وقّع برنامج دبي للتميز الحكومي، التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، مذكرة تفاهم تؤسس لشراكة معرفية نوعية، وتحقق تبادل الخبرات وتنسيق الجهود لمواصلة الارتقاء بمعايير التميّز الحكومي وكفاءة الإدارة الحكومية في عمليات وخدمات حكومة دبي، وتدعم ريادة دبي كنموذج عالمي للتميز والكفاءة في العمل الحكومي والإدارة الحكومية.

ويأتي التوقيع، بالتزامن مع انطلاق الدورة التقييمية لبرنامج دبي للتميز الحكومي والتي تستند إلى المنظومة المحدثة للتميز الحكومي، وتركز على محاور ثلاثة هي تمكين الكفاءات، والأثر المجتمعي، والجاهزية للمستقبل.

شهد توقيع مذكرة التفاهم، معالي عبدالله محمد البسطي الأمين العام للمجلس التنفيذي، رئيس برنامج دبي للتميز الحكومي، وسعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، رئيس مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، فيما وقعها كل من سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتور هزاع خلفان النعيمي، المنسق العام لبرنامج دبي للتميز الحكومي، وذلك في مقر الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبراج الإمارات.
وقال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، بهذه المناسبة، إن التعاون مع برنامج دبي للتميز الحكومي، هو فرصة لشراكة مثمرة للجانبين، بالنظر إلى ما حققه البرنامج من إنجازات طوال 20 عاماً ليجعل من دبي نموذجاً عالمياً يحتذى به في مجال التميّز الحكومي المنهجي، وبالاستناد إلى الخبرات النوعية والبرامج الحصرية والأبحاث الأكاديمية عالمية المستوى التي تتميز بها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
وأضاف الدكتور المري: “إلى جانب دورنا كشريك للمعرفة ومطور لبرامج تدريبية تخصصية في مجال التميز الحكومي للبرنامج، سنقدم لعدد من الموظفين الحكوميين الفائزين بأوسمة برنامج دبي للتميز الحكومي منحاً دراسية في برامج دراسات عليا، وهي خطوة هادفة للمشاركة في تعزيز موقع دبي في صدارة نماذج التميز الناجحة عالمياً”.
من جهته أكد الدكتور هزاع خلفان النعيمي، أن الشراكات الاستراتيجية شكلّت على مدى عقدين من انطلاق برنامج دبي للتميز الحكومي علامة فارقة في مسار التطوير المستمر للبرنامج ولمعاييره ومخرجاته، من أجل مواصلة الارتقاء بالعمل الحكومي في دبي انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بترسيخ التميّز ثقافة مؤسسية شاملة في كل الجهات الحكومية بدبي.

وقال الدكتور النعيمي: “بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، نعمل على تأكيد وترجمة الغاية العليا للعمل الحكومي والمتمثلة بخدمة الناس على أكمل وجه في إيجاد مختلف الممكنات والأدوات، ولذلك نسعى إلى تمكين الكفاءات وتعزيز الجاهزية للمستقبل من أجل توسيع الأثر المجتمعي للعمل الحكومي في دبي، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسات مرموقة في هذا المجال، مثل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، التي نتطلع إلى شراكة معرفية مثمرة معها”.
وتعزز المذكرة نهج برنامج دبي للتميز الحكومي القائم على التطوير والتحسين والابتكار المستمر، والاستفادة من موقع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية كمنصة معرفية رائدة، ومرجعية عالمية في نماذج الإدارة والاستشارات الخاصة بتصميم سياسات واستراتيجيات فاعلة، وكمصدر للأبحاث الأكاديمية والتعليم والتدريب التخصصي والدراسات المرموقة.

كما تحدد المذكرة أطر التعاون بين برنامج دبي للتميز الحكومي وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في ثلاث مجالات رئيسية هي: الشراكة المعرفية، والتدريب التخصصي في مجال التميز، والمنح الدراسية.

وعلى مستوى الشراكة المعرفية، تقوم الكلية بدور “شريك معرفة” لعدد من فعاليات برنامج دبي للتميز الحكومي، ويشمل ذلك الندوات المعرفية والملتقيات الحوارية، وغيرها من الفعاليات التي يتم دعوة الكلية للمشاركة فيها.

أما على المستوى التدريبي، فيتعاون الطرفان في مجال تطوير وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة في مجال التميز الحكومي، بهدف الاستفادة من الخبرات المتبادلة في مجال تطوير ومراجعة المواد العلمية وإعداد المعايير والأدلة الإرشادية للبرامج التدريبية في مجال التميز الحكومي.

وفي مجال المنح الدراسية، ستقوم الكلية بتوفير منح دراسية كاملة لعدد من الموظفين الفائزين بأوسمة برنامج دبي للتميز الحكومي في كل دورة تقييمية تعقد مرة كل عامين، ممن تنطبق عليهم شروط ومتطلبات الدراسة في البرنامج، وذلك للدراسة في برامج الماجستير المقررة، وتزويدهم بمهارات وقدرات جديدة تمكنهم من تحويل التحديات إلى فرص، وربط النظريات مع الممارسات العملية باستخدام أحدث الأساليب والآليات المتطورة في الإدارة الحكومية والعامة.
وتترجم الشراكة نهج العمل بروح الفريق الواحد بين مختلف الجهات في دبي لتحقيق تطلعات الإمارة ومواكبة طموحاتها المستقبلية وتسريع تحقيق أهداف العمل الحكومي فيها، من خلال ترسيخ أفضل الممارسات وتمكين المواهب والكفاءات وتحفيز المتميزين وتكريس نهج التميّز ومأسسته كثقافة وأسلوب عمل متكامل.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: کلیة محمد بن راشد للإدارة الحکومیة فی مجال التمیز الحکومی فی ز الحکومی التمی ز

إقرأ أيضاً:

عميد الفكر النزواني

ولد عميد الفكر النزواني أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد الناعبي، في بلدة العارض من كُدَم في بدايات القرن الرابع الهجري في حوالي سنة 305هـ . وحين أصبح في ريعان شبابه قرر السفر إلى نزوى لتقلي العلم من علمائها، حيث اشتهرت نزوى دائما بكثرة العلماء وطلبة العلم فيها وما زال هذا حالها إلى يومنا هذا، فجلس الكدمي في مجلس الشيخ محمد بن روح بن عربي الكندي، والشيخ رِمشقي بن راشد ومحمد بن الحسن، والشيخ عبدالله بن محمد بن أبي المؤثر الخروصي لينال نصيبا من علمهم ويستمع لهم، ويحفر في ذاكرته حروف كلماتهم.

كان الكُدَمي مجدًا في طلب العلم وحريصا عليه. هذا الحرص جعل منه شخصية علمية غزيرة العلم والمعرفة . عاصر الكدمي ثلاثة من الأئمة: الإمام سعيد بن عبدالله الرُحيلي، والإمام راشد بن الوليد، والإمام حفص بن راشد، وفي فترة إمامة الإمام سعيد بن عبدالله نال محمد بن سعيد الكُدمي حظوة لدى الإمام لأمانته وإخلاصه في عمله، فعينه الإمام أمينًا على المحبوسين، وكتب الكدمي يصف الإمام سعيد على لسان معلمه أبي إبراهيم محمد بن أبي بكر الأزكوي قال: «الإمام سعيد بن عبدالله أفضل من الإمام الجلندى بن مسعود نظرا لكونه إماما عادلا صحيح الإمامة من أهل الاستقامة يفوق أهل زمانه أو كثيرا منهم في العلم ومع ذلك قتل شهيدا».

وكانت له منزلة كبيرة أيضا لدى الإمام راشد بن الوليد وكان مقربا منه، والكدمي يذكر الإمام راشد بقوله: «كان رحمه الله لرعيته هينا رفيقا بآرائهم، شفيقا غضيضا عن عورتاهم، مقيلا لعثراتهم بعيد الغضب عن مسيئهم، قريب الرضا عن محسنهم». وفي عهد الإمام حفص بن راشد كان الشيخ محمد بن سعيد هو المرجع الديني لعمان قاطبة، وتولى الجانب الديني والفقهي في حكومة الإمام.

كتب الشيخ محمد بن سعيد عددًا من المؤلفات التي لا تزال تعد مصدرا مهما في دراسة الفكر الديني في عمان ومن هذه المؤلفات كتاب الاستقامة، ولخص هذا الكتاب علي بن محمد المنذري في كتاب نهج الحقائق، وللكدمي كتاب «المعتبر» والذي يقع في تسعة أجزاء، وهو شرح لجامع ابن جعفر ولم يتبق من هذا الكتاب القيم سوى جزأين، وكتاب «زيادات الأشراف»، وعلق الشيخ الكدمي في هذا الكتاب على كتاب «الإشراف على مذاهب أهل العلم» لمؤلفه محمد بن إبراهيم بن المنذر بن الجارود النيسابوري. وذكر البرادي أن للكدمي كتابًا بعنوان «المقطعات»، وله عدد من الرسائل والمكاتبات وردت في بيان الشرع، وعدد من القصائد والمنظومات حول قضية عزل الإمام الصلت بن مالك، وله جوابات جمعها سرحان بن سعيد أمبوعلي الأزكوي في كتاب أسماه «الجامع المفيد من أحكام أبي سعيد».

ويعد كتاب «الاستقامة» من أهم أعمال الشيخ أبي سعيد الكدمي، ويقع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، يتناول موضوع الولاية والبراءة كمحور رئيسي له، وتميز في طرحه بأنه تناول الجانب المعتدل والمتسامح وابتعد عن التطرف في إطلاق الأحكام، ومن أبرز الأسباب التي دفعت الكدمي إلى كتابة كتاب «الاستقامة» هو رغبته في شرح وجهة نظره حول موضوع الخلاف الشاغل بين العلماء في تلك الفترة وهي قضية عزل الإمام الصلت بن مالك الخروصي، فحدث خلاف بينه وبين الشيخ ابن بركة، حيث كان ابن بركة وهو من أبرز علماء عصره وعميد للفكر الرستاقي الذي كان يرى ضرورة البراءة من راشد بن النظر وموسى بن موسى، وطلب ابن بركة من جميع طلابه أن ينهجوا نهجه، فضيق على الناس بطلبه هذا. فقرر الكدمي -والذي عرف بتوجهاته التي تميل دائما إلى الوسطية- أن يكتب كتابا يوضح فيه موقفه من قضية راشد بن النظر وموسى بن موسى، فكتب «الاستقامة» ووضح في كتابه هذا أن هذه الحادثة قديمة وأنهم في هذا الجيل لم يشهدوا الأحداث حتى يطلقوا الأحكام، لذا وجب الوقوف في مثل هذه الأمور، وعدم البراءة من أي شخص ممن عاصر قضية عزل الإمام الصلت. لاقى كتاب «الاستقامة» الذي تميز بعمق الطرح وينم عن غزارة العلم، استحسان الكثير من علماء عصره؛ وبذلك تأسس فكر مختلف عن الفكر الرستاقي عرف بالفكر النزواني الذي تولى ريادته الشيخ محمد الكدمي.

جاء الجزء الأول من الكتاب في أسس وقواعد الولاية والبراءة، والجزء الثاني في أحكام الولاية والبراءة، أما الجزء الثالث، فحول تطبيقات الولاية والبراءة.

استفاد من جاء بعده من العلماء من كتاب «الاستقامة»، فصاحب بيان الشرع نقل من الاستقامة كل ما يخص موضوع الولاية والبراءة، وكتب الشيخ ناصر بن خميس الحمراشدي يصف كتاب «الاستقامة»:

كتاب الاستقامة ليس يلقى له في الكتب شبه أو نظير

حوى علم الشريعة فاستقامت على قطب استقامته تدور

عليك به حياتك فاتخذه شعارك فهو برهان ونور

واشتهر عن أبي سعيد عدد من العبارات التي لا تزال تتداول إلى اليوم، ومن أشهر هذه العبارات (من تشجع بعلمه كمن تورع به)، وله أيضا عبارة (الأمر إذا ضاق اتسع، وإذا اتسع ضاق).

قرر الشيخ سعيد في آخر أيامه العودة إلى موطنه العارض، وهناك بنى فيها مسجدا ليعلم طلبة العلم فيه ويكون ذكرى باقيا عنه، وظل في العارض إلى أن انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعلم في طلبه وفي نقله للأجيال اللاحقة. وظل الشيخ الكدمي معلما لمن جاء بعده من خلال مؤلفاته التي كانت تحمل بعدا فكريا عميقا، ويقول عنه الشيخ أبو نبهان الخروصي : «وكفى بأبي سعيد -رحمه الله- حجة ودليلا لمن أراد أن يتخذ الحق لنفسه سبيلا؛ لأنه أعلم من نعلم من الأحبار وآثاره أصح الآثار».

مقالات مشابهة

  • حزب الجبهة الوطنية يناقش مشروع قانون جديد للإدارة المحلية وتطوير الكوادر
  • كارت الخدمات الموحد.. رئيس الوزراء يبحث التوسع في ميكنة الخدمات الحكومية
  • غرفة القليوبية تُطالب بتسريع برنامج الطروحات الحكومية في البورصة
  • 2025 عام الطروحات الحكومية القوية.. رئيس لجنة الإسكان بالنواب يكشف خطط الدولة الاقتصادية
  • نائب يدعو لتسريع الطروحات الحكومية في البورصة لتعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات
  • القمر الاصطناعي اتحاد سات ينطلق إلى الفضاء
  • خالد بن محمد بن زايد يصدر قرارا بتعيين إبراهيم ناصر وكيلاً لدائرة التمكين الحكومي
  • عميد الفكر النزواني
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يستعد لإطلاق اتحاد سات غدًا
  • خالد بن محمد يعين إبراهيم ناصر وكيلاً لدائرة التمكين الحكومي