عمر محمد رياض: شاركت في "قلع الحجر" قبل والدي.. والعمل يناقش قضايا الصعيد بمنظور جديد(خاص)
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
يشارك الفنان عمر محمد رياض في دراما رمضان المقبل 2024 بمسلسل "قلع الحجر"، وهو بطولة محمد رياض سوسن بدر عبد العزيز مخيون، لقاء سويدان، مفيد عاشور، سميرة عبد العزيز، مروة عبد المنعم، وإخراج حسني صالح.
عمر محمد رياض: أجسد دور شاب متهور ومندفع في “قلع الحجر”
وقال عمر محمد رياض في تصريح خاص لـ"الفجر الفني"، أنه يجسد خلال الأحداث دور عبد الحي، هو شاب متمرد على والده، بجانب أنه مندفع، وعصبي تجاه أهله، ويتسبب في حدوث مشاكل كثيرة لأفراد عائلته، مؤكدًا أنه شخص شرير وغير متزن، أناني جدًا، وبجانب كل هذا فهو متمسك بسمات الرجل الصعيدي حيث يحافظ على العادات والتقاليد ولا يقدر على الخروج عنها.
وأوضح عمر محمد رياض، أنه تحمس لدوره في "قلع الحجر"، لرغبته الشديدة في تقديم عملًا صعيديًا، ولأنه يناقش قضايا هامة بمنظور جديد لم يقدم مُسبقًا في الأعمال التي تناولت قضايا الصعيد، أبرزها حقوق المرأة والعنصرية ضد الأشخاص الذين يعتبرون أقل قيمة من غيرهم، وهذا يشكل نوع من أنواع الطبقية، ولوجود المخرج حسني صالح، فهو يُكن له كل الفضل بعد الله، في ظهوره للجمهور بشكل جيد، مُضيفًا: أعطاني ثقة كبيرة جدًا في هذا الدور.
وأكد عمر محمد رياض على أنه لم يشارك في مسلسل "قلع الحجر" بترشيح من النجم محمد رياض، حيث أنه لحظة تعاقده على العمل لم يكن والده مُرشحًا له، مُعلقًا:" الترشيح جه من أستاذ حسني صالح، أستاذ محمد رياض مكنش معانا في المسلسل الأول، الناس دايما بتفتكر إن ابناء الممثلين بيكونوا جايين من ترشيح من الأب، ميعرفوش إن ده بيبقى ضغط على الأب أكتر بكتير، إن هو بيبقى عايز يركز في شغله، بس مش عايز يسمع حاجات تانية، فأنا أصلًا كنت في المسلسل من قبل ما يكون موجود بعديها اعتذر نجم كبير، فأستاذ حسني كلمه أستاذ محمد كان معانا ودي حاجة بسطتني أكتر؛ لإن من زمان كان نفسي أمثل مع أبويا، المسلسل اللي فات مجمعناش مشاهد كتيرة، مع بعض المرة دي إن شاء الله في حاجات هتبقى أحسن".
عمر محمد رياض: واجهت تحدي كبير في اتقان شخصيتي في" قلع الحجر "
وأشار عمر محمد رياض، إلى أنه واجه تحدي كبير في تطوير شخصيته في العمل، فهي مختلفة تمامًا عنه، وصعوبتها تكمن في البحث عن صفات مشتركة بينها وبين شخصيته الحقيقية، لكي يظهر أداؤه حقيقيًا دون مبالغة، لافتًا أن المؤلف أحمد الوفدي ساعده كثيرًا في التحضير لها، حيث أمده بالكثير من المعلومات عن الصعيد، وعوده بشكل كبير على اللهجة حتى تمكن من إتقانها، بجانب ملاحظات المخرج حسني صالح، فقد أفاده كثيرًا خلال البروفات، حيث أنه من المخرجين النادرين الذين يهتمون بالتحضيرات السابقة للعمل، كل هذا ساعده في التركيز على اللهجة وفهم العمل بشكل جيد.
كما أعرب عن سعادته الكبيرة بمشاركته في مسرحية "فدا مصر"، التي أقيمت مؤخرًا في إطار احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 72، وذلك تخليدًا لمعركة الإسماعيلية الشهيرة 1952، قائلًا: "سعيد للغاية بالمشاركة في احتفال عيد الشرطة، فهو حدث عظيم لا بد أن يفتخر به المصريين، وقد استعرض فترات تاريخية هامة، لتعرفة الأجيال الجديدة بها وهي الاحتلال الإنجليزي على مصر، وحوادث الإسماعيلية وبورسعيد، وكانت تجربة فريدة وشرف لنا الوقوف أمام الرئيس السيسي، وعندما ظهر على المسرح وقدم التحية للفنانة سميحة أيوب، شعرت بالفرح والاطمئنان، وتأكدت من سعادته بهذا العرض".
واختتم:" شئ عظيم أن أكون جزءًا من هذا الحدث الكبير، وأن أقف في بداياتي على المسرح مع هرم المسرح كله أستاذة سميحة أيوب، والفضل في ذلك كله يعود لأستاذ خالد جلال".
آخر أعمال عمر محمد رياض
وفي سياق آخر، كانت آخر أعمال عمر محمد رياض الدرامية مشاركته في مسلسل "الحلم"، وهو من تأليف محمد رجاء، وإخراج حسني صالح، بطولة صابرين، أحمد عبد العزيز، محمد رياض، صلاح عبد الله، أنوشكا، رانيا فريد شوقى، كمال أبو رية، مي كساب، نهال عنبر، سميرة عبد العزيز، مدحت تيخا، ياسمين علي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عمر محمد رياض مسلسل قلع الحجر المخرج حسني صالح رمضان المقبل محمد رياض قلع الحجر عبد العزيز مخيون مسلسل الحلم مفيد عاشور محمد رجاء مروة عبد المنعم سميحة أيوب عمر محمد ریاض عبد العزیز قلع الحجر حسنی صالح
إقرأ أيضاً:
د.مظهر محمد صالح: ميشيل فوكو…حوارٌ لا ينقطع!
بقلم: د. مظهر محمد صالح ..
عُد التعذيب في السجون الاديولوجية من أكثر وسائل المواجهة عنفاً وبدائيةً،إذ يتهاوى المناخ الإنساني وتغُيب روابط المواطنة وتتقًطع العلاقات بين البشر.فالمعتقلون في نظر جلاديهم خونة سياسيون او كفرة لابد من استئصالهم او تعذيبهم او ترويعهم ليتاح إذابة ثوريتهم او إصلاح رجعيتهم! وهو النمط الاول الذي اطلق عليه فيلسوف النصف الأخير من القرن العشرين (ميشيل فوكو)1926-1984في كتابه الشهير( المراقبة والعقاب) الصادر في باريس في العام 1975والذي سماه (بالنمط الملوكي) في إستعمال تكنولوجيا العقاب .وينظر الى النمط الأول بكونه الأشد قمعا والأكثر وحشيةً والذي جرى من خلاله تشخيص تاريخ الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون.وعلى الرغم من ان التعذيب لدى علماء النفس،هو نوع من أنواع السادية التي تعظم الرغبة في إيذاء الآخرين لتحقيق النشوة،لكن (فوكو) قد صور جسد المعذب في كتابه (المراقبة والعقاب) ليمثل محور الخطاب ومفهومه في تشكيل فلسفته التي قدمت فحصاً متكاملاً للآليات الاجتماعية والنظريات التي كانت وراء الاختلاف الهائل بين نظم العقاب في العصر الحديث.فالتعذيب عند(فوكو) مراسم وطقوس وعملية تدوين لجسد المعذب ،بغية الحصول على الاعتراف بالجريمة.لذا فأن الاعتراف هو القطعة الأساسية من عملية التعذيب ومن اجلها يمارس التنكيل والتعذيب بمختلف إشكاله ولكونه يُؤمن اقتران البرهان المكتوب بالبرهان الشفوي في شكل اعتراف.فمسألة اعتقال الاخرين كخيار لدى القائمين على أجراءات العقاب ضمن اطار حركة واسعة ترمي الى مناؤة عالم السجن والاعتقال ولكن بدرجات متفاوتة تتراوح ما بين إنتقاد شروط السجن وانتهاءً بمواقف راديكالية تنتقد مبدأ السجن نفسه وتطالب بأغلاق السجون حسب ما يعتقده (ميشيل فوكو)!.بيد ان وقائع التعذيب تنطوي على اشكالية وحضور ملتبس:إذ كثير ما ينقلب مسرح التعذيب كما يقول( فوكو )من العبرة الى العاطفة ومن الانتقام الى التسامح مع السجين وخاصة عندما يعلم الرأي العام ان العقوبة جائرة وان الاحكام ظالمة.ولاشك ان فوكو هو اول الفلاسفة اللذين ناقشوا ظاهرة السجن ذاتها وقام بتحليلها في سياق تاريخها ،انطلاقاً من ولادتها وحتى مفاهيمها الحديثة وولوجها ساحة النقاش الفكري الفلسفي ولاسيما عند التطرق إلى مؤسسات الطب النفسي ومؤسسات العقاب بالسجن.فالسؤال الذي اجاب عليه(ميشيل فوكو) والذي خص جانب علم النفس والقائل:انه كلما تعاظم الاحتكاك بين الجلاد والمعتقلين،تراجعت قدرته النفسية على إلحاق الأذى و الاهانة.وعلى الرغم من ذلك ، لم تتاح لي فرصة التحدث والحوار المباشر مع (فوكو) كي يفسر لي ظاهرة مختلفة حدثت بين الضحية والجلاد في سجون القصر الملكي المرعب والمسمى( بقصر النهاية) ببغداد في العام 1971.فمساء كل يوم يتبادل الجلاد(فرحان) التحية الباهتة قبل الغروب مع معتقليه، ذلك عندما يقوم بفتح زنزاناتنا الواحدة بعد الأخرى بنفسه ،ثم يأخذ بين يديه طبلة خشبية صغيرة ضمت قطع من الحلوى وسجائر وغيرها من السلع الاستهلاكية الساذجة. هنا يمارس فرحان دور بائع المفرد ويتقن فن التسويق على المسجونين والتربح من كل درهم او دينار مازال في جيوبهم الخاوية.و يختلف المسرح التجاري وزبائنه داخل الزنزانات عند الجلاد( فرحان) في السلوك والعاطفة عن مسرح التعذيب وزبائنه الذين هم أنفسهم .فالعاطفة والود والتسامح التجاري ينقلب في ليلتها حالاً إلى سادية متوحشة وقدرة على التعذيب وازدواجية في التصرف وعلى نحو لاتجد له تفسيراً في اي فصل من فصول كتاب(فوكو) – المراقبة والعقاب. فالقطيعة الانسانية امست حاصلة لامحالة، والتبضع التجاري لايولد عاطفة كافية تسد ذريعة الجلاد(فرحان) بالامتناع عن ساديته تجاه استباحة اجساد زبائنه. فحالما تنتهي فصول المسرحية التسويقية في البيع والشراء والتعاطي التجاري مع المسجونين وتوقف دورة المراوغة ألسعريه غير المتكافئة ،يدخل السجناء من فورهم، وقبل ابتلاعهم قطعة الشكولاته، الى دوامة مسرح التعذيب الذي يمارسه بائع المفرد( فرحان) نفسه مستبيحاً اجساد زبائنه!.انها المفارقة في ازدواجية السلوك التي يعيشها شخوص النمط الملوكي في ممارسة تكنولوجيا التعذيب وهو النمط الاول الذي نوه عنه(فوكو) دون ان يدري مايحصل من ازدواجية خالية العاطفة في احد سجون شرق المتوسط – واقصد هنا قصر النهاية المرعب.فقد كان الجلاد (فرحان) انسان منفصم الشخصية،فهو وحش في السجن و انسان عادي في ممارسة التسويق التجاري على السجناء.كما ان انفصام شخصيته بدأت يوم كان حارساً في السجن ثم مشاهداً لحفلات التعذيب وانتهى مشاركاُ محترفاُ في فصول التعذيب من النمط الاول قبل ان يصبح بائع مفرد داخل محاجر السجن الرهيب.رحَل ميشيل فوكو في العام 1984 بعد ان حول فكرة السجن الى رهان فلسفي من اجل فرض العقاب.كما ان تطور نُظم العقاب عند فوكو ولدَت في العصر الحديث ما يسمى بالرؤية او النمط الثاني للعقاب وهو النمط التأديبي القائم على مبدأ ممارسة مفهوم:سلطة-معرفة…ذلك ابتداءً من السجن وانتهاءً بالمنزل المحمي اليوم بالكاميرات الالكترونية او حتى دور الشرطي او المعلم او المؤسسات التي تمارس جميعها دور الانضباط وفرض العقاب التأديبي على خروقات النظام العام و في حوار لم ينقطع .!!
*) باحث ومحلل إقتصادي ونائب محافظ البنك المركزي السابق
د.مظهر محمد صالح