كيف يجمع الحوثيون معلوماتهم عن السفن لاستهدافها في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
نقل موقع "ميدل إيست آي" عن خبراء ومسؤولين قولهم إن الحوثيين في اليمن استطاعوا الحصول على معلومات من المصادر الأمنية المفتوحة وبمساعدة إيران لتحديد حركة الملاحة في البحر الأحمر واستهدافها.
وفي تقرير أعده شون ماثيوز قال فيه إن الحوثيين في اليمن يستخدمون خزانا من المعلومات الأمنية المتوفرة عن الملاحة التجارية والقيام بهجمات ضد القوارب والسفن العابرة للبحر الأحمر.
ويقول مسؤولون سابقون وحاليون غربيون وخبراء في الملاحة البحرية إن استخدام الحوثيين للمعلومات المتوفرة والبيانات المتعلقة بحركة السفن يمكن الحصول عليه من خلال الإشتراك في المواقع الأمن للملاحة البحرية، وفقا للتقرير.
وذكر أنه ذلك سابقة غير معروفة مع جماعة موالية لإيران واستخدام معلومات متوفرة فقط للغرب والولايات المتحدة وحلفائها.
وأصبح الحوثيون الذين كانوا في الماضي متمردين في الجبال ويحتقرهم المشرعون الأمريكيون بوصفهم بأنهم "رعاة الماشية" في مركز الإهتمام العالمي بسبب استهدافهم السفن في البحر الأحمر، بحسب التقرير.
ونقل الموقع عن كوري رانسليم مدير مجموعة دريد غلوبال لتقييم مخاطر الملاحة البحرية قوله: "كشف الحوثيون أنهم بجهاز كمبيوتر ومنفذ على الإنترنت وربما بمساعدة شبكة افتراضية خاصة، عما هو متوفر من البيانات المتوفرة على فضاء الملاحة".
ويقول الحوثيون إنهم يقومون بالهجمات دعما للفلسطينيين في غزة. وأجبرت الهجمات السفن التجارية على تجنب مضيق باب المندب والبحث عن طرق أخرى حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا وأثر هذا على موارد قناة السويس التي تعبر منها نسبة كبيرة من التجارة الدولية.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية ضد مواقع للحوثيين في اليمن ولكنها لم تنجح في ردعهم. ويقول مسؤولون دفاعيون غربيون وخبراء أن نقطة البداية لهجمات الحوثيين هي تحديد السفينة وبيانات حركتها البحرية التي يعتمد عليها مستخدمو منصات التواصل الإجتماعي إلى الصحافيين التجسسيين وقوى البحرية القوية التي تتابع حركة السفن.
وتقوم السفن بتحديد مواقعها بطريقة آلية من خلال أجهزة الإرسال والإستقبال المعروفة بأنظمة التعريف التلقائي أو أي أي أس.
وتابع الموقع، أنه من خلال إشارة عبر هذا النظام يمكن تحديد موقع السفينة. وتوفر مواقع مثل مارين ترافيك هذه البيانات عن أنظمة التعريف التلقائي، ويمكن استقبالها من خلال لاقط في البيت كما يقول رانسليم.
وتقوم السفن العابرة للبحر الأحمر، وفقا للموقع، بالتواصل مباشرة مع الحوثيين وتحديد مواقعها خلال انظمة التعريف التلقائي، وتستخدمها لكي تخبر الحوثيين أن الطاقم على السفينة هو صيني أو تركي لإقناع الحوثيين بعدم ضربهم.
وتقول السفن الأخرى إنه لا علاقة لها مع الاحتلال الإسرائيلي لمنع استهدافهم. وفي العام الماضي عندما ضرب الحوثيون ناقلة كيماوية لام صاحبها "مارين ترافيك" لأنه حدد خطأ بأن الجهة التي تديرها هي إسرائيلية، وفق ما ورد.
ويسيطر الحوثيون على شمال- غرب اليمن بما فيه العاصمة صنعاء، وميناء الحديدة الذي كانت فيه صناعة بحرية متوسطة.
وتقول الولايات المتحدة إن إيران وحزب الله يدربان الحوثيين وأن مسؤول عمليات فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عبد الرضا شهالي موجود في صنعاء، حسب قول الأمريكيين.
وحصل مسؤول القوة البحرية الحوثية، منصور السعدي على خبرة سنوات في المعارك البحرية حيث أشرف على مواجهة الحوثيين للقتال ضد التحالف الذي قادته السعودية، وحصل السعدي على تدريبات مكثفة في إيران، كما يقول الأمريكيون، وفق التقرير.
ويقول نيكو جورجيوبولوس، الضابط اليوناني السابق في القوات الخاصة والخبير في الملاحة البحرية في ديابولس "أظهر الحوثيون وبالطبع أنهم قادرون على استخدام المعلومات البحرية الأساسية والعامة مثل إي أي أس" و "ما يملكونه هو منفذ على المعلومات غير السرية ولكن من الصعب الحصول عليها، وعليك أن تكون في التجارة أو في الاستخبارات لمعرفتها، ولن تحصل عليها في صحراء اليمن".
ولفت إلى أنه نقطة البداية للحوثيين هي أنظمة إي أي أس إلا أن المواقع المفتوحة مثل مارين ترافيك لا تقدم حركة المرور التي توفرها الأقمار الإصطناعية، كما تقول ميشيل ويز بوكمان المحللة في لويدز ليست أنتليجنس.
الموقع بيّن أن الحوثيون يحصلون وبالضرورة عن معلومات حركة الملاحة من إيران، كما تقول الولايات المتحدة.
وأردف: "فإلى جانب مساعدتهم بالصواريخ الباليستية ومكونات صواريخ كروز، توفر طهران لهم معلومات حقيقية وخبرات لشن هجماتهم ضد السفن".
وكان هناك اعتقاد ولوقت قريب أن إيران لديها سفينة تجسس في مياه البحر الأحمر لمساعدة الحوثيين على تحديد مواقع السفن، ولكنها غادرت منتصف كانون الثاني/يناير وعادت إلى ميناء بندر عباس، بحسب الموقع.
ويظل السؤال حول كيفية استهداف الحوثيين السفن غامضا ومحلا للنقاش في الدوائر الدفاعية.
وقال مسؤول دفاعي غربي بخبرة طويلة في الملاحة البحرية إن إيران تشعر بالفرح من قيام حلفائها بفرض مقاطعة على سفن والسماح لأخرى بالمرور.
ومضى بالقول إن إيران تريد منع ناقلات النفط من المرور كي تقوم ببيع نفطها الذي فرضت عليه الولايات العقوبات. وقال المسؤول "من المهم للإيرانيين قيام الحوثيين باستهداف سفنا معينة وعدم استهداف سفن خطأ".
ولا أحد يعرف في المخابرات الغربية عن طريقة استهداف الحوثيين السفن، وبدون معلومات استخباراتية، يعتقد المسؤولون أن الحوثيين يجمعون المعلومات من المصادر المفتوحة لكن إيران توفر لهم "الشيك بعد الشيك وراء الشيك".
وفي غاراتها، ركزت الولايات المتحدة على مواقع الرادار الحوثية والمسيرات، لكن الحوثيين يستخدمون معداتهم برشاقة وتحملوا سنين من القصف الجوي الذي قاده التحالف السعودي، كما كشف تقرير لمركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت.
ولدى الحوثيين مصدر مهم وتاريخ يمتد لقرون من التجربة البحرية اليمنية. ويقوم الحوثيون بإرسال قوارب استطلاع صغيرة قبل استهداف السفن، حسب رانسليم من دريد غلوبال.
وبدأ الحوثيون باستهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة لدولة الاحتلال تضامنا مع الفلسطينيين. وفي عملة جريئة سيطروا على سفينة غالاغسي التي ترفع علم البهاماز ويملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي اوغار.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر أوقفت شركات الملاحة الإسرائيلية مثل زيم رحلاتها عبر البحر الأحمر. وفي محاولة لتوسيع الحملة، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التي تزور دولة الاحتلال.
وهاجم الحوثيون سفينة ترفع العلم النرويجي بعدما اكتشفوا على الإنترنت أنها ستزور ميناء أسدود. ومع بداية الغارات الأمريكية والبريطانية وسع الحوثيون نطاق هجماتهم لتشمل كل السفن الأمريكية والبريطانية.
ونظرا للسرية التي تغلف الملاحة البحرية، فالسفينة في أعالي البحار قد تكون من شركة وترفع علم دولة أخرى، ويتغير ملاك السفينة أكثر من مرة.
وعليه يحتاج قادة الحوثيين لمعرفة الرقم الدولي البحري أو أي أم أو. وهذه الشيفرة من سبعة أرقام ومكتوبة على خارج السفينة تحدد نشاطاتها ومالكها، لكن معرفة هذا يحتاج إلى خبرة عالية.
وفي الغرب فلويدز ليست ومارين ترافيك تحتاج إلى تدقيق ومعلومات عن المشاركين ولا يمكن توفرها لليمن أو إيران، إلا أن الخبراء يقولون إنهما تستطيعان التغلب على القيود.
وتقول بوكمان "لو كان الحوثيون وإيران يحصلون على المعلومات الأمنية من الأشخاص الذين لديهم خبرة في الشحن البحري، فسيكون من السهل عليهم تحديد المستفيد النهائي بدون الإعتماد على المعلومات المدفوعة الثمن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اليمن إيران الحوثيون إيران اليمن الحوثيون البحر الاحمر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الملاحة البحریة البحر الأحمر من خلال
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يستهدفون طائرة إف-16 لأول مرة بصاروخ أرض-جو.. فكيف سيتحرك الجيش الأمريكي؟
أكد ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين كبار لشبكة فوكس نيوز الأمريكية أن الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخ أرض-جو على طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-16 .
وقعت الحادثة في 19 فبراير، عندما كانت الطائرة تحلق قبالة سواحل اليمن فوق البحر الأحمر.
وقال المسؤولون إن الصاروخ فشل في إصابة هدفه.
وفي اليوم نفسه، أطلق الحوثيون صاروخا آخر على طائرة أمريكية بدون طيار من طراز إم كيو-9 ريبير، تعمل في أجواء اليمن خارج مناطق سيطرة الحوثيين.
قال مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل استهداف الحوثيين لطائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-16 بصاروخ أرض-جو، وهو ما يمثل تصعيدا ملحوظا في مواجهاتهم المستمرة مع البحرية والقوات الجوية الأمريكية ويقول بحصولهم على قدرات قتالية أفضل.
وصعد الحوثيون من هجماتهم في المنطقة منذ أكتوبر 2023 حيث أطلقوا طائرات مسيرة تجاه إسرائيل واستهدفوا السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر دعماً لسكان غزة.
في أعقاب تصاعد هجمات الحوثيين، شكلت الولايات المتحدة في عهد إدارة بايدن تحالفًا يضم أكثر من 20 دولة بهدف حماية حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.
واستهدف التحالف مرارًا منشآت وأنظمة أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن، لكن الحوثيين لم يتأثروا بالضربات وتعهدوا بمواصلة هجماتهم.
وبحسب قناة فوكس نيوز ، فإن نقاشا سياسيا يجري حاليا على أعلى المستويات في الجيش الأمريكي بشأن أفضل استراتيجية لمواجهة الحوثيين.
أعادت إدارة ترامب بالفعل إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية.
ذكر التقرير أن النقاش يتركز الآن حول ما إذا كان ينبغي اعتماد استراتيجية أكثر تقليدية لمكافحة الإرهاب والتي من شأنها أن تنطوي على ضربات مستمرة تستهدف الذين يخططون وينفذون الهجمات، أو مواصلة التركيز على تعطيل البنية التحتية للحوثيين وتخزين الأسلحة.