باريس – “رأي اليوم”: يعتبر الحراك الدبلوماسي والاستراتيجي الجزائري الحالي والمتمثل في التوجه الى الشرق بعد كلن كان مع الغرب على مدى اكثر من ستين عاما الماضية استجابة حتمية فرضتها التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الجزائرية، في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها ومحيطها الإقليمي، مع تخلي الغرب عن حياديته في معظم المسائل الاقليمية الشائكة.

وتعتبر فرنسا الدولة الأكثر خسارة بسبب الانضمام المرتقب للجزائر الى منظومة “البريكس”، حيث انها لن تخسر السوق الجزائرية فقط، بل قد تجد نفسها في مواجهة سياسية في أكثر من مناسبة وموضوع. فبعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا الشهر الماضي، يزور الصين حاليا، وفي كلا البلدين أجرى مباحثات على مستوى الرئاسة لضمان انضمام بلاده إلى منظومة “البريكس” التي تضم كل من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا والهند، بالاضافة الى طلب العديد من الدول مثل مصر والسعودية واثيوبيا والارجنتين العضوية. ولا تضع دول “البريكس” اي شروط للإنضمام، ونشر الموقع الاخباري “كل شيء عن الجزائر” الذي يصدر بالفرنسية حوارا امس مع خبير اقتصادي يؤكد ضعف الاقتصاد الجزائري بسبب اعتماده على عائدات النفط فقط. وتعتبر الصين وروسيا منظومة “البريكس” سلاح سياسي في مواجهة هيمنة الغرب خصوصا بعد الحرب الأوكرانية، ولهذا ستبدي ليونة حول عضوية الدول المرشحة للانضمام ومنها الجزائر. ويعتبر قبول منظومة “البريكس” للجزائر في قمة جنوب افريقيا خلال الشهر المقبل أو التمهيد له على الاقل ليتحقق في المستقبل القريب، ضربة قوية للاتحاد الأوروبي وعلى رأسه فرنسا. وكانت الجزائر قد جمدت تقريبا اتفاقية الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي منذ أربع سنوات، لانها غير منصفة، وبذلك لم يعد الاتحاد الأوروبي الشريك الاول للجزائر، حيث انتقل هذا المركز للصين، والصين عوضت فرنسا تجاريا وبالخصوص في تشييد البنايات التحتية. وسيزيد انضمام الجزائر الى منظومة “البريكس” من تغليب التنسيق السياسي مع الدول الأعضاء وخاصة روسيا والصين. وسيستفيد البلدان من الحدود الطويلة للجزائر مع دول الساحل الافريقي، والبحر المتوسط. ولم تعلق فرنسا على السياسة الجزائرية الجديدة، حيث كانت باريس تأمل في إتمام المصالحة ببن البلدين قريبا لكنها فشلت بسبب أرجاء الرئيس الجزائري زيارته لباريس وفضل زيارة موسكو وبكين، ولا تستبعد فرنسا لجوء الجزائر الى منظومة “البريكس” في حال مواجهتها أي أزمة قد تندلع مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

سفرية ولد الرشيد إلى الداخلة على متن طائرة خاصة تثير جدلاً سياسياً بالأقاليم الجنوبية

زنقة 20 | الرباط

خلقت سفرية قام بها حمدي ولد الرشيد البرلماني و رئيس جماعة العيون إلى الداخلة على متن طائرة خاصة جدلا في الاوساط السياسية بالاقاليم الجنوبية.

ولد الرشيد طار قبل أيام الى الداخلة عبر طائرة خاصة لتقديم التعازي في وفاة والدة رجل الاعمال و البرلماني السابق والعضو في فريق المعارضة بمجلس جهة الداخلة محمد بوبكر.

جهات محسوبة عن رئيس جهة الداخلة وادي الذهب ينجا الخطاط ، رأت أن “الإنزال” الذي قام به ولد الرشيد لا يستحق ما أسمته البهرجة عبر القدوم على متن طائرة خاصة.

و ذكرت ذات المصادر في تصريحات لمواقع إخبارية محلية ، ان ولد الرشيد كان بإمكانه تعزية المستشار بجهة الداخلة عن التقدم والاشتراكية عبر مكالمة هاتفية، إلا أنه “فضل استعراض العضلات بقدومه على متن طائرة خاصة” رفقة حلفائه المناهضين لرئيس جهة الداخلة الخطاط ينجا.

و لم تُخفي تلك المصادر ، أن ولد الرشيد رغب من خلال هذه الرحلة الجوية توجيه رسائل الى غريمه السياسي بالاقاليم الجنوبية ، وقطع أي طريق أمامه لولوج اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال.

مقالات مشابهة

  • سفرية ولد الرشيد إلى الداخلة على متن طائرة خاصة تثير جدلاً سياسياً بالأقاليم الجنوبية
  • الاتحاد الجزائري لكرة القدم في قلب فضيحة جديدة
  • الجيش الجزائري: القبض على 5 إرهابيين في عمليتي بحث وتمشيط بجنوبي البلاد
  • “زين” تُواصل شراكتها الاستراتيجية مع اتحاد طلبة “أمريكا”
  • رئيس وزراء المجر: سياسة الاتحاد الأوروبي تحتاج لتغيير
  • المجر تستلم الرئاسة الدورية الأوروبية خلفاً لبلجيكا
  • رئيس الإذاعة يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة
  • المجر تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي
  • المجر تستلم الرئاسة الدورية الأوروبية
  • ما الذي ستحمله الانتخابات التشريعية بفرنسا للجزائر؟