قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الولايات المتحدة وإيران، ورغم الاختلافات الأيديولوجية، بينهما تقارب تكتيكي حقيقي لتجنب خوض حرب مباشرة بينهما، وأوضحت أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الصراع وأنها لا ترغب في الحرب مع إيران.

وأشارت الصحيفة الفرنسية -في عمود لكاتبها رينو جيرار- إلى أن عمليات الانتقام التي شنتها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ردا على الهجوم الذي قُتل فيه 3 جنود وأصيب 47، على يد مليشيا "المقاومة الإسلامية" الشيعية في العراق، قد تظهر للناخبين الأميركيين أن الرئيس جو بايدن يدافع دائما بأكبر قدر من الحزم عن حياة جنوده، ومن أجل إرسال رسالة ردع واضحة للمليشيات في الشرق الأوسط، ولكنها جاءت متأخرة لإتاحة الوقت لمغادرة المستشارين الإيرانيين المحتملين في الأراضي السورية والعراقية التي تم استهدافها.

وكما أعلن بلينكن أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحرب مع إيران، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أيضا أن بلاده لا تريد التصعيد وأنها ليس لديها "وكلاء" في المنطقة، وهو ما يظهر رغبة إيران في نزع فتيل الاتهامات الموجهة إليها بمهاجمة المصالح الغربية عبر وسائل غير مباشرة.

ولا بأس أن تظهر إيران -حسب الكاتب- أن المليشيات القريبة منها أيديولوجيا، تتمتع بنوع من الاستقلالية في اتخاذ القرار. فعلى سبيل المثال، لم يستشر حزب الله طهران في الهجوم الذي شنه عام 2006 على دورية إسرائيلية وتسبب في حرب شرسة استمرت 33 يوما، والشيء نفسه ينطبق على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.

وأوضح الكاتب أن إيران ترى أن إسرائيل دولة غير شرعية ناتجة عن الظلم الاستعماري، تستخدمها واشنطن "كوكيل" لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ولكن بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية، ووجود تقارب تكتيكي حقيقي لتجنب خوض حرب مباشرة، يدرك كلاهما أنه لن يكسبها على الإطلاق.

التطبيع مع طهران

ويرى الكاتب أن إيران بلغت قمة السعادة الدبلوماسية بدون أن تخسر جنديا واحدا، وكانت الحرب على غزة هدية لها على طبق من فضة، لأنها أعادت لها قيادة غير متوقعة في الشرق الأوسط، وجعلت العالم ينسى دورها المثير للجدل في سوريا واحتجاجاتها الداخلية.

وتدرك إيران تماما تكلفة "صداقتها" مع الصين وروسيا، وهي ترغب سرا -كما يقول الكاتب- في إبرام "صفقة كبرى" مع الأميركيين، تُسوى فيها كل الملفات دفعة واحدة، كالطاقة النووية والعقوبات والبنية الأمنية الجديدة للشرق الأوسط، أما ما تسميه طهران "الكيان الصهيوني"، فالمخرج منه خطابي جاهز: "سوف نتبع في كل الظروف ما يقرره الفلسطينيون".

ومن ناحيته يسعى بايدن في مواجهة خصمه دونالد ترامب، إلى الظهور كرئيس غير متشدد، وإذا سمحت له الظروف، فإنه يود أن يقدم نفسه في غضون 6 أشهر للناخبين الأميركيين، باعتباره الرجل الذي نجح في تطبيع العلاقات مع طهران، بعد 45 عاما من القطيعة.

وخلص جيرار إلى أن العداءات الإسرائيلية الإيرانية والأميركية الإيرانية، لا جذور لها في التاريخ ولا في الجغرافيا، وهي عداءات مصطنعة، تتغذى على اعتبارات سياسية داخلية في كلا الجانبين، وكل الإستراتيجيين ذوي الرؤية في واشنطن وفي تل أبيب كما في طهران يعرفون ذلك جيدا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مدير غرفة التجارة الأمريكية للشرق الأوسط تشيد بالتطور الذي يشهده الاقتصاد المصري

أشادت مدير غرفة التجارة الأمريكية للشرق الأوسط «انا بوريس»، بالتطور الذي يشهده الاقتصاد المصري، مبرزة اهتمام غرفة التجارة الأمريكية والقطاع الخاص الأمريكي بالاستثمار في السوق المصري.

جاء ذلك خلال اجتماع مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية السفير الدكتور سامح أبو العينين، مع وفد غرفة التجارة الأمريكية برئاسة «انا بوريس» مدير غرفة التجارة الأمريكية للشرق الأوسط، والمدير التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية في القاهرة سيلفيا مينيسا، وذلك في إطار جهود الإعداد للمنتدى الاقتصادي الاستثماري المصري الأمريكي.

وتناول الاجتماع أطر الدفع بالعلاقات الاستثمارية والتجارية بين البلدين من خلال تشجيع الاستثمارات الأمريكية في مصر.

من جانبه.. استعرض مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية العلاقات المصرية الأمريكية، مشيرًا إلى نتائج الاجتماع الثاني للمفوضية الاقتصادية المشتركة، وجولة الحوار الاستراتيجي التي عقدت في سبتمبر 2024، وما نتج عنها من مجموعة عمل حول مجالات الثقافة والتعليم، والسياحة والآثار.

يأتي اللقاء في إطار سلسلة من الاجتماعات التنسيقية التي يجريها مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية بتوجيه من وزير الخارجية من أجل بحث الترتيبات الخاصة بالمنتدى الاقتصادي المُزمع عقده خلال العام الجاري، وأهمية ضخ مزيد من الاستثمارات من قبل الشركات الأمريكية الكبرى في السوق المصري.

اقرأ أيضاًالمشاط تُشارك في فعاليات إعلان تشكيل لجنة الابتكار وريادة الأعمال بغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة

المشاط تعقد لقاءً موسعًا مع غرفة التجارة الأمريكية بحضور نُخبة من المستثمرين والشركات بمختلف القطاعات

«بي إن بي باريبا»: 4.7% نمو متوقع في الاقتصاد المصري السنة المالية المقبلة

مقالات مشابهة

  • باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • إيران تتجه نحو إلغاء الانتخابات الرئاسية.. مقترح برلماني في طهران يسلط الضوء على مفهوم الديمقراطية الدينية
  • مصادر سياسية: العراق ساقط عسكريا وسياسياً بيد إيران
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • اعتقال بريطانيين في إيران.. سياقات التصعيد وانعكاساته
  • مدير غرفة التجارة الأمريكية للشرق الأوسط تشيد بالتطور الذي يشهده الاقتصاد المصري
  • إجراء عراقي مهم لحل أزمة اللبنانيين العالقين في إيران
  • إيران.. أسطول كهربائي من «سيارات الشرطة والحافلات الذكية»
  • خامنئي يدعو قطر إلى الإفراج عن أموال إيران المحتجزة