في رسالة عبر حسابها على إنستغرام قالت شينو إنها عرضت التخلي عن تاجها والاستقالة من وكالة عرض الأزياء الخاصة بها بعد نشر المقال، مشيرة إلى أن عرضها تم قبوله.

اعلان

قالت الفائزة الأوكرانية المولد بمسابقة ملكة جمال اليابان لهذا العام، ومنظمو المسابقة إنها تخلت عن لقبها بعيد نشرت مجلة مقالا عن علاقتها الغرامية مع رجل متزوج.

وكانت كارولينا شينو قد توجت ملكة جمال اليابان في 22 يناير-كانون الثاني، مما أثار نقاشاً عاماً بشأن مسألة قديمة حول معنى أن تكون يابانياً في بلد لا يزال يحظى بـ "التقدير والتجانس".

في رسالة عبر حسابها على إنستغرام قالت شينو إنها عرضت التخلي عن تاجها والاستقالة من وكالة عرض الأزياء الخاصة بها بعد نشر المقال، مشيرة إلى أن عرضها تم قبوله.

وذكرت مجلة "ويكلي بونشون" الأسبوع الماضي أن شينو كانت على علاقة بطبيب متزوج. بدايةً، بدت وكأنها تؤكد العلاقة، إلا أنها قالت بأنها لم تكن على علم بأنه متزوج. وفي وقت لاحق، قالت إن تفسيرها السابق "لم يكن صحيحاً"، وأنها كانت على علم بوضعه وأن لديه عائلة. 

وسرعان ما شعرت شينو بنوع من الصدمة والخوف بسبب المقال، كما أصيبت بالذعر وقد اعتذرت عن تصرفها حيث أكدت على موقع إنستغرام: "أنا آسفة جدًا لتسببي في هذه المشكلة الكبيرة ولتصرفي كما لو كنت أخون كل من دعمني". وقدمت شينو اعتذارا لزوجة "عشيقها" ولعائلته ولجميع الأطراف الأخرى المعنية.

شاهد: الألوان وعالم الفضاء في محاكاة بديعة لكثبان توتوري الرملية باليابانشاهد: بمشاركة الرهبان وكما في كل عام.. بدء عملية تنظيف تماثيل بوذا في معبد هوريوجي في اليابان

وأشار المكتب المنظم لمسابقة ملكة جمال اليابان الثلاثاء إلى أنه تم قبول تنازل شينو عن اللقب، وأضاف أن مكان الفائزة بلقب 2024 سيظل شاغرا.

وقالت المنظمة أيضًا إنها "تتحمل المسؤولية" عن هذه الضجة واعتذرت للرعاة والقضاة وغيرهم من المشاركين عن "المشكلة". وقالت إنها دافعت في البداية عن شينو، بناءً على تفسيرها الأولي بأن الرجل الذي كانت على علاقة معه أخبرها بأنه مطلق وأنها انفصلت عنه عندما علمت بخلاف ذلك.

أثارت الفضيحة موجة من الانتقادات والأسئلة لشيينو على وسائل التواصل الاجتماعي حول سبب كونها "الوحيدة" التي تمّ إلقاء اللوم عليها في هذه القضية بينما لم يقم الرجل الذي كان "متورطًا" معها بتعليق علني واحد.

في الثقافة اليابانية "الذكورية"، لا يزال يُتوقع من النساء أن يكنّ أمهات وزوجات صالحات وقد يتعرضن للتوبيخ العلني أكثر من الرجال في حالة قيامهن بعلاقات خارج إطار الزواج.

العام الماضي، قامت الوكالة المسرحية التي تعمل بها الممثلة اليابانية الشهيرة ريوكو هيروسو بإيقاف عقود عملها إلى أجل غير مسمى بسبب علاقتها المزعومة بطاهٍ مشهور متزوج.

تعيش كارولينا شينو في اليابان منذ سنّ الخامسة. وتتحدث اللغة اليابانية بطلاقة، وقد حصلت على الجنسية اليابانية عام 2022. وعملت كعارضة أزياء، وكثيرا ما أكدت امتلاكها لإحساس قوي بالهوية اليابانية على الرغم من إطلالتها القوقازية.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: بعد زلزال رأس السنة المدمر.. متطوعون ينخرطون في عمليات إعادة بناء المناطق المتضررة في اليابان شاهد: هطول الثلوج الكثيفة يحاصر مئات السيارات في اليابان والجيش يتدخل شاهد: تساقط كثيف للثلوج على طول ساحل بحر اليابان فضيحة جنسية اليابان أوكرانيا مسابقة ملكات الجمال اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next تغطية خاصة| حصيلة القتلى ترتفع في غزة إلى 27 ألفا و585 فلسطينيا والمعارك تشتد في خان يونس يعرض الآن Next إصابة 6 أشخاص في إطلاق نار بإسطنبول ومقتل المهاجمين يعرض الآن Next جيروزاليم بوست: بن غفير.. حان الوقت لـ"تصمت" يعرض الآن Next بين ليلة وضحاها.. بايدن "معاد لإسرائيل" فما السبب؟ يعرض الآن Next بالحزن والدموع والغضب.. الأتراك يحيون الذكرى الأولى للزلزال المدمر اعلانالاكثر قراءة تغطية مستمرة| عشرات القتلى وسط وجنوب قطاع غزة وبلينكن يصل إلى السعودية أولى محطات جولته في المنطقة نجمة أفلام إباحية مؤيدة لفلسطين تزور إيران وتثير ضجة شاهد: الثلوج لم تمنع سكان طوكيو من الخروج وممارسة حياتهم اليومية وإنذار من تردي أحوال الطقس رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة يعلن فوزه بـ"أكثر من 85% " من الأصوات شاهد: صفحات القرآن مغطاة بدماء الضحايا.. هذا ما خلفه القصف الإسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا فلسطين بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط جو بايدن أوكرانيا ضحايا Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا فلسطين My Europe العالم Business رياضة Green Next الصحة سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: فضيحة جنسية اليابان أوكرانيا مسابقة ملكات الجمال إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا فلسطين بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط جو بايدن أوكرانيا ضحايا إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا فلسطين ملکة جمال الیابان یعرض الآن Next فی الیابان

إقرأ أيضاً:

هكذا تسعى إسرائيل لرسم خرائط جديدة بالمنطقة وليس حماية نفسها

قالت الكاتبة التونسية سمية الغنوشي إن الاحتلال الإسرائيلي كشف عن هدفه الحقيقي وهو تفتيت سوريا.

وأضافت في مقال لها في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش أعلن أمام جمع من أنصاره أنه "لن يتوقف القتال إلى أن يغادر مئات الآلاف من الغزيين وإلى أن يتم تقسيم سوريا".

وبحسب الغنوشي فقد بددت كلمات سموتريتش "كل ما تبقى من أوهام"، مضيفة أن "حروب إسرائيل لا تتعلق بالأمن ولا بالإرهاب، بل برسم الخرائط من جديد، عبر تفتيت الدول، وتهجير الشعوب، وإعادة كتابة التاريخ".



وتشير الغنوشي في مقالها إلى "إسرائيل" تتطلع إلى تقطيع أوصال سوريا: كانتون كردي في الشمال الشرقي، ومحمية درزية في الجنوب، وجيب علوي على الساحل، ومناطق سنية متناثرة منزوعة السيادة.

وتقول إن الهدف من ذلك "ليس السلام، وإنما الشلل".

وتؤكد أنه "لا يمكن لسوريا الممزقة أن تقاوم احتلال أراضيها، ولا يمكن لسوريا المقسمة أن تتحدث عن فلسطين". "وبحجة الأمن، ترسخ "إسرائيل" أقدامها. ولكن عينها على ما وراء سوريا، إنها ترمق بنظرها تركيا".

وفي ختام مقالها تؤد الغنوشي أن استراتيجية "إسرائيل" "تقوم على وهم فتاك يرى بأنه يمكن مسح أمة من الوجود من خلال إعادة رسم الخرائط وإسقاط القنابل. ولكن سوريا ليست مجرد منطقة. إنها نوى واليرموك وابن كثير وصلاح الدين والسلطان باشا الأطرش وخالد بن الوليد". "إنها تاريخ صنع من اللحم، وكرامة منقوشة في التراب. سوريا لن تختفي، ولن تتفتت بصمت. وشعبها، مهما كانت جراحاتهم، يصحون من جديد".

وفيما يلي النص المقال المترجم كاملا:
في 29 نيسان/ أبريل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بيتسلئيل سموتريتش أمام جمع من أنصاره: "لن يتوقف القتال إلى أن يغادر مئات الآلاف من الغزيين وإلى أن يتم تقسيم سوريا".

بددت كلماته، التي تلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي ونشرتها على الملأ، كل ما تبقى من أوهام، فحروب إسرائيل لا تتعلق بالأمن ولا بالإرهاب، بل برسم الخرائط من جديد، عبر تفتيت الدول، وتهجير الشعوب، وإعادة كتابة التاريخ.

في وقت مبكر من نيسان/ إبريل اخترقت الطائرات الحربية الإسرائيلية الأجواء السورية مرة أخرى، وأطلقت وابلاً من الصواريخ على المواقع العسكرية والأحياء المدنية على حد سواء.

استهدفت الضربات القواعد الجوية وسط البلاد ولم تسلم منها المناطق الجنوبية، حيث اقتطعت  القوات البرية الإسرائيلية جزءا من مدينة نوى، وقتلت تسعة مدنيين.

كما هو ديدنهم، يتحدث الإسرائيليون في خطابهم الرسمي عن الدفاع وعن الاستباق. إلا أن الحقيقة كانت أعمق من الجغرافيا أو السياسة – لقد كانت تغولاً على الذاكرة نفسها.

باستهدافها نوى، لا تعتدي إسرائيل على مجرد مدينة وحيز جغرافي،  بل تنتهك صرحا للتراث والتاريخ الإسلامي. نوى مسقط رأس الإمام النووي، واحد من أجل علماء الحضارة الإسلامية، ذاع صيت أعماله عبر القرون وفي كل القارات. فيها حفظ القرآن عن ظهر قلب، وزهد في صخب التجارة ليحظى بسكينة المعرفة. وما انفك اسمه من حينها يتردد على الألسن من القاهرة إلى كوالالمبور.

ليس بعيداً من نوى، يرتفع تل الجابية، الذي وقف عليه ذات مرة الخليفة عمر بن الخطاب، وقد شد الرحال من المدينة ليتسلم مفاتيح القدس. هناك على قمة التل العتيق، التقى عمر بن الخطاب قادة جيشه قبيل التسليم التاريخي للمدينة. مازال وقع أقدامهم يتردد في تراب حوران. إنها أرض مقدسة، تكتسب قدسيتها لا من العقيدة فحسب، بل من ثقل التاريخ أيضا.

إلى الجنوب وإلى الشرق تقع أوطان العقول الكبيرة. فابن قيم الجوزية، الفقيه الكبير، ينحدر من بلدة إزرع في درعا. أما ابن كثير، المؤرخ الشهير وصاحب البداية والنهاية، فولد في قرية مجدل القريبة من بُصرى.

لطالما كانت هذه المنطقة، منطقة حوران، منهلاً للعلم، شهدت أرضها حضارة تجاوزت حدود جغرافيتها وطوائفها وممالكها.

وهنا أيضاً، على ضفاف نهر اليرموك، قاد خالد بن الوليد جيوش المسلمين في عام 636 ميلادية ليحرز نصراً حاسماً على البيزنطيين – منهياً الحكم الامبراطوري وفاتحاً فصلاً جديداً في تاريخ العالم.

أرض المقاومة والفتح والإحياء
إن شن الحرب على هذه الأرض ليس انتهاكا لسيادتها فحسب، بل يمثل تحديا للوجود العربي والإسلامي نفسه. تراب حوران ليس بيئة صماء – بل يمتد شاهدا على قرون من المقاومة والفتح والإحياء. اعتداءات إسرائيل ليست اعتداءات مادية فقط – بل هي رمزية كذلك. لا تتعلق ببساطة بالهيمنة العسكرية، بل بمحو الآخر تماماً.

منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، شنت إسرائيل أكثف حملة من العدوان على الأراضي السورية منذ سنين. دمرت مئات الضربات الجوية البنية التحتية العسكرية بشكل تام، وقضت على أنظمة الدفاع الجوي، وفجرت مخازن السلاح.

التبرير الذي تقدمه إسرائيل بسيط للغاية: إسرائيل لا تثق بالحكومة الانتقالية الجديدة. إلا أن نطاق وتوقيت الضربات يكشف عما هو أعمق من ذلك بكثير.

يوما واحدا بعد لجوء الأسد إلى موسكو، أعلن القادة الإسرائيليون عن نيتهم اقتطاع منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، تمتد إلى مساحة تصل إلى 400 كيلومتر مربع – وهي مساحة أكبر من كامل مساحة قطاع غزة.

واليوم، تتخذ القوات الإسرائيلية مواقع لها على امتداد الجانب السوري من جبل الهرمل في تحد سافر للقانون الدولي. ورغم أن المسؤولين أشاروا في البداية إلى أن الاحتلال سيكون مؤقتاً، لم يطل بهم المقام حتى خلعوا القناع، فلا أفق زمني، ولا خطة للخروج.

وقف وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على رأس الجبل ليعلن: "سوف نبقى هنا. سوف نتأكد من أن المنطقة الجنوبية تبقى منزوعة السلاح، وسوف لن نتسامح مع أي تهديد يوجه للمجتمع الدرزي."

وبهذا يبدأ الاستعراض – من خلال التذرع بحماية الأقليات. تزعم إسرائيل أنها تحمي الدروز من التهديدات المتصورة التي تشكلها القيادة السورية الجديدة. إلا أن التاريخ يعري كذب هذه المزاعم.

مزاعم فارغة
ها هم دروز فلسطين، الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ينزفون دماً في سبيل الدولة على أمل أن تعاملهم كمواطنين متساوين. هؤلاء هم دروز الجليل، والذين هم رسمياً مواطنون إسرائيليون استجابوا لنداء الخدمة العسكرية للدولة – ولكنهم مع ذلك يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية داخل وطنهم.



إلا أن الغدر لم يزل ممنهجاً. فالتمييز على أشده في كل ما يتعلق بالسكن والتعليم، وفيما يتعلق بملكية الأراضي. حذر تقرير صدر في عام 2024 عن مركز الأبحاث الإسرائيلي الرائد، معهد دراسات الأمن الوطني، بأنه: "إذا استمرت إسرائيل في تجاهل المشاكل التي يواجهها المجتمع الدرزي، فإن أفراده سوف يشعرون بأنهم يتم التخلي عنهم، وهذا من شأنه أن يهدد العلاقة بينهم وبين الدولة."

جاءت إجازة قانون الدولة القومية لعام 2018، والذي يكرس يهودية الدولة ويجعل من غير اليهود طبقة دنيا، لتشكل ما يعتبره الكثيرون نقطة الانكسار بالنسبة لهم. ما كان يُتغنى به بكل فخر ذات يوم من كونه "ميثاق دم"، غدا الآن مرثية مريرة.

تواجه بيوت الدروز خطر الهدم. ولذلك فإن احتجاجات الدروز تملأ الشوارع. ومع ذلك تصور إسرائيل نفسها باعتبارها المنقذ لهم داخل سوريا – حتى وإن أخلت بوعودها لهم داخل وطنهم. ونفس الأمر ينطبق على البدو –المواطنون العرب الذي يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم يعودون إلى قراهم فيجدون أنها صنفت غير قانونية، ويجدون أن بيوتهم حكم عليها بالهدم.

هذه ليست حماية وإنما استغلال يسبل عليه ثوب الاهتمام.

في حقيقة الأمر تتجاوز طموحات "إسرائيل" الحدود والأقليات. رؤيتها لسوريا هي التجزئة والتفتيت.

بعد يوم واحد من فرار الأسد، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بكل وضوح أن سوريا لا ينبغي أن تبقى دولة موحدة. وطالب بإنشاء مناطق مستقلة – كانتونات – لكل واحد من المكونات، وقال: "إن فكرة بقاء سوريا دولة واحدة ذات سيادة فكرة غير واقعية".

وبشكل أكثر وضوحاً، أعلن المحامي الإسرائيلي والمحاضر في الشؤون العسكرية رامي سيماني: "إن سوريا دولة مصطنعة لابد أن يتم تفتيتها. لم يكن لديها في أي وقت من الأوقات حق في الوجود. إنها ليست دولة عربية، وبالتأكيد ليست دولة قومية لأي أحد.... أردوغان يدعم سوريا موحدة. مصلحة إسرائيل تتناقض تماماً مع ذلك. بإمكان إسرائيل، بل يجب عليها، أن تتسبب في اختفاء سوريا، وستقام في محلها خمس كانتونات... يجب أن تُحكم إسرائيل قبضتها على الداخل السوري".

هذه ليس مجرد خطابة، بل سياسة ممنهجة.

سوريا ممزقة
تتطلع "إسرائيل" إلى تقطيع أوصال سوريا: كانتون كردي في الشمال الشرقي، ومحمية درزية في الجنوب، وجيب علوي على الساحل، ومناطق سنية متناثرة منزوعة السيادة.

والهدف ليس السلام، وإنما الشلل.

لا يمكن لسوريا الممزقة أن تقاوم احتلال أراضيها، ولا يمكن لسوريا المقسمة أن تتحدث عن فلسطين.

لا يمكن لسوريا فيدرالية أن تحلم بالاستقلال. وبذلك، وبحجة الأمن، ترسخ "إسرائيل" أقدامها. ولكن عينها على ما وراء سوريا، إنها ترمق بنظرها تركيا.

رغم أن أنقرة تعهدت مراراً وتكراراً بتجنب المواجهة إلا أن الاستراتيجيين الإسرائيليين يعتبرون تركيا الآن تهديداً أكبر من إيران.

تركيا تؤيد سوريا موحدة، بينما تؤيد "إسرائيل" تفتيتها.

حملت الضربات التي شنت في نيسان/ نيسان، بما في ذلك تلك التي استهدفت جوار نوى، رسالة موجهة ليس إلى دمشق فحسب، بل وإلى أنقرة، مفادها: إن هذا هو مجال نفوذنا.

كان صمت دمشق ملحوظاً. لم يصدر عن القيادة السورية الجديدة، والتي مازال ينقصها الاستقرار، سوى ردود فعل حذرة. بل تحدث بعض المسؤولين عن فكرة السلام. قال رئيس سوريا الجديد أحمد الشرع: "نحن ملتزمون باتفاق 1974، ولن تسمح باستخدام التراب السوري لشن هجمات".

بل يروى عنه أنه قال لعضو الكونغرس الأمريكي إن سوريا على استعداد لتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام تحت "الظروف المناسبة"، سعياً لرفع العقوبات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب غرب سوريا. إلا أن الشرع نفى بعد ذلك أن سوريا سوف تطبع علاقاتها مع "إسرائيل" طالما استمر الاحتلال.

ومع ذلك لم تقابل هذه المبادرات بالدبلوماسية، وإنما بمزيد من القنابل، وبإعلانات تسقط كل تظاهر بالاستعداد للتنازل.

في خطاب موجه لطلاب الأكاديمية العسكرية، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل" لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام ولا للجيش السوري الجديد "بالدخول إلى المناطق التي تقع جنوبي دمشق."

وطالب بنزع السلاح تماماً في أقاليم القنيطرة ودرعا والسويداء، وحذر من أن "إسرائيل لن تتسامح مع أي تهديد موجه للمجتمع الدرزي في جنوب سوريا."

بات الموقف الإسرائيلي واضحاً تماماً: لا مجال للسيادة السورية.

مطالب مستحيلة
في واشنطن، يعمل اللوبي الإسرائيلي جاهداً لتشديد العقوبات على سوريا. فلا عجب أن يتقدم المسؤولون الأمريكيون الآن بقائمة مستحيلة من المطالب، من بينها حظر النشاط السياسي الفلسطيني على الأراضي السورية.

يقال لهذا البلد الذي يترنح تحت وطأة أربعة عشر عاماً من الحرب إن عليه أن يضحي ليس فقط باستقلاله، بل وكذلك بتحالفاته وبذاكرته وبصوته.

إلا أن ثمة حراكاً يتفاعل في سوريا.

تحولت جنازة التسعة الذين قتلوا في نوى إلى مسيرة من التحدي. انطلق السوريون في كل أنحاء البلاد إلى الشوارع.

ينقشع الإرهاق من الحرب ويحل محله عزم جديد، والجيل الذي فقد الأمل عاد ليعثر عليه من جديد، ليس أملاً في الحكومات، وإنما في الأرض ذاتها.

لأن سوريا ليست مجرد دولة – بل حضارة. إنها مهد الامبراطوريات ومقبرة الغزاة. صمدت أمام الصليبيين، وطردت المستعمرين، وثارت على الطغيان.

جراحاتها كثيرة، إلا أن روحها باقية. قد يكون العدو قوياً، ولكن الأرض تتذكر.

تقوم استراتيجية "إسرائيل"، في كل ما لديها من حسابات، على وهم فتاك يرى بأنه يمكن مسح أمة من الوجود من خلال إعادة رسم الخرائط وإسقاط القنابل. ولكن سوريا ليست مجرد منطقة. إنها نوى واليرموك وابن كثير وصلاح الدين والسلطان باشا الأطرش وخالد بن الوليد.



إنها تاريخ صنع من اللحم، وكرامة منقوشة في التراب. سوريا لن تختفي، ولن تتفتت بصمت. وشعبها، مهما كانت جراحاتهم، يصحون من جديد.

ما أطلقته "إسرائيل" في جنوب سوريا ليس إذعاناً، وإنما تذكر.

يشترك السوريون والفلسطينيون في النضال وفي الألم. إن جرحهم واحد.

ويبقى التاريخ، الذي يشهد على قيام الإمبراطوريات وسقوطها، واقفاً في صفهم.

مقالات مشابهة

  • أسيرة إسرائيلية سابقة لدى حماس تتعرض للاغتصاب في تل أبيب
  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر.. «حكومة وخاص»
  • جامعة الوادى الجديد تستقبل وفد من جامعة صوفيا اليابانية
  • هكذا تسعى إسرائيل لرسم خرائط جديدة بالمنطقة وليس حماية نفسها
  • شاهد.. فليك يوبخ رباعي برشلونة قبل ساعات من مباراة إنتر
  • باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. «مدبولي» يشهد توقيع اتفاق الشراكة مع JMS اليابانية
  • جليلة توضح طبيعة علاقتها بـ تامر حسني.. فيديو
  • وزير الخارجية المصري: ما يتعرض له السودان «كارثة إنسانية».. ومصر لن تتخلى عن الأشقاء
  • مي عمر تستعرض رشاقتها بملابس رياضية| شاهد
  • مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي المسربة تثير جدلا عربيا وعالميا / شاهد