سودانايل:
2025-01-18@00:34:31 GMT

الشيوعيون والإخوان ولعنة نميري – حميدتي …!!

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

إسماعيل عبدالله

الحزبان الأكثر جدلاً في ميدان السياسة السودانية هما الحزب الشيوعي وجماعة الإخوان المسلمين، كلاهما زرعا كادرهما العسكري بمؤسسة الجيش، ونجحا في اختراق المؤسسة العسكرية والسطو على سطلتين ديمقراطيتين، بانقلابين عسكريين يعتبران أكبر كارثتين حلتا بمؤسسات الدولة، جمع بينهما الكيد السياسي وانعدام التسامح، والإصرار على تجاوز القيم والأعراف السودانية المعهودة، فجعلا من السكان هدفاً مشروعاً للتشفي والانتقام، وعزيا فشلهما والرسوب في امتحان صندوق الاقتراع، لخذلان السكان لهما حينما حانت ساعة الإدلاء بالأصوات، كذلك اتصفا بالدموية والعسف والقسوة في حسم الخلاف السياسي بينهما وبين القوى السياسية الأخرى، وكان الحزب الشيوعي الأقل حظاً في الحفاظ على السلطة، حينما استخف بالنميري وغدر به، فما لبث المشير أن أعاد الكرة بعد ثلاثة أيام، فأودع جهابذة الحزب الشيوعي السجون ومن ثم أعدمهم، وعكس الشيوعي فإنّ الاخوان المسلمين قد أمد الله لهم في طغيانهم بعد انقلابهم على الشرعية الدستورية، فقبضوا على مقاليد السلطة بالحديد والنار، إلى أن قيّض الله للفتى البدوي القادم من أصقاع البلاد البعيدة، أن سحقهم بعد أن غدروا به صباحاً وهجموا على جيشه بالطيران الحربي والسلاح المدججة به كتائبهم المتطرفة، ولأن ملكهم العضود قد توطدت أركانه وعشعش في جسد الأمة والدولة، طالت أيام الحرب التي أشعلوها وظنوها نصر ساعة، ولم تكن إعادة الأمور إلى نصابها بالأمر السهل، سهولة قصر المسافة التي قاد فيها المشير نميري مدرعته المنصورة، من القصر الجمهوري إلى سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية.


لو نجح الشيوعيون في انقلابهم على المشير جعفر نميري، لفعلوا ما فعله الإخوان المسلمون من ارتكاب للجرائم بحق الوطن والمواطن، وذلك نسبة للوجه الدموي الذي كشفته مجزرة بيت الضيافة، فالإخوان والشيوعيون وجهان لعملة واحدة، لا يؤمنون بالديمقراطية إلّا تقيةً، ويتخذون من أدبيات التنظيم العالمي شرعةً ونهجاً وسلوكاً، خاصة في جانب الممارسة الأمنية والاستخباراتية، تلك الأدبيات التي أدخلت ولأول مرة البشاعة في القتل ووسائل التعذيب البدني والنفسي للمعارضين السياسيين، وما يفعله طيران الاخوان اليوم في حربهم ضد قوات الدعم السريع، وضربهم للنسيج المجتمعي السوداني، يؤكد غرابة النهج الأمني الذي تغذت عليه أدمغتهم المريضة، وكذلك يشترك الحزبان الأيدلوجيان في تنشئة كادرهما الحزبي على خصائص الغرور والتعالي والعجرفة والتكبر والغلو والتطرف، والاعتداد بالرأي حتى لو كان خاطئاً، وضح ذلك في أقوال الكادر الحزبي والمدني للحزب الشيوعي إبّان حربهم ضد المشير جعفر نميري، والكل يعلم محاولات اغتيال شخصيتي النميري والترابي من قبلهما، حين وصفوا الأول بالطيش (آخر الدفعة) والثاني بالغلام، فغالب ما شهده الانسان السوداني من وحشية في تعذيب الشهيدين الأستاذ أحمد الخير والطبيب علي فضل ومجزرة بيت الضيافة، كان جراء المنهج المنحرف الذي تربى عليه منسوبو كلا الطرفين، فحال الحزبين هو حال المنبت الذي جسّده المثل القديم (المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)، فالأثنان استوردا نظريتيهما من خارج أطر التكوين النفسي والثقافي للفرد السوداني المتصوف، فاصطدمت دعوة الاخوان المسلمين بأفراد مجتمع صوفي حد الثمالة، وانهار مشروع الحزب الشيوعي عند أول اصطدام برغبة الجماهير الغاضبة.
كما صار الحزب الشيوعي مجرد أعلام حمراء وقصائد وأشعار تذرف لها الدموع، أمام حوائط المبكى السنوي الذي يقيمه المريدون احتفاءً بذكرى تقدم سن الديناصور العجوز المتهالك، أيضاً سيؤول المآل بالإخوان المسلمين لذات الحالة الماضوية التي سكنت وجدان الشيوعيين، وسوف تأتي تلك الأيام التي ترون فيها مريدي الحزب الكهنوتي الاخواني البغيض ينشدون أناشيد الدفاع الشعبي، وهم قلة قليلة ومستضعفة تعيش على هامش الفعل السياسي، فالتجريف الذي تعمل عليه (كرّاكة) الدعم السريع سيوصل هؤلاء النفر إلى أقاصي الدنيا لاجئين ومشردين، تماماً مثلما فتك المشير نميري برموز حلف لينين، الذين دفنوا في بلاد الثلج والجليد دون أن ترثيهم فرقتهم الكورالية الحمراء بقاعة الصداقة، فجماعة الاخوان التي وضعت ملامح نهايتها بيدها، بعد أن حسمت أمرها وتقدمت كمخلب قط إيراني في مواجهة حارس الازدهار، سوف تطاردها اللعنات الى يوم يبعثون، وستلاحقها مذكرات الاعتقال في كل جحر ضب خرب يدخلونه، وسوف يضرب أوكارها الأسد الأمريكي الجريح كما ضرب مليشيات الحشد الشعبي الإيرانية بالعراق وفلول داعش بسوريا، ووقتها لن يجدي فلول النظام البائد أهازيج فرقة الصحوة الجهادية، ولا حماس المنشد شنّان ولا نهيق ضارب الرق قيقم.

إسماعيل عبدالله
ismeel@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

خبير: «25 يناير» بالنسبة للتنظيم الإخواني كانت فرصة لإثارة الفوضى وكسر هيبة الدولة|فيديو

قال إبراهيم ربيع الخبير في شئون الجماعات المتطرفة، إن جماعة الاخوان تنظيم مظلي يخرج من تحته كل هذه التنظيمات الحالية، والإخوان تنظيم وظيفي يقوم بتحقيق إرادة المستعمر في العصور الحديثة.

وأضاف خلال حواره ببرنامج “الحياة اليوم” المذاع على قناة الحياة، أن تنظيم الإخوان قام باحتلال بعض العقول طوال 100 سنة وسيطر على عقول 4 أجيال متتالية.

وتابع أن الأخونة بنيت على خمس قواعد أساسية هي الكذب والانتهازية والشماتة والاستباحة والمتاجرة، مؤكدا أنه لا يتم الاعتراف بالشخص كعضو في الاخوان إلا إذا كان قادرا على الكذب وترويج الشائعات وفبركة أي شيء وهذا ركن من الديانة الإخوانية.

وأشار: “25 يناير بالنسبة لتنظيم الإجرام الإخواني كانت فرصة لإثارة الفوضى وكسر هيبة الدولة”.


 

مقالات مشابهة

  • حميدتي مؤسسة أهم واكثر ثقلا من البرهان
  • الحزب الشيوعي السوداني: بيان جماهيرى حول مجزرة كمبو طيبة
  • ???? حميدتي هرب وترك جنوده للموت
  • بيان من الشيوعي السوداني حول الإنتهاكات الجسيمة في الجزيرة؛
  • الشيوعي: الفظائع في ولاية الجزيرة تتحمل مسؤوليتها مُباشرة قيادة الجيش قانونياً وسياسياً
  • المشير خليفة حفتر والفريق صدام خليفة يخصصان قطع أراضٍ هدية للمتقاعدين  وأسر الشهداء 
  • النائبة حياة خطاب: شائعات لجان وكتائب الاخوان لن تؤثر على عزيمة مصر
  • الاخوان المصلحون: حكايات الإرهاب والتعصب والكذب والخداع – البداية
  • رسالة دعاة الحرب البلابسة والإسلاميين خاصة … هذه هي الحرب التي تدعون اليها
  • خبير: «25 يناير» بالنسبة للتنظيم الإخواني كانت فرصة لإثارة الفوضى وكسر هيبة الدولة|فيديو