3 أمور طلبها سيدنا سليمان من الله بعدما انتهى من بناء بيت المقدس.. فما هي؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك 3 أمور طلبها نبي الله سليمان بن داوود عندما انتهى من بناء بيت المقدس.
واستشهدوا بالحديث الشريف، قال النبيِّ صلى الله عليه وسلم: لمّا فرغَ سُلَيْمانُ بنُ داودَ من بناءِ بيتِ المقدِسِ سألَ اللَّهَ ثلاثًا حُكْمًا يصادفُ حُكْمَهُ وملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ وألّا يأتيَ هذا المسجدَ أحدٌ لا يريدُ إلّا الصَّلاةَ فيهِ إلّا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ فقالَ النَّبيُّ ﷺ أمّا اثنتانِ فقد أُعْطيَهُما وأرجو أن يَكونَ قد أُعْطيَ الثّالثةَ.
سنن ابن ماجه
هو أحد أنبياء بني إسرائيل وأعظم ملوكهم؛ وإنّ الله تعالى رزقه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، واسمه؛ سليمان بن داوود بن ايشا بن عويد بن عابر، ويعود نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد كان سليمان -عليه السّلام- أبيض جسيمًا، يلبس من الثياب البيض، وعلى الرغم من أنّه ورث الملك عن داوود -عليه السّلام- وهو يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنةً، إلا أنّه كان صاحب ذكاءٍ وفطنةٍ، وحسن سياسةٍ و تدبيرٍ، كما قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).
ومن ضمن القصص في القرآن قصص الحيوانات والحشرات التي تظهر نعم الله وقدرته سبحانه، فها هو النمل، ذلك الكائن الدقيق الصغير قد ضرب مثالًا على قدرة الله، وجعل الله فيه قصة النملة مع نبيه سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام دروسًا وعبر.
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام نعمًا كثيرة؛ منها أنه سخَّر له الإنس والجن والطير، وجعلها تحت إمرته، وعلّمه لغة الطير والحيوان على اختلاف أصنافها.
ولقصة النملة مع نبي الله سليمان أمر عجيب .. فقد جمع سيدنا سليمان يومًا جنوده من الإنس والجن والطير والدواب وأمرهم بالسير في صفوف منتظمة، وأثناء سيرهم مروا على وادٍ يسكنه النمل، وكان النمل منهمك في مهامه إلا نملة وقفت تراقب مشهد سير نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده، وعندما اقتربوا من بيوت النمل صاحت النملة بأخواتها النمل أن أسرعوا وادخلوا إلى مساكنكم حتى لا يدوس عليكم نبي الله سليمان وجنوده دون أن يشعروا فهم قد اقتربوا منا.
وهنا تجلت قدرة الله وعلمه الذي علمه لنبيه، فقد سمع سيدنا سليمان عليه السلام ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكًا من قولها، ثم أمر جنوده بالمسير ببطء، حتى يدخل النمل إلى بيوته ولا تصاب بأذى، ثم رفع سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يديه إلى السماء شاكرًا الله تعالى على نعمه الكثيرة.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى تلك القصة العجيبة في القرآن الكريم في سورة اسمها سورة "النمل" حيث يقول تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)).
وقصة النملة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
كما أن فيها إعلاء لعبادة الشكر على نعم الله التي ينعمها علينا، وتجلى ذلك في شكر سيدنا سليمان لله سبحانه وتعالى أن علمه منطق الطير ولغات الدواب كلها فكان ذلك سببًا في حفظ حياتهم وعمارة الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سلیمان علیه س ل ی م ان
إقرأ أيضاً:
الشيخ كمال الخطيب يكتب .. كن ربانيًا ولا تكن رمضانيًا
#سواليف
كن ربانيًا ولا تكن رمضانيًا
#الشيخ_كمال_الخطيب
ها نحن ليس أننا في الأيام الأخيرة من شهر #رمضان، وإنما نحن في الساعات الأخيرة من هذه الساعات التي توشك أن تنقضي وتنطوي معها صفحة #شهر_مبارك، أكرمنا الله سبحانه بأن هيأ لنا أسباب صيامه وقيامه. فالحمد لله على نعمة رمضان والحمد لله على نعمة #الإسلام.
مقالات ذات صلة مسؤول إسرائيلي سابق: الحكومة لا تريد إعادة الأسرى خشية إنهاء الحرب وتفكك الائتلاف 2025/03/28إنه شهر رمضان الذي مضى وانقضى سريعًا ونحن الذين ما كدنا نفرح بقدومه وإذا بنا نتهيأ سريعًا لرحيله.
يا خير من نزل النفوس أراحل بالأمس جئت فكيف سترحل
بكت القلوب على وداعك حرقة كيف العيون إذا رحلت ستفعل
من للقلوب يضمّها في حزنها من للنفوس ولجرحها سيعلّل
ما بال شهر الصوم يمضي مسرعًا وشهور باقي العام كم تتمهل
عشنا انتظارك في الشهور بلوعة فنزلت فينا زائرًا يتعجل
ها قد رحلت يا حبيبي وعمرنا يمضي ومن يدري أأنت ستُقبل
فعساك ربي قد ضمنت صيامنا وعساك كل قيامنا تتقبل
إن #شجرة_الإيمان التي غرسها كل واحد منا في رمضان، فلا بد من سقايتها والعناية بها، وإلا فإنه الجفاف والذبول الذي سيصيب أغصانها. إنها أغصان الصلاة والقرآن والإحسان التي لا بد أن نتعهّدها بعد رمضان حتى تورق وتزهر وتثمر طوال العام بإذن الله تعالى.
صحيح أن رمضان يبلغ ذروته في ليلة القدر الشريفة {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} آية 1 سورة القدر، الذي قال فيها النبي ﷺ: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن أحيا ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”. ولكن بلوغ الذروة يجب أن لا يكون بعده التراجع، وإنما مزيد من الإقبال على الله وهمة في الطاعات لبلوغ الرضوان، ولذلك كان ابن الجوزي رحمه الله يقول: “إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطن منك وإنما الأعمال بالخواتيم”. فكما تحفّزت لاستقبال رمضان فتحفّز لوداع رمضان بأن تهيئ نفسك وتعد عدتك لاستمرار سيرك إلى الله تعالى.
وختامه مسك
إن المسلمين يحرصون على إحياء ليلة القدر الشريفة ثم يكون بعدها التراجع وفتور الهمة، غير منتبهين إلى أن في رمضان ما تزال ليلة عظيمة هي مسك الختام، إنها آخر ليلة من رمضان التي فيها يعتق الله سبحانه من الرقاب من النار بقدر ما أعتق طوال الشهر. فإذا لم يكن الله تعالى قد كتبك من العتقاء من النار فيما مضى من ليالي رمضان، فلعلّه ينتظرك سبحانه أن تطرق بابه وتقف على أعتابه في الليلة الأخيرة والأنفاس الأخيرة من رمضان لتكون من الفائزين ومن عتقائه من النار، فما عليك أيها المسلم أيتها المسلمة، إلا بالانشغال في هذه الليلة بالذكر والدعاء والاستغفار والرجاء والقيام في اللحظات والأنفاس الأخيرة من رمضان.
لا تطوِ سجلّك
إن من علامات قبول الله طاعة العبد أن يوفقه إلى طاعات أخرى بعدها، ومن علامات قبول الحسنة الحسنة بعد ذلك لكأنها تصيح وتقول: أختي أختي.
فإذا كان الله تبارك وتعالى قد قبل منك صيامك وقيامك وقرآنك، فإن من إشارات ذلك القبول أن يوفّقك لمزيد من الطاعات بعد رمضان ومزيد من الإقبال عليه سبحانه، لأن شجرة الإيمان التي غرست تكون قد أثمرت والحمد لله تعالى.
وإن من علامات عدم القبول لا سمح الله، أن تطوي سجّل طاعتك التي داومت عليها في رمضان فتتوقف عنها وترمي بذلك السجّل جانبًا وأنت لا تدري هل ستعيش إلى رمضان القادم وتفتح سجلّك من جديد أم أنه سيكون هو السجّل الأخير في صحيفة أعمالك.
كن ربانيًا ولا تكن رمضانيًا
ما أعجبهم وما أكثرهم الذين يُقبلون على الله تعالى وعبادته في شهر رمضان المبارك بكل أشكال العبادة، وهذه ولا شك دلالة على إيمان في قلوبهم ورغبة في رضا ربهم سبحانه، لكن هؤلاء وبعد رمضان فإنهم سرعان ما تفتر عزيمتهم لا بل يتراجعون عما داوموا عليه شهرًا كاملًا، فلا يقيمون الصلاة ولا يقرأون القرآن بل يهجرونه وكأن هذه العبادات لا تكون إلا في رمضان.
لقد أوصى ذلك الرجل الفاضل لمّا قال: “لا تكن رمضانيًا وكن ربانيًا”. إنه الله سبحانه الذي نعبده هو رب رمضان وشعبان وكل العام، وإن كان رمضان من بين الشهور هو محطة تزوّد إيماني ليس كغيره من الشهور، فإذا كان رمضان قد انقضى فإن الصيام والقرآن والقيام لن ينقَضوا ما دام فينا عرق ينبض.
لقد شبّه العلماء من يتقرب إلى الله في رمضان بكل العبادات ثم بعد رمضان يهجرها، كتلك المرأة التي تغزل ثوبها لتصنع منه ثوبًا جميلًا، فلما اقتربت من إكماله قامت ونقضت الغزل وفرطت الخيوط {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} آية 92 سورة النحل.
وإن من أعظم القربات إلى الله تعالى في رمضان هي قراءة القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} آية 185 سورة البقرة. وإن عموم المسلمين يقتدون برسول الله ﷺ وبأصحابه الذين كانوا يُقبلون على القرآن في رمضان حالّين مرتحلين، فما أن ينهي ختمة من القرآن إلا واستهل بأخرى. سأل رجل رسول الله ﷺ: “يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الحالّ المرتحل. قال: يا رسول الله ما الحالّ المرتحل؟ قال: يضرب من أول القرآن إلى آخره ومن آخره إلى أوله”. فإذا كان الحال كذلك في رمضان فيجب أن يستمر بعد رمضان ولا يكون الانقطاع ولا الهجران، قال ﷺ: “عليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض”.
وإذا كان خالد بن الوليد رضي الله عنه يحمل المصحف الشريف ويبكي وهو يقول: “أشغلنا عنك الجهاد في سبيل الله”، فما الذي يشغل المسلم اليوم عن القرآن الكريم؟ وأي عذر له بالانشغال عن كتاب الله تعالى؟ بل ماذا سيكون حال المسلم من شكوى رسول الله عنه يوم القيامة إلى الله تعالى {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} آية 30 سورة الفرقان؟ فكن قرآنيًا ربانيًا ولا تكن رمضانيًا.
جيران الله
وإن من أعظم مظاهر إحياء شهر رمضان، فإنه إحياء المساجد وارتيادها للصلاة والقيام وحضور مجالس العلم وحلقات الذكر، ويظهر ذلك جليًا عبر الزحوف التي تتوجه إلى المساجد سواء لإحياء صلاة التراويح وإحياء ليلة القدر أو لصلاة الجماعة في المسجد في كل صلاة وفي صلاة الفجر خاصة.
إن علاقة المسلم مع المسجد تتحول إلى علاقة عشق ورباط مقدس، فما أن يعود المسلم من عمله إلا ويلبي نداء ربه إذا ناداه للصلاة استجابة لصوت الأذان يقول له: حي على الصلاة حي على الفلاح. وإن طمع المسلم بذلك يصل إلى حد أن يتمنى أن يكون من السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، حيث أحدهم: “ورجل تعلّق قلبه بالمساجد”.
إنها العلاقة المتبادلة في الحب بين المسلم وبين المسجد الذي هو بيت الله تعالى. فإذا كان المسلم يسعى ليكون في جوار الله تحت ظلّ عرش الله عبر تعلّقه بالمساجد، فإن الله تبارك وتعالى كذلك يبادل رواد المساجد نفس الحب والشوق، قال رسول الله ﷺ: “إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمّار المساجد؟”.
فإذا كنت في الدنيا تأنس بجارك صاحب الخلق والدين، فكيف سيكون الحال يوم القيامة لما يكون جارك الله تعالى وأنت قريب منه وهو قريب منك؟
فيا أيها الأخ الحبيب الذي زادت همتك في رمضان وتعلّق قلبك بالمسجد ووجدت في نفسك العزيمة والإرادة والوقت على أن تلبي نداء الله وتأتي إلى المسجد، إياك إياك أن يضحك منك الشيطان وأن يغلبك بل أن يسرقك من المسجد لتجد لنفسك المبررات والأعذار بالتقصير وعدم الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد، فكما أنت في رمضان مسجديًا ابق كذلك طوال باقي شهور العام.
كن كبيرًا ولا تصغّر نفسك
ليس أن رمضان كان محطة فارقة في حياة المسلم تعبديًا فقط، أي أن عبادته في رمضان اختلفت عما سواه، وإنما يجب أن يكون رمضان محطة فارقة في الهوية الفكرية للإنسان المسلم. فإذا كان رمضان الحالي الذي نودعه ورمضان الماضي قد عشناهما ساعات وليالي وأيامًا من القهر والوجع، حيث فيهما ارتكبت المجازر البشعة وقتل الآلاف من أبناء شعبنا وأهلنا في غزة، فإن هذا القهر وهذا الوجع إذا اختلط مع حلاوة الإيمان فإنه لا بد أن يشكّل شخصيتنا ويصيغها صياغة جديدة بل تختلف جذريًا عما كنا عليه.
إن علينا أمة وأفرادًا أن يجعل الإنسان منا لنفسه انطلاقة جديدة وموازين جديدة، فلا ننظر إلى ما حولنا ولا نزن الأحداث والمواقف بميزان الأنا والمصلحة الشخصية، ولا بميزان العائلة والوطن الصغير، وإنما أن يصبح ميزاننا ونظرتنا للأشياء والأحداث بمنطق وميزان الأمة. فحرّر نفسك من أن تكون عبدًا لشخصك أو عائلتك أو مصلحتك، لأن هذا انتماء صغير لا يليق بك، وليكن انتماؤك هو الانتماء الواسع الممتد يربطك بالأمة كلها ولسان حالك يقول:
أنا مسلم ولي الفخار فأكرمي يا هذه الدنيا بدين المسلم
وأنا البريء من المذاهب كلها وبغير دين الله لن اترنم
فلتشهد الأيام ما طال المدى أو ضمّ قبري بعد موتي أعظمي
أني لغير الله لست بعابد ولغير دستور السما لن أنتمي
خلوا عيونكم ع الأقصى
لأن شهر رمضان المبارك يشهد حالة التفاف وحشد من أبناء شعبنا مع المسجد الأقصى المبارك تتمثل بكثرة الزيارة والتردد وشدّ الرحال إليه في أيام وليالي رمضان، حيث تصل الجموع في صلاة الفجر إلى أكثر من خمسين ألفًا وفي صلاة التراويح تزيد الأعداد عن مائة ألف رجالًا ونساء وأطفالًا.
فإن هذه المكرمة التي أعطانا إياها ربنا سبحانه لما جعلنا الأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك دون باقي العرب والمسلمين بل وحتى الفلسطينيين، يجب أن تغرس فينا مزيدًا من الحب والالتحام مع المسجد الأقصى المبارك فلا تنقطع هذه العلاقة مع نهاية شهر رمضان بل وتزداد وتتوثق لتصبح عهدًا وميثاقًا بيننا وبينه أن لا ننساه ولا نهجره ولا نتركه وحيدًا. إنه المسجد الأقصى عشقنا السرمدي، الأقصى الذي هو للمسلمين وحدهم وليس لغيرهم حق ولو في ذرّة تراب واحدة فيه، فخلّوا عيونكم ع الأقصى يا أبناء شعبنا. كن أقصاويًا ولا تكن رمضانيًا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.