زئير الأسد اليمني في متحف فيتزويليام (كامبردج) !
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
.كشف خبير الاثار اليمني عبدالله محسن قصة انتقال قطعة اثرية يمنية نادرة من اليمن وتحديدا حضرموت الى احد المتاحف البريطانية
وكتب محسن في صفحته فيسبوك ..من آثار اليمن ؛ حضرموت ؛ شبام ، الجزء الأمامي من أسد برونزي مصبوب مجوف بديع ، من المحتمل أن يكون جزء من عتبة باب ضخم أو طريق بوابة ، أهداه اللفتنانت كولونيل الشريف ميلدماي توماس بوسكاوين إلى متحف فيتزويليام في بريطانيا.
وأضاف محسن ..بوسكاوين هو الابن الأصغر للفيكونت فالماوث السابع ، تلقى تعليمه في كلية إيتون وترينيتي ، كامبريدج. وبعد الحرب العالمية الأولى ، التي تميز خلالها على الجبهة الغربية ، انتقل إلى تنجانيقا (الآن جمهورية تنزانيا) وأسس أكبر مشروع لزراعة السيزال في شرق إفريقيا ، وهو من نباتات الفصيلة الصبارية التي تستخرج الألياف من أوراقها ، أصبح المستكشف الشهير وعالم النبات وعالم الطبيعة جامعًا شغوفا بالمنحوتات والآثار البرونزية.
وقال ..أدى احتياج مزرعته للكثير من العمالة إلى توظيف عدد متزايد من المغتربين اليمنيين في تنجانيقا ، وهناك أصبح (شيخ عبد الله أبو بكر العمودي ) ، وهو من مواليد وادي دوعن في حضرموت ، مساعده الموثوق ورفيقه في السفر. سافرا معا من الهند عبر التبت إلى تركستان الصينية ، لكنهما قاما أيضا بثلاث زيارات إلى اليمن ، فقد زار بوسكاوين سقطرى وشبام وتريم والصيعر وشبوة وصنعاء في الفترة ما بين 1929م وحتى 1935م.
وأضاف .. أقام بوسكاوين صداقة وثيقة مع السلطان علي بن صلاح القعيطي، وأثناء سفره بالقرب من شبام حضرموت ، اكتشف الجزء الأمامي البرونزي لأسد على أرضية رملية لأحد المنازل ، وأبلغ السلطان باكتشافه ، وكان مترددا بأخذه. لكن السلطان علي أصر عليه ! ، ولاحقا استضاف السلطان علي ، فريا ستارك وهاري سانت جون فيلبي ، ولكل منهما قصته.
وتابع ..عندما أعاد بوسكاوين الجزء الأمامي البرونزي للأسد إلى إنجلترا في عام 1932 ، قدمه إلى المتحف البريطاني ، لكن المتحف لم يُظهر أي اهتمام. على النقيض من ذلك ، عرض تاجر الأعمال الفنية اللورد دوفين على بوسكاوين 5000 جنيه إسترليني – وهو مبلغ ضخم في الثلاثينيات غير أنه رفض هذا العرض على أساس أنه هدية وليس معروضاً للبيع.
وأشار محسن الى ان الأسد كان هو العنصر الأول في مجموعة بوسكاوين الرائعة من المنحوتات البرونزية التي أهداها إلى متحف فيتزويليام التابع لجامعة كامبريدج البريطانية، والذي تأسس في عام 1816م ويضم أكثر من نصف مليون قطعة أثرية.
كما قدم السلطان علي لبوسكاوين هدايا أخرى من بينها ظباء المها العربي النادرة ، التي عاشت لاحقا في حديقة حيوان لندن ، وما زالت سلالتها تحظى بالرعاية. وقدم بوسكاوين بدوره إلى السلطان علي بندقية صيد ، ورثها الابن الأصغر للأخير عبد العزيز علي بن صلاح القعيطي وظلت في حوزته حتى نهبت خلال الحرب الأهلية عام 1994م.
وهكذا اصطاد بوسكاوين الأسد البرونزي ، وحصل القعيطي على بندقية صيد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السلطان علی
إقرأ أيضاً:
روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية .. مرآة تعكس روائع الأمة
احتفل المتحف الوطني صباح اليوم بافتتاح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، برعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم إمارة الشارقة، ويأتي المعرض نتيجة تعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
ويهدف المعرض، الذي يستمر حتى الثالث من مايو القادم، إلى إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوره جنبًا إلى جنب مع الإسهامات العلمية لعلماء المسلمين عبر العصور، من خلال عرض 82 مُقتنى فريدًا من روائع فنون الحضارة الإسلامية ونتاج العلماء المسلمين، تعكس جميعها مدى ثراء الثقافة الإسلامية وصمودها عبر الأزمان والحروب، إلى جانب تأثيرها وتأثرها بمناحي الحياة العلمية والاجتماعية والفنية، ومن بين أبرز المقتنيات المعروضة مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، وأول درهم مغولي فضي لهولاكو تم سكه في بغداد بعد الاحتلال المغولي للدولة العباسية عام 659 هجريًا، وإبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، وغيرها من المعروضات النادرة.
كنوز معرفية
وفي كلمة له قبل افتتاح المعرض، قال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني، يُقام معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" في المتحف الوطني، وهو استمرار لخطوة خطاها المتحف الوطني، بدءًا بإقامة معرض "الحضارة العُمانية: النشأة والتطور" في عام 2023 في متحف الشارقة للآثار، والذي حظي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ما فتح أبواب التعاون المتحفي بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
وأضاف: يقدم معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" مقتنيات تمثل كنوزًا معرفية من العصور الإسلامية، والتي يمكن الاستدلال بها على التقدم العلمي والحضاري والمعرفي الذي كانت تشهده تلك العصور، وكيف أسهم الإسلام في تأسيس حضارة متينة أساسها العلم، والارتقاء بالمعرفة والنهوض بالمعارف البشرية وتسخيرها لخدمة الأرض والإنسان.
معروضات نادرة
كما قدمت سعادة عائشة راشد ديماس، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف، كلمة قالت فيها: المعرض يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، في ظل دعم ورعاية القيادتين الحكيمتين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، وحرصهما على تعزيز التعاون والعمل المشترك ودفعه إلى آفاق أرحب، ولقد كانت زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى سلطنة عُمان حافزًا رئيسيًا لتنظيم هذا المعرض، ترجمة لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا، والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الممتدة عبر التاريخ في مختلف المجالات.
وتابعت قائلة: يسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، التي يُعرض بعضها للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة، وهذه المجموعة تعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ومن بين هذه التحف الفريدة، إبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، والذي يعد نموذجًا يدل على استمرارية الفنون الإسلامية عبر العصور رغم التغيرات في الحكم والاقتصاد وحتى مواد الإنتاج، وأول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي عام 656 هجريًا، في دلالة على صمود الحضارة الإسلامية وقدرتها على التجدد، إضافة إلى مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، خطَّه الخطاط حافظ عثمان، الذي يعد من أعظم الخطاطين العثمانيين في عصره.
ثلاثة أقسام
ورافقت انتصار العبيدلي، أمينة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، راعي الحفل والضيوف أثناء تجولهم في المعرض، مقدمة لهم شرحًا وافيًا عن أقسامه الثلاثة وما يضمه من مقتنيات متنوعة.
وفي لقاء مع وسائل الإعلام، قالت العبيدلي: سعدنا بهذا التعاون مع المتحف الوطني لعرض 82 مقتنى تم توزيعها على ثلاثة أقسام رئيسية، بدءًا بقسم فنون الخط، مرورًا بقسم علوم وابتكارات، وانتهاء بقسم التناغم والتنوع، وهذه المجموعة القيمة، التي عكست التطور الحضاري الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا، ستتيح للزائر الاستمتاع بمشاهدة روعة الفنون الإسلامية، من فنون الخط العربي التي تجسدت في مجموعة متنوعة من المواد، كالمخطوطات والمسبوكات الإسلامية، إلى المصاحف والصفحات القرآنية، كما يسلط المعرض الضوء على إسهامات علماء المسلمين، متضمنًا أدوات فلكية مختلفة، وأخرى طبية استخدمت في مجالات متعددة، منها أدوات الكي، بالإضافة إلى مخطوط طبي مترجم من اليونانية إلى العربية، وهناك كذلك مقتنيات مصنوعة من الزجاج والمشغولات المعدنية والفخار، تجسد التبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين الحضارات الإسلامية عبر العصور.