نهيان بن مبارك يفتتح “القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية ” ويشيد بالمشاركة الدولية الواسعة بها
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن الأخوة الإنسانية يمكنها أن تمنح هذا العالم كل ما يتمناه كي يصبح عالما توحده فضائل العدالة والمساواة والتسامح والأخوة والازدهار ويسوده الحوار الحر والمفتوح بين الناس من مختلف الثقافات والخلفيات.. عالما خاليا من التطرف والعنف والحرب والكراهية يلفه السلام والتقدم والسلامة ويرسم مستقبلا أفضل لنا جميعا مشددا على أن هذا ما يجب أن يلتزم به الجميع.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه “القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية ” بدورتها الثالثة، والتي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، على مدى يومين بمجلس الطاقة بالعاصمة أبوظبي بحضور جميع المنظمين لمبادرة التحالف العالمي للتسامح من المنظمات العالمية والتحالفات الحكومية والقيادات الدينية والمؤسسات التعليمية وشبكات تكنولوجية وعلمية وكيانات ثقافية والتي تجتمع للاحتفال بما تم تحقيقه بالفعل في مجال التسامح والتفاهم بين الأديان والتعايش السلمي.
وشهدت القمة دعوة “ تحالف التسامح العالمي” إلى القضاء على التعصب من خلال التعاون بين الجميع لتحقيق هذا الهدف وليتحقق شعار القمة “متحدون من أجل إنسانيتنا المشتركة” .
تحدث في الجلسة الرئيسية للمؤتمر فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي الرئيس المشارك للجنة العليا للأخوة الإنسانية، ونيافة الكاردينال ميغيل أيوسو جيكسوت رئيس مجلس الأمن البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي، وسعادة إيرينا بوكوفا المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو عضو لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والدكتورة وداد بوشماوي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2015 .
وطرحت وزارة التسامح والتعايش خلال القمة نسخة محدثة من برنامج فرسان التسامح، بحضور سفراء الدول الشقيقة والصديقة، وسعادة عفراء الصابري المدير العام للوزارة وسعادة المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في مستهل كلمته :”يسعدني كثيرا أن أرحب بكم جميعا في القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية، ويشرفنا أن نحتفل في هذا الشهر بالذكرى الخامسة لوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية وباليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ونعلن التزامنا بالعمل المشترك لبناء مستقبل يسوده السلام والتسامح والاحترام والتضامن وتقدير القيم النبيلة التي تربطنا معا” مشيرا إلى أن وزارة التسامح والتعايش يحدوها الأمل في أن تنجح هذه القمة في وضع تصور واضح، وبناء مستقبل مشرق لعالمنا.
وأضاف معاليه :” أناشدكم اليوم ونحن نعمل على صياغة ذلك المستقبل، أن تتخيلوا معي عالما لا يضطر فيه المحتاج إلى طلب المساعدة لكونه بالفعل عضواً في مجتمع يحترم ويعتني بالجميع، تخيلوا معي عالما يعمل فيه كل فرد، وكل منظمة، وكل حكومة، على ضمان توفير حياة آمنة وكريمة ذات معنى للجميع بغض النظر عن العرق أو الجنس أو مكان الميلاد أو المعتقدات، وتخيلوا معي أيضا عالما يتمتع فيه كل فرد برعاية صحية متطورة وتعليم متميز، عالما تتضافر فيه الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي وغيره من التحديات البيئية، عالما يركز جهوده على إنهاء الحروب والنزاعات السياسية والعسكرية، وتخيلوا معي عالما يدافع عن حقوق الإنسان ويشجع الابتكار واكتساب المعرفة.. تخيلوا معي عالما يحافظ على التراث والتقاليد المحلية ويشجع الأفراد على الاعتزاز بهوياتهم الوطنية”.
وقال معاليه ” إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية التي نحتفل بها اليوم، تضع معالم واضحة لهذا العالم.. حيث أكد كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تلك الوثيقة أن مفاهيم التسامح والتعاطف والحوار كفيلة بتحقيق هذا العالم المنشود للجميع.. وحمدوا الله فيها على تفرد كل واحد فينا وعلى ما نمتلكه من قيم عالمية مشتركة تساعدنا على تجاوز اختلافنا، وتمنحنا القدرة على تحقيق ما نبتغيه من مستقبل أفضل، حيث كانت زيارة قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2019، وتوقيعهما على وثيقة الأخوة الإنسانية، لحظة تاريخية سلطت الأضواء على هذه الوثيقة ودورها في تحقيق التطور الإنساني حول العالم”.
وأكد معاليه أن مجتمع الإمارات المتنوع ممتن لصدور هذه الوثيقة الهامة حول الأخوة الإنسانية بمبادرة ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي يدعو دوما إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام والازدهار والالتزام بها ويعتبر “حب الإنسانية” أهم عناصر تشكيل حاضر ومستقبل المجتمع.
ووجه معاليه كلمته إلى أعضاء القمة قائلا :” منذ اجتماعنا العام الماضي، دخل العالم مرحلة غير مسبوقة من التوترات والمواجهات، وشهد صراعات وتحولات لم يتوقعها ولم يرغب فيها أحد، تتمثل فيها حقائق سياسية واقتصادية جديدة، تتهدد فيها سلامة الإنسان وكرامته، وتتراجع فيها جودة التعليم، وتتعثر فيها جهود التنمية البشرية، وتتدهور فيها معدلات المشاركة الاقتصادية والرفاه، ويتنشر فيها الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع، وفي خضم هذه الأحداث لا تزال الإمارات والعالم أجمع، متمسكين بالحفاظ على البيئة وحمايتها وتلبية الاحتياجات الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن انعقاد القمة اليوم يعبر عن قناعة الجميع بأنه في مواجهة هذه التطورات، سنثابر في السعي لرسم عالم من الأمل والسلام والازدهار والتعايش.. ولكي يترسخ هذا العالم، يجب أن يراعى الجميع ويحترم الجميع الروابط التي توحدنا كأعضاء في مجتمع عالمي، ويجب أن يبذل كل فرد ومؤسسة أقصى ما في وسعه للقضاء على الفقر وفتح الفرص الاقتصادية للجميع، ويجب أن يسلط الضوء على النماذج الناجحة من جميع أنحاء العالم لتأكيد ما يمثله السلام والتعايش في المجتمعات المتعددة من قوة إيجابية خلاقة للتقدم والاستقرار، ويجب أن يتم التعامل مع التنوع في المجتمعات الإنسانية على أنه قيمة مضافة، مع اليقين بأن العمل المشترك والإيمان بخيرية الآخر قادران على إحداث التغيير.
وفيما يتعلق بأهمية العمل الجماعي دعا معالي الشيخ نهيان بن مبارك الجميع للتفكير والعمل كأسرة بشرية واحدة، لصياغة مستقبل يمكنه مواجهة كافة التحديات العالمية، ويُحترم فيه الجميع، وتقدر جهودهم.. ويُلتزم فيه بمبادئ الأخوة الإنسانية، لكي تتحقق جودة الحياة للجميع، معبرا عن ثقته في نجاح هذه القمة بتحقيق الرفاه والازدهار للجميع لثقته الكاملة في التزام كافة أعضائها بمبادئ التسامح والأخوة الإنسانية وسعيهم المخلص لتحقيقها على أرض الواقع.
من جانبه أكد سعادة المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي يحتفي العالم هذا العام بالذكرى الخامسة لتوقيعها انطلقت من أبوظبي لتصبح منارة للأمل والتسامح حول العالم الذي بات يواجه العديد من التحديات والحروب والصراعات، لافتًا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية ثمرة جهود مباركة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، راعي الأخوة الإنسانية.
وأشاد سعادته بجهود وزارة التسامح والتعايش في دولة الإمارات بقيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في دعم القيم الإنسانية الراقية محليا وعالميا، مشيرًا إلى أن انعقاد القمة العالمية للتسامح والأخوة الإنسانية بالتعاون بين وزارة التسامح والتعايش ومجلس حكماء المسلمين، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية، يأتي في إطار العمل على تحويل القيم الإنسانية السامية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية إلى واقع معاش وخطة عمل يشارك فيها العمل على تنفيذها كل محبي الخير والسلام حول العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: معالی الشیخ نهیان بن مبارک وثیقة الأخوة الإنسانیة وزارة التسامح والتعایش للأخوة الإنسانیة حکماء المسلمین هذا العالم آل نهیان
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: استضافة "أميريغو فسبوتشي" الإيطالية تعزز الفهم المتبادل بين الثقافات
زار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، السفينة الشراعية التاريخية "أميريغو فسبوتشي"، سفينة التدريب للبحرية الإيطالية، التي ترسو حالياً في ميناء زايد بأبوظبي ضمن جولتها العالمية الأولى التي انطلقت من إيطاليا في يوليو (تموز) الماضي.
وخلال الزيارة، أعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن إعجابه بالسفينة التي توصف بـ "الأجمل في العالم"، مؤكداً أنها تمثل رمزاً للتميز البحري والإرث الصناعي الإيطالي الذي يمتد أكثر من تسعين عاماً، كما عبر عن فخره بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين دولة الإمارات وإيطاليا، والتي تحظى بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وإشراقاً. تبادل حضاري وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن استضافة السفينة "أميريغو فسبوتشي" في أبوظبي تعكس رؤية الإمارات في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، مشيراً إلى أن هذا الحدث يُبرز أهمية التفاعل الثقافي والتبادل الحضاري كوسيلة لتعميق الروابط الإنسانية؛ وقال إن مثل هذه الاستضافة تسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، وتجسد التزام الإمارات بدورها مركزاً عالمياً للتواصل الثقافي، بما ينسجم مع طموحاتها المشتركة نحو مستقبل يعمه التعاون والسلام.وتضمنت زيارة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان جولة في معرض "فيلاجيو إيطاليا"، المقام على متن السفينة، والذي يجمع بين الثقافة، والفن، والموسيقى، والتصميم، وفنون الطهي، ليُبرز شعار "صنع في إيطاليا"، حيث يتيح المعرض فرصة استثنائية للتعرف على الإرث الثقافي الإيطالي والابتكار الصناعي والفني، مما يُظهر مدى التنوع والثراء الذي تتميز به إيطاليا. أنشطة وفعاليات وتقام على متن السفينة "أميريغو فسبوتشي" مجموعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية المميزة، بما في ذلك عروض موسيقية لفرقة "غارديا دي فينانزا"، إلى جانب عروض لفنانين عالميين من أوركسترا "فيرونا أرينا" و"جوقة دبي الغنائية"؛ كما تسلط الفعاليات الضوء على الفنان الإيطالي العالمي "جاغو"، الذي يعرض أعماله النحتية الاستثنائية، مع التركيز على أبرز إنجازاته، مثل إرسال تمثال رخامي إلى محطة الفضاء الدولية.
وتتضمن الفعاليات المصاحبة ورش عمل فنية، وأنشطة مخصصة للأطفال، وندوات ثقافية تُبرز التميز الصناعي، بالإضافة إلى حفلات موسيقية وعروض تفاعلية تُجسد التقاليد البحرية الإيطالية العريقة.