العالم على صفيح ساخن.. موجات الحرارة تبلغ مستويات غير مسبوقة والسلطات تصارع لهيب حرائق الغابات
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
تستمر موجة الحر الشديد في الهيمنة على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وبدول حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص، حيث تسببت درجات الحرارة المرتفعة في حرائق غابات عنيفة خلال الأيام الأخيرة، لا سيما في اليونان، حيث تسابق فرق الإطفاء الزمن لإخماد النيران.
وسجلت مستويات حرارة قياسية في العالم بأسره أمس الثلاثاء ويتوقع موجات حر جديدة اليوم الأربعاء.
وحذرت السلطات في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة والصين من مخاطر الحر على الصحة، داعية السكان إلى الإكثار من شرب المياه وتجنب التعرض المباشر للشمس. كما فرض في القارة العجوز "الإنذار الأحمر بسبب "خطر كبير" ناجم عن ارتفاع درجات الحرارة.
حرائق غابات
ويكافح مئات عناصر الإطفاء حرائق في أرخبيل الكناري وفي اليونان تحديدا، حيث ينخرطون في "معركة هائلة" لإخماد النيران غرب أثينا وعلى جزيرة رودوس السياحية، وفق ما ذكره وزير أزمة المناخ والدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس.
وفي حين ينتظر حلول موجة قيظ جديدة في اليونان بدءا من الخميس المقبل مع حرارة قد تصل إلى 44 درجة مئوية الجمعة والسبت، أكد الوزير أن "الأحوال الجوية صعبة" بسبب رياح قوية تصل سرعتها أحيانا إلى 60 كيلومترا في الساعة تعصف بجزء من البلاد وتؤجج الحرائق.
وقال متحدث باسم الدفاع المدني اليوناني إن الحريق الرئيسي الذي يستمر لليوم الثالث على التوالي بالقرب من أثينا تحول إلى أزمة كبيرة. وأوضح أن فرق الإطفاء تدخلت لإخراج الناس من منازلهم.
وأشار إلى أن القوات الأجنبية التي وفرتها منظمة الحماية المدنية الأوروبية، بالإضافة إلى 4 طائرات وصلت إلى اليونان من إيطاليا وفرنسا؛ تساعد كلها في إخماد الحرائق.
وأغلقت السلطات اليونانية طرقا سريعة خشية انتقال الحرائق إلى مصافي نفط مجاورة.
وحذرت إدارة الأرصاد اليونانية من ارتفاع خطر اندلاع مزيد من الحرائق هذا الأسبوع، في وقت لم تتعاف فيه البلاد بعد من أول موجة ارتفاع حاد في درجات الحرارة في الصيف.
وقال ديميتريس ميخايلوس من بلدة بورناري (شمال غربي أثينا) "لن أرحل، بدأت بناء هذا المنزل عندما كنت في 27، سأبقى هنا لأراه يحترق".
الأمر "رهيب"
وفي إسبانيا، ذكرت مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية أن الحرارة بلغت 45.3 درجة مئوية أمس الثلاثاء في فيغويريس في كتالونيا (شمال شرق البلاد) و43.7 درجة مئوية في جزر الباليار.
وقالت المصطافة ليديا رودريغيس (29 عاما) في مدريد "لا يمكننا الخروج إلى الشارع؛ الأمر رهيب. أنا من صقلية ومعتادة على الحر لكننا نختنق هنا".
وفي جنوب فرنسا، سجلت مستويات قياسية، خاصة في منطقة الألب (جنوبا) والبيرينيه (غربا) وجزيرة كورسيكا، وفق ما أفادت به هيئة الأرصاد الجوية. وكانت هذه المستويات القياسية أعلى بـ8 إلى 11.9 درجة مئوية عن المعدلات الموسمية.
كما صنفت السلطات 13 محافظة جنوبي وجنوب شرقي البلاد ضمن لائحة الإنذار البرتقالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها.
وفي مدينة نيس تواصل إنذار الحرارة المرتفعة لليوم العاشر على التوالي، وسجلت مدينة كاستيرلا في جزيرة كورسيكا أمس نحو 43 درجة.
وفي مرسيليا سمحت السلطات المحلية بالدخول مجانا للمسابح ضمن إجراءات مواجهة موجة الحر.
وفي تونس، تواصل وحدات الحماية المدنية رفقة وحدات الجيش والحرس في منطقة ملولة القريبة من مدينة طبرقة بالشمال الغربي جهودها للسيطرة على الحريق الذي اندلع منذ ظهر أمس بغابات المنطقة.
وأكد والي جندوبة سمير كوكة -في تصريحات إذاعية- أن ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأشجار والنباتات صعّب عمليات الإطفاء، مشددا على أن الأولوية كانت حماية الأرواح البشرية، حيث تم إجلاء 3 مواطنين من المنطقة التي اندلع فيها الحريق والتي تتميز بصعوبة التضاريس وطريقها الوعرة.
شمس حارقة
وفي الصين، حطمت بكين مستوى قياسيا صامدا منذ 23 عاما مع تسجيل حرارة تفوق 35 درجة مئوية على مدى 27 يوما متتالية، حسب ما أفاد به خبراء الأرصاد الجوية.
وقالت الطالبة كيو يشونغ (22 عاما) "عند الظهر أشعر كأن الشمس تحرق رجلي".
وأكد هان ويلي عامل التسليمات (38 عاما) الذي يعمل مثل ملايين الأشخاص الآخرين حول العالم في ظروف غاية في الصعوبة "آخذ زجاجة مياه مثلجة وأحاول أن أشرب بانتظام لتجنب ضربات الشمس".
وفي الولايات المتحدة، سجلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا مستوى قياسيا جديدا بعد 49 عاما مع حرارة تفوق أو تعادل 43.3 درجة مئوية على مدى 19 يوما متتالية، حسب مصلحة الأرصاد الجوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأرصاد الجویة درجات الحرارة درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة: ثلث الكائنات الحية مهددة بالانقراض قبل عام 2100
شمسان بوست / متابعات:
أظهرت دراسة جديدة أن ما يقارب ثلث الكائنات الحية حول العالم معرضة لخطر الانقراض بحلول نهاية القرن.
ووجدت الدراسة أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) عن متوسط درجة الحرارة قبل الثورة الصناعية، ما يتجاوز هدف اتفاقية باريس، فإن الانقراض سيتسارع بشكل كبير، خاصة بالنسبة للبرمائيات، والأنواع الحية في الأنظمة البيئية الجبلية والجزرية والمائية العذبة.
وقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بنحو 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت) منذ الثورة الصناعية.
وأثرت التغيرات المناخية على درجات الحرارة وأنماط الأمطار، وبالتالي تغيير المواطن وتفاعلات الأنواع. على سبيل المثال، تسببت درجات الحرارة الأكثر دفئا في عدم تطابق هجرة الفراشة الملكية مع ازدهار النباتات التي تلقحها. والعديد من الحيوانات والنباتات تتحرك إلى خطوط العرض أو الارتفاعات الأعلى لمتابعة درجات حرارة أكثر ملاءمة.
وفي حين أن بعض الأنواع الحية قد تتكيف أو تهاجر استجابة للتغيرات البيئية، فإن البعض الآخر لا يمكنه البقاء على قيد الحياة بسبب هذه التغيرات البيئية الجذرية، ما يؤدي إلى انخفاض في أعدادها وأحيانا انقراضها.
وقد توقعت التقييمات العالمية زيادة في مخاطر الانقراض لأكثر من مليون نوع، ولكن العلماء لم يفهموا بشكل واضح كيفية ارتباط هذه المخاطر المتزايدة بتغير المناخ.
وحللت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في 5 ديسمبر في مجلة ساينس، أكثر من 30 عاما من أبحاث التنوع البيولوجي وتغير المناخ، شملت أكثر من 450 دراسة لأنواع حية معروفة.
وإذا تم إدارة انبعاثات غازات الدفيئة وفقا لاتفاقية باريس، فإن ما يقارب 1 من كل 50 نوعا حيا على مستوى العالم (أي نحو 180 ألف نوع) سيكون مهددا بالانقراض بحلول عام 2100. وعندما يتم رفع درجة حرارة النموذج المناخي إلى 2.7 درجة مئوية، وهو المتوقع بموجب التزامات الانبعاثات الدولية الحالية، فإن 1 من كل 20 نوعا سيكون مهددا بالانقراض حول العالم.