الكتاب: يراع الذاكرة (مذكرات)
الجزء الأول: وفاء وتكريم واعتراف
المؤلف: امحمد الخليفة
 الناشر: المطبعة والوراقة الوطنية
الطبعة: 2023


منذ مدة وأنا أراود الزعيم الوطني امحمد الخليفة لكتابة مذكراته، وفي الوقت الذي كان يتمنع، ويتساءل عن الجدوى من ذلك، كان يؤكد لي بأني لست الوحيد ممن يلح عليه في كتابة مذكراته، وأن عددا من الأصدقاء والكتاب والسياسيين، فضلا عن الأكاديميين الذين يترددون على بيته، كانوا يرون أن عدم كتابة امحمد الخليفة لمذكراته، يعتبر خسارة كبيرة للمغرب، ولجزء كبير من الذاكرة السياسية لهذا البلد، فالرجل، بالمسار السياسي الغني الذي خاضه، والخلفية الفكرية والثقافية التي يحملها، والأحداث الكبرى التي عاصرها، والدور الكبير الذي قام به في لحظة حرجة من تاريخ المغرب السياسي (مسار الانتقال لحكم التناوب التوافقي)، فضلا عن العلاقات العامة الواسعة التي كان يتمتع بها، والتي سمحت له، باكتساب معطيات مهمة في حقل السياسة، دون أن ننسى  نشأته السياسية داخل البيت الاستقلالي، وذاكرته المتوقدة التي تحتفظ بتفاصيل وجزئيات عن حياة الزعماء السياسيين من مختلف المشارب، ولاسيما منهم الاستقلاليين كالزعيم الخالد علال الفاسي رحمه الله، كل ذلك يجعل من امتناعه عن كتابة المذكرات، ثغرة وفراغا كبيرا يصعب ملؤه بمرويات عن الرجل.



والحق، أن الزعيم الوطني امحمد الخليفة، كان لا يتهيب كتابة المذكرات، من باب تعب الذاكرة، أو عدم القدرة على استحضار الأحداث بشكل كرونولوجي منظم، وإنما كان التحفظ يلازمه من جهة الخوف من طغيان الذاتية في النظر للأحداث، وصون كرامة الأشخاص لاسيما منهم الموتى، فقد كان يراعي الأحياء تورعا من ذكرهم بما يليق، فالأحرى الموتى.

ومع ذلك، فإن العزم سبق التحفظ، والقناعة بكتابة المذكرات، غلبت التردد، فتحول الخليفة، الذي شارف على الثمانين من عمره، إلى شاب استرجع طاقة الصحفي الذي كان يشتغل في مقتبل عمره في جريدة العلم، وبدأ يجمع تراثه المكتوب، وذلك من ستينيات القرن الماضي.

اختار الخليفة منهجه الخاص في كتابة المذكرات، فبدل أن يسوغ لذاكرته أن تكتب رواية عن ماضيه الصحفي والحقوقي والحزبي والبرلماني والوزاري والوطني، فضل أن ينهج نهجا آخر، اهتدى فيه أن يجمع ما تيسر له من مولود فكره، ومن نتاج عمره مما كتبه أو حاضر به أو ألقاه من خطاب في محفل أو مقدمات لكتب، أو تأبينات في حق أعزاء غادروا إلى دار الخلود أو إسهامات في تكريم أحياء في حياتهم وذلك تكريسا لثقافة الاعتراف.

وقد تحصل له من هذا التجميع، قرابة ست أجزاء، أغلب الظن أنها ستختصر مجالات حياته (السياسية والحزبية، والإعلامية، والمهنية في سلك المحاماة، والبرلمانية، والوزارية، فضلا عن كتاباته المومأ إليها سابقا). وقد ارتأى أن يستكتب في كل جزء كاتبا من أصدقائه، وذلك بحسب تناسب الجزء مع تخصص المقدم، فاختار أن يقدم له الدكتور أحمد شحلان في الجزء الأول، وكان لي عظيم الشرف أن اختارني أن أقدم له الجزء الثالث، الذي يختصر تجربته الصحفية والإعلامية في مختلف الصحف التي كتب فيها.

الخليفة وثقافة الوفاء

قسم الخليفة كتابه الأول من المذكرات إلى ثلاثة أقسام، سمى الأول: في وفاء للوطن ورجاله، وخصص الثاني لتكريم ذوي العطاءات في مجال العقل والسياسة والوطنية والحكم، فيما خصص الثالث لقراءات لثمرات بعض محبيه، وقد غطى هذا الجزء ما كتبه في الفترة الزمنية الممتدة ما بين 1976 و 2021، في 21 مساهمة فكرية، وقد حرص في كل مساهمة فكرية،  أن يوثق مرجعها وزمن كتابتها، دون التزام بالترتيب الزمني في الكتاب، وقام الدكتور أحمد شحلان رحمه الله في مقدمة لهذا الجزء بترتيبها الترتيب الزمني، ليسهل على الباحثين دراستها، وفهم تطور فكر الزعيم الوطني امحمد الخليفة من خلالها.

يصح أن نسمي هذا الجزء بالخليفة الإنسان والخليفة القارئ، فكل ما كتبه في الوفاء أو التكريم أو تقديم المذكرات، طوال أربعة عقود أو أكثر، تكشف عن البعد الإنساني العميق في هذه الشخصية التي تحيط أحباءها بكثير من الاهتمام والعطف، وتكشف في البعد المقابل شخصية القارئ المطلع الذي لا يفوته شيء خاصة مما خطه الأصدقاء والمقربون المفكرون والفقهاء والمقرئون فضلا عن ذوي الشأن من الشخصيات العلمية والأكاديمية والأدبية والفنية والسياسية.تضمن القسم المختص بالوفاء أربعا وعشرين  مقالة، تراوحت بين النعي والتأبينات أو المشاركة في الأربعينيات أو إحياء ذكرى أو كتابة سيرة، وقد تضمن هذا الجزء معطيات عن شخصيات وطنية مختلفة التخصصات، فكتب عن عمر ابن جلون سنة 1976، وذكر مناقب العلامة الرحالي الفاروقي سنة 1985، وبسط معطيات نفيسة عن عبد الخالق الطريس في ذكراه، وعدد مناقب عبد الرحيم بوعبيد سنة 1992، وشارك بكلمات تأبينية تسلط الضوء عن مناقب عديد من العظماء والقادة والفقهاء، مثل عبد الرحمان حجيرة، وأحمد المنجرة سنة 2002، والطاهر الجوطي سنة 2004، وعبد الكريم العلمي الفلوس سنة 2005، والهاشمي الفيلالي سنة 2008، والمؤرخ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله سنة 2009، والحاج محمد الفتاوي سنة 2011، ومولاي العربي الزروالي سنة 2012 والشيخ عبد السلام ياسين سنة 2012، ولم يغفل عن أن يضمن في حوار صحفي أجري معه مناقب مولاي عبد الله إبراهيم بمناسبة تدشين شارع باسمه في مدينة الدار البيضاء سنة 2013، واستثمر مرور أربعين سنة على وفاة علال الفاسي رحمه الله فذكر معطيات مهمة ونفيسة عن حياته ومناقبه وذلك سنة 2014، ونعى في هذا القسم أيضا كلا من ميلود الشعبي، والمفكر والأديب عبد الكريم غلاب والحبيب محي بن موح سنة 2017، وأرخ للمرحوم احمد بوستة في معلمة المغرب في السنة ذاتها، وشارك في إحياء ذكرى مرور مائة عان على دخول الفقيه المختار السوسي مدينة مراكش كما شارك في ـابين الصحفي  خالد الجامعي.

والظاهر في هذا القسم الخاص بالوفاء، أنه جاء على غير نسق الكتابات الإنشائية العاطفية، فحرص أن يضمنه معطيات تاريخية مهمة، إذ غالبا ما كان الزعيم الوطني امحمد الخليفة يتوقف عند كلمات أو مواقف من سيرة الذين ينعاهم أو يؤبنهم لاستثمارها في تنبيه المسؤولين إلى الأعطاب السياسية والقيمية التي يلاحظها، ويشير إلى الوصفات التي اقترحها هؤلاء العظماء للخروج من الأزمات.

في تكريم العطاءات

يتضمن هذا القسم أربعة عشر مقالة، كتبت جلها سنة ما بين 1999 و2000، أي في اللحظة التي كان المغرب يعيش فيها مرحلة انتقال الحكم من عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله إلى عهد الملك الشاب محمد السادس، فكان القصد منها في حقيقة الأمر، دعم مقولة العهد الجديد للسلطة، والقطيعة مع الماضي، ورسم خارطة طريق للتمكين للإصلاحات التي يتعين على "مغرب الغد" أن يسلكها ليس فقط في المجال الدستوري والمؤسساتي والسياسي والحقوقي، ولكن أيضا في المجال التربوي والتعليمي والتخليقي. فجاءت هذه المقالات ترسم تصور الخليفة لمغرب الغد، والإصلاحات التي ينبغي تبنيها، وفلسفة الحكم الجديدة التي يتطلب دعمها وتثبيت الحريات الأساسية، واقتناص الفرصة لتثبيت دعائم الديمقراطية واستدراك الحلم الضائع منذ مغرب الاستقلال. ولم ينس الخليفة أن يضمن هذا الجزء مقالات عن الصحراء المغربية، ورهانات كيب قضيتها، مؤكدا دائما على التلازم الوثيق بين تثبيت الإصلاحات ودعم الديمقراطية والتنمية وبين كسب هذه القضية.

هذا، وقد تضمن هذا الجزء أيضا، مقالات وكلمات خصصها الخليفة للإشادة بأعمال المفكرين والكتاب والمؤلفين وبعض الأصدقاء والقراء والمبدعين، وذلك في تخصصات مختلفة، منهم الأستاذ أحمد نوفل،  ومحمد بن بين والمقرئ كحل العيون وعبد الكريم غلاب وعبد الحي بنيس موثق تاريخ البرمان المغربي، والعلامة الرحالي الفاروقي السرغيني والفقيه محمد بن إبراهيم الدفالي ومحمد الحبيب محي بن موح، كما شارك بمقالة علمية أكاديمية بمناسبة تكريم الأستاذ أحمد شحلان سنة 2019، حول "الأخلاق والسياسية في التراث العربي الإسلامي"، ذكر فيها بالحاجة إلى فكر ابن رشد اليوم لتحقيق الآمال في سعادة الأمة ورفاهها وربط السياسة بالأخلاق.

في تقديم المذكرات

من الأمور المثيرة للانتباه في شخصية الزعيم الوطني امحمد الخليفة شغفه الكبير بالمذكرات وحرصه على اقتنائها وقراءتها، بل وعدم تردده في كتابة تقديم لها إن وقع الطلب عليه من صاحب المذكرات. وفي هذا السياق، حرص الخليفة أن يضمن هذا الجزء من مذكراته مشاركاته في التقديم لثلاث مذكرات، هي مذكرات مولاي عيد السلام الجبلي صاحب "أوراق من ساحة المقاومة المغربية لمدين مراكش"، ومذكرات الأستاذ ابراهيم رشيدي التي عنوانها بـ: "الاتحاد التغيير أو الانقراض" ثم سيرة الفنان المرحوم محمود حسن الجندي التي عنونها بـ "ولد القصور سبع تلاوي، وهو الفنان المغربي المبدع الذي طبع الفن المغربي ببصمته لأربع عقود من الزمن.

الخليفة الإنسان والقارئ

يصح أن نسمي هذا الجزء بالخليفة الإنسان والخليفة القارئ، فكل ما كتبه في الوفاء أو التكريم أو تقديم المذكرات، طوال أربعة عقود أو أكثر، تكشف عن البعد الإنساني العميق في هذه الشخصية التي تحيط أحباءها بكثير من الاهتمام والعطف، وتكشف في البعد المقابل شخصية القارئ المطلع الذي لا يفوته شيء خاصة مما خطه الأصدقاء والمقربون المفكرون والفقهاء والمقرئون فضلا عن ذوي الشأن من الشخصيات العلمية والأكاديمية والأدبية والفنية والسياسية.

ولعل ما يضاف لهذين البعدين: الإنساني والمعرفي، هو حاسة الالتقاط لدى الزعيم الوطني، فهو لا يكتب لمجرد الكتابة، ولا يقرأ لمجرد القراءة، بل حتى في وفائه وتكريمه وتقديمه، يحرص على أن يسلط الضوء على المفاتيح الفكرية التي ترسم صورة الحل للوضع القائم، صورة الطريق لفك معضلات السياسة وأزمات القيم، فقد كان الرجل طوال حياته، مغرما بفكرتين اثنتين: الديمقراطية، والقيم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مذكرات السياسية المغرب المغرب مذكرات سياسي عرض المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رحمه الله هذا الجزء ما کتبه فضلا عن من هذا

إقرأ أيضاً:

جولة إعادة وسط انقسامات.. قراءة في نتائج رئاسيات إيران 2024

طهران– بعد يوم لم يكن كغيره بالنسبة للإيرانيين، إذ تحركت عقارب الساعة ببطء خلال فترة التصويت التي استمرت 16 ساعة، استيقظ الإيرانيون، صباح اليوم الأحد، وهم يترقبون الإعلان عن نتائج جاءت محمّلة بمفاجآت رغم التوقعات بالذهاب إلى جولة الإعادة.

ووفقا للإعلانات الرسمية، فقد تصدر المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، السباق الرئاسي بحصوله على 10 ملايين و415 ألفا و991 صوتا، يليه المرشح المحافظ، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، الذي حصد 9 ملايين و473 ألفا و298 صوتا.

وحلّ المرشح المحافظ رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، ثالثا بحصوله على 3 ملايين و383 ألفا و340 صوتا. وأخيرا بلغت أصوات رجل الدين الوحيد بين المرشّحين مصطفى بور محمدي 206 آلاف و397 صوتا.

وخلافا لجميع استطلاعات الرأي التي رجحت مشاركة أكثر من 50% ممن يحق لهم التصويت ويبلغ عددهم أكثر من 61 مليون نسمة، فإن نسبة المشاركة في رئاسيات إيران 2024 لم تتجاوز 40%، ولم يحصل أي من مرشحيها الأربعة على أكثر من نصف الأصوات التي أدلى بها الإيرانيون يوم أمس الجمعة في صناديق الاقتراع، وبلغ مجموعها 24 مليونا و535 ألفا و185 صوتا.

الناخبون الإيرانيون يتجهون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى يوم الجمعة المقبل (الجزيرة) بين المقاطعة والمشاركة

وكما توقع مراقبون في طهران، لم يستطع أي من المرشحين حسم نتيجة الاستحقاق الرئاسي في الجولة الأولی، ويتحتم على الجمهورية الإسلامية التوجه إلى جولة ثانية مجدولة مسبقا يوم الجمعة المقبل الموافق الخامس من يوليو/تموز القادم.

ويرى مراقبون في إيران أن الأهم من نسبة المشاركة هو عدد الناخبين الذين عزفوا عن التصويت، حيث فازت الشريحة المقاطعة بنسبة 60% على التعبئة الرسمية وتوظيف السلطات الحاكمة جميع الإمكانيات الحكومية والحزبية والحملات الدعائية التي استمرت على مدى 16 يوما.

من ناحيته، يقرأ الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي، نسبة المشاركة في الانتخابات بأنها خسارة للسلطات الحاكمة التي عجزت عن المصالحة مع الشعب الذي لم يعد يثق بها بسبب الأحداث التي عقبت الاستحقاقات الانتخابية في بعض الدورات الماضية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يذكّر مجلسي بالدعاية الكبيرة التي قادتها السلطات الحاكمة خلال الفترة الماضية لرفع نسبة التصويت من خلال الترويج بأن المشاركة تساوي التصويت لصالح الجمهورية الإسلامية، موضحا أنه لو افترضنا بأن التيار الحاكم قد حصد 20% من الأصوات فهذا يعني أن 80% من الشعب يعارض الوضع الراهن والسياسات الجارية عند أخذ نسبة المقاطعة بعين الاعتبار.

وتابع المتحدث نفسه، أن عدد أصوات الإصلاحيين في رئاسيات إيران 2024 قد تضاعف عدة مرات رغم المضايقات التي تعرض لها تيارهم خلال السنوات الماضية.

كما أن مجموع أصوات المرشحين المحافظين في هذه الانتخابات لم يبلغ ما حصدوه في الرئاسيات السابقة رغم "الأجواء العاطفية" التي توفرت لهذا التيار عقب وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في 19 مايو/أيار الماضي، برأي مجلسي.

وفي حين يعتبر الدبلوماسي السابق نتيجة انتخابات الجمعة مؤشرا على إخفاق السياسات المحافظة في البلاد، يقرأ نتائجها في إطار تغيير موازين قوى التيارات السياسية في إيران، ذلك أن الناخب الإيراني كان قد اعتاد فوز المحافظين في الاستحقاقات الانتخابية التي تنخفض فيها نسبة المشاركة إلی دون 50% لكن النتيجة جاءت هذه المرة مختلفة.

عدم الإجماع

في المقابل، عارض سفير طهران السابق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان، رأي زميله بأن نتيجة الانتخابات تظهر إخفاق التيار المحافظ. وقال إن مجموع أصوات المرشحيْن جليلي وقاليباف تفوق أصوات المرشح الإصلاحي، وإن حسم الانتخابات تأجل بسبب عدم تحالف مرشحي جبهة الثورة.

وفي حديثه للجزيرة نت، رأى الدبلوماسي السابق أن الاستحقاق الانتخابي يوم أمس أظهر قدرة البلاد على تجاوز التحديات، إذ احتوت الدولة تداعيات الفراغ الرئاسي وأجرت انتخابات ناجحة خلال 40 يوما فقط.

وأرجع سبب تراجع نسبة المشاركة إلى تنظيمها بعجالة واختصار فترة الحملات الدعائية في أسبوعين فقط، ناهيك عن أن الرئاسيات السابقة كانت تجرى بالتزامن مع انتخابات مجالس البلدية حيث تحظى باهتمام كبير في القرى والمدن الصغيرة.

وتابع دستمالجيان، أن ارتفاع درجة الحرارة يوم الجمعة حال دون مشاركة العديد من الناخبين الإيرانيين، مضيفا أن أعدادا كبيرة كانت قد شكلت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع بحلول منتصف الليل لكن القانون لا يسمح بتمديد فترة الاقتراع أكثر من ذلك.

ورأى المتحدث نفسه، أن الإعلان الرسمي عن نسبة مشاركة لم ترتق إلى نسب استطلاعات الرأي، يثبت للناخب جدوى ونزاهة العملية الانتخابية في بلاده، ما قد يحث المقاطعين في الدورة الأولى على المشاركة في جولة الإعادة.

ويرى دستمالجيان، أن إخفاق المرشحين المحافظين أمر طبيعي في ظل الخلافات التي عصفت بقطبي التيار، لكنه توقع تحالفهما في الجولة الثانية ورفع كفة أصوات المحافظين يوم الجمعة المقبل.

حل رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ثالثا وباتت الأنظار تتجه إليه لحسم الجولة الثانية (الجزيرة) انقسام حول الجولة الثانية

ويبدو أن الرياح في إيران تجري هذه المرة بما لا تشتهي سفينة التيار المحافظ، إذ سارع الناشط السياسي المحافظ محمد مهاجري، إلى كتابة رسالة مفتوحة للمرشح الخاسر قاليباف، ودعاه إلى "الوقوف في الجانب الصحيح من تاريخ البلاد".

وفي كتابه، اعتبر مهاجري إخفاق قاليباف في تولي الرئاسة بعد 19 عاما ترشح خلالها في عدة دورات "خطأ كبيرا" يفرض عليه تعويض الفائت، مضيفا أن جولة الإعادة تضع هذا المرشح أمام مفترق طرق؛ الأول التسليم أمام جبهة الثورة ودعم جليلي، والثاني إعلان البراءة منه "وعدم الوقوف في الجهة الصحيحة من التاريخ".

في غضون ذلك أعلن الناشط السياسي المحافظ عبد الرضا داوري، أحد أهم الداعمين للمرشح الخاسر قاليباف، عن تشكيله حملة "تيار الثورة.. داعمو بزشكيان" لمواجهة "التيار المتشدد"، ودعا أنصار قاليباف إلى الانضمام إليه.

مقالات مشابهة

  • النعجة دُولّي.. التي تمنع ظهور مبعوث أممي جديد في ليبيا! (الجزء الأول)
  • ختام بطولة الاستقلال المفتوحة للرماية
  • “أسود القاعة” يواجهون المنتخب الإسباني وديا تحضيرا للمونديال
  • جولة إعادة وسط انقسامات.. قراءة في نتائج رئاسيات إيران 2024
  • قراءة لقصيدة اغتراب للشاعرة (آمال صالح)
  • بوتين يعيد رسم تحالفاته من بيونغ يانغ.. قراءة في الأهداف
  • اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا
  • كوريا الشمالية تعدم شابًا علنًا.. «سمع 70 أغنية واتفرج على 3 أفلام»
  • أولمبياد باريس: أكرد وحكيمي وبونو يعززون المنتخب المغربي
  • ماجدة خير الله: "أولاد رزق 3" نسخة شعبية من سلسلة "أوشن" لجورج كلوني