أسعد ومحمد ونصيف حكاية المدن الثلاث
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
تعودنا على حكايات عن عقوق الوالدين وتمرد الأبناء وحديث القرآن عن البر بالوالدين، ولكن من غير المألوف أن يعق الوالد إبنه إذا إجتهد ونجح، والمنتظر منه أن يهديه كلمة طيبة، ويثني عليه ويشجعه على المثابرة والسعي لتحقيق المزيد من النجاح والتفوق، والوصول الى الغايات، وعدم الركون الى اليأس، وكاد الحال مع محافظي البصرة وواسط والكوت أن يكون هكذا.
في زيارات متكررة الى البصرة وكربلاء وواسط يسهل على السائح والزائر وصاحب العمل والتجارة أن يكتشف كيف تغيرت هذه المدن وتطورت ونهضت، وكان لملايين العراقيين وآلاف الضيوف من العرب والأجانب أن يشهدوا حركة الإعمار والتطوير في مدينة البصرة العظيمة التي مثلت بطولة كرة القدم الخليجية في يناير من العام 2023 تذكرة عودة لإكتشافها، وتصفح أوراقها المضيئة، وزيارة أحيائها العتيقة، وشطها العربي، وخليجها الموغل في السحر، وكورنيشها الممتد، وشوارعها التي تعج بالحياة، وأسواقها التي تمتلأ ببضائع وتراثيات وجمال وشناشيلها، وبيت سيابها، وجسورها الشامخة ومدنها الجديدة الممتدة في أكثر من إتجاه حتى خطفت الضوء من عاصمة النور بغداد الحبيبة، وصار الناس بعد أن كانوا يسافرون الى مدن أخرى، ودول بعيدة للسياحة والإستجمام تشدهم البصرة الفيحاء إليها.. وفي الإنتخابات الأخيرة كافأ البصريون محافظهم أسعد العيداني أن صوتوا لقائمته الإنتخابية، وأعلنوا رغبتهم في التجديد إليه في ظاهرة لم يتعودها الناس الذين كانوا عادة ماينتظرون نهاية الدورة الإنتخابية ليتخلصوا من مسؤوليهم المزعجين والفاسدين.
في واسط التي تتوسط المسافة بين بغداد والجنوب، وتقع على طرق التواصل بين أنحاء البلاد كان المحافظ محمد جميل المياحي يكافح للنهوض بمدينته المترامية الأطراف بحثا عن فرصة، أو فكرة للتطوير والتخطيط، والسعي لتقديم المزيد من الخدمات، والتأسيس لمشاريع عمرانية وبنى تحتية هامة لم تعرفها واسط عبر تاريخها الممتد، فكان يتنقل بين الحي والدبوني والنعمانية والعزيزية والحفرية والموفقية والشحيمية والصويرة والزبيدية وبدرة وجصان وزرباطية وغيرها من أقضية ونواح ليؤسس لمشروع خدمي هنا ومشروع مماثل هناك، وأثبت لمنتقديه أنهم تسرعوا في ذلك، ولم يكونوا على صواب، ومنح مواطنيه الثقة بمحافظتهم كمكان للعيش الآمن والكريم في واحدة من حواضر العراق، وكان المواطنون الواسطيون عند الموعد حين صوتوا بكثافة له في إنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، وجعلوه في المقدمة، ولم يكن لأحد من خيار سوى أن يرفع يده بالموافقة على إختياره محافظا لتلك الواسط الحبيبة.
ولطالما تداعت صور في ذاكرتي لكربلاء وهي مكسورة الظهر بين الفرات والصحراء، حزينة مهملة طوال عقود لاعمران ولابناء، ولولا الحياء لما بقيت شواخص القباب والمآذن فيها، ولكنها اليوم قبلة لعشرات الملايين من البشر ، يفدون إليها من بلدان العالم المختلفة، باحثين عن أرواحهم المعلقة في فضاء اليأس، والتواقة لفضاء الأمل والرجاء، وهي تشهد كذلك حملة بناء وإعمار وتطوير، وتعلو بناياتها الشامخة، وتزدان كل يوم بمشروع خدمي، والمزيد من الفنادق والشوارع والمولات والمدن السكنية الجميلة والمزارع التي حولت الصحراء الى واحة خضراء بجهود مشتركة، وسعي للبناء والعمران والتطوير والتحديث، وصارت تستهوي النفوس لزيارتها، وفيها شهد الناس لمحافظها نصيف الخطابي إنه أهل للثقة، وجددوا له التصويت ليعود محافظا لدورة جديدة، ويكمل مابدأ من عمل جاد وسعي مخلص.
أسعد العيداني ومحمد جميل المياحي ونصيف الخطابي حكاية مدن ثلاث تغيرت معالمها الى الأحسن، وتأنقت وتزينت لأهلها ولزوارها، وحتما إنها ستشهد المزيد والمزيد من البناء والإعمار والتطوير.
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يسابق الزمن لقتل المزيد من الأبرياء في غزة قبل سريان وقف إطلاق النار
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد غدٍ الأحد، كثف العدو الصهيوني غاراته الوحشية على سكان قطاع غزة، مخلفا العشرات من الشهداء والجرحى، وهو في سباق مع الزمن لقتل المزيد من الأبرياء المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الخميس، أن الاحتلال «الاسرائيلي» ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 81 شهيداً و188 إصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية)، لترتفع حصيلة العدوان «الإسرائيلي» إلى 46,788 شهيداً و 110,453 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وأوضحت أنه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبه أكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، ، أن قرابة الـ10 آلاف شهيد في القطاع ما زالوا تحت أنقاض المنازل التي استهدافها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023م.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني، فإن الطواقم بحاجة إلى 100 يوم لانتشال الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة، مؤكداً أن الأولوية لترميم محطات المياه والكهرباء فور بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
في المقابل بثت المقاومة الفلسطينية، مساء أمس، مشاهد من استهداف جنود وآليات العدو الصهيوني في بيت حانون بالهاون وقصف غلاف غزة بالصواريخ.
و أظهرت المشاهد التي بثتها «سرايا القدس»- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- دك مجاهدي السرايا بحمم الهاون من العيار الثقيل جنود وآليات العدو الصهيوني المتوغلين في بلدة بيت حانون شمالي القطاع.
كما أظهرت المشاهد، قصف مجاهدي السرايا مستوطنة «نيرعام» بعدد من صواريخ (107)، ردا على جرائم العدو ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، من ضمنها «سريا القدس» عملياتها البطولية ضد قوات العدو المتوغلة في القطاع، مكبدة العدو خسائر في العتاد والأرواح.
إلى ذلك أكد الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أبو عبيدة، مساء أمس ، أن جيش العدو الصهيوني استهدف مكاناً تتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة المرتقبة.
و قال أبو عبيدة في تغريدات عبر قناته في التليجرام: ” بعد الإعلان عن التوصل للاتفاق.. قام جيش العدو باستهداف مكان تتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة المرتقبة”، مشيراً إلى أن كل عدوان وقصف في هذه المرحلة من قبل العدو يمكن أن يحوّل حرية أسير إلى مأساة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شنت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الخميس، حملة اعتقالات ودهم واقتحامات في مناطق متفرقة بالضفة والقدس المحتلة.
و اعتقلت قوات العدو شابين ، بعد اقتحام منزليهما في بلدة عارورة شمال غرب المدينة، كما اقتحمت قوات العدو بلدة بيت ريما شمال غرب المدينة.
وفي طولكرم، اعتقلت قوات العدو مواطنًا فلسطينياً من عزبة الجراد، وثلاثة آخرين من ضاحية ذنابة شرق المدينة.
واقتحمت قوات العدو بلدة طمون جنوب شرق طوباس، وداهمت عدة منازل، تعود بعضا منها لأسرى محررين وعبثت بمحتوياتها.. وتزامن اقتحام طمون مع تحليق مكثف ومتواصل لطائرات الاستطلاع المسيرة الحربية على علو منخفض في أجواء محافظة طوباس.
وشهدت الخليل اقتحامات واعتقالات، حيث اقتحمت قوات العدو بلدتي سعير وصوريف، ونفذت اعتقالات.
إلى ذلك اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الناشطة في حقوق الإنسان أريج الجعبري في محافظة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر طبية، بإصابة الناشطة في حقوق الإنسان أريج الجعبري، برضوض، جراء الاعتداء عليها بالضرب المبرح من قوات الاحتلال، مضيفةً أن المصابة جرى نقلها إلى مستشفى عالية الحكومي لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال ، شباناً شرق مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.
وفي نابلس، هاجم مستوطنون صهاينة قريتي قصرة وبورين جنوب المدينة شمال الضفة الغربية المحتلة، بحماية جيش العدو الصهيوني، وأحرقوا مركبة، ومنعت قوات العدو طواقم الدفاع المدني من إخمادها، كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق خلال التصدي لهجوم المستوطنين على المنازل في أطراف القريتين.
إلى ذلك شيّع أهالي جنين، أمس الخميس، جثامين الشهداء الستة الذين ارتقوا في قصف لعدو الصهيوني على مخيم جنين الأربعاء.
وكانت مسيّرة صهيونية قصفت الأربعاء منزلين في حارة الدمج في مخيم جنين، ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين، ليرتفع عدد شهداء جنين خلال ٢٤ ساعة إلى ١٢، إذ استُشهد يوم الثلاثاء ستة شبان من مخيم جنين بينهم طفل، بعد قصف مسيرة موقعاً بالقرب من دوار العودة في المخيم بثلاثة صواريخ.