط ألا يكونا فرضين؛ كمن يصومها بنية قضاء ما عليه من أيام فى رمضان والفوز بثواب صيام التطوع".
الأزهر للفتوى: صيام ست من شوال يعوض النقص فى فريضة رمضان المعظم
ماذا يفعل صيام الست من شوال للمسلم؟ اعرف الفائدة الشرعية
حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام الست من شوال.. الإفتاء تجيب
7 أفعال تبطل صيام الست من شوال.. وهل كفارة الجماع 60 يوما؟ اعرف آراء الفقهاء
من جانبه، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، "لا حرج في الجمع بين صيام الإثنين والخميس، وبين أي صوم آخر، لأن الصوم يوم الإثنين والخميس إنما استحب لكونهما يومين ترفع فيهما الأعمال، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم صيامها لترفع أعماله، وهو صائم، فقد جاء في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الأعمال ترفع يوم الاثنين والخميس فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وفي السياق ذاته، قالت دار الإفتاء المصرية، إن ثواب صيام الست من شوال كل يوم إثنين وخميس له نفس الثواب لو حدث صومها متتابعة، مشيرة إلى إنه لا يلزم صوم الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام متباعدة بعد العيد جائز، فله أن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له.
فضل صيام الست من شوالوأضافت الإفتاء أنه ورد في السنة المشرفة الحثّ على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأنَّ ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».
وأوضحت أنَّ الحسنة بعشر أمثالها؛ روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.
واستشهدت الإفتاء بما جاء من تصريح بهذا فيما رواه النسائي في "الكبرى" وابن خزيمة في "صحيحه" عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ».