يمانيون:
2024-11-09@01:50:44 GMT

المشروع القرآني.. قوة التأثير وحسن الأثر

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

المشروع القرآني.. قوة التأثير وحسن الأثر

عندما بدأ الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي” رضوان عليه” مشروعه القرآني في 2002 م، لم تفرش له الأرض ورودا ورياحين بل جوبه بالرفض والمعارضة ولم يستجب له سوى ثلة قليلة من المؤمنين الذين استشعروا مسؤوليتهم أمام الله وأمام المستضعفين من عباده.

أما البقية فقد انقسموا إلى فرق متفاوتة في موقفها السلبي من هذا المشروع، فمنهم من هرع لنصحه بتأجيل هذا المشروع بحجة أن الوقت ليس مناسبا والبعض ترجاه من منطلق الحرص والشفقة أن يترك هذا المشروع ويتخلى عنه أما البعض الآخر فقد اعتبروه مجازفة وتهورا فنأوا بأنفسهم عنه واكتفوا بالتفرج من بعيد منتظرين مآلات الأمور ونتائج الأحداث بينما شمر الأكثرية عن سواعدهم وهبوا لمواجهة هذا المشروع بشتى السبل والوسائل.

وإذا ما تحدثنا عن الموقف السلبي للسلطة اليمنية آنذاك من هذا المشروع فهو الأكثر سوءا والأشد صلفا وتعنتا إذ وقفت بقضها وقضيضها وإلى جانبها لفيف من الوجاهات والشخصيات الاجتماعية من مشائخ وأعيان ومثقفين وأدباء ومعهم الكثير من أتباعهم والمتأثرين بهم ضد هذا المشروع العظيم وحاربوه حربا شعواء لا هوادة فيها عسكريا وسياسيا وثقافيا وفي كل الجوانب وعلى كل الأصعدة خاصة بعد أن أطلق الشهيد القائد “رضوان الله عليه” شعار الصرخة:

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

وكذلك مشروع مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ، حينها تحركت الأذرع الأمريكية تحت زعامة سفيرها وأشعلت الدنيا بنار الشائعات والدعايات الكاذبة وحركت الدعاة والمرشدين والمثقفين وغيرهم في كل القرى والجوامع والأندية والمناسبات محذرين ومنذرين من الحوثي ومشروعه وأتباعه من المكبرين وما سيجرونه من ويلات ودمار على هذا الشعب بسبب إغضاب المارد الأمريكي وبدأ السفير الأمريكي يسد كل المنافذ أمام هذا المشروع لمحاصرته ومنع انتشاره فكتب خطب الجمعة وأمر بتعميمها وحارب تجارة السلاح  وأغلق أسواقه الحرة وأمر برفع أسعار السلاح لإطماع المواطنين ببيع أسلحتهم ودفع السلطة لسجن وتهجير كل من يرفع الشعار أو يحمله أو يؤمن به وغير ذلك من السياسات القذرة التي اتبعها ونفذها لوأد هذا المشروع في مهده.

 

لكن كل ذلك لم يفِ ولم يكفِ للقضاء على هذا المشروع ولا حتى محاصرته في مكان محدود إذ واصل الشهيد القائد “رضوان الله عليه” مشروعه متقدما إلى الأمام فاستشاطت أمريكا غضبا وحنقا واستدعت رئيس الدولة يومئذ ” على عبد الله صالح ” إلى واشنطن وأمرته بشن حرب قاسية ضد السيد حسين ومن معه من المجاهدين فعاد من واشنطن ليقرع طبول الحرب بعد أن حشد لها تأييدا واسعا من أغلب المكونات الشعبية والحكومية من أحزاب وهيئات ومؤسسات وشخصيات نافذة ومفكرين ومثقفين ودارت رحى حرب ضروس بين طرفين غير متساويين لا عددا ولا عدة ولا تدريبات ولا خبرات قتالية.

وقد أوعزت السفارة الأمريكية لأدواتها أن يرتكبوا أبشع المجازر بحق المجاهدين وكل من يتعاطف معهم من أبناء المناطق التي احتضنت الشهيد القائد ومشروعه حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر وتقدم أمريكا من خلالهم رسالة للآخرين مفادها «هكذا يكون مصير كل من تسول له نفسه عداء أمريكا».

 

وما كادت الحرب الأولى في عام 2004م  تحط أوزارها وتتكشف عن جرائم يندى لها جبين الإنسانية حتى دقت السلطة طبول الحرب الثانية لملاحقة فلول المجاهدين الذين لجأوا إلى الصحاري هربا من ظلم السلطة وجبروتها وفي منطقة الرزامات دارت رحى الحرب الثانية لتحاكي بوحشيتها طبائع المتوحشين من بني البشر.

ثم تلتها الحرب الثالثة ثم الرابعة وهكذا حرب إثر حرب كلما انتهت حرب جهزت السلطة نفسها من جديد لحرب أقسى وأشد عنفا وضراوة من سابقتها حتى انتهى بهم المطاف إلى عدوانهم الأخير على بلدنا والذي استمر لتسع سنوات ولا يزال  شاركت فيه ما يقارب من عشرون  دولة ارتكبت خلالها جرائم حرب مهولة وفظيعة هذا فقط في مجال الاستهداف العسكري أما بقية المجالات الأخرى فالكلام عنها يطول.

ومع كل هذا الإجرام وكل هذا التعنت وكل هذا العداء لم يستطيعوا معه القضاء على هذا المشروع ولا حتى محاصرته ومنع انتشاره وتوسعه بل على العكس كلما شنوا حربا ضده خرج منها أكثر قوة وأعز جانباً حتى صار اليوم قوة مؤثرة ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم خاصة بعد المواقف المشرفة من القضية الفلسطينية فغدت شعبيته تجوب العالم بأسره لأنهم رأوا فيه قوة تهين المستكبرين وتعز المستضعفين.

فيا ترى ما العوامل التي ساعدت هذا المشروع على الانتشار والاستمرارية رغم الحرب المستعرة ضده لأكثر من عشرين سنة؟

وللإجابة على هذا السؤال يمكن أن نعزوَ هذا النجاح إلى سببين هامين هما:

قوة تأثيره. وحسن أثره.

أولا: قوة تأثيره

امتلك هذا المشروع قوة تأثير كبيرة وعالية ناتجة عن عدد من العوامل أهمها:

 

١- ارتباطه بالقرآن الكريم

مثل ارتباط هذا المشروع بالقرآن الكريم أهم عوامل استمراريته وصموده أمام التحديات والأخطار التي واجهته كما مثل عامل جذب مهماً جدا للآخرين والسبب في ذلك ما ذكره  رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من مميزات القرآن الكريم عن غيره من المصادر  في حديث رواه الإمام علي -عليه السلام- قال فيه: ((ألا إنها ستكون فتنة. فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحَكَم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل مَن تَرَكَهُ مِن جبَّار قَصَمَهُ الله ومن ابتغى الهدى مِن غيره أضله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء ولا يَخْلَقُ على كثرة الرَّد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنتهِ الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إلى الرُّشْدِ} من قال به صَدَق، ومن عمل به أُجِر، ومن حَكَم به عَدَل ومَن دعا إليه فقد هَدَى إلى صراطٍ مستقيم).

وعن أهمية القرآن الكريم والالتزام به في مسألة جذب الناس إليه يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (جاء الأسلوب في القرآن الكريم بطريقة أنه يأتي للإنسان من كل جهة، منطق بشكل مقنع، وترغيب, وترهيب، واستعطاف, بكل الوسائل؛ ولهذا نجح وانتشر الإسلام بشكل كبير في فترة قصيرة، مع أن الفلاسفة كانوا يغرقون مع بعضهم بعض، لا تلمس بأنها اتسعت فلسفة مُعيَّنة، متى ما اتسعت مثلاً أحياناً فلسفة مُعيَّنة فتكون على أساس أنها توافقت مع سياسة نظام مُعيَّن، حتى الآن في قراءة الفلسفة معظمها قراءة مقولات الفلاسفة: فلان قال كذا، وفلان قال كذا، حكايات، ليس هناك ما يمكن أن ينزل ويكون مقبولاً ويمشي، هذا يتفلسف، وذاك يتفلسف مِن هناك ونقض عليه ما عنده، وهكذا، بالطريقة هذه.

فالقرآن سلك طريقة أخرى، طريقة مقنعة، وطريقة تدفع بالإنسان إلى أن يستجيب من خلال هذه: أنه يأتي له من جميع الجهات، ولم يَسِر على أسلوب الفلاسفة أنفسهم: بحيث إنه يوجد طريقة منطقية أنك لا تحتج على الخصم إلاّ بشيء هو يستلزمه مثلاً أو هو مؤمن به، أو يلزمه قبوله ووفق القاعدة هذه).

 

ما يحمله من روح تحررية نهضوية

من ضمن ما تميز به المشروع القرآني عن غيره من المشاريع هو أنه مشروع نهضة ومنهاج عمل وتحرر يدعو إلى التحرك والعمل لإخراج الأمة من واقعها المزري في كل المجالات يقول عنه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي  يحفظه (هو مشروع يرسم مسارات واضحة ومحددة للنهضة بالأمة في كل المجالات، وتحويل التحدي إلى فرصة للنهضة: وهذا موجود في المحاضرات، في الدروس، في الملازم، الحديث عن كل المواضيع، وأسس تقوم عليها النهضة على المستوى الاقتصادي، على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي… المفاهيم القرآنية نفسها مفاهيم راقية، تبني حضارة وتبني أمة، نهج تحرري ثوري قرآني، وهذا ما لا تريده أمريكا، تريد الشكل التكفيري، أو الشكل المنبطح المستسلم.)

 

خلوه من الشوائب المؤثرة

انطلق الشهيد القائد رضوان الله عليه في مشروعه القرآني من منطلق الحرص على صلاح الأمة بعيدا عن الأهواء والمصالح الشخصية والمذهبية ولذا لقي هذا المشروع قبولا واسعا بين الأوساط الشعبية معتمدا في مسألة التمويل على الإنفاق في سبيل الله رافضا  تقبل أي دعم من مصادر أخرى يمكن أن تقيد حريته وتفرض عليه الوصاية وتتحكم في ما يتبناه من مشاريع ومواقف وهذا جعله خالصا لله وخاليا من العراقيل التي تكبلت بها الكثير من المشاريع الأخرى.

أضف إلى ذلك أنه لم يضع شروطا ولا قيودا أمام من يريد الانتساب إليه كما أنه في المقابل لم يفرض أفكاره على أحد بالقوة بل هو مشروع عالمي بعالمية القرآن الكريم فمن عرفه وعرف مبادئه تأثر به وانضوى تحت رايته.

 

ملامسته لقضايا الواقع

لم يأتِ المشروع القرآني بصورة خيالية مبنية على  التخيلات والأماني بل جاء ملامسا لواقع الناس يناقش قضاياهم ويشخص مشاكلهم ويقدم الحلول المناسبة والواقعية لهذه القضايا والمشاكل بصورة صحيحة ومجدية كما حمل من القيم والمبادئ ما لامس واقع الحياة وطابق الفطرة الإنسانية فسهل على المنتمين إليه الالتزام به إذ لم يطلب منهم أشياء خيالية ولا صعبة المنال، ولم يقع في الأخطاء التي وقع فيها غيره من المشاريع الأخرى كالدعوة للإفراط في الزهد بمفهومه الخاطئ الذي يعني ابتعاد المؤمن عن الدنيا وتركها للآخرين ليستقووا بها على ظلمه واضطهاده وعلى هذا الأساس بنى أمة مثلت عامل جذب نحو هذا المشروع  يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (هذا دين عظيم جداً تتجلى من خلال وسط مُعيَّن من الناس، أمة مُعيَّنة، تتجلى قيمه ومثله ومبادئه بشكل جذاب جداً؛ ليكون شاهداً على عظمة هذا الدِّين أمام الآخرين؛ فينجذبوا إليه، وتقوم الحجة على الآخرين به؛ لأن الكثير قد يقولون: مجرد نظرية، وأي نظرية لم يشهد لها الواقع في حياة الناس؛ لأن هذا هو المحك، المحك هو واقع الحياة، واقع الأمة، روحية الأمة، نفسية الأمة، أفرادها الذين يحملون هذه النظرية، يتجلى من خلالهم ماذا؟ مدى إيجابية هذه النظرية أو سلبيتها، بالنسبة للدِّين هذه القضية لم يغفلها، موضوع أنه لا بُد من دائرة تمثل قيم هذا الدِّين ويتجسد فيها هذا الدِّين، فتمثل بهذا شهادة على الناس بعظمة هذا الدِّين، فتقدِّم نموذجاً على أرقى مستوى.)

ما ينتهجه الأعداء من سياسات ظالمة

الظلم صفة قبيحة واعتداء صارخ بحق الإنسانية تمجّهُ الفطرة وتكرهه الأفئدة وتحاربه الشريعة وتقاومه النفوس الأبية وغير خاف على أحد ما تمارسه قوى الاستكبار العالمية وفي مقدمتها أمريكا وإسرائيل من ظلم واستعباد لأمتنا وإذلالا لها وما يمارسه اليهود من تضليل وإفساد وحصار وإهانة وقتل ونهب للثروات وهتك للأعراض واحتلال للأرض وتدنيس للمقدسات وغير ذلك من أصناف وألوان العذاب والاضطهاد الذي يصدر منها كل لحظة بحق شعوب هذه الأمة وخاصة الشعب الفلسطيني الأعزل هذا ما كان بحق الأمة مجتمعة.

اما شعبنا اليمني فقد مارست عليه السلطة الأمريكية ممثلة بسفيرها في صنعاء أقسى ألوان الاستغلال وأشد أصناف الاستعباد حتى صيروا عباد الله خولا وماله دغلا وتحكموا بكل شاردة وواردة من أمور هذا الشعب فضاق الخناق بالمخلصين الأحرار من أبنائه وباتوا يبحثون عن مخرج يجدوه، ليجدوا بغيتهم في هذا المشروع العظيم فينطلقون فيه بكل حرية ليزدادوا وعيا وثقافة وثقة.

ولا ننسى التلميح إلى ما تلقاه المواطنون في المناطق الحاضنة للمشروع القرآني خلال الحروب السابقة وخاصة تلك التي تمركز فيها الجيش وأعوانه من ظلم واضطهاد ومعاملة قاسية للغاية  فحوصر حملة الشعار وحرموا من كل أشكال الكسب المادي  وفصل الموظفون منهم وأينما رفعت الصرخة توسع الحصار واشتد الخناق أكثر فلا يكاد يحصل المواطن على قوته الضروري  إلا بمشقة بالغة وطرد الكثيرون واضطر من تبقى للهجرة إلى مناطق أخرى بحثا عن مأمن من جور السلطة وجبروتها كل هذا ساعد في دفع أبناء تلك المناطق إلى الانضواء تحت راية المشروع القرآني والعمل على طرد أولئك المستبدين من قراهم وعزلهم.

 

ثانيا: حسن أثره

 

١-شد الناس إلى الله

لقد كان توجه الناس قبل انطلاقة المشروع القرآني بعيدا عن الهدى فلا جهاد ولا إنفاق ولا أعمال صالحة فيها خدمة للأمة ولا استشعار للرقابة الإلهية، والسبب هو كما يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه ( الحقيقة: إذا تأمل الإنسان في واقع الناس يجد أننا ضحية عقائد باطلة، وثقافة مغلوطة جاءتنا من خارج الثقلين: كتاب الله، وعترة رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هذا شيء. الشيء الآخر – وهو الأهم – أننا لم نثق بالله كما ينبغي، المسلمون يعيشون أزمة ثقة بالله، لماذا؟ أليس في القرآن الكريم ما يمكن أن يُعزز ثقتنا بالله سبحانه وتعالى؟ بلى. القرآن الكريم هو الذي قال الله عنه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} قِلة معرفة بالله، انعدام ثقة بالله، هي التي جعلت المسلمين يتصرفون بعيداً عن الله سبحانه وتعالى فلم يهتدوا بهديه، لو وثقنا بالله كما ينبغي لانطلق الناس لا يخشون أحداً إلا الله، لو صدّقنا كما ينبغي وعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، وعد الله لأوليائه، وعد الله لمن يكونون أنصاراً لدينه، ما وعدهم به من الخير، والفلاح، والنجاح، والسعادة، والعزة، والكرامة، والقوة في الدنيا، وما وعدهم به في الآخرة من رضوان، من جنات عدن، لو صدقنا بذلك كما ينبغي لما رغبنا في أحد، ولما رهبنا من أحد، لكانت كل رغبتنا في الله، وفيما عنده، وفي رضاه، وكل رهبتنا من الله، ومن وعيده، وغضبه، وعقابه.)

ومن هنا عمل رضوان الله عليه على شد الناس إلى الله من خلال حثهم على الأعمال الصالحة ومن ذلك قوله سلام الله عليه: ( يجب – أيها الإخوة – أن نعمل على أن نكون من هؤلاء المؤمنين، نحاول ولنقهر نفوسنا أن نفرض على أنفسنا أن نزداد إيماناً من كل آية نسمعها من آيات الله تتلى علينا، من كل تذكير نسمعه بالله لنا، أن نزداد إيماناً، افرض على نفسك أن تزداد إيماناً، افرض على نفسك أعمالاً تنطلق فيها، روِّض نفسك، وعوِّد نفسك على أن تعمل، وأن ترسخ في نفسك الإيمان، وتزداد إيماناً؛ خوفاً من أن تصبح الأشياء لا تنفع فيك، ثم في الأخير يقسو قلبك {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ} من بعد تلك الآيات، هذه حالة خطيرة جداً يتعرض لها الإنسان، حتى بعد الآيات القاهرة، مثلما حصل لبني إسرائيل عندما نَتَق الله الجبل فوقهم كأنه ظلة، وعندما رأوا آيات من هذا النوع المزعج (رجع الجبل، رجعوا لذلك الـمَسْبَك الأول) النفس هي النفس، قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة.)

وها نحن اليوم والحمد لله نعيش واقعا إيمانيا راقيا فباب الجهاد مفتوح وقائم والإنفاق في سبيل الله مستمر ومطلوب والأعمال الصالحة كثيرة وواسعة وبرنامج رجال الله متواصل ومستمر واستشعار الرقابة الإلهية أكثر استشعارا لدى البعض من ذي قبل والأمور تسير إلى الأحسن بفضل الله ثم بفضل الشهيد القائد رضوان الله عليه وفضل قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي لم ينفك مرشدا ومذكرا بالله وداعيا إليه وسراجا منيرا لهذا الشعب وهذه الأمة.

 

٢- صحح كثيرا من الأخطاء

لقد لعبت أهواء الطامعين في السلطة والطامحين إليها دورا سلبيا كبيرا في انحراف الأمة وتطويع الدين لما يخدم مصالحهم ومناصبهم فحرفوا وبدلوا وزيفوا وكذبوا وانتحلوا حتى على رسول الله أكاذيب وأباطيل طوعوا بها الأمة لأهوائهم ورغباتهم وفرقوها وشتتوها بغية إضعافها ليسهل السيطرة عليها وفعلوا بها الأفاعيل متجاهلين سوء أعمالهم وأنهم يجنون على الأمة كلها وبسبب أعمالهم تلك صار الانحراف دينا والشتات والفرقة ثقافة والأباطيل عقائد، والرضا بالعبودية للطواغيت إيمانا حتى وإن سلب مالك وضرب ظهرك.

فأفرد الشهيد القائد رضوان الله عليه جانبا مهما من أعماله وخطاباته لتصحيح ذلك الكم من الأضاليل وتلك الكومة من الأباطيل فشخص مشاكل الأمة وصحح أخطاء الماضي وأعطى الحلول فاستفاد الناس من علمه وأسلوبه وطريقته وطرحه في كل المجالات وعرفوا الصح من الخطأ والحق من الباطل وارتقوا في وعيهم وزكوا في أنفسهم وتفتحت مداركهم لمعرفة وتقييم الأحداث والأشخاص وغير ذلك من المكاسب التي استفادها الناس في كل المجالات

.

٣- أحيا الروح الجهادية وعزّز المعنوية

لقد استطاع اليهود والنصارى أن يقتلوا الروح الجهادية بين أوساط الأمة  طيلة قرون من الزمن حتى أوصلوها إلى حالة رهيبة من الانبطاح والذلة فقدت معها كل المقومات الجهادية حتى على مستوى كلمة جهاد وحول هذا يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه (هم اليهود الذين نسفوا من قاموس التخاطب الإسلامي للبلدان وللدول الإسلامية ألغوا استخدام كلمة (جهاد) واستخدموا (مناضلين وحركة مقاومة وانتفاضة) وأشياء من هذه، لم يعودوا يستخدمون كلمة: (جهاد) التي ركّز القرآن عليها وجعلها مصطلحاً إسلامياً قرآنياً له أثره في خلق مشاعر دينية، أنه جهاد في سبيل الله، فاستبدلت بكلمة (مقاومة، حركة المقاومة اللبنانية، المقاومة الفلسطينية، المناضلين العرب، المناضل، انتفاضة) ليس هناك استخدام كلمة: (جهاد)؛ لنعرف أن اليهود قد وصل الأمر بهم في سيطرتهم علينا إلى أن أصبحت ألسنتنا تحت تصرفهم، أصبحت أجهزتنا الإعلامية تحت تصرفهم.)

هذا ما كان من واقع الأمة قبل انطلاقة المشروع القرآني أما اليوم فراية الجهاد مرفوعة وثقافة الاستشهاد منتشرة وصرنا والحمد لله نسمع هذا المصطلح يتكرر على مسامعنا يوميا بل صار لمحور الجهاد والمقاومة دور كبير وبارز في حماية الأمة وجهاد عدوها والدفاع عنها وما يقدمه هذا المحور اليوم من مواقف مشرفة وعظيمة وخاصة شعبنا اليمني ضد العدوان الأمريكي الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني ما هو إلا من بركات هذا المشروع القرآني العظيم وحسن أثره في واقع النفوس وواقع الحياة لشعبنا وأمتنا.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی فی کل المجالات القرآن الکریم هذا المشروع کما ینبغی من خلال هذا الد على هذا یمکن أن کل هذا

إقرأ أيضاً:

ائد الثورة يجدّد التأكيد على استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر

سبأ :
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العمليات العسكرية اليمنية مستمرة في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وبالعمليات إلى عمق فلسطين المحتلة.

وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية “قرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني”.

وأكد أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على الموقف اليمني المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان .. مضيفًا “بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية تحاول التهويل على شعوبنا من ترمب، ولدينا في اليمن تجربة مع ترمب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”.

وتابع “لا ترمب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم، سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، ومهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”.

كما أكد قائد الثورة أن الخيار الأفضل للأمريكي ولغيره، يتمثل في وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب، مضيفًا “ترمب قال إنه سينهي الحروب، وإذا كان صادقا فليوقف العدوان الذي تشترك فيه أمريكا على قطاع غزة ولبنان”.

وأشار السيد القائد إلى أن ما حققه ترمب من نجاحات، هو في حلب بعض الأنظمة العربية بمئات المليارات من الدولارات التي أنهكت اقتصادها.. لافتًا إلى أن ترمب نجح في حلب الأنظمة العربية الحلوبة التي تعطيه مقدرات شعوبها وثرواتها ليزودها بشيء من السلاح للفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة.

وأوضح أن المزيد من العدوان والفتن لن تحقق لترمب ولا لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل أعداء أمتنا أهدافهم، ومن يتحرك في المعركة اليوم من الأمة هم أبناؤها الذين يؤمنون بالله ويتوكلون عليه ويعتمدون عليه ويثقون بنصره.

ولفت إلى أن الأمة التي تواجه هي التي تثقفت بثقافة القرآن الكريم فلا تخشى إلا الله ولا ترهب سواه ولا تكترث ولا تنحني أمام أي طاغية في هذا العالم.. وقال “واجهنا بالاعتماد على الله العدوان الأمريكي وشركاءه في فترة رئاسة ترمب السابقة لأمريكا ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه اليوم”.

وأضاف “بالاعتماد على الله والرهان عليه لن نُعجب لا بكثرة ولا بنوع من الإمكانيات أصبح بأيدينا، وكل فاعلية ذلك مع التأييد والرعاية الإلهية، ونحن حاضرون في المعركة مع الأمريكي ومستمرون في مساندة الشعب الفلسطيني، في هذا الموقف بكل ثبات سعيا لمرضاة الله وثقة به”.

واستطرد قائلًا “نحن مواصلون بالتصعيد بكل ما نمتلك ونسعى كما قلت مرارا وتكرارا لما هو أعظم لما هو أكبر لما هو أقوى، وشعبنا يواصل حركته ونشاطه ومسيراته ومظاهراته لأن هذا جزء من الموقف وجزء من الجهاد”.

ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الغد في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات خروجًا مشرفًا متحديًا لكل طواغيت العالم، وللتأكيد على الوفاء والثبات والاستمرار في الموقف المساند لفلسطين ولبنان.

وقال “شعبنا سيخرج غدا الجمعة حضورا مليونيا ليعبر عن وفائه وثباته وشجاعته وصموده، ويمن الإيمان والحكمة وشعب القيم والوفاء لا يخشى إلا الله وسيتحدى كل الطغاة، خروجكم المليوني يوم الغد يقول لمجاهدي فلسطين ولبنان أننا لن نتركهم لوحدهم أبدا، ونقول لهم من جديد: لستم وحدكم ومعكم حتى النصر”.

وأضاف “الحضور يوم الغد له أهمية كبيرة جدا ليسمع الأمريكي وكل طواغيت العالم وليؤكد شعبنا أنه لا يبالي بأي طاغية في هذا العالم، كما أن خروج شعبنا يوم الغد يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه أبدًا في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته مهما كانت التحديات”.

واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته بالحديث عمّا ارتكبه العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع من جرائم بما يزيد عن 30 مجزرة استشهد فيها وجرح أكثر من 1300 فلسطيني، وقال “تشير التقديرات إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وجرح أكثر من أربعة آلاف خلال التصعيد العدواني شمال قطاع غزة”.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية ويفرض تحت القصف والمذابح والتجويع تهجيرا قسريا على سكان شمالي قطاع غزة.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي الفاشل في المواجهة العسكرية والعاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة انتهج المسلك الإجرامي للاستهداف الشامل للمدنيين.

وأضاف “إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة صامدون ومتماسكون وثابتون وينكلون بالعدو ويلحقون به الخسائر الكبيرة، وفي هذا الأسبوع هناك ما يقارب 16 عملية لكتائب القسام فيها الكمائن المنكلة بالعدو والاشتباك المباشر مع جنوده وإلحاق الخسائر بهم”.

ولفت قائد الثورة إلى أن القصف الصاروخي لسرايا القدس على مغتصبة “سديروت” مع عمليات بقية الفصائل تعكس عجز العدو عن القضاء على فصائل المقاومة.. وتابع” كما أكدنا مرارًا أن ارتكاب الجرائم الكبيرة جدًا لا يمثل إنجازًا عسكريًا مهما بلغ عدد ضحايا الشهداء من الأطفال والنساء”.

وأكد أن العدو ما يزال في حالة الفشل الواضح والمؤكد مع طول الوقت وحجم الإجرام المتراكم، ومع الأسف لا جديد في الموقف العربي والإسلامي أمام الجرائم الرهيبة والتصعيد الذي يقوم به حاليًا شمال قطاع غزة.

وأفاد بأن الحالة العربية والإسلامية تجاه ما يجري في غزة خطيرة وتعتبر من الدلائل على مدى الإفلاس الإنساني والأخلاقي والإيماني.. مضيفًا “كثير من أبناء شعوب أمتنا رضوا لأنفسهم بأن يكونوا متفرجين وألا يكون لهم أي موقف بأي مستوى وهذا محزن جدًا”.

وأردف قائلًا “حتى على المستوى السياسي الدبلوماسي العربي والإسلامي ليس هناك موقف بما تعنيه الكلمة، وما تزال بعض الأنظمة الرسمية تصنف المجاهدين في فلسطين كإرهابيين بدون أي ذنب إلا جهادهم ودفاعهم عن شعبهم ومقدساتهم”.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المجاهدين في فلسطين لم يفعلوا شيئًا بالأنظمة التي تصنفهم كإرهابيين وما يزالون حريصين على علاقات إيجابية مع كل أبناء الأمة.. مؤكدًا أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة لم تدفع بعض الأنظمة العربية إلى مستوى تصنيف العدو بالإرهاب فقط، حيث يساند بعض الإعلام العربي، العدو الإسرائيلي ويخدمه بشكل مفضوح وواضح وبشكل مخزٍ لا مثيل له حتى في المراحل الماضية.

وأشار إلى “أن الحالة التي عليها الموقف العربي ومن حوله الموقف الإسلامي مع وجود استثناءات يذكرنا ببداية المأساة التي عانى منها الشعب الفلسطيني”.. متسائلًا “كما باع البريطاني الوهم والسراب والوعود للعرب؟، ويقوم الأمريكي بنفس الدور وكلاهما تنكر لهم بشكل عجيب وجفاء كبير”.

ومضى بالقول “القادة البريطانيون كانوا يقولون لمن وقف وتعاون معهم من العرب أنتم أغبياء ومشكلتكم كيف صدقتم وعودنا.. مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية اتجهت فعليًا ضمن مشروع آمنت به قوى الغرب في بريطانيا وأمريكا وأوروبا واتجهت لدعمه.

وذكر بأن المشروع الصهيوني يستهدف الأمة الإسلامية والعربية في أرضها وعرضها ودينها ودنياها وكل شيء.. موضحًا أن اليهود لا يمتلكون من اللحظة الأولى القدرة على تأمين الزخم البشري اللازم لانتشارهم في أنحاء واسعة من العالم العربي، وكانت البداية في فلسطين.

وأكد السيد القائد أن التوافد الصهيوني اليهودي أتى من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين برعاية بريطانية، ورغم ما تعرض له اليهود في البلدان الغربية وقبل أن يخترقوا المعتقدات التي رسخت المشروع الصهيوني في أوروبا اتجهوا بكل حقد وعداء ضد المسلمين.

وقال “من اتجهوا ضمن المشروع الصهيوني تحركوا في استهداف أمتنا كمعتقد ديني في إقامة ما يسمونه “إسرائيل الكبرى” ومن ثم السيطرة على المنطقة بكلها”.. موضحًا أن بريطانيا أقدمت على خطة احتلال فلسطين دون أن يكون هناك أي استفزاز أو تحرك معاد لها في معظم البلدان العربية إلا القليل النادر في مناطق لم يصلوا إليها.

ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية آنذاك ساهمت في العمل مع البريطاني على إيقاف الحركة الثورية الجهادية للشعب الفلسطيني في مراحل مهمة.. مشيرًا إلى أن المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي كان منذ اليوم الأول، وآنذاك لم يكن لإيران أي علاقة بما يحدث بالمنطقة العربية.

وأضاف “من وفاء الثورة الإسلامية في إيران أنها تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي”.. مشيرًا إلى أن العوامل الأساسية التي مكنت من تحقيق وعد بلفور ومن نجاح البريطاني، هو الدفع الأمريكي منذ مرحلة مبكرة كما أكدت المصادر التاريخية.

وأوضح قائد الثورة أن وضعية الأمة ورعاية الغرب الكافر البريطاني مع الأمريكي هما من العوامل التي مكنت الأعداء من السيطرة على الأمة.. معتبرًا تشتيت شمل اليهود على مدى آلاف السنوات كان رحمة إلهية لما يشكلونه من خطورة كبيرة على المجتمع البشري.

وتابع “حالة ذلة اليهود كبّلتهم عن أن يتمكنوا من النفوذ والسيطرة، والحالة الاستثنائية تتعلق بتفريط الأمة الإسلامية والعرب في المقدمة، وتفريط الأمة في القيام بواجب المسؤولية المقدّس هبطت أخلاقيًا وفكريًا وثقافيًا واستمر هبوطها إلى أن وصلت في الحضيض”.

وأفاد السيد القائد بأن قوى كثيرة من أبناء الأمة أصبحت تمد يدها للبريطاني وفي مراحل مختلفة من التاريخ استندت إليهم في تحقيق نفوذ ومصالح وحسم الصراعات الداخلية.

وأردف قائلًا “عندما وصل حال الأمة إلى الحضيض جعلها في مقام المؤاخذة الإلهية ففقدت عزتها وقوتها ودورها بين الأمم”.. مؤكدًا أن الأمة الإسلامية أصبحت ساحة مفتوحة للطامعين من مختلف القوى الكافرة في بلدانها وثرواتها وموقعها الجغرافي ومنافذها البحرية المهمة.

وشدد على ضرورة أن تسعى الأمة بجد لتصحيح وضعيتها للخروج من دائرة المؤاخذة الإلهية والاتجاه إلى النهوض بالمسؤولية بإنابة صادقة إلى الله، وإذا اتجهت للنهوض بمسؤوليتها وأنابت إلى الله فحبل المؤاخذة والتسليط سينتهي عن هذه الأمة.

ومضى بالقول “عندما تقف الأمة على قدميها وتنهض بمسؤوليتها معتمدة على الله وتطهر ساحتها من الظلم والفساد فسيعطيها الله العون والتأييد في دورها العالمي”.. مبينًا أن الكثير من القوى الغربية سترى نفسها في موقف العاجز الفاشل الخاسر المستسلم إذا نهضت الأمة بمسؤوليتها وصححت من واقعها.

وأكد قائد الثورة أن حالة التخاذل والإعراض والتجاهل والتعامي عن كل الأحداث يمكن للأمة أن تتكبد معها الكثير من الخسائر.. مضيفًا “الاتجاه الواعي الذي يستجيب لله تعالى في إطار المسؤولية المقدّسة لهذه الأمة يحظى بتأييد الله”.

وأرجع الأعباء والصعوبات التي تواجه أحرار الأمة في هذه المرحلة لتحركهم من نقطة الصفر ولكن مع رعاية إلهية.. مؤكدًا أن اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كيانا متماسكا قويا صامدا، ولذلك أتى بهم البريطاني وأتى من بعدهم الأمريكي.

وعدّ اعتراف الأمم المتحدة بالعدو الصهيوني كعضو كأي دولة أخرى من الشواهد الواضحة على أنها لا تقوم على أساس من العدل، ولأن العدو الإسرائيلي قائم على الاغتصاب والظلم والجرائم الفظيعة وقتل الأطفال والنساء، والتهجير القسري للملايين.

وبين السيد القائد أن كل المؤسسات الدولية التي تأسست من بعد القضية الفلسطينية وحتى اليوم لم تفعل شيئا لفلسطين بل خدمت العدو الإسرائيلي.. مشيرًا إلى أن العالم الغربي الذي ينظر إليه الكثير من أبناء الأمة على أنه عالم الحرية والحضارة والحقوق هو من أسند الظلم والباطل الإسرائيلي ضد الأمة.

ولفت إلى أن أمريكا تولّت الدعم والشراكة مع العدو الإسرائيلي إلى جانب بريطاني.. وقال “هناك عقيدة دينية وأطماع استعمارية وأحقاد في المشروع على أمتنا، ويعتبرون الفرصة مهيئة لهم ووضعية الأمة زادت من طمعهم”.

وذكر أن الرؤساء الأمريكيين يتعاقبون في خدمة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، وبايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم، بينما حرص ترمب على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.

وأضاف “ترمب قال إنه مستعد لإعطاء إسرائيل المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين، فيما الزعماء العرب ممن يتسابقون للولاء والطاعة له، لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا”.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن ترمب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوب، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار، وعمل تحت عنوان “التطبيع” على تطويع بعض العرب ليكونوا خدامًا للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وجيّر بعض الأنظمة العربية بإمكانات شعوبها وبلدانها لخدمة الصهاينة.

وتابع “ترمب فشل في مشروع صفقة القرن رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضًا، مهما آثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه”.

وأكد قائد الثورة أن القضية الفلسطينية محمّية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.

وقال “أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان”.. مشيرًا إلى أن جبهة حزب الله جاءت في مرحلة كان العدو الإسرائيلي يعول فيها على أنه أحكم السيطرة على لبنان عسكريًا وسياسيًا.

واعتبر حزب الله سندًا للشعب الفلسطيني، وتضحياته وجهاده أسهمت في خدمة الشعب الفلسطيني وفي عزّة لبنان وحريته وحمايته واستقلاله..مبينًا أنه ومنذ عملية “طوفان الأقصى” وقف حزب الله بِجِدّ وفاعلية ومصداقية وثبات عظيم وتأثير على العدو في جبهة جنوب لبنان.

وأضاف “العدو تصور أنه قد تمكن من إلحاق الهزيمة بحزب الله لكنه تفاجأ في العملية البرية وتعرّض لهزائم ميدانية وخسائر كبيرة.. وقال” في أربعينية شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله فقد خسرت كل الأمة الإسلامية باستشهاده، وهو من القادة التاريخيين النادرين”.

وأكد قائد الثورة أن السيد نصر الله أبقى للأمة مدرسة متكاملة يتخرج منها الأبطال والشجعان والمجاهدون في وجه العدو بكل بسالة وثبات وبصيرة وإيمان.. مضيفًا “حزب الله نفذ في أربعينية السيد نصر الله عملية قوية جدًا باتجاه يافا المحتلة والمغتصبات والمصانع الصهيونية، وهذا دليل الفاعلية والحضور”.

وتابع “العدو كان يتوقع أنه حسم المعركة مع حزب الله، وتفاجأ بحضور الحزب وتماسكه التام وعملياته الفاعلة والمؤثرة في إطار القيادة والسيطرة”..واصفًا كلمة الشيخ نعيم قاسم بالأمس بالقوية والمؤكدة على الثبات في الموقف والاستمرار في النهج.

وعرّج السيد القائد على عمليات المقاومة الإسلامية في العراق المستمّرة والفاعلة والمؤثرة رغم الضغوط السياسية والإعلامية الكبيرة لمحاولة إيقافها.. مبينًا أن الواقع بالنسبة للعدو الإسرائيلي صعب فعلا بالرغم من جرائمه الفظيعة جدا التي لا تمثل نصرا وإنجازا عسكريا.

وقال “واقع العدو الإسرائيلي مأزوم، وإقالة المجرم نتنياهو لشريكه في الإجرام والعدوان غالانت أتى في سياق أزمته ومشاكله الداخلية، وأزمة التجنيد في جيش العدو الإسرائيلي تأتي بعد تكبّده المئات من القتلى والآلاف من الجرحى وهو يحتاج إلى تعويض خسائره”.

وأضاف “رغم أن العدو الإسرائيلي حرّك قوته الاحتياطية إلى الحد الأقصى لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التجنيد، ويعيش كيان العدو أزمة داخلية ونتنياهو يتعهد بإعادة الأمن للصهاينة لأنهم في حالة خوف شامل، وفي حالة صعبة خاصة في الوضع الاقتصادي بالرغم من الدعم الأمريكي الذي يغطي 75 بالمائة من تكاليف العدوان والإجرام”.

وأفاد قائد الثورة بأن الوضع الاقتصادي للعدو منهك جدا ومأزوم، وتكلفة خسائره تقدر بـ 160 مليار دولار حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • هل الزواج من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الإفتاء تجيب
  • رحل الرشيد الرجل الرشيد
  • القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.. الإجابة وراء التحول الإلهي
  • دعاء جامع شامل في يوم الجمعة.. الفرصة الذهبية لدعاء مستجاب
  • هل يؤثر التوقيت الشتوي أوالصيفي على العبادة والصيام؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • فضل الصلاة على النبي من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة| تعرف عليه
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات الخميس 7-11-2024
  • السيد القائد: وعد بلفور نموذج صارخ على تآمر الغرب وخيانة الأمة
  • ائد الثورة يجدّد التأكيد على استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر
  • مركز صحم القرآني يُكرِّم عددًا من الطالبات