لوفيغارو: لماذا تتجنب أميركا وإيران الدخول في حرب مباشرة؟
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الولايات المتحدة وإيران، ورغم الاختلافات الأيديولوجية، بينهما تقارب تكتيكي حقيقي لتجنب خوض حرب مباشرة بينهما، وأوضحت أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لمنع تصعيد الصراع وأنها لا ترغب في الحرب مع إيران.
وأشارت الصحيفة الفرنسية -في عمود لكاتبها رينو جيرار- إلى أن عمليات الانتقام التي شنتها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ردا على الهجوم الذي قُتل فيه 3 جنود وأصيب 47، على يد مليشيا "المقاومة الإسلامية" الشيعية في العراق، قد تظهر للناخبين الأميركيين أن الرئيس جو بايدن يدافع دائما بأكبر قدر من الحزم عن حياة جنوده، ومن أجل إرسال رسالة ردع واضحة للمليشيات في الشرق الأوسط، ولكنها جاءت متأخرة لإتاحة الوقت لمغادرة المستشارين الإيرانيين المحتملين في الأراضي السورية والعراقية التي تم استهدافها.
وكما أعلن بلينكن أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحرب مع إيران، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أيضا أن بلاده لا تريد التصعيد وأنها ليس لديها "وكلاء" في المنطقة، وهو ما يظهر رغبة إيران في نزع فتيل الاتهامات الموجهة إليها بمهاجمة المصالح الغربية عبر وسائل غير مباشرة.
ولا بأس أن تظهر إيران -حسب الكاتب- أن المليشيات القريبة منها أيديولوجيا، تتمتع بنوع من الاستقلالية في اتخاذ القرار. فعلى سبيل المثال، لم يستشر حزب الله طهران في الهجوم الذي شنه عام 2006 على دورية إسرائيلية وتسبب في حرب شرسة استمرت 33 يوما، والشيء نفسه ينطبق على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل.
وأوضح الكاتب أن إيران ترى أن إسرائيل دولة غير شرعية ناتجة عن الظلم الاستعماري، تستخدمها واشنطن "كوكيل" لزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ولكن بعيدا عن الاختلافات الأيديولوجية، ووجود تقارب تكتيكي حقيقي لتجنب خوض حرب مباشرة، يدرك كلاهما أنه لن يكسبها على الإطلاق.
التطبيع مع طهرانويرى الكاتب أن إيران بلغت قمة السعادة الدبلوماسية بدون أن تخسر جنديا واحدا، وكانت الحرب على غزة هدية لها على طبق من فضة، لأنها أعادت لها قيادة غير متوقعة في الشرق الأوسط، وجعلت العالم ينسى دورها المثير للجدل في سوريا واحتجاجاتها الداخلية.
وتدرك إيران تماما تكلفة "صداقتها" مع الصين وروسيا، وهي ترغب سرا -كما يقول الكاتب- في إبرام "صفقة كبرى" مع الأميركيين، تُسوى فيها كل الملفات دفعة واحدة، كالطاقة النووية والعقوبات والبنية الأمنية الجديدة للشرق الأوسط، أما ما تسميه طهران "الكيان الصهيوني"، فالمخرج منه خطابي جاهز: "سوف نتبع في كل الظروف ما يقرره الفلسطينيون".
ومن ناحيته يسعى بايدن في مواجهة خصمه دونالد ترامب، إلى الظهور كرئيس غير متشدد، وإذا سمحت له الظروف، فإنه يود أن يقدم نفسه في غضون 6 أشهر للناخبين الأميركيين، باعتباره الرجل الذي نجح في تطبيع العلاقات مع طهران، بعد 45 عاما من القطيعة.
وخلص جيرار إلى أن العداءات الإسرائيلية الإيرانية والأميركية الإيرانية، لا جذور لها في التاريخ ولا في الجغرافيا، وهي عداءات مصطنعة، تتغذى على اعتبارات سياسية داخلية في كلا الجانبين، وكل الإستراتيجيين ذوي الرؤية في واشنطن وفي تل أبيب كما في طهران يعرفون ذلك جيدا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عراقجي: إيران لن تدخل بمفاوضات مباشرة وعلى واشنطن رفع العقوبات
بغداد اليوم - بغداد
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الخميس (13 آذار 2025)، أن طهران لن تدخل بمفاوضات مباشرة إلا من موقع متكافئ، داعيا واشنطن إلى رفع العقوبات عن بلاده.
وقال عراقجي، في تصريحات صحفية، إنه "إذا تفاوضت إيران تحت الضغوط القصوى فستكون قد تفاوضت من موقع ضعف ولن تحقق أي مكاسب"، مشددًا على ضرورة إثبات أن "سياسة الضغوط القصوى ليست فعالة مع إيران ويمكنها التفاوض من موقع متكافئ".
وأضاف أن "صبرنا ليس سلبيا ونقرّ بالمبادرة"، مؤكدًا أن "لدى ايران استراتيجية واضحة لأي مفاوضات نووية محتملة".
وتابع عراقجي أن "طهران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهناك مقترح لحل القضايا العالقة"، داعيًا "واشنطن إلى رفع العقوبات".
واشار الى ان "التفاوض غير المباشر ممكن والأهم توفر الإرادة للتفاوض والتوصل لاتفاق عادل في ظروف متكافئة"، مؤكدا أننا "لن ندخل بمفاوضات مباشرة إلا من موقع متكافئ دون ضغوط وتهديدات".
المصدر: وكالات